أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أمين بن سعيد - نحن نقص عليك أحسن القصص...7 ملاك: 14-2















المزيد.....


نحن نقص عليك أحسن القصص...7 ملاك: 14-2


أمين بن سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 8257 - 2025 / 2 / 18 - 02:52
المحور: كتابات ساخرة
    


تحذير: القادم مريب... أكثر ريبة من كل ما قيل عن شخصية هالة...
٠
خطورة العاطفة على العقل عظيمة، يعرف ذلك جيدا كل من خالف وخرج من القطيع. عبث أن يكون الإنسان خروفا ويتلذذ بذلك، شيء من المازوشية المرضية دون حتى أن يعلم... يقابل ذلك، السخط والرغبة في الثورة، شيء من السادية يتجاوز "خالف تُعرَف"... سادية تظهر كرفض، كثورة، كانحراف، لكنها تُخفي حقيقة عدم التزام الإنسان بالقيود... بالقوانين... بالحدود، وتوقه إلى حرية كاملة، "مطلقة"، لا يُمكن لها الوجود في عالم يحكمه المحظور والنسبي...
- بعد ثلاثة أيام... أخيرا أُتيحتْ لي الفرصة!
- هل أنتِ غاضبة؟
- لا... بالتأكيد لا! ولماذا أغضب؟ هل يوجد شيء يستدعي ذلك؟
- افتقدتكِ...
- واضح!
- ما بكِ؟ أشعر كأنكِ ستنفجرين! كنا نلعب معا... الطقس جميل... البحر... أنتِ، ملاك و
- و؟!!
- أرجوكِ! لا تقولي لي أن... أنكِ...! لا... لا تفعلي ذلك!
- لم تُقبلني حتى! هل لاحظتَ ذلك؟ لا! لم تلاحظ!!
- نحن دائما معا... ثم ماما، بابا، بسمة... لم تسنح الفرصة
- كنا نستطيع خلق الفرص، لكنكَ لم تفعل! ألهذا دعوتني؟
- الحقيقة أنا مستغرب... ظننتكِـ
- نعم! ظننتني! لكنك لم تسأل! وكيف ستفعل، وأنتَ غائب تماما!
- ماذا تقولين!! كيف غائب؟ أنا هنا!!
- غدا، سنغادر! وننتهي من مهرجان أختكَ!
- لن تُغادري، وأرجوكِ لا تُواصلي هذا الكلام!
- نعم، أنتما أخوة! وهي مثلكَ تماما!! أحببتها بسرعة... قبل أن أراها حتى... ولازلتُ! لكني
- لكنكِ ماذا؟
- ملاك هي الأنثى الوحيدة التي أقبل بوجودها معنا! وإلى الأبد! لا أم ولا أخت ولا عمة ولا حتى جدة!! فهمتَ؟!!
- لم أفهم! ولا أزال متعجبا!
- راجع نفسكَ! أول مرة نتكلم منذ أن جئنا! مع من تُمضي كل الوقت؟ بمن تهتم حتى وكلنا معا؟!! سأذهب لأسبح!
- انتظري أرجوكِ! ماذا تقصدين؟ لم ألاحظ شيئا، وتصرفت بطريقة عادية!
- طريقتكَ غير عادية!! ليس عاديا أن تدعوني ثم تضعني في ركن، لأتفرج على أختكَ تأخذ كل شيء!! وإن كان عاديا فهو لا يلزمني ويستحيل أن أقبل به!!
- و... هل ملاك ترى مثلكِ؟
- لا أعلم! اسألها لتعرف!
كانت تلك، الصفعة الأولى... الثانية كانت عند صعودها الحافلة: "غريب كيف لم تتكلم عنها سنة كاملة"...
قبل ذلك...
عندما عدنا إلى المنزل، وجدنا بابا وماما، يتسامران في الحديقة... كانا يجلسان بجانب بعض، يتكلمان ويضحكان... كان جميلا ما رأينا، وتذكرتُ بعض مرات الحدة والغضب، وقلتُ ليتَ ما رأينا يستمرّ دائما... بقينا معهما قليلا، ثم غادرا للنوم، ودخلنا بعدهما إلى الصالة... وأمضينا بقية الليلة معا، تقريبا حتى الفجر، ثم نمنا، واستيقظنا على صوت ماما تطلب منا المغادرة إلى غرفنا لأن صديقة لها قادمة...
