أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد عبد القادر الفار - حين أخفى تاكاهيرو ذاكرة الرجل المسكين - 7














المزيد.....


حين أخفى تاكاهيرو ذاكرة الرجل المسكين - 7


محمد عبد القادر الفار
كاتب

(Mohammad Abdel Qader Alfar)


الحوار المتمدن-العدد: 8255 - 2025 / 2 / 16 - 13:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفصل السابع: ختم التنين

كان أيوب يحدّق في انعكاسه في مرآة غرفة مظلمة، لكنه لم يتعرف على نفسه.

منذ أن غادر الحضرة مع أخيه، لم يفارقه الشعور بأن هناك شيئًا مفقودًا، وكأن ثقبًا صغيرًا في عقله كان يسمح للمجهول بالتسرب عبره. لكن ما كان يثير جنونه هو أنه لم يشعر بأي رغبة في سد هذا الثقب. كان هناك جزءٌ منه لا يريد أن يتذكر.

"أيوب، أنت بخير؟" جاء صوت عدنان من خلفه.

أدار أيوب رأسه ببطء وقال: "أشعر وكأنني نسخة عن نفسي، ولكن ليست النسخة الأصلية."

ابتسم عدنان برفق: "قد يكون ذلك أفضل لك. بعض الذكريات ليست ملكًا لنا."

شعر أيوب أن هناك شيئًا غير منطقي في هذه الكلمات، لكنه لم يعلّق.

كان يشعر أنه نجا من شيء خطير، لكنه لا يعرف ما هو. كان يعلم أنه مرّ بتجربة غير عادية، لكنه لم يستطع استرجاعها. كلما حاول التركيز، كان عقله يواجه حاجزًا غير مرئي.

في تلك الليلة، رأى حلماً لم يكن مجرد حلم.

كان واقفًا في ساحة قديمة محاطة بجدران حجرية عالية، كأنها معبد من زمن ضائع. أمامه كان يقف تاكاهيرو، صامتًا، مرتديًا رداءً أسود يشبه ملابس رهبان الشاولين.

"لماذا أنا هنا؟" سأل أيوب، لكن صوته لم يكن مسموعًا.

رفع تاكاهيرو يده، مشيرًا إلى شيء خلفه.

التفت أيوب، فرأى نفسه.

رأى نفسه كما كان من قبل، قبل التربنة. عيناه كانتا مليئتين بشيء لم يستطع تفسيره.... معرفة؟ جنون؟ لعنة؟

"أنت رأيت ما لا ينبغي أن يُرى،" قال تاكاهيرو بصوت بدا وكأنه يخرج من داخله لا من فمه. "ليس لأنك بحثت عنه، بل لأنك تسببت في حدوث ثقب جدار ما.

شعر أيوب بالقشعريرة. لم يكن يفهم ما يقصده، لكنه أدرك أنه حقيقي.

"هل كنتُ خطيرًا؟" سأل.

هزّ تاكاهيرو رأسه ببطء. "كنتَ غير مبالٍ. وذلك أكثر خطورة."

كان أيوب يريد أن يحتج، أن يقول إنه لم يكن يستهتر، لكنه شعر أن ذلك سيكون كذبة. لقد كان يتعامل مع الحقيقة كما يتعامل مع جرعة مخدرة، متعة لحظية بدون فهم العواقب.

"ولهذا مسحت ذاكرتي؟" قال أيوب أخيرًا.

تاكاهيرو لم يجب.

بدلًا من ذلك، اقترب منه، ووضع إصبعه على جبهة أيوب.

وفجأة، انفجرت رؤى قديمة في عقله، كما لو أن جدارًا انهار.

رأى نفسه في الليلة التي فتح فيها الثغرة، تلك الليلة التي كان فيها غارقًا في الهلوسة، حيث رأى شيئًا لا يمكن وصفه، شيئًا جعل الكون نفسه يبدو وكأنه يختل.

ثم رأى تاكاهيرو وهو ينظر إليه في تلك اللحظة، في مكان لم يكن من المفترض أن يكون فيه، وقال له بهدوء: "ستنسى الآن."

عاد أيوب إلى وعيه، غارقًا في العرق. كان مستلقيًا في سريره، وأخوه يقف بجواره، ينظر إليه بقلق.

"رأيت شيئًا، أليس كذلك؟" سأل أخوه.

أيوب لم يجب.

لقد كان يعلم الآن.

لقد كان يعلم لماذا تم محو ذاكرته.

ولكن السؤال الحقيقي كان: هل يريدها أن تعود؟



#محمد_عبد_القادر_الفار (هاشتاغ)       Mohammad_Abdel_Qader_Alfar#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات تائب -٦
- مذكرات تائب - 5
- مذكرات تائب - ٤
- مذكرات تائب - ٣
- مذكرات تائب - ٢
- مذكرات تائب - 1
- لا أستحق الحياة
- صابر Sober - جزء ثان
- رحلة إلى شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة (7)
- رحلة إلى شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة (6)
- لا تخالف كي تُعرف (قصيدة)
- يا قوم قصوا لي لساني (قصيدة كاملة)
- يا قوم قصوا لي لساني ٤
- يا قوم قصوا لي لساني ٣
- يا قوم قصوا لي لساني ٢
- يا قوم قصوا لي لساني
- كنتُ أضرب الطين
- صابر Sober
- الجنة الأبدية - سان جانيبيرو
- زايون


المزيد.....




- شاهد كيف تخطى آيساب روكي مقاعد المحكمة لعناق ريانا لحظة الحك ...
- ألقى بنفسه بين ذراعيها في المحكمة.. ريانا تعبر عن سعادتها بت ...
- حزب البديل من أجل ألمانيا مهدد بغرامات ضخمة بسبب تبرعات غير ...
- زعيمة حزب المحافظين البريطاني ترد على وصف ترامب لزيلينسكي بـ ...
- من نجم على السوشيال ميديا إلى متهم بتصنيع المخدرات.. قرار قض ...
- إفريقيا قارة المستقبل
- خامنئي: نعتبر قطر دولة صديقة وشقيقة لنا رغم بعض -القضايا الم ...
- روسيا تحذر من مخاطر تفكك ليبيا وتؤكد ضرورة دعم جهود توحيد ال ...
- ترامب يقول إن زيلينسكي -ديكتاتور من دون انتخابات- وينتقد شرع ...
- لماذا ترفض إسرائيل الانسحاب الكامل من جنوب لبنان وما الأهمية ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد عبد القادر الفار - حين أخفى تاكاهيرو ذاكرة الرجل المسكين - 7