|
زقوم كرة القدم الحلقة ( 8)
الحسان عشاق
روائي وكاتب صحفي
الحوار المتمدن-العدد: 8256 - 2025 / 2 / 17 - 20:13
المحور:
الادب والفن
اضرب لاعبو الفريق عن التداريب، الإنذارات الأولى لم تؤخذ بالجدية المطلوبة ، الآذان صماء والحوار معدوم، شعار كم حاجة قضيانها بإهمالها لم يعد ذا مفعول ، عبد الله القوزي يتلو على المسامع آيات من الكتاب المقدس ،يحث المحتجين على الصبر، ليس من يده في النار كمن ينفخ في الكير، إدريس قزيدرة يتلو على المسامع كرم الرئيس وعطفه وسخائه، رجل قل نظيره في الزمن العجيف،عضو آخر يطبع القبلات على ألوان الفريق، الحركة مفهومة ولا تحتاج إلى كثير عناء لفك شيفرتها، الأحاديث الفارغة تتسكع على كلمات مخصية ،الرواتب لم تصرف مند شهور ،لاعبون مهددون بالتشرد لعدم دفع السومة الكرائية، عائلات خاصمها الشبع،لا يمكن ترويض عصافير الجوع في الأجساد، المسؤول السلطوي الإقليمي يستعجل حلا، اللقاء وضع المبضع على الجرح، الغبار يتصاعد من الخطاب القوي، القلالي يحصي حجارة الرجم على الأشلاء ،يرفع شارة الرحيل حين حاصره التقريع ،فشل المكتب غير الشرعي في الاحتفال بالذكرى الثمانون لتأسيس النادي، الحبل تدلى مند سنوات من منصة الإعدام، النادي يتيم في مأدبة اللئام ،الصندوق ترك قاعا صفصفا ،شحت المصادر وانكسرت المجاذيف،تاهت أشرعة الفريق في الحسابات السياسية ،الفرح مؤجل مند سنوات ،كل المحاولات لاستنهاض الهمم فشلت، نعش النادي محمول على الأكتاف، من يواسي الجماهير والمحبين ،البوح الرخيص أسلوب مستهلك ،الهزيمة جاثمة فوق العيون، التنقيب عن المواهب معدوم ،السماسرة يتفننون في اصطياد الفرائس،كل مدرب باتي بنصف دزينة لاعبين عجزة انتهت صلاحيتهم ،يفرضون على النادي فرضا، اللعبة مرحبة لكلا الطرفين ،جميع الأيام كسيحة باردة، الحيسوبي يوسف الشخير يعلن حالة الطوارئ،مدد عشرات الوثائق والفواتير أمام الرئيس حسن القلالي، ثمة ثقوب في الميزانية، طلبيات بالملايين لأقمصة وبدلات رياضية وكرات لا وجود لها،التعاقد مع العمال خارج القانون ،كل شيئ يحمل بصمة الشبهات،الطبيب قيوح يشتكي من قلة الأدوية، لا ضمادات ولا مرهمات ولا مهدئات ولا أقراص، مدرب الحراس يشتغل بكرات متقادمة، القفازات تعاني من الثقوب، القمصان والسراويل ماتت فيها الألوان ،سائق الحافلة يتحدث عن الأعطاب المتكررة، بحاجة إلى قطع الغيار، رمى على وجوه المكتب غير الشرعي حادثة السنة الماضية، تعطلت الحافلة في الطريق إلى عاصمة النخيل، الهواتف تستغيث، تستعجل ميكانيكيا محترفا لإصلاح العطب، تم قطر الحافلة بشاحنة، نصف يوم ظل الفريق في الخلاء، شمس أواخر فصل الربيع حارقة، الغضب يركل الأشلاء، النرفزة تسبح على السحنات، تتدحرج الرؤوس على أمكنة تختنق بالوعود الضالة، في الليل أصيب اغلب اللاعبين بالإسهال والحمى، نقل المرضى إلى المستشفى، الإسعافات