ثم كان أسبوعها... أسبوع بسمة، الذي فهمتُ بعد مروره بمدة، أنه كان كشهر سارة، وكليلة أم محمد، وأني لازلتُ بعيدا جدا عن معرفة حقيقة نفسي، وعن اكتشاف الطريقة المثلى للتعامل مع العالم الذي يُحيط بي...
استيقظتُ على حركة ذبابة فوق أنفي... أو هكذا ظننتُ، كان وجهها أمام وجهي مباشرة، وكنتُ نائما على جنبي...
- من أجمل؟ أنا أم إيمان؟
- ... صباح الخير
- أم ملاك؟
- أِشعر بالتعب... أريد أن أنام قليلا...
- لن تفعل... سنذهب إلى الشاطئ... سنفطر معا هناك
- لا... أريد أن أنام... سنذهب بعد
- بل الآن... ولم تُجبني... هيا... قم...
لم تتركني أنام، وأجبرتني على مغادرة السرير... ثم جعلت تدفع في ظهري حتى الحمام، فغسلتُ وجهي، ثم عدنا إلى غرفتي، ومنها غادرنا إلى البحر... أين طلبتْ مني الجلوس في أحد المقاهي، وتكفلت بإحضار القهوة والكرواسون...
- استيقظتَ أم مازلت؟
- نوعا ما...
- إذن... من أجمل؟
- أنتِ
- كاذب
- إذن إيمان
- كاذب
- إذن ملاك
- كاذب!
- لم تبق عندي أي فرضية! أنا... أنا أجمل منكن كلكن... مقبول الجواب؟
- أخي أجمل رجل في العالم...
- وأختي...
- لا تكذب...
- لا أكذب... لكن المقارنة لا تجوز هنا
- لم لا؟ كلنا نساء، والسؤال كان عن الجمال... الوجه... الجسد... حتى ماما ونور يمكن أن تشملهما المقارنة
- ماما لا...
- لعمرها... عندك حق...
- ليست المسألة فقط جسدا، هناك مشاعر وانجذاب... كأنكِ تريدين مقارنة الطماطم بالفراولة
- من الطماطم؟
- أقصد، لا مقارنة بين الخضر والغلال، بين فواكه البحر ولحم خروف أو دجاج
- لا يوجد عندكَ أمثلة بعيدة عن الأكل؟
- مثلا لا مقارنة بين الأم والأب والأخت والأخ
- ليس عندكَ أخ
- حتى بينكِ وبين نور لا أستطيع المقارنة
- تريد إغضابي؟
- أسحب كلامي... أنتِ خير منها بالطبع
- من أجمل، أنا أم هي؟
- هي جميلة أيضا
- لكني أجمل!
- أكيد... إلا إذا جلبتِ لنا...
- لستُ غبية!
- عنصرية!!
- لا أحب السود، وليس لذلك علاقة بالعنصرية... لا أحب البيض أيضا
- أنتِ مثلي إذن... وبرغم ذلك قلتِ أني عنصري!
- لنغير الموضوع... ولستَ عنصريا
- لماذا لم تقولي عما تتكلم تلك الأغنية الإيطالية؟
- قلتُ!!
- آدم وحواء ولا أدري ماذا...؟
- نعم
- أستطيع تعلمها الإيطالية، ولن أحتاجكِ وقتها
- لن تفعل، وستحتاجني دائما
- لغة سهلة وليستْ أصعب من الفرنسية أو الإنكليزية
- سهلة نعم، لكن ليس لك لا الرغبة ولا الوقت... النتيجة... لن تتعلمها
- وسأحتاجكِ؟
- نعم
- لا مشكلة عندي في ذلك... ستكون الإنكليزية مقابل الإيطالية إذن
- أفكر في تعلم الإسبانية
- حركة اللسان مثيرة فيها... مع الإنكليزية يُقمع اللسان بعكس الإسبانية
- كيف؟
- في الإنكليزية كأن المتكلم يريد بلع لسانه، بعكس الإسبانية أين يكون أكثر حرية وكأنه يريد إخراجه من فمه... لكنها لغة لا آفاق معها
- لغة قبل إذن...
- ...
- ويتكلمها الملايين
- المتخلفون، نعم
- تكلمها زورو!!
