طوفان الأقصى 499 – الأقوى هو على حق - هل تستطيع للولايات المتحدة احتلال غزة وطرد سكانها؟

زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8256 - 2025 / 2 / 17 - 04:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

بوريس شيبانوف
كاتب صحفي
موقع تلفزيون RTVI

5 فبراير 2025

صرح دونالد ترامب أن الولايات المتحدة يجب أن تسيطر على قطاع غزة وتعيد بناء المنطقة، مع نقل الفلسطينيين إلى دول مجاورة. وقد أيدت إسرائيل هذا الموقف، بينما عارضته حركة حماس الجهادية وبعض الدول العربية. ما مدى جدوى أفكار ترامب وما الذي ينتظر الشرق الأوسط بعد صعوده إلى السلطة — في مقال لـ RTVI.

عن كلمات ترامب وردود الفعل عليها

خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قال الزعيم الأمريكي إن الولايات المتحدة مستعدة للسيطرة على قطاع غزة، وبدء تنظيفه و"تطويره وخلق آلاف الوظائف". ولاحظ أنه، إذا لزم الأمر، يمكن نشر القوات الأمريكية هناك.

وقال : "سنمتلك هذا المكان وسنكون مسؤولين عن تفكيك جميع القنابل الخطيرة غير المنفجرة والأسلحة الأخرى في المنطقة. سنسوي الأرضية ونتخلص من المباني المدمرة، ونسويها، ونخلق تنمية اقتصادية ستوفر عددًا غير محدود من الوظائف والسكن لسكان المنطقة."

كما اقترح مرة أخرى نقل الفلسطينيين إلى دول أخرى غير مصر والأردن. وأضاف ترامب أن سكان قطاع غزة من غير المرجح أن يرغبوا في العودة لاحقًا، حيث أن المنطقة مدمرة بالكامل.

في رأيه، يمكن أن تتحول فلسطين التي مزقتها الحرب في النهاية إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، حيث يمكن أن يعيش "أناس من جميع أنحاء العالم". وقد أيد نتنياهو موقف الرئيس الأمريكي، مشيرًا إلى أن تنفيذ خطط واشنطن "يمكن أن يغير التاريخ" وأن أفكار ترامب تستحق الاستماع إليها.

رفضت حماس بالفعل اقتراح ترامب، قائلة إنه يشجع سياسة إسرائيل في "النزوح القسري" للفلسطينيين.

وقال المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الكرملين سمع اقتراح ترامب بنقل سكان قطاع غزة، ولكنه أيضًا "سمع ورأى تصريحات من عمان، عاصمة الأردن، والقاهرة، عاصمة مصر، حيث تم رفض مثل هذه الفكرة". وأشار إلى أن موسكو تنظر إلى الوضع في الشرق الأوسط بنفس الطريقة.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصدر قوله إن ترامب أشار في وقت سابق خلال مكالمة هاتفية مع نتنياهو إلى قطاع غزة على أنه "عقار فاخر" واستفسر عن الفنادق التي يمكن بناؤها هناك. ومع ذلك، لم يذكر في ذلك الوقت السيطرة على المنطقة، كما تلاحظ الصحيفة.

وأفاد مستشار مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، دميتري غيندلمان، أنه خلال الاجتماع، قدم نتنياهو لترامب جهاز نداء، فرد عليه الأخير: "كانت تلك عملية رائعة". وفي وقت لاحق، قدم الرئيس الأمريكي لرئيس الوزراء الإسرائيلي صورة من زيارتهما مع عبارة: "بيبي، قائد عظيم."

تشير هدية نتنياهو إلى عملية إسرائيل في لبنان في سبتمبر 2024، عندما أدت انفجارات أجهزة النداء الجماعية التي استخدمها أعضاء مجموعة حزب الله الداعمة لحماس إلى مقتل العشرات وإصابة عدة آلاف.

"يجب أن نكون متشككين حيال هذا"

قال المستشار السياسي ورئيس وكالة دوبريفسكي للاستشارات، بافل دوبريفسكي، لـ RTVI إنه مع ترامب، "من الصعب دائمًا الإجابة بشكل قاطع على ما هو شعبوي وما هو اقتراح بناء". ولكن في هذه الحالة، تابع، يجب أن "نكون أكثر تشككًا حيال هذا" لثلاثة أسباب على الأقل.

أولاً، أشار دوبريفسكي إلى أن ترامب لم يجب على ما إذا كانت الدول الأخرى مستعدة لقبول اللاجئين من قطاع غزة.
"من ما رأيناه خلال العام الماضي — لا، ليسوا مستعدين، في الواقع.
ثانيًا — نرى أنه لم يقدم إجابة محددة بشأن من سيعيش في هذه المنطقة، وهذا سؤال رئيسي، في الواقع — من بالضبط سيعيش هناك؟" أكد دوبريفسكي.

بالإضافة إلى ذلك، أضاف الخبير السياسي، أن ترامب "تمكن من إثارة الخلاف، لنقل، بشكل خفيف" مع نتنياهو، لأن الأخير علم عن أفكار الرئيس الأمريكي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام. وهذا يشير، كما قال دوبريفسكي، إلى أن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط ليست متنسقة مع أحد حلفائها الرئيسيين — إسرائيل.

"لذلك، سأكون متشككًا إلى حد ما حيال هذا. علاوة على ذلك، أعتقد أن هذا أكثر من كونه عرضًا حتى الآن، بدلاً من كونه إجراءً حقيقيًا. لكنني لا أستبعد أن ترامب قد يذهب بالفعل إلى هذا الحد. <…> من المهم أن نتذكر أن ترامب لا يزال يرغب في أن يبقى في التاريخ كصانع سلام، <…> يريد أن يُذكر كرجل لم يبدأ أي صراع، ولا أي حرب، ولكنه في الوقت نفسه أوقف عددًا كبيرًا منها، بقدر ما سيكون ذلك ممكنًا"، قال محدث RTVI.

