أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم عبد الواحد - عنزة ولو طارت















المزيد.....


عنزة ولو طارت


حاتم عبد الواحد

الحوار المتمدن-العدد: 8256 - 2025 / 2 / 17 - 10:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إذا اردت ان تخمن بشكل أقرب للحقيقة مصير الطبقة الحاكمة والأحزاب السياسية متعددة الوجوه والمليشيات في العراق فعليك متابعة ما يحصل في لبنان، خصوصا في هذه الفترة التي تتلاطم فيها الموجة الطائفية التي كان مقررا لها ابتلاع عواصم عدة في الشرق الأوسط.
فالهلال الشيعي لم يعد مطلا على المنطقة، وانما بقيت منه ثلم متناثرة في اليمن والعراق، ولعل الاخبار اليومية ترفدنا بكم هائل من الانباء اليومية القادمة من ارض بلقيس، فالاستراتيجيات العسكرية والجيوسياسية والاقتصادية تدلل على ان الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل متفقة على إزالة التهديد الحوثي حتى لو كلف ذلك تسوية الجبال التي يعتصم بها عبد الملك الحوثي وميليشياته المدعومة بالمال والسلاح الإيراني بالقنابل النووية!
ونظرة سريعة على سيناريوهات سقوط عاصمتين عربيتين من محور المقاومة خلال شهر واحد تظهر لنا دقة المخطط التي تسير به عجلة تغيير الخرائط في الإقليم، ولكن ما ظل مشوشا وغير واضح هو مصير ( فصائل المقاومة) وجماعات ( السلاح المنفلت) في العراق، فهذه المجاميع التي شكلت مصدر ازعاج وترهيب للسفارات الأجنبية في بغداد، وللقواعد الامريكية في البلاد، وللدولة الإسرائيلية التي لا تتساهل مع أي تهديد لأمنها وشعبها، سيما عندما يصبح البعد العقائدي والمذهبي هو الغاية الذي يروج له المرشد الأعلى الإيراني في كل هجوم شنته او سوف تشنه هذه الجماعات خلال الفترة القادمة.
وبين تشذيب لحية (أبو محمد الجولاني)، ومنحه هوية ( احمد الشرع)، واظهاره بمظهر الجنتلمان الذي سيرتدي بدلة بابا نوئيل في رأس السنة الميلادية ليوزع الهدايا والحلوى والامنيات السعيدة على أطفال العلويين في الساحل السوري وعلى اطفال الكرد في عفرين وعين العرب والقامشلي، وبين نياشين جوزيف عون وعصاه العسكرية التي يتوكأ عليها ويستطيع ان يهش بها على غنم (حزب الله)، فيمنعها من العبث بحقول لبنان وحقول الجيران وتخريبها ومنع رقابها ان تمتد الى عنابر طعام أمم أخرى مجاورة وخزائن أجيال تسعى لتحسين مستقبلها بعيدا عن خرافة المذهب. تبرز صورة قاتمة لمصير الشلة الحاكمة في بغداد، فنظام المحاصصة في بغداد، هو نسخة (ملبننة)، والاستيلاء على موارد وطاقات الدولة في بغداد هو نسخة من قرارات اتخذت في سراديب حارة حريك.
ولعل جملة الزعيم جوزيف عون في خطاب الفوز برئاسة الجمهورية اللبنانية امام أعضاء البرلمان اللبناني هي التي يراد لها ان تعمم كنهج سياسي يتبعه الإقليم ـ في هذه المرحلة ـ على الأقل ـ والتي تنص على: ( اليوم تبدأ مرحلة جديدة من تاريخ لبنان، اقسمت فيها امام مجلسكم الكريم، وامام الشعب اللبناني، يمين الإخلاص للامة اللبنانية، وان أكون الخادم الأول في الحفاظ على الميثاق، ووثيقة الوفاق الوطني، والتزامي بتطبيقها بما يخدم المصلحة الوطنية العليا، وان امارس صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة، كحكم عادل بين المؤسسات، هدفه حماية قدسية الحريات الفردية والجماعية، التي هي جوهر الكيان اللبناني، هذه الحريات التي يجب ان تستند الى حكم القانون، والى حوكمة تحفظ الحقوق وتضمن المحاسبة وتساوي بين جميع المواطنين. لأنه إذا أردنا ان نبني وطنا، علينا ان نكون جميعا تحت سقف القانون. وتحت سقف القضاء. حيث لا صيف ولا شتاء على سطح واحد بعد الآن. ولا مافيات، او بؤر امنية، ولا تهريب، او تبييض أموال، او تجارة مخدرات، ولا تدخُّل في القضاء، ولا تدخُّل في المخافر، ولا حمايات، او محسوبيات، ولا حصانة لمجرم او فاسد او مرتكب. العدل هو الفاصل وهو الحصانة الوحيدة بيد كل مواطن، وهذا عهدي. عهدي ان اعمل مع الحكومة المقبلة على إقرار مشروع قانون جديد لاستقلالية القضاء.... على معايير النزاهة والكفاءة).
ان التدقيق في هذه الكلمات القليلة في خطاب العماد جوزيف عون يكشف عورات حكومة بغداد الكثيرة، التي تقودها وتقرر مصيرها (المليشيات الإيرانية). فقد سمعنا رئيس وزراء العراق الموالي للميلشيات والداعم لها يستعيض بقوة الحشد عن قوة الجيش العراقي في ذكرى تأسيسه الخامسة بعد المائة، ويستعيض بما تقوله (المرجعية) عن ما يقوله القانون العراقي، ويستعيض بتوجيهات (المرشد الإيراني) عن ما يطمح اليه الشعب العراقي لصناعة مستقبل اجياله التي عانت طوال أكثر من 40 سنة من الموت والتشرد والجوع والحروب العبثية.
ولعل في لجة التغييرات الحاصلة في أنظمة الإدارة والقيادة والسيطرة على الحدود الاقليمية في المنطقة التي يقع فيها العراق نستطيع ان نستقرأ التوق الشعبي الهائل لساعة التغيير المرتقبة، بحيث ان العراقيين كانوا قد بدأوا بالفعل يعدون الأيام يوما يوما، بعد ظهور نتائج الانتخابية الأخيرة، منتظرين دخول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى المكتب البيضاوي. ظانين ان القرار الأول من قرارات البيت الأبيض هي الإطاحة بالاوليغارشية الإسلامية والاقطاعية التي تحكم العراق منذ 21 سنة.