- لم أر الفيلم حتى الآن
- أنا أيضا... ليلة سينما إذن؟ ما رأيكَ؟
- فكرة... ماذا معه؟
- تايتانيك
- شاهدته... وطويل جدا!
- أنا لم أشاهده!
- حاضر... مر ببالي فيلم آخر... لكنه لا يصلح
- لا يصلح، كيف؟
- لأن يُشاهد مع العائلة
- أستطيع مشاهدة أي فيلم معكَ
- أنا لا أستطيع...
- ما اسمه؟
- لا علينا منه... زورو وتايتانيك يكفيان... هل نسبح؟
- بعد أن تقول من أجمل؟ أنا أم إيمان؟
- أنتِ
- وملاك؟
- أنتِ
- الآن تستطيع السباحة...
في الغد...
- الممنوع دائما مثير، أليس كذلك؟
- نعم... لكن ليس كل الممنوعات
- تقصد؟
- هناك ممنوعات لا يمكن أن توجد أصلا
- وإيمان وملاك، ممنوع يمكن أن يوجد؟
- لا أريد الكلام في هذا الموضوع قلتُ لكِ ذلك
- ربما أريد الاقتراب منكَ وأنتَ تصدني
- دعيهما جانبا وقولي ما شئتِ
- لستُ مهووسة بالسؤال عنهما، ما يهمني منهما هو موضوع المحظور... الممنوع
- لم أفهم
- منذ صغركَ لم تكن... صغيرا، كنتَ تستطيع معرفة ثلاث أو أربع بنات في سنة... لكنكَ اخترت المحظور وهذا يعجبني فيكَ
- لم أفهم بعد... إلى أين تريدين الوصول؟
- أتساءل عن الحد الذي وضعته لذلك المحظور... إلى أي مدى تستطيع المخاطرة وتجاهل الخطوط الحمراء؟
- بسمة...
- نعم
- ما معنى كل هذا؟
- أتكلم مع أخي... بسيطة
- هناك أشياء لاحظتها، لكني لم أحاول تتبع ما كان وراءها... لا أزال أقول أني كنتُ مخطئا...
- ماذا تقصد؟
- إذا كنتُ محقا فستفهمين عما تكلمتُ، وإذا كنتُ مخطئا فاعتبريني لم أقل شيئا...
- لا أريد أن نتكلم بالألغاز، نستطيع الكلام في كل شيء وبوضوح... لكيلا نترك المجال لأي فهم خاطئ
- هل تلاحظين مثلي أن طريقة الكلام الآن غريبة؟
- لا
- عادية؟
- نعم
- حتى بين أخ وأخته؟
- لستَ أي أخ، ولستُ أي أخت...
- يعني؟
- ربما تكون غريبة بين أي أخت وأخيها، لكنها ليستْ كذلك معنا
- الفرق؟
- عندما كلمتُ إيمان، لم تكن تعرف عني أي شيء... لم تتكلم عني؟
- قلتُ اسمكَ وأنكِ أقرب لي من نور
- فقط؟
- هل نسيتُ شيئا؟
- أنتَ أدرى...
- لماذا دعوتِها؟
- أعجبتني، ثم أخي يُحبها...
- أرجو أن يكون ذلك فقط...
- توضيح؟
- أريد أن نسبح بعيدا... حتى لا نرى أحدا من هؤلاء
- وإذا تعبتَ... هل تضمن أني سأُنقذكَ؟
- لن أتعب، لكن أظنكِ ستفعلين...
- ربما ترتكَ تغرق
- وستفعلين؟
- ربما... أستطيع فعل الكثير... لكنكَ لا تريد رؤية ذلك... لنسبح...
بعيدا عن الناس، بعيدا داخل البحر... الطقس جميل، الشمس أجمل، والماء مرآة... كل منا على ظهره ينظر إلى الشمس...
- هل كنتَ تُحبذ أن تكون إيمان مكاني الآن؟
- لا
- لماذا؟
- عندها وقتها... ولا أرى أن المقارنة تصح
- لماذا؟
- هل لو كان عندكِ حبيب أنتِ، كنتِ ستقارنين؟
- لم أحب أي أحد... تعلم ذلك
- عندما سيحصل، لن تقارني، وسيكون ذلك من العبث
- تكلم عن نفسكَ، لا تتكلم عني...
- إذا لم أكن مخطئا؟
- ربما تكون كذلك، وربما لا... يتوقف ذلك على ماذا تقصد...