الأولية لم تنفع ،طبيب الفريق يلوح بيديه يحاول ترويض غيمات مذعورة ، ظل يثرثر في انتظار حدوث معجزة، المرفق الصحي غارق في الظلام، الأطباء غادروا مند ساعات، المداوم لا يكترث لحالات المرضى، ثمة متدربين يلعبون دور الأطباء، حالات مستنسخة في جميع المرافق في الوطن، الدولة تجهز على مجانية التطبيب، الطبيب قيوح حائر استعصى عليه الأمر، الحقن والمسكنات لم تنفع شيئا، عليه أن يجد حلا عاجلا، إعلان الهزيمة والانسحاب غير ممكن، الفريق يتأرجح في ذيل الترتيب، الجلسة المصغرة لبيادق الرئيس ترتطم بالخيارات الصعبة، إحضار لاعبين من فئات الشباب، احد عشرة ساعة كافية لنقلهم إلى مدينة النخيل ،يزحف الليل والحمى ترعى في أحساد تتمرغ في أوحال القيء ، الطبيب المهرج يكتب وصفات لا تجدي نفعا، الساعة تقترب من الخامسة صباحا، نمل بشري هائج يتدفق من جميع الاتجاهات، الليليون والنهاريون تجمعهم عطلة الأسبوع ،باعة الرصيف يتمددون في اغلب الشوارع، التجارة مزدهرة، محال المأكولات الخفيفة تزدحم بالجوعى، ساحة جامع الفنا لا تنام إطلاقا ، الزقوم دخل أول حانة وراح يسكب في الجوف كؤوسا من الخمر، اتباع الرئيس القلالي دخلوا أول مطعم فاخر ،انفقوا بغير حساب، المال المستباح يعلم الفخفخة ،الأفواه محشوة بالمأكولات الباهظة الثمن ،الطبيب قيوح يرتجف من فكرة الاستغناء عنه ،مشى مند سنوات في طريق الانبطاح، اصبح صوتا بدون ملامح ،فنجان القهوة لم يكن حلو المذاق، اليد الراعشة لا تجيد استعمال المجس ،نسي أين يتواجد القلب في الجسم الممدد حين يصاب بالخفقان، النظرات القاسية تغرس الأظافر في الوجه المنقبض، الزقوم يحصي الزجاجات الفارغة، واحد اثنان ثلاثة ...ستة سبعة، يعيد العد مرات عديدة، يندلق اللعاب من الفم المفتوح ،عويل الهاتف يفسد عمليات العد، الهواء ملغوم بعيون السكارى، الماضي المعلق على مشجب الذاكرة اشبعه لعنات، سقطت في الدماغ الرغبة في الرقص، يحتضن جسدا عاريا، النوادي الليلية مفرمة الزبناء ، الأسعار مشتعلة والدفع مسبق ، في القلب عشق للأجساد البضة يمتد لسنوات طوال ،يحس أن الشهوة تفيض كالسيل ،غازل شابة تشتعل حرارة وأنوثة، مرت أمامه ونفخت في الروح فحولة أضاعته في متاهات التخمينات، تحركت العلبة الليلة بنشوة الإناث، اختلط الضجيج بالعطر النفاذ ، تنفس غصات في الجوف الملتاع، ما بين النهدين يشعل الأشلاء ، تداس الروح بدون رحمة ، تذكر انه لا يحمل سوى بضعة أوراق زرقاء تكفي لأداء ثمن الزجاجات ،الأرض المبلطة بالرخام الفاخر تضجر من الوزن الزائد، المؤخرة والبطن ترقصان بدون موسيقى،يطلق الآهات تحت سماء تتثاءب من ثقل النظرات المتفحصة، يمضغ الطعام بروية، اللقمة تحدث الألم في الحنجرة، المرضى من اللاعبين يعضون بقوة على مجاديف الوجع، التقريع والقفاشات يزيد من الحيرة، بدل كتابة أدوية للإنسان كتب أدوية تخص الحيوانات .