وأشار دوبريفسكي إلى أنه مع صعود ترامب إلى السلطة، "تحول العالم أخيرًا إلى نظام عالمي وسياسي دولي جديد."

"يُطلق عليه ببساطة: من هو الأقوى هو على حق <…> السؤال هو عن العواقب — هل سيكون الحال أنه بعد أربع سنوات من رئاسة ترامب، عندما يأتي رئيس جديد، سيصبح هذا [النظام الجديد] نقطة فوضى أخرى، وهو ما هو عليه بالفعل اليوم. هذا هو السؤال الرئيسي"، أضاف الخبير.

"هناك بعض الغموض"
قال رئيس مركز أبحاث "الشرق الأوسط — القوقاز"، ستانيسلاف تاراسوف، لـ RTVI إن كلمات ترامب السابقة عن السلام في قطاع غزة وطرد الفلسطينيين كانت تُعتبر "شعبوية بسيطة".

"أما بالنسبة لفلسطين — فقد قيل إنها ستتحول إلى مونتي كارلو ثانية، حيث سيتم بناء فنادق على ساحل البحر الأبيض المتوسط، أي — سيتم تشكيل المنطقة. وقد تم اعتبار هذه الفكرة شعبوية. <…> ولكن الآن ترامب صرح بهذا للمرة الثانية، وهو الآن يناقش هذا الوضع مع نتنياهو"، أشار الخبير.

وفي هذا الوضع، "هناك بعض الغموض"، تابع تاراسوف.

"انتقد ترامب نتنياهو لأن هناك قوى تطالب بأنه بعد الانتهاء من المرحلة الأولى من الاتفاق مع غزة حول تبادل الأسرى، يجب على إسرائيل الانتقال إلى سيناريو القوة، حيث عاد الفلسطينيون، بما في ذلك إلى منازلهم ومدنهم المدمرة. علاوة على ذلك، بدأ نظام إدارة تلقائي في التكوين، وهكذا دواليك"، قال.

والآن بعض "ممثلي هذه القوى"، الذين يطالبون بمواصلة الحرب، يسألون أنفسهم، أضاف تاراسوف: "لماذا قاتلنا؟ لقد نجت حماس الفلسطينية بل وأصبحت أقوى."

ترامب يعارض مثل هذا السيناريو، أوضح محدث RTVI، ولهذا السبب "قرر أن يعلن فكرة أنه لن تكون هناك حماس في فلسطين، وأنه سيتم الترحيل."

"وبالتالي، يحاول منع نتنياهو من الانتقال إلى المرحلة الثانية، أي بدء حرب. ما إذا كان سيتم تنفيذ هذا السيناريو أم لا، من الصعب قوله، ولكن ملامح خطة ترامب العالمية الكبيرة واضحة. وليس من قبيل الصدفة أنه يتفاوض على العودة إلى خطة كوشنر، أي — العودة إلى اتفاقيات أبراهام، حيث تعهدت الدول العربية بإعادة بناء فلسطين، وتخصيص الأموال، وما إلى ذلك"، قال تاراسوف.

هل يجب أن نتوقع حربًا جديدة بين إسرائيل وحماس؟

ذكر الخبير أن الحديث مع نتنياهو جرى قبل زيارة ترامب الأولى إلى الشرق الأوسط، وتحديدًا إلى السعودية. والأخيرة، ذكر المستشرق، تروج لفكرة إنشاء "اتحاد الدول العربية"، بينما يعتقد الزعيم الأمريكي أن مصير فلسطين يجب أن تقرره ليس فقط الدول العربية ولكن أيضًا إسرائيل والولايات المتحدة.

"لنرى ما سيخرج من هذا. لقد تم بالفعل اقتراح تقديم ما يسمى بقوات حفظ السلام العربية إلى أراضي فلسطين. ولكن من سيفعل ذلك، من سيخلق مثل هذا الفيلق — من الصعب قوله في الوقت الحالي. <…> الإصرار الذي تحاول به الولايات المتحدة تغيير الوضع في الشرق الأوسط يخلق بعض الفروق الدقيقة ويزعزع الاستقرار"، أكد تاراسوف.

تنفيذ اقتراحات ترامب ممكن تمامًا، بما في ذلك من وجهة نظر إسرائيل، لأن هذه خطة طويلة الأمد ومحسوبة ومدروسة جيدًا، أوضح الخبير.

"إذا لم ينجح شيء في فترة ترامب الأولى، كان لديه فريق سيئ، الآن، بكل المؤشرات، قام بإنشاء فريق قوي إلى حد ما، ومستعد فكريًا. وبالمناسبة، المشاريع التي يطرحها لها مبررات تاريخية جادة، بناءً على تحليل دقيق. لقد تناول ترامب المشكلة بجدية، هذه حقيقة. هل سينجح؟ من الصعب القول. على الرغم من أنه يقول إن كل شيء يُقرر في الشرق الأوسط أسرع مما هو عليه في أوكرانيا، ولكن لنرى، لأن هناك أيضًا مشاكل خطيرة هنا"، أشار تاراسوف.

من المهم أن نفهم، أكد محدث RTVI، أن الموقف الأمريكي من هذه القضية يظهر "تحيزًا أكبر لصالح إسرائيل في السياسة الخارجية"، مما قد يؤدي في النهاية إلى حرب جديدة بين إسرائيل وحماس. الآن كل شيء سيعتمد على كيفية رد فعل إيران ودول أخرى في الشرق الأوسط، كما خلص.

#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات