أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة فتوى الشمندفر .














المزيد.....

مقامة فتوى الشمندفر .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8255 - 2025 / 2 / 16 - 20:01
المحور: الادب والفن
    


كانت جهود السلطان عبد الحميد الثاني منصبة على العمل من أجل إيقاف تمزق الدولة العثمانية وانهيارها , حيث أخذ على عاتقه إنجاز مشروع الخط الحجازي , وقد أوكل مهمة تنفيذ هذا المشروع العملاق ل ـ(أحمد عزت باشا العابد ) , والمعروف في التاريخ باسم ( عزت باشا العربي ) , ويتضمن المشروع إنشاء خط سكة حديد الحجاز ليربط بين خط سكة حديد الأناضول وخط سكة حديد بغداد , وكذلك تأسيس شبكة اتصال تلغرافية بمحاذاة ذلك الخط الحديدي , حيث كان السلطان يؤمن بأن هذا سيحقق له سهولة وسرعة في عمليات الاتصال والمتابعة بين مركز الدولة العثمانية وولاياتها في الشام والحجاز , وقد تم لاحقا تدمير خط القطار من قبل لورانس العرب (( الجاسوس)) البريطاني وعملائة واعوانه العرب في المنطقة.

القطار هوالشمندفر بالفرنسي ويلفظ (شمندفيغ) باللهجة المصلاوية , فقبل أكثر من قرن , وبالتحديد عام 1908م , كانت القطارات البخارية تنطلق من محطة قطار (حيدر باشا ) بإسطنبول إلى المدينة المنورة , معلنة أن حلماً صعب المنال قد أضحى حقيقة تدركها الأبصار والأسماع , فقد كان الأول من سبتمبر عام 1908م , هو يوم اكتمال خط حديد الحجاز وانطلاق رحلته الأولى بعد ثمانية أعوام من عمل شاق متواصل أسفر عن خط سكة حديدية تجاوز طوله 1400 كم , فاستحال به خريف عام 1908م -مع ما فيه من الأزمات والمشكلات- مسرحا تزاحمت فيه آمال المسلمين وطموحاتهم في شتى ربوع الأرض مستبشرين ببعث جديد , وأضحى حلم مشاهدة سحب الدخان الكثيفة وهي تنبعث من القطار البخاري المنطلق من إسطنبول إلى الأراضي الحجازية , حقيقة قد تجسدت على أرض الواقع بعد أن كان ضربا من الخيال.

عُرف خط حديد الحجاز في السجلات العثمانية باسم ( خط شمندفر الحجاز ) , وامتد بين الشام (دمشق) والمدينة المنورة , حيث ينطلق الخط من الشام ماراً بعمَّان ومعان ثم بتبوك ومدائن صالح وصولا إلى المدينة المنورة , وكان في خطة المشروع الحجازي أن يمتد بعد ذلك إلى مكة المكرمة ومن هناك إلى جدة , بيد أن أياً من ذلك لم يتحقق.

نتذكر حكايات العراقيين القديمة اللذين كانوا يعيشون ببساطة وجهل قياسا بعصرنا الحالي , غير ان التاريخ يذكر في صفحاته كثيرا من المواقف واللطائف والغرائب للشعب العراقي منها : بعد احتلال بغداد من قبل الاحتلال البريطاني عام 1917 , تم نصب اول مولد كهرباء نصبه البريطانيون في (خان دله ) لتنوير المعسكر البريطاني , فقال العراقيون ان الانجليز تمكنوا من اصطياد البرق وسجنه بفنونهم , وعندما يحل المساء يطلقونه , فيما حذر احد رجال الدين من استخدام الكهرباء , لأنها من عمل الانجليز, وذكر آخرون ان المصابيح توهجت بعمل الجن , وبعد ان تم نشر المصابيح في شوارع بغداد قال العراقيون ان البريطانيين استولوا على مصباح علاء الدين وسخروا الجن لخدمتهم , وللعراقيين حكايات جميله مع الشمندفر وغيره من المخترعات الحديثه التي دخلت العراق منذ اوائل القرن التاسع عشر , فظهرعام 1800 اول مركب يسير بواسطة الفحم والطاقة البخاريه فتجمع سكان بغداد حوله لمعرفة كيف يسير هذا المركب , وفي سنة 1860 وصل التلغراف , ثم في سنة 1870 ظهر الترمواي او الگاري بين بغداد والكاظمية , ونصبت اول مضخة للماء في بغداد سنة 1871 , واسس اول معمل ثلج فيها عام 1881 واطلق عليه اسم (البوزخانه) , وفي عام 1890 افتتح خط عربات بين بغداد والحله وبعقوبه , ووصل الفوتوغراف عام 1892 واطلق عليه (صندوق الليفني) , واستخدم التصوير الفوتوغرافي لاول مره عام1880 , وظهرت الدراجة الهوائيه عام 1906 , واطلق عليها اسم (حصان الحديد) , وتم نصب اول مضخة اساله للماء دون تصفية او تعقيم عام 1907 , وفي عام 1908 ادخل حمدي بابان اول سياره الى بغداد , وتجمع الناس حولها واخذو ينظرون تحتها لمعرفة نوع الحيوان الذي يسيرها , وعندما شاهدها بعض البدو فروا مذعورين الى الجامع واقسمو يمينا انهم شاهدو الشيطان يركض في الصحراء وعيونه مشتعله , وتم نصب اول تلفون حكومي بين مركز بغداد والكاظميه عام 1911 , وفي نفس العام دخلت السينما الصامته , وافتتح عام 1912 اول خط سيارات بين بغداد وبعقوبه , ثم ظهر اول خط قطار بين بغداد وسامراء عام 1915, وفي عام 1916 ظهرت في سماء بغداد اول طائره , فمنعت بعض العوائل المحافظة من النوم في السطح لئلا يتفرج عليهم الطيار , وظهرت اول اذاعة لاسلكيه عراقيه عام 1935 , وشاع عندها استخدام الراديو الذي اطلق عليه اسم (الحاكي) في المقاهي وبيوت الموسرين , وقال اهالي بدرة عن الراديو انه لا بد أن هناك أقزام صغيرة جدا من البشر يتحدثون من داخل الجهاز , ويعد العراق اول بلد عربي انشأ محطة للتلفزيون عام 1956.

في بداية النصف الأول من القرن الماضي , كان هناك رجال أشداء يحاربون التكنولوجيا ويريدون الإبقاء على الحياة كما هي من دون تطور, وعندما ظهر اول خط قطار بين بغداد وسامراء عام 1915م , كانت الناس متعجبة من هذا المركب الطويل ذي الدخان وصاحب الصوت الهوائي (الهرن ـ القلقس ـ الزمور) , وحينها قام بعض رجال الدين بأصدار فتوى دينيه ضد ركوب (الشمندفر) , وهذا نص الفتوى : (( بسم الله الرحمن الرحيم , يتركون حمير الله ويركبون الشمندفر, لعنهم الله , لعن الله كل من يركب (الشمندفر) ويشجع على ركوبه )) , وعندما تمّ إكتشاف النفط في العراق بدايات القرن العشرين الميلادي , كانت الشركات التركية قد استغلت حقوق النفط العراقي عام 1912م , وقد صدرت فتوى غريبة حرّمت بموجبها إستخدام النفط لأنه نجس , ولا يمكن تطهيره بسهولة , حتى كثر المرسلون إليهم الذين أثبتوا لهم بأن النفط نعمة إلهية كبيرة يجب الأستفادة منها.



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الأنتعاش .
- مقامة الشطار .
- مقامة مامش البنفسج .
- مقامة صرعى زياد .
- مقامة الجَلْجَلة .
- مقامة قلب الطين .
- مقامة سالمة ياسلامة .
- مقامة السقوط .
- مقامة الصورة الجانبية .
- مقامة الظلمة .
- مقامة الأدمان .
- مقامة الطمأنينة .
- مقامة الثمل .
- مقامة الحريق .
- مقامة الحزن .
- مقامة العذل .
- مقامة التدفق .
- مقامة التستخج .
- مقامة حق الكسل ( الأوبلوموفية ) .
- مقامة اللي مضيع وطن .


المزيد.....




- مئات الكتّاب الإسرائيليين يهاجمون نتنياهو ويطلبون وقف الحرب ...
- فنان مصري يعرض عملا على رئيس فرنسا
- من مايكل جاكسون إلى مادونا.. أبرز 8 أفلام سيرة ذاتية منتظرة ...
- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...
- بعد عبور خط كارمان.. كاتي بيري تصنع التاريخ بأول رحلة فضائية ...
- -أناشيد النصر-.. قصائد غاضبة تستنسخ شخصية البطل في غزة


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة فتوى الشمندفر .