|
رأي الشيوعية في الدرجة الثالثة
ملهم الملائكة
(Mulham Al Malaika)
الحوار المتمدن-العدد: 8257 - 2025 / 2 / 18 - 17:38
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
قد يخال القارئ أن الحديث يجري عن مقاعد الدرجة الثالثة في القطار، وهذا سيوجه نظره إلى جهة واحدة من المسألة، فالدرجة الثالثة تصنيف واقعي في كثير من يوميات الحياة. بعض الناس يعيشون كل حياتهم في الدرجة الأولى، وآخرون يعيشون غالباً في الدرجة الثانية، أما الدرجة الثالثة فهي الأكبر، وتتسع قاعدتها باستمرار لأنّ أغلب الناس ينتقلون في سنوات حياتهم الأخيرة إلى هذه المرتبة. هذا التصنيف القائم اليوم قد يغير المفاهيم الشيوعية.
كعقيدة سياسية ما زالت الشيوعية، تنظر إلى المجتمع وتوصيفه السياسي من خلال منظار الصراع الطبقي بوصفه الماركسي، حيث تُصنف المجتمعات إلى طبقات بناءً على علاقتها بوسائل الإنتاج. في الماضي، ركزت الشيوعية على الصراع بين الطبقة العاملة (البروليتاريا) والطبقة الرأسمالية (البرجوازية بمراتبها الثلاث)، حيث تسعى الأولى إلى التحرر من استغلال الثانية. أما اليوم، فتتعامل الشيوعية مع التصنيف الطبقي بطرق مختلفة حسب السياقات الاجتماعية والسياسية من خلال المقاربات التالية: النقد المستمر للرأسمالية: تستمر الشيوعية في نقد النظام الرأسمالي، معتبرة أنه يعمق الفوارق الطبقية ويخلق استغلالًا للطبقة العاملة. وما زالت عقيدتها الأول تنظّر أن الرأسمالية تزيد من تركيز الثروة في أيدي قلة، مما يعمق التفاوت الطبقي. التأكيد على الصراع الطبقي: لا تزال الشيوعية تؤمن بأن الصراع الطبقي هو المحرك الرئيسي للتغيير الاجتماعي. تُركز على دور الطبقة العاملة والمهمشين في تحقيق التغيير الثوري. التكيف مع التغيرات الاجتماعية: مع تطور المجتمعات وظهور طبقات جديدة (مثل الطبقة الوسطى المتوسعة والعمال في قطاعات الخدمات والتكنولوجيا)، تحاول الشيوعية تحليل هذه التغيرات وإعادة تعريف الطبقات وفقًا للواقع المعاصر. التركيز على العدالة الاجتماعية مثل الحقوق الاقتصادية، التعليم، الصحة، والسكن، كجزء من نضالها ضد التفاوت الطبقي. النضال ضد العولمة الرأسمالية: ترى الشيوعية أنّ العولمة تعمق الاستغلال الطبقي على مستوى عالمي، وتدعو إلى تضامن عالمي بين الطبقات العاملة عبر الدول. التعامل مع التعددية الثقافية: في بعض السياقات، تحاول الشيوعية دمج قضايا الهوية والعرق والجنس وحتى الدين (كما الحال في العالم العربي والإسلامي) في تحليلها الطبقي، معتبرة أن هذه العوامل تتفاعل مع الطبقة لتشكل تجارب الاستغلال والقمع. بشكل عام، تبقى الشيوعية متمسكة بفكرة أن القضاء على الطبقات الاجتماعية وتحقيق مجتمع لا طبقي هو هدفها النهائي، لكنها تتكيف مع التحديات المعاصرة لتحليل الواقع الاجتماعي المتغير. أدت قيم العولمة والرقمنة وما نتج عنها من الحوكمة والحكم الرشيد والتشاركية إلى ظهور طبقة جديدة تقف بين الطبقة الوسطى وبين الطبقة العاملة، يمكن تسميتها جيل الألفية الثالثة أو "الطبقة الوسطى الجديدة"، وقد نصفها في هذا السياق ب"طبقة الدرجة الثالثة"، وأغلب أفرادها من الشباب الذين يعملون في قطاعات مثل