وفي الجدل الدائر حول انهاء دور (الفصائل المسلحة) و (السيطرة على السلاح المنفلت) وملفات الفساد المليارية، و(تجارة المخدرات وتهريب الأموال) نجد ان سذاجة رئيس الوزراء العراقي قد القت عليه صفة ساعي بريد بين طهران وواشنطن متناسيا او ـ في الحقيقةـ موكلا مصير العراق للقرار الإيراني الذي لا يستطيع ان يتخلى عن العراق، تلك الدجاجة التي تبيض ذهبا.
ان حجم المليشيات المسلحة الموالية لإيران في العراق قد يشبه فيلا رستميا تمت استعارته لسحق عظام العراقيين الرافضين للهيمنة الايرانية ونريد رزمه الآن وشحنه في علبة كارتون لأحدى حدائق الحيوان في طهران او قم! وكرد فعل ساذج على قرارات الإرادة الدولية لحل كل التشكيلات المليشاوية المرعبة التي نمت بطريقة بكتيرية سريعة جدا، فقد انتهج (قادة) هذه العصابات المحصنة بشرعية الدولة خطة (فيلق القدس) بتذويب الفصائل والكتائب والعصائب والسرايا والمليشيات داخل الشرطة والجيش وقوى الامن العراقية ريثما تمر العاصفة!
ولكن شتان بين رأسين يفكر أحدهما بـ(ضلع الزهرة) و (بستان فدك) و (مقام السيدة زينب) والثاني يفكر في إمكانية إعادة تشكيل العالم من خلال منصات صناعة الرأي العام ومن خلال السيطرة على المجال المغناطيسي للكوكب.
فعلى سبيل المثال عندما تحول مارك زوكربيرج نحو اليمين الرأسمالي، أعلنت شركته (ميتا) التي تضم (انستغرام، فيسبوك، من بين شركات اخرى) انها ستتخلص من مدققي الحقائق، وتقلل بشكل كبير من مقدار الرقابة. وهذا يعني ان مصداقية ما تراه وتسمعه ستكون من مسؤوليتك انت وليس من مسؤولية شخص آخر يستطيع ان يساعدك في التصنيف الصدقي ، وعندما تكون انت من اتباع مجالس الإفتاء الرخيص او برامج التجهيل المقدس سيكون الامر عسيرا عليك حتى حدود الاستحالة، وللمعلومة فان 3 مليارات و300 مليون شخص حول العالم يستعملون منصات شركة (ميتا) يوميا، فمن يهتم بتهاويم المرشد الأعلى الإيراني الميتافيزيقة في زمن أصبح فيه الدولار الواحد يساوي 87 ألف ريال ايراني؟
ان مهلة الستة اشهر التي منحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعقد اتفاق جديد اكثر صرامة من اتفاق 2015 مع ايران ، انما هي صفقة سياسية تليق برجل متخصص بالصفقات، كما ان حجم الترسانة العسكرية الحديثة التي زود بها جيش الدفاع الإسرائيلي، وخاصة الصواريخ والقنابل الخاصة بتدمير التحصينات الغاطسة عميقا تحت الأرض، تعطي يقينا لا لبس فيه بضرورة اقتلاع النظام الثيوقراطي الإيراني و تمكين أحزاب و معارضين موالين للسياسات الامريكية من إدارة دفة الحكم في طهران، ولعل من الملفت للانتباه هو الغياب التام لكل المروجين للمشروع الإيراني الذي استنزف ودمر دول الإقليم طوال 45 عاما، فبحسب مصادر مطلعة في وكالة المخابرات الامريكية ان إسرائيل قد تقدم على تدمير المنشآت النووية الإيرانية في هجوم مفاجئ وغير متوقع، كما ان الجدل الذي اثاره حديث خامنئي حول التفاوض مع الولايات المتحدة على قواعد جديدة للعبة في الشرق الأوسط والذي وصفه المرشد الإيراني بانه تفاوض ( ليس ذكيا ولا حكيما ولا شريفا). قد عدّ بابا من أبواب التقية يراد منه رفع سقف القيمة التفاوضية لإيران التي لم تعد تملك وسيلة لإسكات ( مدافع الخبز) عن الدوي، رغم ان الإصلاحيين والاصوليين من الزعماء السياسيين يريدون ابرام اتفاق مع الولايات المتحدة.
ان سياسة (التقيه والتمويه) لا تجدي نفعا امام نخبة من المتخصصين السياسيين الأمريكيين، فرجل السياسة الأمريكي يأتي بعد دراسة وبحث وجهد أكاديمي وميداني ليطبق مبادئ الحوار والنقاش والتفاوض، بينما يأتي السياسي والمفاوض الإيراني او الشرق اوسطي من خلية حزبية تردد شعارات غامضة او في أحسن الأحوال تأتي هذه الجماعات التي تتحكم بمصير ومستقبل ملايين البشر في هذه المنطقة المهمة من العالم من الثكنات العسكرية مباشرة مزنرة بديمقراطية الكلاشنكوف والتغييب القسري ومبدأ ( عنزة ولو طارت) الذي يعد الايرانيون خبراء فيه ، حيث اعتبر المرشد الايراني ان حماس الارهابية و ( حزب الله) قد خرجا منتصرين من مواجهات اسرائيل معهما رغم ان خسائر كل منهما قد بلغت مائة الف قتيل ومئات ملايين الدولارات !
ان مما لا شك فيه ان مناطق كبيرة ستخرج من تحت عباءة المرشد الإيراني في دول المحور الإيراني الذي يشكل غلافا لحماية جسد ولاية الفقيه، وفي إيران ذاتها، وقد يكون العراق هو اول من سيلتحق بالقطار الأمريكي الإسرائيلي بمجرد ان تخفف يد المرشد الطائفي الإيراني قبضتها على الإرادة العراقية الساعية للحاق بالحضارة و الحداثة، فبعد احدى وعشرين سنة من احتلال ايران للإرادة والقرار العراقيين، أصبحت المدن العراقية بؤرا للرذيلة و الجهل القاسي والهمجية.
ستكون سياسة ترامب ونتنياهو تجاه إيران واذنابها في ارجاء الإقليم كافة مبنية على فكرة البيت الشعري التالي:
لا تقطعن ذنب الافعى وترسلها
ان كنت شهما فألحقْ رأسَها الذنبا



