أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبد الحسين شعبان - الكتابة روح وهُويّة وفعل تنوير، كما هي فعل تغيير















المزيد.....


الكتابة روح وهُويّة وفعل تنوير، كما هي فعل تغيير


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 8255 - 2025 / 2 / 16 - 23:21
المحور: مقابلات و حوارات
    


حوار أجرته الأستاذة نضال شهاب رئيس التحرير والمدير المسؤول في مجلة كل الفصول All Seasons مع د. شعبان في بيروت.

كل شيء فيه روح وهُويّة، ومتاعي في الدنيا دواة حبر
وريشة وبضعة أوراق وكتب وعشق وأمل بالعدل وإحساس بالجمال...

هذا ما بدأ به د. شعبان حديثه التلقائي إلى مجلة "كلّ الفصول"، وتلك هي أدوات التفكير والكتابة والـتأمل لديه في فضاءات الحريّة، التي يعتبرها القيمة العليا، وقد منح نفسه بجرأته المعهودة قسطًا وافرًا منها، دون أن يبالي بردود الأفعال أحيانًا، لأنه يعتقد أنها أسمى القيم وأرفعها، وهي حقّ أساس يلي الحق في الحياة.
وتكتمل هذه القيمة العظيمة، التي لا غنى عنها، حسب مفكّرنا، بقيم المساواة والعدالة والشراكة والمشاركة، تلك التي تخصّ البشر ككل، وهي أساس مواطنتهم في الدولة العصرية الحديثة،. إنها قيم عابرة للأديان والثقافات والقارات والأمم والجنسيات والأزمان والأمكنة، لأنها قيم إنسانية عُليا.

المتصالح مع الدين
هذا ما تقدّم به المفكر الموسوعي الكبير الدكتور عبد الحسين شعبان، المتصالح تمامًا مع الدين والمنتقد للمتسلّطين عليه والمتلاعبين بفقهه بعيدًا عن قيمه السمحاء، داعيًا إلى" دين العقل وفقه الواقع"، وهو عنوان كتاب له، وكلّ إصلاح مفتاحه الفكر الديني على حد تعبير توماس هوبز حيث يقول: أنا متصالح مع نفسي أولًا، ثم أنا متصالح مع مجتمعي، والدين عنصر أساسي في مجتمعاتنا، وهو ظاهرة اجتماعية فكرية وروحية علينا دراستها والاستفادة منها لعملية التغيير، ولتحقيق القيم الإنسانية المشتركة.
ويقول شعبان: لقد وقعت الحركات اليسارية بأخطاء فادحة في الموقف من الدين، وأعتقَد البعض من اليسار الطفولي أن الدين زائل بزوال الاستغلال الطبقي، في إسقاطات نظرية لم تزكّها الوقائع، بل اتّجهت إلى ضدّها، بما فيه في الدول الاشتراكية السابقة، التي همّشت الأديان، وازدرت المتدينين، فبعد عقود من هذه الممارسات الخاطئة والأساليب التسلطيّة التي تتعلّق بالإيمان، حصل التراجع والارتداد العكسي بعد انهيارها في أواخر الثمانينيات، وانتعشت موجة دينية متزمّتة كردّ فعل على التوجهات الإقصائية التي تنتقص من دور الدين.