- لست طبيبا بل بيطري متخفي علينا التدقيق في الشهادة التي تحملها - الطب الرياضي تطور وانت أسي قيوح غابت عنك المعرفة الطبية الحديثة - آه
ترتفع الضحكات والتجشؤات ،عبد الله القوزي ينكأ الجرح بتحريض أعضاء المكتب غير الشرعي، يقتاتون على أنفاسه، يستبيحون كرامته بالغمز واللمز ،الطبيب قيوح يخط على الوجه المليء بالتجاعيد صبر أيوب،زمن ثقيل فوق الظهر يبتلع بقسوة كرامته، يتمزق الاحترام خارج الوعي ،تنفتح نافذة التجريح، يبحث عن الطريق في متاهات الحصار، لم يحرك الملعقة ولا الشوكة في الصحن، الكلمات سكاكين تنغرس في مدارات الأحاسيس ،احس برغبة عارمة في الهدوء ،ينقل النظرات بين وجوه تبتلع الطعام بشره ، أفواه أشبه بفروج الحيوانات، سحنات بدت غريبة ،لا يعرف هذه الأجساد التي تقاسم معها لسنوات ضجيج الملاعب، مشوا في البداية عراة من النفاق أو هكذا خيل له ،يعرف الكبيرة والصغيرة عن التعاقدات والصفقات، تنتفض في الحوباء غصة الإهانة وتكبر، لم يعد يحتمل تلقي طلقات رصاص الخيبات بين الكلمات ،النفخ في صور الغباء والتحقير، اشتبك منتسب لفصيل ( ذئاب الملاعب ) مع عضو في المكتب غير الشرعي، امره بالمغادرة لأنه ليس في قائمة المدعوين، الكلمات الجارحة تمزق القاعة، سقطت الكراسي، سقطت قنينات الماء المعدني والأكواب، تدافع الحضور إلى الخارج، السلاح الأبيض يلمع في اليد،أطبقت عليه الأيادي، طرح أرضا واستدعيت الشرطة، حملوه من الأربع إلى المخفر. نهض متعثرا ومشى الهوينى حاملا جوعا متناميا في البطن،يمشط الأرصفة بعيون منكسرة ،ارتطم به جسم لم يبال ، اكمل المسير، طبول الغضب تقرع في الفؤاد، عرف انه فقد في الجلسة جواز الانتماء إلى النادي ،لا وقت ليفرد للزمن أمنيات أخرى، الشوارع مزدحمة بالضجيج، أضواء المصابيح انطفأت، غير بعيد تطل خيوط الشمس، دخل الفندق بخطو وئيد، الإرهاق يجلد الأشلاء، تمدد على السرير وغاص في نوم عميق،سمع طرقات خفيفة على الباب، ألقى نظرة على الساعة في المعصم، خمن انه نام اكثر من أربعة ساعات، فتح الباب ودخلت عاملة نظافة، دخل الحمام هسهسة المياه الدافئة لها وقع خاص،يحس بالحيوية والنشاط، التقى بأغلب اللاعبين في القاعة الكبيرة المعدة للفطور، أحوالهم تحسنت لكنهم بحاجة إلى فترة نقاهة ،التحق بالفندق الفريق الرديف ،ابتسامات اللقاء حاضرة ،الناطق الرسمي باسم التلميع يدفع في الوجه الحلويات وكؤوس الحليب ،يثرثر بدون انقطاع ،يتملق المدرب وشرذمة المكتب غير الشرعي، يربث على أكتاف اللاعبين، انزوى الطبيب قيوح بعيدا طلبا للهدوء وراحة الضمير، يحس أن زمنه انتهى مع النادي، يشبهه الضوء في الانكسار، مند زمان يضخ في الأجساد نور الحياة، اصبح ألعوبة وأضحوكة بين قطيع الفاسدين، ساهم يرعى في تقريعات الثالثة صباحا، التجريح يسكن الصدر يتلعثم في أجنحة النهار،يستحضر وجوها ركلها بعنف الغياب، يدندن أغنية الرحيل في الخلايا،محمد جرتيلة الديكتاتور المخلوع يحترم الكوادر الطبية والمدربين الأكفاء ، الهمسات الخبيثة تنتشر، النظرات الشزراء الماكرة متفجرة في السحنات ، تمتزج الضحكات بالتجشؤات والمضغ، تتلوى الألسنة في الأفواه ،جلس الزقوم في نفس المائدة، ظل يثرثر بدون انقطاع ،رائحة الخمر تضرب منه، سحب من الجيب كيسا بلاستيكيا ، تقدم نحو المائدة الكبيرة الممتدة على أمتار عدة، المأكولات متنوعة تفتح شهية الناقهين، يسحب من كل لون قطعا، يحشو الكيس بالفواكه والياغورت و معلبات العصير والحلويات ،يضرب اليد في طاجين مزدهر بالدجاج المحمر، يسحب دجاجة كاملة تقطر دسما، العيون تراقب الزقوم باندهاش، النادي دفع ثمن المأكولات، ترك بقايا الطعام