#حاتم_عبد_الواحد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخوزقة الذكية
- انا متشائل
- فقيهان لا يفقهان
- مليشيات و صواريخ وحشيش
- تفاصيل صغيرة من الصورة الكبيرة
- بلبل ال ( دي. ان . اي)
- الرفسة الاخيرة للثور المعمم
- فيل قريش وابابيل خيبر
- موالي مهدوية العراق
- فيل قريش!
- الارضة القطرية!
- صلعميون بهلويون وطورانيون
- مدافع النَّان
- الوجه وماؤه!
- ابو علي العسكري وتسوركوف
- نتنياهو لا يوزع الشيكلات
- العمامة الفاشستية
- رمتنا حماس بدائها وانسلَّت
- شيخ الاسلام جيفري ابيستن
- شكرا نتنياهو!


المزيد.....




- مسجد سول المركزي منارة الإسلام في كوريا الجنوبية
- الفاتيكان يصدر بيانا بشأن آخر تطورات صحة البابا فرانسيس
- ملك البحرين: نستجيبُ اليوم لنداءِ شيخ الأزهر التاريخي مؤتمرِ ...
- وفد من يهود سوريا يزور دمشق بعد عقود في المنفى
- “اسعد طفلك الصغير” أغاني وأناشيد على تردد قناة طيور الجنة عل ...
- موقع سوري يستذكر أملاك اليهود في دمشق بعد بدء عودتهم للبلاد ...
- فرنسا تناقش حظر الرموز الدينية في المسابقات الرياضية
- شيخ الأزهر يطلق صرخة من البحرين عن حال العرب والمسلمين
- ملك البحرين يشيد بجهود شيخ الأزهر في ترسيخ مفاهيم التسامح وا ...
- احدث تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 TOYOUR EL-JANAH TV على ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حاتم عبد الواحد - عنزة ولو طارت