التكنولوجيا، الإعلام، الخدمات الرقمية، وغيرها من الوظائف التي تعتمد على المهارات المعرفية والرقمية، هذا التطور الحاسم يضع الفهم الشيوعي التاريخي والمادي للصراع الطبقي أمام واقع يتسارع في التغيير، فأفراد هذه الطبقة ليسوا ابناء الطبقة العاملة بالضبط، وهم ليسوا أبناء الطبقة الوسطى بالمفهوم الكلاسيكي، قد تقارب الشيوعية اليوم هذا التغير الطبقي من خلال المفاهيم التالية: إعادة تحليل الطبقات: قد تحتاج الشيوعية إلى إعادة تحليل التركيبة الطبقية للمجتمع لتشمل هذه الطبقة الجديدة. يمكن اعتبارها جزءًا من "البروليتاريا الجديدة" أو "الطبقة الوسطى الجديدة"، حيث يعتمد أفرادها على العمل بأجر ولكنهم يتمتعون بظروف عمل مختلفة عن الطبقة العاملة التقليدية. التعرف على مصالحها: يمكن أن تتعامل الشيوعية مع هذه الطبقة من خلال فهم مصالحها واحتياجاتها. غالبًا ما يواجه أفراد هذه الطبقة تحديات مثل عدم الاستقرار الوظيفي، الديون (خاصة قروض التعليم)، وصعوبة الحصول على سكن. يمكن أن تكون هذه القضايا نقطة التقاء بين هذه الطبقة والطبقة العاملة التقليدية. بناء التحالفات: يمكن للشيوعية أن تسعى لبناء تحالفات بين هذه الطبقة الجديدة والطبقة العاملة التقليدية. يمكن أن يكون هناك تعاون في النضال من أجل حقوق العمال، العدالة الاجتماعية، وتحسين ظروف العمل. النضال من أجل العدالة الرقمية: مع اعتماد هذه الطبقة الجديدة على التكنولوجيا، يمكن أن يكون هناك نضال مشترك حول قضايا مثل الخصوصية الرقمية، حقوق العمال في قطاع التكنولوجيا، والوصول العادل إلى الموارد الرقمية. التثقيف والتوعية: يمكن للشيوعية أن تعمل على تثقيف هذه الطبقة حول أهمية الصراع الطبقي وكيفية ارتباط مصالحها بمصالح الطبقة العاملة الأوسع. يمكن أن يكون هناك تركيز على كيفية استغلال الرأسمالية لهذه الطبقة من خلال العمل غير المستقر والأجور المنخفضة نسبيًا. التكيف مع التغيرات الاقتصادية: يمكن للشيوعية أن تطور أدواتها التحليلية لتشمل تأثيرات الرقمنة والعولمة على الاقتصاد والمجتمع. يمكن أن يكون هناك تركيز على كيفية تحول طبيعة العمل والإنتاج في ظل الاقتصاد الرقمي. النضال من أجل حقوق الشباب: يمكن أن تكون هناك نضال مشترك حول قضايا تؤثر على الشباب بشكل عام، مثل التعليم المجاني، الرعاية الصحية، والسكن الميسور. بشكل عام، يمكن للشيوعية أن تتعامل مع هذه الطبقة الجديدة من خلال فهم ديناميكيتها الخاصة ومحاولة دمجها في النضال الأوسع من أجل العدالة الاجتماعية والاقتصادية. ويمكن أن يكون هناك تركيز على بناء جسور بين هذه الطبقة والطبقات الأخرى لتعزيز التضامن الطبقي. لكن الدرجة الثالثة التي بدأت مقالي عنها، تشمل قطاعات واسعة من كبار السن، وهم الذين بلغوا سن التقاعد، وباتوا يعيشون على رواتب تقاعدية هبطت بهم غالباً من المستوى الذي كانوا يعيشون فيه خلال أيام العمل. وبات مألوفاً هنا في أوروبا أن تشاهد رجال ونساء جاوزوا السبعين، وهم يفتشون في براميل القمامة بحثاً عن قنان فارغة، ليعيدوها إلى محلات البيع، ويحصلوا على ثمنها الزهيد (بضع سنتات للقنينة الزجاجية، ونحو 25 سنتا للقنينة البلاستيكية). كما تحفل عروض