- نور بعيدة... ولا أظنها ستكون قريبة مني يوما...لا يبق لي غيركِ
- ما الذي ذكّركَ بها الآن؟
- ولن أقبل أن أخسركِ! تذكّري ذلك جيدا! لنخرج... اتبعيني...
- ولماذا تخسرني؟ انتظر...
سبحتُ غاضبا، وأسرعتُ... وصلتُ قبلها الشاطئ، وجلستُ أنتظرها...
- ما بكَ؟ لماذا تركتني؟
- صديقاتكِ لسن في الخارج مثلما قلتِ... أنتِ تهربين منهن... أليس كذلك؟
- ...
- والحبيب المزعوم... لا وجود له أصلا...
- لا... لكني لم أشعر بشيء نحوه
- لا شيء يجعلني أشعر بأنكِ أكبر مني بأربع سنين... كأنكِ مراهقة في الثالثة عشرة!
- ماذا تقصد؟
- لا أرى مهندسة بل طالبة إعدادية... فهمتِ قصدي؟!
- عندكَ بعض الحق فيما تقول... أعذركَ لكنكَ لم تفهم كل شيء
- وما الذي فاتني؟
- فاتكَ كل شيء! أيها الأحمق الصغير...
- لا أظن ذلك
- حاول ألا تحكم وأنتَ تجهل... حاول التركيز أكثر والتعلم... ستتعلم الكثير لو فعلتَ
- ...
- ولا أحد منا سيخسر الآخر! أعدكَ بذلك... ما رأيكَ لو نبحث عن تلك العائلة؟
- لا أريد
- نعود إلى المنزل إذن؟
- نعم
- لم تلاحظ أن عندي مايوه جديد؟
- لاحظتُ
- ولم تقل شيئا؟
- ...
- سأجعل إيمان ترتديه، ووقتها ستقول غصبا عنكَ...
- لن تفعلي!
- ولم لا؟ سأقول لها أنه هدية مني
- لماذا تفعلين هذا؟!
- ينقصكَ الكثير لتعرفه... وعليّ شفاؤكَ من عقدة دون خوان التي تعيش بها
- ماذا!
- الساخر، الأناني، العابث، المدمِّر لغيره والغير آبه بمن يحبونه... الذي لا يقيم وزنا للخطوط الحمراء
- تأكيد أخر لكلامي إذن...
- أي كلام؟
- و... منذ متى كل هذا؟
- لا أعرف عما تتكلم؟
- صغير وأحمق مثلما قلتِ... وكثيرا ما تختلط عليّ الأمور...
- الاعتراف بالحق فضيلة...
- أستاذة الرياضيات؟
- ماذا؟
- فضيلة، أستاذة الرياضيات... نسيتها؟!
- تذكّرتها... كانت سمينة
- نعم وقبيحة المنظر... لكنها كانت أستاذة جيدة...
- لا تحب إلا الجميلات أنتَ، ولا تقبل بأن يكون حولكَ القبيحات
- غير صحيح... جامبو قبيحة لكنها من أقرب أصدقائي
- حالة شاذة جامبو هذه
- ليستْ وحدها!
- من غيرها؟
- ... لا أعلم... هناك غيرها
- لا أحد غيرها!
- ...
عند عودتنا إلى المنزل وجدنا ورقة من ماما، قالت فيها أنها وبابا في منزل خالتي وسيعودان ليلا، فلم نفكر في الالتحاق بهما... بعد الغداء، غادرتُ المنزل، وعند عودتي لم تتفطن بسمة لي... كانت في غرفتها، والباب مفتوحا قليلا، فسمعتُ صوت سارة، ورأيتُ ما أثار استغرابي... ثم خرجتْ سارة وغادرتْ دون أن تُكلمني...
- منذ متى عدتَ؟
- منذ قليل... لم أتعمد التطفل...
- ليس الأمر مثلما ظهر لكَ
- لماذا أخفيتِ ذلك؟
- لم أخفِ أي شيء، والذي رأيتَه وسمعتَه لا يعني أي شيء...
- إذا كل قصص الأولاد التي سمعتُ عنها كانتـْ
- لا تواصل واسمعني
- لستِ في محاكمة، لكني مستغرب لماذا أخفيتِ هذا؟!
