أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - توفيق أبو شومر - احتفالاتهم، واحتفالاتنا!














المزيد.....


احتفالاتهم، واحتفالاتنا!


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 8257 - 2025 / 2 / 18 - 19:36
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


قال الأسير الإسرائيلي، ساشا تروفانوف لأمه، وهو الذي أُطلق سراحه يوم السبت 14-2-2025م: "أنا بخير وصحة جيدة، أُطلقتْ النار على قدميَّ وهانا أمشي وأقف وأضحك، لقد نقص وزني إلى النصف، وكان طعامنا طعام مجاعة، هيا يا أمي ضميني إلى صدرك وقبليني بقوة، مثلما كنتِ تفعلين وأنا وليد صغير، اقرصيني بإصبعيك، حتى أشعر أنني في الحقيقة وليس في الحلم، أنا بخير"
اللقطة السابقة من مقال الصحفية، سميدار شير في صحيفة يديعوت أحرونوت، قالت الصحفية: "ستظل جملة (أنا بخير) التي قالها ساشا لأمه أغنيتي المفضلة"!
هذه اللقطة ربما ستتحول إلى نصٍ أدبي في مناهج طلاب المدارس في إسرائيل في المستقبل القريب، لأنهم بارعون في استحداث قصص جنودهم، فهم قد استحدثوا قصة دمجوها في مناهج التعليم عام 2014 عندما استغلوا قصة سرقة أحد جنود إسرائيل ممن قتلوا الأبرياء الفلسطينيين، سرق قطتين أليفتين من منزل فلسطيني في بلدة خزاعة بخان يونس، وجعلوا من الجندي الذي سرق القطتين بطلا إنسانيا، يستحق العطف والتقدير، واسموهما باسمين عبريين!
ومن أبرز الاحتفالات في إسرائيل ما ورد في صحيفة يديعوت أحرونوت؛ يوم 17-2-2025م التقى، إسحق هرتسوغ رئيس دولة إسرائيل مع الأسير، عوهاد بن عامي يوم الاثنين وقال له: "سنجعل العالم كله يرى معاناتكم في سجن حماس، عندما أنظر في وجهك فإنني أؤمن بأن من يُنقذ حياة واحدة فكأنه أنقذ العالم أجمع! منذ 500 يوم عندما وقع العدوان البربري علينا وأنت في الأسر، أعرف بأن زوجتك قد اختُطفت ثم أطلق سراحها في الصفقة الأولى، نحن الإسرائيليين فقدنا أبناءً عديدين، أنا ملتزم بإعادة الأسرى جميعهم"
من المعروف أن إسحق هرتسوغ نفسه لم يكتب رسالة سلام في شهر أكتوبر 2023م، بل كتب على الصاروخ الأول الموجه لغزة: "نثق بكم"!
الإسرائيليون لم يكتفوا بذلك بل إنهم حولوا عددَ أيام الأسر إلى ثوانٍ رقمية لتضخيم الحدث في وسائل الإعلام، فقد حول البرفسور، والتر بلوك عدد أيام أسر الأسير، ساجي ويكي، وهو الأسير ذي الجنسية الأمريكية والإسرائيلية، من أيام إلى ملايين الثواني، فقد قال "انتظرناك ثلاثة وأربعين مليون ثانية"!
أما الباحث، إسرائيل شابيرا فقد استغل أحداث تدمير غزة وأصدر كتابا جديدا عن غزة بعنوان: (تاريخ اليهود في غزة) وأبرز لقطات من الكتاب جاء فيها: "حكم اليهود غزة منذ عهد الكتاب المقدس في عهد الملك سليمان وقد غزا قطاع غزة المستعمرون، الحشمونائيم، فغزة كانت مدينة يهودية زاهرة، وقد اكتشفنا في غزة أكبر كنيس يهودي عام 1965م"
هكذا يحتفل الإسرائيليون، يصورون أسراهم أبطالا خارقين، يحولون أقوالهم إلى أغانٍ وحكم وأقوال، وهم يعيدون دائما كتابة التاريخ وفق طريقتهم باستخدام بعض التقنيات، منها مثلا وجود كنيس أو حمام طقسي(مكفا)، وهذا كافٍ لادعائهم بملكية المكان، وإذا عجزوا عن إيجاد مُبرِّرٍ فإنهم يعودون إلى تسلسل الإثنيات والأعراق، ليؤكدوا أحقيتهم كجنس إثني عبري مختار بامتلاك المكان منذ أربعة آلاف عام، ولا يكتفون بذلك، بل ينسبون له كل الإبداعات والبطولات!