سيعاد بيعها لزبائن آخرين ،الرابح صاحب الفندق، يقبض ثمن الطعام مرتين، حارس الملعب يبيع تذاكر الدخول مرتين، الفساد في كل قطاع، ليس هناك آلهة يقتصون من القطيع الضال، الجماهير تختنق بالوعود، برميل الغائط وقارعا الطبل والمزمار يرفعون شعار الفريق ،يلوحون بالأيادي لترويض الدهشة في الأفئدة، الفريق الرديف يلعب أول مباراة مع الكبار، وجوه خجولة تدثر خوفها تحت أقمصة فضفاضة ،المدرب نفخ فيهم العزيمة والإصرار، فرصة لإظهار الموهبة والمقدرة على اللعب في الفريق الأول، مجرد كلام بدون قيمة، شهود المتاهة يستحسنون الخطاب الارتجالي ،حين همدت التطمينات الملبدة للأحاسيس هجمت على الرؤوس مخالب القلق والتوجس ،عقارب الساعة تشير إلى الثالثة بعد الزوال، يدخل الفريقان وأمامهما الحكام الثلاثة، العميدان تبادلان رموز الفريق، يختاران وجه العملة، الحكم يرفع القطعة النقدية في الهواء، الصافرة تشد الانتباه، تمرر الكرة من وسط الميدان ،الجماهير القلية في المدرجات تتفاعل مع التمريرات والهجومات المباغتة، الفريق الضيف أبدى رغبة في الفوز مند البداية، تدخلات خشنة وعرقلات واضحة، الحكم يشهر البطاقات الصفراء ، لاعب يتضرج بالدم النازل من اسفل العين، الطبيب قيوح يركض، يسحب المصاب خارج رقعة الملعب، صفير ،سباب وشتائم، الحماسة تغرز الأنياب في الصدور،الرئة تمتلئ بالهواء الفاسد ،الشمس تصفع الوجوه، العطش يستبد بالجماجم، أفواه ترتوي من قنينات الماء وتطلب المزيد، الحكم يشهر البطاقة الحمراء، يعلن عن ضربة جزاء ،عميد الفريق الضيف يسدد بنجاح، الهدف يرفع من معدلات الحماسة ،تخرج الفرحة من كثبان الوجع، درجة الحرارة ترتفع في الأنفاس، التدخلات الخشنة تزداد قوة وصلابة، يطرد الحكم لاعب آخر ، قرار يضيء الطريق للدخان المسيل للشغب ،يستحيل رتق الرغبات الجامحة في القصاص، ينسل لاعب ينفرد بالحارس ويسجل الهدف الثاني، الأعصاب تغلي، الهزيمة في عقر الدار غير مقبولة،تحرض الحواس على ردات فعل قاسية، يرتفع لاعب في الهواء، اعتداء متعمد ومقصود، البطاقة الحمراء الثالثة، يتدخل لاعب ويبعد المعتدي، يركض لاعب ويسدد لكمة لعميد الفريق، يرد بأحسن منها، اشتبك لاعبو الفريقين ،حلبة حقيقية للملاكمة ،الرزانة تشرب آخر كاس لها، تهاوت في رحم الظلام، تقاطرت على الملعب ألوان الطيف الأمني، الحكم يعلن نهاية المباراة، كل فريق يحصي عدد المصابين، تتوارى الاتهامات خلف مجازات الكلام ،تراوغ استعارات الإدانة، حميد محطوط يمضغ الكلام المعلب، مندوب المباراة يرفع تقريرا إلى الجامعة ،يبتعد عن زوادة الشك اتقاء لرماح من التحيز ،يتقمص دور الحكمة ،يستحضر مشاهد العنف على الورق، الندوة الصحافية حافلة بارتعاشات الألم والحسرة،الاعتذار يقيس النبضات المرتجفة ،تتلعثم التصريحات في فساد العرس الكروي،عدسات المصورين تحنط اللحظات، أشرطة الفيديو ترصد التفاصيل، حسن القلالي سفير كروي لدى الدول الأفريقية، يلعلع أمام القنوات التلفزية،يستهلك خطابا هجينا،يكتب تاريخا مزورا عن تطور الكرة في الوطن وعن الديمقراطية في الأندية، الدوري الوطني اضعف بكثير، الفرق التي انجبت مواهب ونجوما أصيبت بالعقم، القلالي يهش نجوما ميتة فوق الرؤوس ،الريح تزف نهاية الخريف،ينفخ في جعبة الذكريات، يستحضر أسماء وشمت تاريخ الكرة الوطنية في الأندية الأوربية.
- الوطن يبني الملاعب ويؤهل المؤسسات الكروية ويقدم الدعم السنوي - لكن الأندية لم تحرر بعد من الديكتاتوريات - الانخراطات لا تمنح إلا للموالين لاستمرار نفس الوجوه - الأندية في قبضة السياسيين عديمي المعرفة بالقطاع الكروي لذلك لن تتقدم الكرة الوطنية.