مواقع التشغيل بوظائف لا يتجاوز أجرها الشهري 500 يورو يشغلها أفراد هذه الطبقة. والعروض هنا بالمئات في كل مدينة، وتشمل وظائف مجالسة الصغار، مجالسة ورعاية المسنين، إيصال المسنين إلى دور كبار السن واعادتهم الى بيوتهم يومياً بسيارة الدار (مينيبوس 18 راكب غالباً)، رعاية القطط والكلاب وحيوانات المنزل الأخرى (سلاحف، أرانب، قنادس، ثعابين، وحتى تماسيح وغيرها) أثناء سفر أصحابها أو اثناء ساعات عملهم اليومي، رعاية القصور والمنازل الفخمة أثناء سفر أصحابها ويتضمن ذلك سقي الجنائن، وسقي نباتات الظل، والتهوية اليومية، ورعاية أحواض السمك (اكواريوم)، اعمال مطبخية كثيرة في المطاعم والفنادق وثكنات الجيش والشرطة وفي الأقسام الداخلية للجامعات والمدارس الخاصة، توزيع الصحف على المشتركين فجر كل يوم، وعشرات بل مئات الوظائف الأخرى. يرى الذكاء الاصطناعي أنّ الشيوعية يمكن أن تقارب مشكلات سكان المدن من الدرجة الثالثة ضمن طبقة المتقاعدين، وفق الطرق التالية: *النضال من أجل نظام تقاعد عادل يُموَّل من خلال الضرائب التصاعدية على الأغنياء والشركات الكبرى. وتؤكد على أن التقاعد يجب أن يكون حقًا مكفولًا للجميع، وليس امتيازًا لفئة محددة. كما تُطالب بزيادة رواتب المتقاعدين لتتناسب مع تكاليف المعيشة، وتضمن حياة كريمة لهم. * تعزيز دولة الرفاه الاجتماعي من خلال توفر خدمات مجانية أو مدعومة في مجالات الصحة، السكن، والرعاية الاجتماعية للمتقاعدين. كما تُطالب بإنشاء برامج دعم خاصة بالمسنين، مثل الرعاية الصحية المجانية، النقل المدعوم، ومراكز الرعاية النهارية. * إعادة توزيع الثروة، لأن مشكلة انخفاض مداخيل المتقاعدين هي جزء من التفاوت الطبقي الذي تسببه الرأسمالية. لذلك، تدعو إلى إعادة توزيع الثروة من خلال فرض ضرائب تصاعدية على الأثرياء وزيادة الإنفاق الاجتماعي. وما برحت الشيوعية تُطالب بتخصيص جزء من أرباح الشركات الكبرى لتمويل أنظمة التقاعد والرعاية الاجتماعية. * التضامن الطبقي، من خلال اقامة بناء تحالفات بين المتقاعدين والعمال النشطين، حيث أن مصالحهم متشابكة في مواجهة استغلال الرأسمالية، مؤكدة على أن نضال المتقاعدين من أجل حقوقهم هو جزء من النضال الأوسع للطبقة العاملة ضد النظام الاقتصادي الذي يستغل الجميع. * النضال ضد خصخصة أنظمة التقاعد التي تُضعف الضمان الاجتماعي وتجعل المتقاعدين عرضة لتقلبات السوق، داعية إلى إبقاء أنظمة التقاعد تحت إدارة الدولة، مع ضمان شفافيتها واستدامتها. * تعزيز المشاركة السياسية للمتقاعدين وحثهم على المشاركة في النضال السياسي والاجتماعي للمطالبة بحقوقهم. حيث تُؤمن الشيوعية بأن قوة المتقاعدين تكمن في تنظيمهم الجماعي والمطالبة بحقوقهم كجزء من النضال العام من أجل العدالة الاجتماعية. * النضال من أجل حقوق المسنين من خلال إنشاء تنظيمات سياسات خاصة لحماية حقوق المسنين، بما في ذلك توفير رعاية صحية متكاملة، ودعم نفسي واجتماعي، وبرامج ترفيهية تتناسب مع احتياجاتهم، كما تُطالب بإنشاء مراكز مجتمعية للمسنين توفر لهم الدعم والرعاية اللازمة. * إنّ مشكلة المتقاعدين هي نتاج طبيعي للنظام الرأسمالي الذي يعطي الأولوية للربح