حسنين مصطفى العلي
الحوار المتمدن-العدد: 8257 - 2025 / 2 / 18 - 22:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تحول الأحزاب السياسية العراقية إلى أحزاب انتخابية بعد 2003.
بعد الإطاحة بنظام صدام حسين في عام 2003، شهد العراق تحولًا كبيرًا في المشهد السياسي، بما في ذلك ظهور عدد كبير من الأحزاب السياسية الجديدة. ومع ذلك، فقد لوحظ أيضًا أن العديد من هذه الأحزاب أصبحت "أحزابًا انتخابية"، وهي أحزاب تظهر فقط خلال مواسم الانتخابات وتفتقر إلى وجود سياسي حقيقي خارجها.
هناك عدد من العوامل التي ساهمت في تحول الأحزاب السياسية العراقية إلى أحزاب انتخابية، بما في ذلك
غياب البنية التحتية للحزب: لم يكن لدى العديد من الأحزاب العراقية الجديدة البنية التحتية أو الموارد اللازمة للحفاظ على وجود سياسي دائم.
النظام الانتخابي: أدى النظام الانتخابي النسبي في العراق إلى خلق حوافز للأحزاب الصغيرة والمتوسطة للتشكيل من أجل زيادة فرصها في الفوز بالمقاعد.
ثقافة المحسوبية: سهّل النظام السياسي العراقي بعد عام 2003 المحسوبية والفساد، مما أدى إلى إنشاء أحزاب على أساس الولاءات الشخصية أو العشائرية بدلاً من الأيديولوجيات السياسية.
كان لتحول الأحزاب السياسية العراقية إلى أحزاب انتخابية عدد من العواقب السلبية على السياسة العراقية، بما في ذلك:
ضعف المساءلة: أدى نقص وجود الأحزاب السياسية خارج موسم الانتخابات إلى إضعاف المساءلة الحكومية.
الجمود السياسي: أدى انقسام المشهد الحزبي إلى جعل من الصعب على الحكومة تشكيل حكومات مستقرة واتخاذ قرارات سياسية رئيسية.
الفساد: سهّل غياب الرقابة الحزبية الفساد وسوء الإدارة الحكومية.
تشير الأبحاث إلى أن معظم الأحزاب السياسية العراقية أصبحت أحزابًا انتخابية. على سبيل المثال، وجدت دراسة أجراها معهد تشاتام هاوس أن "الغالبية العظمى" من الأحزاب السياسية العراقية "لا توجد إلا على الورق ويتم تفعيلها خلال مواسم الانتخابات".
بالإضافة إلى ذلك، كشفت مقابلات أجرتها هيومن رايتس ووتش مع السياسيين والخبراء العراقيين أن العديد من الأحزاب لا تجتمع بانتظام أو تنخرط في أي نشاط سياسي ذي مغزى خارج مواسم الانتخابات.
تحولت الأحزاب السياسية العراقية بشكل متزايد إلى أحزاب انتخابية بعد عام 2003. وقد أدى هذا التحول إلى ضعف المساءلة الحكومية والجمود السياسي والفساد. من الضروري معالجة أسباب هذا التحول لتعزيز السياسة العراقية وإرساء الديمقراطية المستقرة.
حسنين العلي
#حسنين_مصطفى_العلي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