أما نحن الفلسطينيين فإننا عندما نحتفل فإننا نعيد إنتاج عادتنا التقليدية وهي أن نحتفل بما لا يجب علينا الاحتفال به، فمن راقب احتفالاتنا الأخيرة بإطلاق سراح الأسرى في غزة، يشعر بأننا لم نستفد من دروس التاريخ، ولم نوظف احتفالاتنا لتصب في مجرى قضيتنا العادلة، وكذلك للرد على زيف ادعاءات أعدائنا، لأن احتفالاتنا تكون في الغالب موجهة إلى أهلنا وليس إلى أعدائنا، هدفها في النهاية أن يغيظ المحتفلون منافسيهم من الأهل أولا!
فما معنى الاحتفال بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، ونحن نقف فوق رماد بيوتنا، ونصنع منصات احتفالية فاخرة على بقايا مؤسساتنا، ونُلبس أبناءنا لباس المقاتلين، نُحمِّلهم البنادق والرشاشات، وكأننا نؤيد رواية الأعداء بأن غزة ليس مدينة وادعة تطلب السلام، يعيش فيها فلسطينيون وادعون يحبون الحياة، بل هي كتيبة من الجيش ولواء من المسلحين فكل من فيها هم جنود يحملون السلاح، إذن، فإن إسرائيل معذورة في حملتها العنصرية، وإبادة العائلات، وقتل والأطفال، وتدمير المدينة!
أما أبرز القضايا التي لم أجد لها جوابا قاطعا، عندما سألني صحفي يعمل في وكالة أنباء أجنبية بعد الأيام الأولى من شهر أكتوبر 2023م عن رأيي في خطف المدنيين الإسرائيليين الكهول والنساء والأطفال حاولت تبرير هذا الخطف، وحاولت أن أستعيد تعذيب أطفالنا وسجنهم، وذكرت له قصة الطفل الفلسطيني، أحمد المناصرة المعتقل بتهمة طعن جندي وكان عمره إحدى عشرة سنة، وكيف عذبه المحققون الإسرائيليون ونشروا استجوابه في شريط فيديو، وذكرت له خطف الطفل البريء، محمد أبو خضير، وإحراقه من قبل عصابة مستوطنين بسكب البنزين عليه في إحدى الغابات عام 2014 لأنه فلسطيني فقط، وإحراق عائلة الدوابشة عام 2015م، أخيرا كنتُ أتساءل هل أقنعتُ هذا الصحفي بذلك؟!
أما القضية التي استفزت كثيرين عندما علموا أن رجال الأمن الفلسطينيين ممن يحرسون الأسرى أهدوا أحد الأسرى قطعة من الذهب لتهنئته بمناسبة ميلاد ابنته، تلك القصة التي لم تؤكَّد رسميا جعلت كثيرين يقارنون بينها وبين أسرانا المعذبين في السجون ممن يُعاقَبون حتى وهم يصعدون الحافلات التي تقلهم إلى الحرية حيث يفاجؤون باستشهاد أسرهم!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة وفندق الكمبردور!
- مباحثات نتنياهو وترامب!
- حزب الذبابة!
- نحلة طالبان اليهودية!
- نزوح بسبب قنبلة!
- من هي جان دارك دونالد ترامب؟!
- قصة جاري الحمار!
- شمال إسرائيل، أم جنوب لبنان؟
- طاحونة والدي!
- لماذا اختارت الحكومة العميقة ترامب؟
- جنازتان لم أحضرهما!
- لا تحولوا إعلام الكوارث إلى إعلام تسلية!
- كاوبوي البورصات، وأبطال الصناعات!
- مولودة في خيام النازحين!
- هل خسائرنا تكتيكات؟!
- الاغتيالات في إسرائيل!
- دفنوها في حضن قبر أبيها!
- مصادر قوة نتنياهو السرية!
- القبض على مياه المطر!
- استطلاعات الرأي سلاح خطير!


المزيد.....




- هل تشتعل حرب الترند بين -مدفع رمضان- و-رامز إيلون ماسك-؟
- رمضان في مصر.. معارض سلع حكومية والأسعار تغير نمط استهلاك ال ...
- التحالف الدولي يعلن دعمه للمحادثات بين -قسد- والحكومة السوري ...
- رون ديرمر: يد نتنياهو الخفية وصانع العلاقات الإسرائيلية مع ا ...
- كيف تؤثر الرسوم الجمركية الأمريكية على منتجي زيت الزيتون في ...
- ثوران مذهل لبركان إتنا في صقلية وتحويل مسار الرحلات في مطار ...
- حماس تفرج السبت عن ستة رهائن إسرائيليين أحياء وأربع جثث
- صدع بين ضفتي الأطلسي .. برلين تبحث عن -طريق أوروبي مستقل-
- الجيش الإسرائيلي: نواصل البقاء والسيطرة المؤقتة على عدة نقاط ...
- -قسد- تصدر بيانا بشأن نتائج الاجتماع الثلاثي والحوار مع دمشق ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - توفيق أبو شومر - احتفالاتهم، واحتفالاتنا!