على حساب الإنسان، داعية إلى تغيير جذري للنظام الاقتصادي، بحيث يُصبح الهدف هو تلبية احتياجات الناس بدلًا من تعظيم الأرباح. * التضامن بين الأجيال حيث أن الشباب والعمال النشطين سيكونون هم المتقاعدين في المستقبل. وهكذا فإن نضال المتقاعدين اليوم هو جزء من نضال أوسع لضمان حقوق الأجيال القادمة. * في النهاية، ترى الشيوعية أن الحل الجذري لمشاكل المتقاعدين يكمن في إقامة نظام اشتراكي يضع الإنسان في مركز اهتمامه، ويضمن توزيعًا عادلًا للثروة والموارد.، وهكذا تعيد كل القضية إلى الحل الشيوعي. كل هذه الأفكار تداعت إلى ذهني وأنا أشاهد على مئات شبكات التلفزة كل يوم ممثلين وممثلات مصر الذين كانوا من الخط الأول، تسوقهم الحاجة والعوز وقد جاوزت أعمارهم السبعين إلى المشاركة في أعمال فنية بمختلف المستويات، منها أفلام يلعبون فيها أداور ثانوية بسيطة، بعضها لا يتطلب حتى حركة، ومنها برامج حوارية لا تتطلب سوى دردشات اجتماعية دافئة، وهكذا صرنا نرى فردوس عبد الحميد، إلهام شاهين، إسعاد يونس، منى عبد الغني، نجوى فؤاد، نجاح الموجي، أحمد راتب، يحيى الفخراني وغيرهم يلعبون هذه الأدوار. كل هؤلاء يمثلون اليوم ويظهرون في برامج التلفزة كي يعيشوا، هم في الحقيقة يحيون اليوم في الدرجة الثالثة باذلين جهداً كبيراً لمغادرة هذه الدرجة المتعبة. هل تملك الشيوعية حلولاً واقعية عاجلة لمواطني الدرجة الثالثة؟
#ملهم_الملائكة (هاشتاغ)
Mulham_Al_Malaika#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الألفية الثالثة - عالم بلا آلهة
-
أشبال أبو قلام فريق في زوايا النسيان!
-
من جيش السلطة إلى قوات المعارضة
-
قطار البصرة الذي تكرهه الزوجات!
-
عشاء في لشكر 21 حمزه الإيراني
-
عاصفة الصحراء تهب على فرقة المشاة 47
-
آخر سكان مدينة قصر شيرين المهدومة
-
المنطقة الخضراء – مقر السلطة منذ تاريخ سحيق
-
تسلسل تاريخي للانقلابات والمؤامرات والاغتيالات في العراق
-
دماء على مسدس طارق*
-
كاترينا صبيحة عيد الميلاد
-
-كونغ- الذي غاب عن حانة الفقراء
-
قادسية صدام مع سبق الإصرار
-
إوزة الثلج
-
قصة حبٍ هاربة من أرض أور*
-
الكتابة الإلكترونية – ثورة في عصر المعرفة الموسوعية
-
قراءة في رواية صوت الطبول من بعيد
-
نذور بنت الجلبي في دير مار متي
-
عقيل يختار الجسر*
-
الحاج مهدي يبحث عن أخيه
المزيد.....
-
إحصاءات الإيدز تثير جدلا في السعودية.. كيف ردت وزارة الصحة و
...
-
برلماني أوروبي: لن تصبح أوكرانيا عضوا في -الناتو- أو الاتحاد
...
-
الأول من نوعه منذ 1922.. اكتشاف مقبرة الملك تحتمس الثاني
-
أكثر من مليون سوري عادوا إلى ديارهم منذ سقوط الأسد
-
الخارجية الصينية: الظروف لم تتهيأ بعد لرفع -هيئة تحرير الشام
...
-
زيلينسكي يؤجل زيارته إلى السعودية
-
ستارمر: زمن الاعتماد على واشنطن ولى
-
بوتين يوعز بالمساعدة على ترميم منشأة نفطية لشركة ذات حصة أمر
...
-
الجيش الإسرائيلي: نواصل البقاء والسيطرة المؤقتة على عدة نقاط
...
-
الخارجية الفلسطينية تدين قرار جمهورية فيجي نقل سفارتها إلى ا
...
المزيد.....
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
المزيد.....
|