كل شيئ يمشي بالمقلوب في الوطن المنهوب، الأحرار ادخلوا إلى مغارات التيه ،الأفواه مكممة بالخوف والتخوين ،تتوسع المسافات في السير نحو الانعتاق، يحتضر الطموح تحت صرير الوعود،الأسئلة الملغومة لم تمطر بعد، الفريق ينتحب من روايات مبعثرة، لا شمس تكنس الظلال والسخام، الكل يهرول لمعانقة منبع الفساد، يحاورون المستقبل بأهداف مهلهلة، الطبيب قيوح يرفع راية الاستسلام ويعلن الهزيمة ،انفجر لحظة الرشق بالكلام المعيب، حمل حقيبة الوجع وانسحب في هدوء، المكاتب والمدرجات بدت غريبة ،عرف بعدما اشتد القوس وانطلق السهم انه مستهدف، إصابة الفريق بالإسهال والحمى النقطة التي أشعلت القشة،حسن القلالي يستهدف الحرس القديم للديكتاتور المخلوع، بوجمعة بولخواض نبهه مرات عدة إلى رغبة النادي في التعاقد مع طبيب مختص في الطب الرياضي ،التغيير ضروري لترميم خطوات الانحدار، تجنبا للموت مشيا نحو المستقبل بأرجل عرجاء وأجنحة مكسورة،هربا من لسعات الهزيمة، الفوز الأخير فتح شهية الفريق الرديف،يبتلعون وعودا من زجاجة النفاق على طاولة الاحتفال، سقاة الأحلام يتفننون في كل مرة ترويض الفرسان الثائرة، إضراب لاعبي الفريق مهدد بالفشل، الفريق الرديف كسر صخرة الصمود، لا خيار سوى الانبطاح أو الجلوس في دكة الاحتياط، دكة الاحتياط عقوبة قاسية لتكسير إرادة المتمردين، الانتظار يلقن الغاضبين تعويذة الصمت و الاصطفاف في الطابور، ضاع مستقبل دزينة لاعبين في لحظة رجولة، لحظة الدفاع عن حق مشروع ، الجامعة تعاقب ستة لاعبين بالتوقيف لأكثر من مباراة مع خصم نقط وقهقرة الفريق في سبورة الترتيب، لاعبو مدينة النخيل ارتكبوا مجزرة، العقوبة أمطرت سمفونية التذمر، الحناجر تصرخ، ترفع الأيادي والقبعات في ميادين الهزائم، المكتب غير الشرعي يرفض الرحيل، الزقوم يبحث عن مناصرين لتقوية الصفوف، برميل الغائط سكت عن الصراخ ،يرقص فوق أرجوحة الأكاذيب و الهلوسات، لم يتوصل بعد بالراتب الشهري ،يسافر بالتطمين إلى حد البكاء، استدرجوه و مرغوه في الوحل، النضال المصلحي انكشف، الرجوع إلى الوراء وإعلان التوبة مستحيل ،المصداقية سقطت في الخزي والعار ،لم يبق معه سوى التضرط والنهم، يعرف أن الزقوم يستغله لكن لا خيارات أخرى ، اشعل حطب الوعود لكنها وعود ناقصة، عليه بالصبر، الصبر مفتاح الخزائن، ضرب يده في الكيس المليء بالمأكولات المهربة من الفندق، دفع في الوجه قطع الحلويات وشرائح اللحم، الحديث يرغي في كؤوس الخمر، صهيل الوجع لا يمكن ترويضه إلا بالانقلاب، من جاء بالانقلاب لا يمكن إزاحته إلا بالانقلاب، الزقوم يحلم برئاسة النادي ،يرسم ناديا بين قعقعات الكؤوس، الجماهير الغاضبة بحاجة إلى محرك، الى قائد يفهم في الكرة وليس مقاول في البناء والاسمنت المسلح ، جميع الانتفاضات للإطاحة بالقلالي سقطت في الفراغ، يحتاج الأمر إلى منافس حقيقي، يحظى بالأجماع وقادر على شراء الذمم، الموسم الكروي على وشك الانتهاء، الفريق يعانق مؤخرة الترتيب، البقاء في قسم الهواة إنجاز، الملايين تبخرت لحصد اللاشيء ،لا حديث عن الشموخ والانتصارات، نفس الوجوه المكربنة تلطم وجه الهذيان ،تطارد غيمة هاربة ، تكتب في الدفاتر تقارير التقتير والتصرف بحكمة مع ممتلكات النادي،تدحرج كرات الأمل