أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام عقراوي - لماذا على الكورد أن لا يلعبوا أي دور في تشكيل النظام السوري الذي أتى على الدبابة التركية...















المزيد.....


لماذا على الكورد أن لا يلعبوا أي دور في تشكيل النظام السوري الذي أتى على الدبابة التركية...


هشام عقراوي

الحوار المتمدن-العدد: 8256 - 2025 / 2 / 17 - 22:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نظام الدبابة الامريكية: الدور الفعال الذي لعبه الكورد في العراق بعد سقوط صدام نجم عنه دستور ديمقراطي معتدل على الورق وفي الواقع نظام طائفي فاسد و دولة عميلة لجيرانها و لدول العالم. فقد قام الكورد في العراق بالذهاب الى بغداد و شاركوا بشكل فعال في تأسيس الدولة العراقية من الدستور و الى ترتيب البيت العراقي و لعبوا دور الحكم بين القوى العراقية المتصارعة. و نتيجة لهذا الدستور الديمقراطي الى حد معقول قامت الدول الاقليمية بالتدخل في الشأن العراقي و أرسال الارهابيين الى العراق مستغلين حزب البعث المنحل و المنظمات التي اسسها صدام من خلايا الحرس الجمهوري. فصار العراق مقسما بين أيران و تركيا و أمريكا و دول الخليج. لو كان الكورد قد حاولوا فقط الحفاظ على دولتهم الصغيرة و قاموا بتقوية نظامهم الفدرالي كي يشمل جميع الاراضي الكوردستانية حينها، لكان العراق قد تجنب الكثير من الحروب حيث كان العراقيون يستطيعون السيطرة على باقي الاراضي العراقية. الكورد تركوا كركوك و تكريب و ديالى و الموصل لداعش و الشيعة لم يستطيعوا السيطرة على تلك المحافظات فنجم في تلك الفوضى نظام فاسد.
نظام الدبابة التركية: سوريا تختلف عن العراق بشكل كبير. حيث أن النفوذ الاجنبي و الاقليمي موجود فيه مسبقا و صراع هذه القوى واضح جدا. فهناك صراع بين تركيا و السعودية و أمريكا. و هناك صراع اخر بين ايران و بقايا حزب الله و بين الحكومة السورية نفسها. و هناك صراع روسي و أمريكي على سوريا و أخر الصراعات و سيدها هي الاطماع الاسرائيلية.
تجمع كل هذه القوى في سوريا و مصالح هذه الدول سينجم عنه حتما دولة غير مستقلة و غير مستقره. و دولة ليست ذات سيادة و سيكون دستورها دستورا مفصلا على الدبابة التركية و على نظام الحج السعودي.
من الان يجب أعتبار سوريا دولة غير مستقلة و دولة مركزية تسيطر عليها تركيا التي تتوافق مع السعودية في بعض اجزاء الدستور و خاصة المتعلقة بالشريعة و حقوق المرأة و النظام المركزي المتزمت. النظام التركي هو نظام دكتاتوري فعليا و السعودي أيضا لا يؤمن بالديمقراطية.
الدستور السوري سيكون دستورا مركزيا أسلاميا لا مجال فيه للشك. و الطرف الوحيد الذي قد يغير و يؤثر على نوعية الدستور السوري هم الكورد و فقط الكورد. فالعلويون من الان بايعو الرئيس القائد. لا يهم من كان ذلك الرئيس المهم لديهم هو أن يكونوا مع الحاكم فهم تعودوا على ذلك منذ 60 سنة. بنفس طريقة العرب السنة الذين لا يوافقون أن يكونوا بعيدين عن قيادة العراق. الدروز من ناحيتهم هم أقلية و لا يستيطعون التأثير على الدستور السوري أذا لم تتدخل أمريكا و بقوة. معارضة الكورد للنظام السوري الحالي سينجم عنه بعض التعديلات الدستورية التي سينجم عنها فقط تجميل وجه الدولة السورية الاسلامية و لكنها سوف لن يكون تعديلا جذريا. أي أن الكورد من خلال مشاركتهم في لجان الدستور و في نظام الحكم