- لم أخف أي شيء... لستُ مثلما تظن
- لا أظن، بل ما رأيتُه بالصدفة يقول أنكِـ
- مثلية؟ لا تكن سخيفا
- ماذا كان ذلك إذن؟
- أقرب صديقاتي، ولا أريد خسارتها...
- لم أفهم
- أقرب أصدقائكَ إلى قلبكَ يحبكَ... ماذا ستفعل؟
- لن أقبّله على فمه!
- لم أقبّلها... هي فعلتْ
- وأنتِ لم ترفضي
- ... ليس الأمر بالسهولة التي تظنها، والبنات يختلفن عن الأولاد
- لماذا التفلسف والأمر واضح؟ وليس لي أي مشكلة بالمناسبة... باستثناء أنكِ تريدين معرفة كل شيء عني ولم تقولي شيئا عنكِ
- كنتُ سأفعل... الوقت المناسب لم يحن... فقط
- لستُ ألوم أو أحاسب... ليس من حقي ذلك، لكن... واعذريني... لم أصدّق ما قلتِ
- يستحيل أن أكذب عليكَ
- ...
- ليس عندي أي شيء أخفيه عنكَ، لا تنس ذلك ولا تشكّ فيه!
- لم أطلب ذلك، ومن حقكِ أن تُخفي... لكن ليس شيئا كبيرا كهذا
- كبير بالنسبة لمن؟
- لكِ
- لها نعم، لكن ليس لي
- حتى في أبشع الكوابيس، لا أستطيع تخيل تقبيل ذكر، أنتِ فعلتِ...
- قلتُ لكَ لم أفعل!
- لم أر ذلك
عندها قبّلتني، على فمي، فدفعتُها عني...
- تبا!! هل جُننتِ؟!!
- بما أنكَ غبي ولا تريد أن تفهم! أنا قبّلتكَ الآن... أنتَ لم تفعل! فهمتَ؟!!
- ...
- و... أعتذر!
- سأذهب إلى غرفتي... أريد البقاء وحدي
- قلتُ أعتذر!
- وقلتُ أنكِ لم ترفضي... أنا فعلتُ! وأريد البقاء وحدي
- لماذا لا تريد أن تفهم وتُهول كل شيء؟!
- أنا غبيّ وصغير مثلما قلتِ... لا تتبعيني
- لا تذهب...
- غريب... كأني لم أعرفكِ طوال عشرين سنة... عليّ البقاء وحدي
- طيب... عندكَ الحق في ربع ساعة
- ...
سؤال وحيد كان يُطرح في عقلي... "ماذا كان ذلك؟"... و "ذلك" لم يكن القبلة، بل كل ما حدث... والذي حدث لم أفهم ما لم يُعجبني من ورائه وقتها... لم يكن يعني لي شيئا أن تكون مثلية، والقبلة لم تكن شيئا يثير ريبة أو توقفا بل كانت مثلما قالت وانتهتْ القصة... بعد دقائق، غاب سؤال "ماذا كان ذلك؟"، وبقي فقط سؤال "ما الذي يقلقني في كل ذلك؟"، والجواب كان "لا شيء" و "لم يتغير أي شيء"، لكني برغم ذلك، لم يتركني شعور القلق... وذلك كان المريب الوحيد عندي... لماذا ذلك القلق؟!
لم أقل الكثير عن بسمة حتى الآن... أو لم أقل شيئا بعد... ربما لأنها لا يجب أن تكون في عالم النساء، فهي أخت... عائلة... والعائلة لا يشملها عالم النساء... لماذا؟ لأن الأمور هكذا، ويجب أن تكون وتبقى كذلك... لم أقل أنها غضبتْ مني في شهر سارة، لأني لم أتصل ولم أرد على اتصالاتها... لم أقل أيضا أنها كانت دائما تتأرجح بين عالم النساء وعالم الأسرة... كأعراف الله، لا جنة ولا نار...
بعد وقت، فتحتْ الباب، ولم تدخل...