الناقد للفكر القومي
هو الكاتب والأديب والفيلسوف الذي لم يدعُ حقلًا لم يبذر فيه بذاره، وهو العلّامة والمجدّد اليساري النّشأة والتوجّه، صاحب المساهمات المتميّزة في نقد وتجديد التيار الاشتراكي واليساري، ، بما فيه نقد الفكر القومي وتحجّره وتقوقعه، مفرقًا بين العروبة والقومية، فالعروبة رابطة وجدانية جامعة، حاولت محاكاة مشاريع النهضة، وأقصد "العروبة الثقافية"، في حين أن القومية حاكت السياسة والتيارات القومية الاستعلائية الشوفينية الغربية كأيديولوجيا، وتاليًا حين أصبحت نظامًا كانت تسلّطيةً واستبداديةً بامتياز، ولاسيّما مواقفها من القوميات الأخرى، كالكرد مثلًا والأمازيغ وبقية المجموعات الثقافية.
لم يتوقف د. شعبان عن نقده للفكر العربي المعاصر، على الرغم من مساهماته في رفده بالعديد من الأفكار والآراء الجديدة، وكان له دور مميّز في الدعوة إلى الحداثة والتنوير والديمقراطية وحقوق الإنسان والمجتمع المدني، مثلما ساهم بفكره القانوني والدستوري في تعميق التوجّهات الخاصة بقضايا السلام والحرب واللّاعنف، ناظرًا إليها لا كوصفة جاهزة عبر الانبهار بالغرب، والانقطاع عن التراث كما تذهب إلى ذلك بعض التيارات الاغترابية، وإنما ملاقحتها مع تراثنا العربي - الإسلامي الأصيل، دون أن ينسى نقد المركزية الغربية.

تعددي في كل شيء إلّا فلسطين والفقراء
لقد أغنى شعبان المكتبة العربية بنحو ثمانين كتابًا، كان حصة الصراع العربي - الإسرائيلي كبيرةً منها، وشعبان المؤسس والأمين العام للجنة العربية لمناهضة الصهيونية والعنصرية، كما يقول أنه تعدّدي في كلّ شيء إلّا قضية فلسطين فإنه أحادي فيها، ويضيف أنه أحادي في الدفاع عن الفقراء والمظلومين، إضافة إلى فلسطين.
شعبان ليس أكاديميًا فحسب، بل هو مناضل تعرّض في حياته إلى الاضطهاد والهجرة، ولهذا استحقّ أوسمة وجوائز كبرى، كان آخرها تكريم الكويت له كمفكّر وأديب لامع ومتميّز، أسوةً بنزار قباني وثروت عكاشة وغسان تويني والحبيب الجنحاني وعبد الكريم غلّاب وآخرين، ولكن الوسام الأحب إلى قلبه هو وسام "الإنسان."

العيش معًا
وعن رأيه بالعيش المشترك أو العيش الواحد، قال شعبان صاحب مبادرة الحوار العربي - الكردي وحوار مثقفي الأمم الأربعة، ترك وفرس وكرد وعرب: نحن نعيش في منطقة واحدة، وعلينا التفاهم فيما بيننا وتسوية خلافاتنا والبحث عن المشتركات الإنسانية، على أساس احترام حق تقرير المصير والخصوصية والهويّات الفرعية، وعدم التدخّل بالشؤون الداخلية، والأخذ بنظر الاعتبار المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة.
وقد ظلّ شعبان بعقله الرؤيوي يدعو إلى "ويستفاليا مشرقية"، وهو دائمًا ما يكرّر "علينا تعظيم الجوامع وتقليص الفوارق واحترامها"، وإذا تمكّنا من السير على هذا الطريق، فإن أعداءنا ليس بإمكانهم النفاذ إلينا وتغذية مشاعر الكراهية ودقّ الأسافين بيننا. إن جوامعنا عديدة وفوارقنا قليلة، فعلينا تغليب العقل والمصالح العليا على حساب الأنانيات والمصالح الضيقة، وأشار شعبان إلى أن سمو الأمير الحسن بن طلال تبنى فكرة حوار أعمدة الأمة الأربعة، ونظّم حوارًا بشأنها ودعوة للتكامل الإقليمي لدول المنطقة.
ويفرّق شعبان بين العيش المشترك، أي العيش معًا، وبين التعايش، فالأول إرادة واختيار، وأما الثاني فهو اضطرار وإرغام. العيش معًا يعني الإقرار بقبول الآخر، وقبول التعدديّة والتنوّع والخصوصية الكيانية والهويّات الفرعية والحق في الاختلاف.

ماركس النجف
قلت له: هناك من يلقّبك بماركس النجف، أجاب: أنا لا أقبل أن أُنسب إلى شخص مهما كانت عظمته وعلمه وكفاءته، وأضاف: ربما بدأت حياتي متأثرًا بماركس وهذا ديدن الشباب، حيث يتحمس لفكرة أو رأي أو فلسفة أو يندفع فيها، فما بالك بشعارات ضخمة ورنانة وآمال عظام مثل المساواة وإلغاء الاستغلال وتحقيق العدالة.
هكذا كان الانتماء الأول، إنه انتماء عاطفي وإيماني وتبشيري لتغيير العالم، لكن بعد الدراسة والتعمّق والتجارب والخذلان، أخذت نبرة السؤال ترتفع لديّ لدرجة الشك الديكارتي، ثم النقد، وهكذا إنتقلت تدريجيًا من الإيمانية التبشيرية الوعظية إلى التساؤلية النقدية العقلانية، وانْزِحتُ تدريجيًا عن طريق الأيديولوجيا، وحاولت التخلّص من فيروساتها، التي أساسها التعصّب، وهذا الأخير يقود إلى التطرّف، الذي هو ابن التعصّب ونتاجهما العنف وحتى الإرهاب، فالأيديولوجيا تكون ذريعة لكلّ ممارسة تستهدف تحطيم الآخر بحجة امتلاك الحقيقة والأفضلية، ولذلك لا عصمة من الوقوع في ارتكاب الجرائم تحت رايتها وتحت مزاعم أحقيتها.
شخصيًا أقدّر ماركس وعبقريته وفلسفته ونضاله، فهو واحد من عظماء التاريخ، بل أن محطة اﻟ BBC اعتبرته في مطلع الألفية الثالثة واحد من 100 شخصية عالمية أثّرت في التاريخ الإنساني، وأعتبر ماركس أحد روافدي الروحية، لكن تعاليم ماركس تصلح لعصره وليس لعصرنا، وقد يكون ما قاله صحيحًا، لكنه لا يصلح لعصر الثورة العلمية التقنية في طورها الرابع ومرحلة الذكاء الاصطناعي، ناهيك عن أن بعضه تخطاه الزمن أو لم يكن صحيحًا بالأساس. أما تعليماته فهي تصلح للمتاحف، حيث تجاوزها الزمن وكل شيء في الحياة نسبي، وعلينا استنباط الأحكام وفقًا لعصرنا، ولاسيّما للرؤية الراهنة والمستقبلية وليس لرؤية ماضوية.
وإذا كان ماركس أحد روافدي، فإن القرآن الكريم أهم رافد روحي، وعاش معي في المنزل منذ طفولتي، وهو مستمر إلى اليوم ، حيث كان والدي يفتتح نهاره بقراءة القرآن بصوته الجهوري الجميل، ومع أنني درست القرآن مرّتين، الأولى في العام 1978، والثانية في العام 1982، فما زلت أعود إليه مع تفاسيره المختلفة باستمرار، ولا يمكنني أن أستغني عنه.
وثمة رافد آخر أعتزّ به، هو رافد الأدب بعامة والشعر بخاصة، وأستطيع القول أن الحياة ستكون كئيبة وبائسة دون الأدب الذي هو مثل الريح الخفيفة المنعشة التي تسبق المطر. والبشر بدون فن وأدب يصدؤون، فالأدب والفن هما مضادان للأكسدة ومعاكسان للتخشّب والتحجّر، إنهما إكسير الحياة وعنوان جمالها.

النبي محمد والإمام علي
وسألته عن الرسول الأكرم وعن الإمام علي "ع"، وهو النجفي الأصيل، وعائلته احتلّت موقع رئاسة الخدمة في حضرة الإمام علي منذ أكثر من 5 قرون، قال: الإمام علي جسّد القيم السامية، وهي قيم العدالة والمساواة والحريّة والإخاء والسلام، وهي قيم خالدة. القيم باقية ومستمرة، ويختلف الطريق في الوصول إليها من زمنٍ لآخر. وأضاف: إن أعظم رجل عرفته البشرية هو النبي محمد "ص"، والقيم التي دعا لها تصلح لكل مكان وزمان، وعلينا أن نعيش عصرنا وأن نستنبط الأحكام والمعالجات بما يتناسب وعصرنا والتقدّم الحاصل فيه، حيث "تتغيّر الأحكام بتغيّر الأزمان"، وكما يقول الإمام علي "لا تعلموا أولادكم عاداتكم لأنهم خلقوا لزمان غير زمانكم".
وأودّ هنا أن أشير إلى مساهمتنا العربية والإسلامية في إغناء المنظومة الكونية لحقوق الإنسان، ابتداءً من حلف الفضول ومرورًا بالقرآن الكريم ودستور المدينة والعهدة العمرية، وصولًا إلى رسالة الحقوق للإمام زين العابدين "ع"، ففيها 50 حقًا شاملًا للبشر، ومنها "حقوق الوالدين"، التي هي غير موجودة في الشرعة الدولية لحقوق الإنسان، لكن تلك التعاليم مثل غيرها، حين تتحوّل من فلسفة إلى قوانين وأنظمة ولوائح ستختلف عن عصر زين العابدين، لأن أنظمة الحكم اختلفت وطبيعة الدول تبدّلت ومهماتها وشرعيتها السياسية ومشروعيتها القانونية تباينت. نحن بحاجة إلى إيقاع العصر، فسماته مختلفة عن إيقاعات عصور سالفة، و"الطريق إلى الحقيقة تتعدد بتعدد السالكين" حسب ابن عربي.

لمن يكتب شعبان؟
سألته لمن تكتب؟ فأجاب: أكتب بحثًا عن الحريّة، هاجسي الأول والأخير، ولا يمكن الحصول على الحريّة دون معركة، والمعركة الحقيقية هي مقاومة ورفض لكل ما هو تسلّطي واستبدادي. الحرية كقيمة مثل كل القيم الأخرى، لا تُمنح كهبة أو مكرمة أو هدية، بل تؤخذ من خلال الكفاح والصبر، والتطوّر البطيء الطويل الأمد أحيانًا، فالتراكم الكمي يؤدي الى تغيير نوعي مع مرور الأيام، ولا بد من رفع درجة الوعي لدي المجتمعات تمهيدًا لإحداث التغيير المطلوب، وما أدعو إليه هو تجسير الفجوة بين أصحاب القرار وبين أصحاب الفكر، فقد أثبتت التجارب أن الانقلابات والثورات العنفية عادت القهقري، وعطّلت التنمية وأخّرت الإصلاحات، ولا بدّ هنا من اعتماد الوسائل السلمية والقوّة الناعمة لإحداث التطوّر المنشود.
وحين سألته عن الربيع العربي، قال: هو مسار طويل، وحتى لو انكفأ أو تراجع أو تأخر، فإنه لا بدّ أن يتم التغيير إن عاجلًا أم آجلًا، إذْ أن العديد من الأنظمة العربية أصبحت خارج الزمن وبالضدّ من عملية التطوّر والتقدّم والتنمية، وهذا ما يحتاج إلى تبصّر وتفكّر من أصحاب القرار، ومن النخب الفكرية والثقافية.
وقد استغلّت القوى الدولية المتنفّذة، ولاسيّما الولايات المتحدة الأميركية الربيع العربي لمآربها الخاصة، فالتفّت على العديد من القوى، فضلًا عن أن العامل الذاتي لم يكن ناضجًا، وكان يحتاج الأمر إلى برنامج انتقالي تمهيدي وقيادة موحّدة لتأتي انسجامًا مع العامل الموضوعي، وأقصد به غياب الحريّات وسيادة الاستبداد والتخلّف، واتّساع هوّة التفاوت الطبقي والاجتماعي المجحف.
ويضيف شعبان في حديثه عن الكتابة، أنه يكتب لنفسه والكتابة لديه دفاع عن النفس أيضًا، وهي تعبير عن ما يختلج في صدره وما يفكّر به ويتمناه. أما عن الفئات التي تتأثر بكتاباته فهي ثلاث مجموعات: النخبة المثقفة؛ والوسط المتعلم لأن التنوير لا يمكن أن يحدث إلّا عبر هذه الفئة من الطبقة الوسطى وهذا يحتاج إلى صدمات أحيانًا، فضلًا عن شرارات تنبيه له؛ وأكتب إلى العموم لذا أبسّط كتاباتي الى حدود معينة، والكتابة عندي لها أربعة مستويات: الأبحاث والدراسات والمقالات الصحافية ذات المسحة البحثية، والسرديات التاريخية، وأقصد بذلك النصوص الثقافية والأدبية النقدية، إضافة إلى الكتب. إنها فعل تنوير كما هي فعل تغيير.

العالم السيبراني
عن مواكبته للعالم السيبراني ورأيه به وهو في العقد الثامن قال: إنه عالم سريع ومترامي الأطراف، وهو مؤثر إلى حدود كبيرة جدًا، وأكثر ممّا نتصوّر، وهو تتويج للعولمة، ولا يمكن الوقوف ضدّه لأنه مسار حتمي للتطوّر، ولا بدّ من الاستفادة منه وأنسنته، وتجنّب تأثيراته السلبية الخطيرة قدر الإمكان.
وشعبان كما أخبرنا ما زال يحب الكتابة بالقلم، ويقول: أنا أرسم كلماتي وأستمتع برسم الحرف الذي أضع روحي من خلاله على الورق، وبالطبع فالعالم السيبراني لا روح فيه، ومهما كان جميلًا، لكنه جامد وبلا هويّة، وتأتي الكتابة معلّبة أحيانًا، حيث أصبح الجميع كتّابًا أو باحثين بكبسة زر، وإن كان ثمة أمر جيد أن تنتشر العلوم والمعارف، ولكن فروقًا كبيرة بين الكاتب الجيد الذي يعرف مفاتيح الحرف وأسراره ومعناه ودلالاته، وبين من يلقي الكلام على عواهنه لمجرد أمر يصدره إلى جهاز الكومبيوتر.
هكذا تضيع الصدقية في الفضاء السيبراني، فليس كلّ من يكتب يعدّ كاتبًا، فعدد الكتّاب والشعراء المتميّزين والمبدعين قلّة قليلة، أمّا من يكتب اليوم، وفقًا لأوامر الكومبيوتر فلا يجد من يقرأ له.
أما عن برنامج "شات جي بي تي" ودوره بإصابة العقول بالضمور ورفد القارئ بمعلومات خاطئة، قال شعبان: هذا البرنامج قد يعطي أرقامًا ومعلومات لكنه لا يعطي الكتابة تلك الروح التي تحدثنا عنها، فروح الكتابة تبقى غائبة فيه، إنه يفيدنا بالمعلومة، ولكنه لا يستطيع أن يكتب قصيدةً أو روايةً أو نصًا أدبيًا.
الكتابة فلسفة، وهذا البرنامج لا فلسفة فيه، والفلسفة ليست معلومة أو معرفة فحسب، بل حكمة، وهي حكمة حياتية تأتي بعد تجارب ومران وخبرة وأخطاء وتصويبات. يمكنني القول هناك فرق بين الشعرية والشاعرية، فالشعرية هي التكنيك الشعري، أما الشاعرية فهي الروح، وهذه الروح هي الحبل السري في الشعر وفي الأدب وفي الكتابة والفن بأنواعهما. ولعلّ الكمبيوتر يفتقد إليها.
عن لبنان الكلمة قال: غزالة رشيقة في مروج خضراء، وبيروت مدينة لا مثيل لها، وعلى حدّ تعبير محمود درويش: بيروت قلعتنا الأخيرة، إنها رمز الجمال والحب والمقاومة والحداثة والأمل.
لبنان متعدد الثقافات والحضارات، نسيجه الاجتماعي والديني والطائفي والقومي والسلالي متنوّع، لذلك يتكالب عليه العالم، وللأسف لم تعِ النخب الفكرية والثقافية والسياسية هذا الدور، وتنساق أحيانًا إلى الصراعات الطائفية، تلك التي أصابت جراثيمها المنطقة، من العراق إلى سوريا إلى اليمن إلى غيرها.