السوري الحالي سوف لن يحصلوا على أية حقوق قومية أو أدارة تذكر و لا دستورا ديمقراطيا وطنيا. نظام الجولاني سيكون نسخة من نظام الاسد و بفارق واحد و هو أن الاسد كان مطعما بالفكر القومي العربي بينما نظام الجولاني سوف يكون نظام أسلاميا متطرفا. أي انه سيقوم بتطبيق الشريعة الاسلامية بحذافيرها. و من الان نرى العرب السنة و العلوييون في سوريا تقبلوا النظام الاسلامي و صاروا يتحجبون بأرادتهم و فقط برؤية بعض العيون الحمراء من قبل مقاتلي الجولاني الذي صار يطلق عليهم الجيش السوري.
هذا يعني أن الكورد لو شاركوا في العملية السياسية السورية الجولانية فأنهم سوف لن يحصلوا على أي حق من الحقوق و لكنهم في نفس الوقت سوف يقدمون خدمة جلية للجولاني و نظامه المركزي و حصولة على تأييد دول العالم. أي أن الكورد سيكونون العامل الاول في رفع العقوبات عن الجولاني و عودته الى المجتمع الدولي. هذا النظام الذي سوف لن يختلف أبدا عن الاسد الذي كان هو الاخر لا يقبل بالاعتراف بحقوق المكونات كما الجولاني أضافة الى كون الجولاني حاكما أسلاميا مستبدا.
نظام الدبابة الكوردية: أما أذا لم يشارك الكورد في العملية السياسية السورية و أختاروا من الان المعارضة و تنظيم أنفسهم بشكل قوى و الخروج الى العالم و كشف الاعيب الجولاني، فعندها سيقوم الجولاني بتشكيل دولته الاسلامية المتطرفة و سن دستوره المركزي الدكتاتوري و هذا سيكون أكبر سند للكورد للاستمرار في نضالهم السياسي و عندها سينقسم على الاقل المجتمع الدولي الى قسمين. قسم يؤيد النظام الاسلامي المركزي و هم تركيا و السعودية و قطر و لكن سيعارضها على الاقل العالم الغربي و اسرائيل.
تشكيل النظام الاسلامي المتطرف و المركزي في سوريا سيحول سوريا لى مركز لتجمع جميع الارهابيين في العالم و عندها ستضطر دول العالم الى تغيير هذا النظام مرة أخرى بنفس طريقة تغييرهم للنظام المصري عندما سيطر عليه محمد مرسي الاسلامي الاخواني.
نحن نرى أن ابتعاد الكورد عن العملية السياسية التي يحاول الجولاني فرضها على السوريين و العالم سوف تكون نتائجها أفضل للكورد و حتى للسوريين الديمقراطيين عن مشاركتهم في تلك العملية. الجولاني لا يؤمن بالديمقراطية و العملية الديمقراطية كي يشارك السوريون الديمقراطيون معه. فهو فرض نفسة بشكل دكتاتوري على السوريين رئيسا و فرض عليهم لجنه تحضرية لمؤتمر وطني، و قام بفرض هيئة تحرير الشام على وزراة الدفاع، و نتائج أي شئ أتى عن طريق عملية دكتاتورية سيكون نظاما دكتاتوريا لا غير.
كان بأمكان الجولاني تشكيل لجنة من رؤساء كافة الاحزاب السياسية في سوريا أو عدد من الاشخاص من كل محافظة من المحافظات السورية و حسب عدد نفوسهم و لتكن تقديرية و كان على تلك اللجنة أختيار الرئيس المؤقت و تشكيل الحكومة المؤقته. و لكنه فضل الدكتاتورية و طريقة الرئيس القائد على النظام الديمقراطي و نظام المؤسسات. لذا فأن أية مشاركة للكورد في نظام الحكم السوري القادم هو ليس سوى عملية تجميل لوجه شخص دكتاتوري لا يؤمن بالديقراطية و لا يؤيد أصلا دولة ديمقراطية مستقلة.
النظام العراقي أتى على الدبابة الامريكية الديمقراطية فكان نتيجتها دستورا ديمقراطيا و نظاما فاسدا، أما النظام السوري فقد أتى على الدبابة التركية المركزية العنصرية و نتيجته ستكون دستورا مركزيا دكتاتوريا و نظام أسلاميا متطرفا ممارسا للارهاب.