- اسمع... أعرف أن ذلك كان كثيرا عليكَ... ربما... لكن لم أكذب، ولم أُخف عنكَ شيئا... وبصراحة... صدمتني... كنتُ أتصوّر أنكَ غير ما رأيتُ
- وماذا تصوّرتِ؟
- أنكَ ستفهم... كنتَ دائما تفهم بسرعة... وكنتُ دائما أفهمكَ وأعطيكَ الحق وأقف في صفكَ
- لا يهمني إن كنتِ مثلية أم لا، لكن طريقتكِ كانت غريبة ولم ترقني... لا أريد أن يتواصل ذلك
- بما أنكَ لا تزال تقول ذلك، فأنتَ لا زلتَ لم تفهم... ولا يُعجبني ذلك! أراكَ أرقى بكثير من
- هذا المستوى الهزيل؟ طيب، لنقل ذلك! هل أنا مطالب بالاعتذار أو ماذا الآن؟
- الذي يخطئ يعترف بخطئه ثم يعتذر... هكذا تسير الأمور
- وسارة؟ كيف ستتصرفين معها؟
- ساهمتُ في الذي هي فيه الآن... لذلك لا أستطيع لومها
- ساهمتِ كيف؟
- قلتُ لكَ أننا نختلف عن الأولاد، نحن أقرب ويمكن أن توجد لحظات حميمية كثيرة مع صديقة أو أخت... خطئي أني سمحتُ بتلك اللحظات... كانت عندي عادية وبديهية، لكن الأمر لم يكن كذلك عندها
- و... كنتِ تعلمين أنها مثلية؟
- لا تجعلني أغضب! من قال لكَ أنها مثلية؟!!
- تريدين العبث بعقلي أو ماذا؟
- لماذا تصر على غبائك هذا!! وهل إيمان مثلية؟!
- لا يوجد قُبل بينهما!
- وما أدراكَ أولا؟! ثم حتى لو وُجد ذلك أو حتى أكثر، فذلك لا يعني شيئا مما تظن... النساء غريبات الأطوار، وبحور عميقة لن يستطيع طفل مدلل أن يفهمها
- طفل مدلل؟ ذكرتني بالحمقى الذين يقولون ذلك ما إن يسمعوا بأختين
- لم أقصد الأسرة
- ماذا قصدتِ إذن؟
- كل البنات اللاتي عرفتَ... كنتَ دائما مدللا... تستحق ذلك نعم، لكنه أعماكَ عن رؤية ومعرفة الكثير
- محللة نفسية أصبحتِ الآن!
- اسأل نفسكَ لتفهم... هل سبق لكَ أن رُفضتَ؟
- نعم! ومرات كثيرة!
- ممن؟ أعطني اسما واحدا؟
- ... ملاك... إيمان
- لا تضحكني! سأقول عنكَ مرة أخرى أنكَ غبي
- إلى أين تريدين الوصول من كل هذا؟
- الطفل المدلل لا يمكن أن يكون رجلا يُعوَّل عليه...
- ولأصبح رجلا، يجب أن ترفضني إحداهن؟ لن يحدث ذلك أبدا
- لا تكن واثقا من نفسكَ هكذا، الثقة بالنفس قد تكون تهورا يقود صاحبها إلى الهلاك
- لا ثقة ولا تهور، الأمر ببساطة يستحيل أن يقع لأنه لا أحد سيوجد بعد ملاك وإيمان... بسيطة
- وما أدراكَ؟ لا تكن بهذه السذاجة... ربما ستحب إحداهن، وسترفضك شر رفض... من يدري
- كلامكِ غريب
- ما الغريب فيه؟
- لا أدري... لكن هذا ما أشعر به
- بين قلبكَ وعقلكَ، كيف ستختار؟
- ربما أدعي أنه العقل، لكن العكس كان دائما طريقي
- يُعجبني ذلك، برغم أنه لن يساعدكَ لتكبر
- سأقول لكَ شيئا
- نعم
- تعمدتُ ترك الباب مفتوحا، وتمنيتُ أن تعود وقتها
- و... لماذا؟
- أردتكَ أن تعرفني مثلما أنا، وأردتُ معرفة موقفكَ
- حققتِ ما أردتِ؟
- نعم
- وصديقتكِ في كل هذا؟
- ستبقى صديقتي دائما، والذي عندها الآن سيتلاشى مع مرور الأيام
- كأنها كانت مجرد شيء حركتِه لما أردتِ!
- أحبها كثيرا سارة، ولم أستعملها مثلما قلتَ، لكن... حتى لو افترضتُ ذلك، من أهم حسب رأيكَ؟ أنتَ أم هي؟
- منطقكِ غريب، ولا وجه للمقارنة عندي!