لبنان لا يقبل القسمة إلّا على نفسه، لذلك فإن وحدته وتماسك لُحمته أساس نهوضه من كبوته وانطلاقه نحو المستقبل، خارج ما ترسم له الدوائر الخارجية الدولية والإقليمية.
الحب بالنسبة لمفكرنا العظيم، وكما ختم حديثه لمجلتنا، هو الحياة، ولا حياة دون حب، والحب والحياة صنوان متلازمان. وبهذا المعنى فالحب سفر، وحسب ابن عربي الأسفار ثلاثة، سفر من عنده وسفر إليه وسفر فيه، وهذا السفر فيه هو: سفر التيه والحيرة... وسفر التيه لا غاية له.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شريف الربيعي: غياب أم حضور؟
- اليسار الأخلاقي.. عبد الحسين شعبان نموذجًا
- يوم الوفاء.. وتجليات الفكر النهضوي
- رسالة تعزية لرحيل أبو أحمد فؤاد
- قيس الزبيدي حين تكون الحياة شاشة سينما
- لماذا مدّدت واشنطن العقوبات على دمشق؟
- لا تتركوا الأمازيغ...!
- قصائد الصباح امتطت صهوة المجد وابياتها شامخة انيقة الإحساس: ...
- وَفُاءً .. لِوْفاّء مثقفي الأمة من شعبان إلى الصباح
- الى د.عبدالحسين شعبان… صانعُ الفجر من رماد الليل
- يوم الوفاء لعبد الحسين شعبان
- حوار النجف – أربيل
- عبد الحسين شعبان أيقونة الثقافة المشرقية
- قلادة الإبداع على صدر شعبان
- سوريا التفاؤل المفرط والتشاؤم المحبط
- منصور الكيخيا وحكاية الاختفاء القسري
- طيران فوق عش الوقواق
- الكويت ونخبها الفكريّة والثقافية تكرّم عبد الحسين شعبان
- فقه العدالة الانتقالية
- كوب 29 والعدالة المناخية


المزيد.....




- ترامب: الحرب العالمية الثالثة ليست بعيدة لكني سأمنعها لأنني ...
- السيناتور تيد كروز يدعو زيلينسكي لوقف -الهجمات- على ترامب
- ميلوني تكشف عن حالة البابا الصحية بعد زيارتها له
- -حماس- تنعي ثلاثة فلسطينيين قتلوا خلال اشتباك مع الجيش الإسر ...
- القبض على مثيري النزاع العشائري في البصرة
- سيناتور أمريكي: ترامب يستطيع إنهاء النزاع في أوكرانيا في الن ...
- بالفيديو.. سقوط نائب حاكم ولاية ميسيسيبي على الأرض داخل القا ...
- ترامب يدعو إلى منع الحرب النووية ويعتزم الحديث مع روسيا والص ...
- البنتاغون يعتزم تقليص نفقاته بنسبة 8% في العام المقبل
- ترامب يعرب عن رغبته في -إضافة عامين آخرين- إلى فترته الرئاسي ...


المزيد.....

- تساؤلات فلسفية حول عام 2024 / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عبد الحسين شعبان - الكتابة روح وهُويّة وفعل تنوير، كما هي فعل تغيير