#هشام_عقراوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليست هناك حركة قومية كوردية، بل هناك أستغلال حزبي وشخصي للفك ...
- مقترح لذوي النوايا الحسنه لحل القضية الكوردية و قسد في سوريا ...
- سوريا تحت الانتداب التركي المباشر.. و الجولاني يبحث عن منافس ...
- الكورد و التخطيط السطحي للثورات، بعد نصف قرن بالضبط هل ستعيد ...
- تغييرالتوازنات في الشرق الاوسط التي أسقطت الاسد و ضرورة أعاد ...
- المجلس الوطني الكوردي ( الانكسة) بين المخاوف من العقوبات الت ...
- بعد سيطرة الاسلاميين، قواة سوريا الديمقراطية هي الخلاص للمسي ...
- القنبلة الاسلامية السنية، السورية، التركية قضت على المحور ال ...
- شهر العسل زائل و الطلاق قادم بين تركيا و سوريا لا محال. تورك ...
- مقارنة و حقائق حول حدود و حقوق جنوب و غربي كوردستان.. ماهي ح ...
- ليفهما الجميع: التغييرات تحدثها التدخلات الدولية و ليس الشعو ...
- هل الكورد عملاء لأسرائيل أم المجاميع العربية السنية الاسلامي ...
- -ترويض الشعب-.. بدلا من أن يفرض الشعب النزاهة على الحكومة و ...
- الكورد و (وعد نتانياهو) اليهودي ألاسرائيلي كوعد (بلفور) البر ...
- داخليا، ماذا وراء المشروع التركي لأوجلان؟ و لماذا قام العمال ...
- نار المحتلين و نار القوى الكوردية بمثقفيها موجهه نحو الكورد ...
- الكورد و النضال بالعواطف... كركوك خارج الاقليم و صمت القوى ا ...
- السب و الشتم سلاح الضعفاء. لغة بعض المثقفين الكورد المفضلة و ...
- أفول نجم القيم و المبادئ الانسانية و تأثيرها على حركات التحر ...
- لماذا قاموا بتوريط أوكرانيا في هذه الحرب؟ الكفاءات، الحبوب، ...


المزيد.....




- فيديو استقبال أمير قطر خلال زيارته طهران ينشره الديوان الأمي ...
- طهران تجدد دعمها لجهود محادثات -3+3- في جنوب القوقاز
- أسيرة إسرائيلية مفرج عنها: عناصر -القسام- قدموا لنا كتاب صلا ...
- قاليباف: لا ينبغي للدول الأجنبية التدخل في قضايا المنطقة
- سوريا.. خمسة قتلى وعدد من المفقودين بانفجار شرقي إدلب (فيديو ...
- مسؤول مصري يعلق على -لعنة الفراعنة-
- ترامب: لو استمرت إدارة بايدن سنة أخرى لوقعت حرب عالمية ثالثة ...
- قتيلان بهبوط اضطراري لطائرة خفيفة في وسط روسيا
- العراق: تمثال -إله الشمس- وعشرات الآلاف من القطع الأثرية الم ...
- بالصور.. كيف تبدو القدس من جبل الزيتون؟


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هشام عقراوي - لماذا على الكورد أن لا يلعبوا أي دور في تشكيل النظام السوري الذي أتى على الدبابة التركية...