- عندكَ ربما، لكن عندي يوجد... أنتما أقرب الناس إليّ، وأكثر من أحب... سارة بعد ماما وبابا، أما أنتَ فقبلهما
- ونور؟
- ستتزوج مِنْ...! وستبتعد أكثر. لن يبق أحد غيرنا...
- وصاحب أو حبيب المستقبل؟
- ربما سيأتي يوما... لستُ مهتمة كثيرا بشأنه
- وحتى ذلك الوقت؟
- لا شيء ينقصني، أنتَ، ماما، بابا، سارة، بقية أصدقائي، الماجستير والدكتوراه... مع كل هذا، سينقصني شيء؟
- ليس عدلا ذكري قبل الجميع، لن أفعل نفس الشيء أنا
- أحبكَ أكثر مما تُحبني... أقبل بذلك... حتى الآن... وعندما سأراهما، ستعرف رأيي...
- لا تعجبني هذه المقارنات! مكانكِ لا أحد سيأخذه، لكن لا مقارنة معهما! المقارنة الوحيدة الجائزة عندي تكون مع نور
- قلتَ ستضعني بعدهما... أنتَ قارنتَ والمقارنة جازتْ عندكَ
- في مجرد سياق كلام قلتُ ذلك، لكنها لا تجوز، كيف لا ترين ذلك؟ أهذا علم عظيم لكيلا تفهمينه؟
- هل شعرتَ بالخوف من هالة مرة؟
- تبا! من أين جئتِ بهذا السؤال الآن؟
- لأني أرى خوفكَ الآن، وأستغرب كيف ولماذا تشعر بذلك مع أختكَ التي تُحبكَ؟
- لستُ خائفا! لكني متعجب من هذه المقارنات التي تصرين عليها!! غصبا عني يجب أن أقبل أن تضعي البصل مع الفراولة؟!
- غير لطيف ما قلتَ... اعتذر عنه
- بسمة... عزيزتي! أختي الحبيبة! المفضلة! لم أصل العشرين بعد، لكن يمكنكِ اعتباري كمحارب قديم من الحرب العالمية الثانية...
- تقصد؟
- أعلم جيدا إلى أين يقود كل هذا
- وضِّح
- أقدم الحروب التي شاركتِ فيها قبل كل شيء؟
- الحرب العالمية الأولى
- إذا لا حاجة لتوضيح
- تظن ذلك؟
- نعم
- سآخذ بكلامكَ إذن...
- أشكركِ لأنكِ لم تكوني مثلهم وقتها...
- عن... تتكلم... عن هالة؟
- نعم... فشكرا لكِ.
- سأحضر لكَ شيئا تُحبه... ولا تسألني ما هو! ستبقى هنا، وإياك والاقتراب من المطبخ... لكن...
- لكن؟
- هل لا تتذكر عني إلا... هالة؟
- ...
- ستبقى هنا، إلى أن أناديكَ... و... حاول أن تتذكّر... ستجد الكثير غير قصة هالة...
- ...
- ...
- انتظري
- نعم؟
- لستُ في حاجة إلى أن أتذكر... لأني لم أنسَ...
- ذكرتَ فقط ما كان الأهم عندكَ، ولم تأبه بغيره... غيره كان أهم عندي... لكن لا يهم... المهم أنكَ لم تنسَ!
- سؤال أظنني سأسأله كثيرا هذه الصائفة...
- اسأل...
- لماذا تفعلين هذا؟
- ... ابق هنا وإياك أن تقترب من المطبخ حتى أناديكَ...
- ... نعم... سأفعل...
- ...
- توقفتِ، وتنظرين إلى الأرض... وستقولين شيئا دون أن تلتفتي لي... وعليّ أن أسمع وأسكتَ... ولا أجيب... هكذا العادة أم نسيتُ؟
- لم تنسَ
- إذن؟
- من حقي أن أكون سعيدة، ولا أحد يستطيع منعي من ذلك الحق، حتى أنتَ... لم أطلب يوما منكَ شيئا ولن أطلب! فإياكَ أن تحاول الوقوف أمام ذلك!
- ...
- ...
- هل تنتظرين جوابا؟
- لا... الذي قيل منذ قليل... سنتصرف وكأنه لم يحدث... تستطيع فعل ذلك من أجلي على الأقل؟
- نعم
- ابق هنا حتى أناديكَ
- بسمة
- نعم
- لستُ مدللا، أنا... مريض! كل شيء كان يجب أن يكون بيديّ... لكني لم أفعل! واستسلمتُ لمرضي!
