كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 8257 - 2025 / 2 / 18 - 09:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يتوقع المحللون ان يضع (ترامبو) ثقله كله لتشويه خارطة العالم بمعاوله التي يحملها الان فوق ظهره ليغير بها جغرافية القارات والمحيطات. .
جاءت خطوته الاولى بتغيير أسم خليج المكسيك واعتباره خليجيا امريكياً 100%، ثم قفز فجأة نحو المضايق والممرات الملاحية، فأرسل أساطيله للتحكم بحركة السفن التجارية المارة بمضيق هرمز، ومضيق تايوان، ومضيق باب المندب، وخليج العقبة، وخليج السويس، ومضيق جبل طارق، ثم طالب الحكومة البنمية بالتنازل عن ملكية قناتها الاستراتيجية الرابطة بين المحيطين (الهادي والأطلسي). .
توجه بعد ذلك صوب كندا وطالبهم بالانضمام إلى الولايات المتحدة ليصبحوا الولاية 51، وطالبهم ايضاً بإزالة المعابر والحواجز الحدودية. وطالب حكومة الدنمارك بالتنازل عن غرينلاند وضمها إلى الولايات المتحدة لتصبح الولاية 52. ثم التفت نحو الشرق الأوسط مبينا رغبته بانتزاع غزة من سكانها الأصليين، واقتطاع اجزاء من خارطة الأردن وأجزاء من خارطة مصر، لترحيل سكان غزة اليها. وهو الآن يرسم خارطة حدودية جديدة لأوكرانيا، وفي نيته تجزئة 5 دول عربية إلى 14 دولة. وذلك بتقسيم سوريا إلى ثلاث دويلات. هي: علويستان، وسنيستان المرشحة للاندماج بإقليم سني في العراق، وكردستان السورية المرشحة للاندماج بكردستان العراق، وهذا يعني ان العراق في أطلس ترامب سوف ينشطر إلى ثلاثة اجزاء، ويفكر ترامب بتقسيم المملكة السعودية إلى خمس دويلات، وتجزئة اليمن إلى شمالية وجنوبية، وتقسيم ليبيا إلى إقليم تريبوليتانا، وإقليم سيرينايكا، وإقليم فزّان. .
اشعر انه يتناول قهوته الصباحية كل يوم ويضع أمامه صورة مجسمة ثلاثية الابعاد لسطح الكرة الأرضية، وربما لديه نافذة مرتبطة بالأقمار الاصطناعية يطل من خلالها على العالم فيرى تحركات السفن والطائرات. ويرسم في ذهنه صورة تخيلية لأطلس جديد يخلد فيه اسمه. فالملامح الجغرافية التي كانت تعكس صورة القارات عام 2024 سوف تختلف تماما عما ستؤول إليه ملامحها عام 2026. والأطلس الشامل لصورة البحار والبلدان قبل ترامب سوف يختلف تماما عن صورته بعد رحيله. .
وسوف يدرك العالم بعد حين ان المؤثرات الجغرافية لن تقتصر على المناخ والتضاريس والتربة وموارد المياه والموارد الطبيعية واتجاهات النمو السكاني، بل سوف يضاف اليها (ترامب). .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