فوق أشلاء الحالمين، يقف حسن القلالي في خشوع وحزن عميق، ، يطلب من الجميع قراءة الفاتحة على روح الطبيب قيوح، يرفع اكف الضراعة إلى السقف، يتمتم بين الأشداق كلمات مبهمة، مات الرجل بالحسرة والألم، لم يهضم الإهانة وطريقة التخلص منه، ، الفاتحة تسكب المخاوف على أوتار المصير المجهول، لا قيمة للإنسان المتعلم والذكي وسط قطيع الأوباش، برميل الغائط يوزع أضمامه أوراق على المنخرطين، الصراصير المندسة في الإعلام تتدافع على الملفات الفارغة إلا من ورقة تشير إلى نقط جدول الأعمال، الجماجم المتدلية ترعى في الفراغ، الزقوم يفرد له مكانا بعيدا، يمسح الوجوه مسحا، يسترق السمع ويطيل السكوت والتلصص ،الجمع العام ينتهي بالتصفيق وتحية تقدير للنادي لمعانقته الحضيض عن جدارة واستخفاف، حميد محطوط الناطق الرمسي باسم التلميع والبرنقة يعلن عبر الهواء تمرير القانون الأدبي والمالي، ينفجر التصفيق الحار ،يسمع من بعيد اسم رئيس النادي يصدح به الأفواه ،تلتهم التصفيقات صرخة شيخ طاعن في حب الفريق، يطلق آهات العنوسة، مسبحة الضجيج والضوضاء تغلف القاعة الكبيرة، أسئلة تحاصر الفتى المدلل للسلطة ،الأجوبة الهروبية جاهزة، التسويف دستور الفاسدين والفاشلين، الطاولة مليئة بالحلوى و قناني العصير، تدخل الأيدي فارغة وتخرج محملة بقطع الحلويات المجانية ،لا وقت لإلقاء دروس الخلاص وتوزيع الوهم، الوقت وقت شحن البطون.
- سوف نجلب لاعبين جيدين - سوف نفتح الباب للمواهب المحلية - سوف نرفع من قيمة التعويضات - سوف ثم سوف وسف….؟
#الحسان_عشاق (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
زقوم كرة القدم الحلقة (7)
-
زقوم كرة القدم الحلقة ( 6)
-
زقوم كرة القدم الحلقة ( 5)
-
زقوم كرة القدم الحلقة4
-
زقوم كرة القدم الحلقة ( 3 )
-
زقوم كرة القدم (الحلقة2 )
-
زقوم كرة القدم
-
يوميات الكابران لمساسكي
-
الرئيس ميغول واعوانه
-
مدير الفضايح... وحمادي الدحش
-
رواية ( ارقص... انت في المسلخ)
-
كتيبة الاعدام
-
الرقيع في بلاد الصقيع
-
الرقيع في ليلة الزفاف
-
الرقيع والمراة
-
المشبوح والصحراوي والملتحي
-
القرصان والجريدة
-
الرقيع في مقهى الربيع
-
المشبوح والكرسي
-
المشبوح والسياسة
المزيد.....
-
العربية أم الصينية.. أيهما الأصعب بين لغات العالم؟ ولماذا؟
-
سوريا.. رحلة البحث عن كنوز أثرية في باطن الأرض وبين جدران ال
...
-
مسلسل -كساندرا-.. موسيقى تصويرية تحكي قصة مرعبة
-
عرض عالمي لفيلم مصري استغرق إنتاجه 5 سنوات مستوحى من أحداث ح
...
-
بينالي الفنون الإسلامية : أعمال فنية معاصرة تحاكي ثيمة -وما
...
-
كنسوية.. فنانة أندونيسية تستبدل الرجال في الأساطير برؤوس نسا
...
-
إعلاميون لـ-إيلاف-: قصة نجاح عالمي تكتب للمملكة في المنتدى ا
...
-
رسمياً نتائج التمهيدي المهني في العراق اليوم 2025 (فرع تجاري
...
-
سلوكيّات فتيات الهوى بكولكاتا نقلها إلى المسرح.. ما سرّ العي
...
-
الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة تصل إلى ليبيا لتول
...
المزيد.....
-
نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر
...
/ د. سناء الشعلان
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
المزيد.....
|