- لا أعتقد ذلك... تستحق أن تُحبَّ... ولا تقل لي أبدا أنكَ مريض! ابق هنا...
- ...
ما معنى حوار كهذا بحق الجحيم؟! السؤال لا يجب أن يُسأل أصلا... لأن معناه واضح وضوح الشمس، ومنذ البداية قلتُ أني ملعون! لعنة أشكر عليها كل يوم لا أدري مَن... الصدفة، الأرض، البحر، العصافير، الذئاب، الحمير! لا أعلم مَن وما... لكني أَشكر وأَحمد! ولازلتُ! لماذا؟ لأنها لعنة شملتْ كل شيء تقريبا باستثناء الصغار! نعم! لنقل أني مجرم أقوم بكل أنواع الجرائم... سرقة، قتل، اغتصاب، تعذيب، احتيال... لكني لا أقترب من الصغار، أفلا أَشكر على ذلك؟!! لعنة الجميلات عظيمة، ليست لعنة النساء بل لعنة الجميلات... مهما كانت أعمارهن باستثناء الأطفال، هذا علمتَه... لكن ما لم تعلمه... أن الدم ليس استثناء ولم يكن يوما كذلك... شبح هالة لم يغب يوما عن حقيقة إيمان... لكن الشبح الأهم... الأهم حتى من هالة... كان شبح بسمة الذي لم يغب عن ملاك! دون جنس لم يكن للحب أن يوجد في عالمي وقتها... لكنه وُجد مع ملاك وكان أقوى من كل شيء... ما كنتُ سمحتُ بوجود ملاك، وببقائها دون جنس، لولا بسمة... هربتُ من وفاء برغم أني أحببتها، لأني لم أكن أستطيع أن أجد لها مكانا، والسبب الوحيد كان لأن هناك من سبقها بأشهر عديدة... بسمة سبقتْ الجميع، بأعوام طويلة يمكن عدها قرونا... هل كانت هالة حقيقية أم مجرد فنتازيا؟ لا أستطيع الجزم حتى الآن... من كان الأهم؟ هل كانت إيمان؟ ربما... لكنها كانت استمرارا لهالة التي ربما كانت مجرد حب ممنوع! هل كانت ملاك؟ ربما... لأنها الوحيدة التي بعد الجنس معها، أخذت بسمة موقعها الطبيعي... ومثلما قالت كل من إيمان وملاك عن الأخرى أنهما لم تكونا يوما صديقتين، لم أكن وبسمة يوما أخوين، وكانت دائما لحظات تُذكرنا بتلك الحقيقة... أحيانا مرة في سنة... بعد أشهر، وأحيانا كل يوم لفترة... لشهر... لأشهر... لعطلة...



#أمين_بن_سعيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الكراهية والحق فيها
- قاتم (6) ليلة
- قاتم (5) ملفات
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7 ملاك: 14-1
- الإلحاد والملحد ونقد الإسلام في الغرب: سلوان موميكا لا يُمثل ...
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7 ملاك: 13-28
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7 ملاك: 13-27
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7 ملاك: 13-26
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-25
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-24
- قاتم (4) ...
- قاتم (3) انتقام
- قاتم (2) بُوتْ
- قاتم (1) سوري
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-23
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-22
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-21
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-20
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-19
- نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-18


المزيد.....




- الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة تصل إلى ليبيا لتول ...
- الرئيس اللبناني: للأسف الفساد بات ثقافة
- فضاء يضم الإبداع و-كل ما كرهه الدكتاتور-.. فيلا -أنور خوجا- ...
- السعودية تطلق رمزا لعملتها مستوحى من الخط العربي (صورة)
- السعودية تطلق رمزا لعملتها بتصميم مستوحى من الخط العربي
- السعودية تطلق رمزا لعملتها مستوحا من الخط العربي (صورة)
- خبراء يدعون إلى ترميم المواقع التراثية في سوريا
- هل يوجد فن منحطّ؟ النازية كانت ترى ذلك وفرنسا تفْرد له معرضا ...
- -خشبية وحارة وحلوة-..دراسة علمية تكشف روائح التحنيط المصري ا ...
- اكتشاف أقدم جزء من سور الصين العظيم يعود إلى 3,000 عام


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أمين بن سعيد - نحن نقص عليك أحسن القصص...7 ملاك: 14-2