أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - أمين أحمد ثابت - مترائيات العلمية والنقد العلمي - الانتهازيات وقيم السوق














المزيد.....

مترائيات العلمية والنقد العلمي - الانتهازيات وقيم السوق


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 8255 - 2025 / 2 / 16 - 13:45
المحور: قضايا ثقافية
    


يستمتعون افراد النخب العربية بلوك كلمات – كالعلمية والنقد العلمي - كثيرا ما تتكرر خلال كتاباتهم أو نقاشاتهم وبصورة تجمليه اكثر إذا ما كان هناك حديث مبرمج تلفزيونيا او إذاعيا وتذاع المقابلة جماهيريا ، وهو شعور لذيذ أشبه باللذة التي يستمتع بها الرسام او الشاعر الرومانسي او الانطباعي في تفجر مشاعره التصويرية في صور الجمال الشفافة – كخطوط رسم لوني أو كلمات عاطفية شعرية .
وفي واقع استهلاكي مطلق معلم بالسوق وتسويق البضائع – وراهنا تسويق مضاربات البنكنوت والبورصة وتبادل العملات ، فكل بضاعة تعرض للتداول ، والأكثر قبولا للشراء لجني الأرباح . . تجري خلالها عملية مضاربة شديدة عند الشراء ، وتسمع أصداء الأصوات اللاهثة كطنين نحل في مختلف الأمكنة حول تلك البضاعة الرائجة في سوق المضاربة التجارية – ويبدو أن عدوى تعميم التسويق البضاعي على حياة المجتمع وانسانه . . قد انسحب ليتعدى واقعا تبادل الأغراض المادية بيعا وشراء - مقابل نيل المكاسب او الارباح . . لتدخل آليات التسويق والمعاملات حيز المجردات عند الانسان الفرد والجماعات والمجتمع – مثلا بيع وشراء الكلام ، بيع الضمير وشراء الضمائر و . . بيع القيم وعرض الذات . . إلخ ، فكل شيء اصبح معروض – كالأخلاق – ومحدد ثمنا مقابلا لها او أن تعرض وتكون هناك اطراف متنافسة فتحدث المضاربة بالسعر المحدد كثمن لتلك الاخلاق ، ومن يجيد لعب خداع السوق ويدفع اكثر في البضاعة المتصارع على اقتنائها . . هو من يكسب ، وتصبح تلك الاخلاق المبيوعة والمشتراة حديث السوق – أي المجتمع في ناسه – لتصبح قيمة مبهرة يتدافع فيها الافراد لبيع اخلاقهم مقابل مثل ذلك الثمن الذي دفع لآخر أو آخرين فأصبح اشبه بالترويج البضاعي للأخلاق – ومثل ذلك الترويج لأحاديث العلمية والنقد العلمي كبضاعة عند كل فرد ، والمسألة تكون في أي من الافراد يمتلك الجرأة والحنكة الفهلوية والمعرفة النقلية ليخرج ويعرض بضاعته القولية في تدافع تنافسي بين المعروضات المطروحة من الانتهازيات الفردية الأخرى ، وهنا تجري لعب المؤامرات والخداع والايقاع والتنكيل بين المتبارين ، والرابح يصبح هو القيمة الأقوى ( قولا ) والمروج لها اجتماعيا كسوق مفتوح لتداول بضاعة الكلام .

وعطفا بعودة الى عنوان المقال ، يمكننا القول بأن هناك فرقا ( جوهريا ) بين أصل حقيقة العلمية والنقد العلمي في الطرح وبين مسماها المتداول سوقيا في المجتمع بين النخب وصدر وسائل الاعلام والسياسة والتعليم وكتب الفكر ، كون أن تلك المسوق لها اجتماعيا ليست سوى عروض تجميلية لبضاعة الكلام عند سين او صاد من الأشخاص – مخادعة بأصلها – وهي ما يمكن لنا توصيفها ب ( المترائيات ) لدى المشترين والجمهور المستمتع بالتسوق ، فبعد انتهائهم من جولة التسوق يجدون انفسهم وقد تطبعوا قناعات بتلك التصورات والاعتقادات المفهومية المسوق لها وقد تسللت لتسيطر على عقولهم وقناعاتهم كحقائق – بينما هي بالأصل زيف الحقائق – فنجد عندها واقعا مسيد فيه زيف الحقائق المعرفية ونماذج الافراد مزيفي القيم ، والتي عندها يتهافت التافهين والرخاص لعرض بضاعتهم القولية . . مع الاتكاء لدفع اثمان الرشى لترويج البضاعة في ظل حدة المنافسة – بين الدجالين والانتهازين بينهم البين – فيمن سينتصر ويصبح اسمه واقواله ( المترائية ) الكاذبة اسما هما المسوق لهما واقعا – مثال آخر من التسويق في مسألة الوطنية وشعارات التداول المسوق لها والاسماء العارضة قوليا لها ولذاتها كوجهي بضاعة واحدة معروضة للتنافس والتداول وحتى المضاربة – بينما في حقيقة الواقع كل أحاديث الوطنية ( كشعارات ترويجية ) لا علاقة لها حقيقة كقوة لتغيير ذلك الواقع بقدر ما هي إلا ( بضاعة من البضائع المسوق لها ) تمنح البائع المروج لبضاعته الكسب الشخصي بينما تكسب انسان المجتمع وعيا زائفا وتراجعا قيميا في الاخلاق ووهما بنشوة المعايشة المعاصرة العلمية – أي أن المجتمع يكون مشدودا تأثرا بتبعية طوعية ( ذهانيه ) لشعارات الزيف وأصحابها من الانتهازيين المتكسبين ، بينما العلماء الحقيقيين لا قيمة تذكر لذواتهم الموجودة في الواقع ولا في طروحاتهم وعطاءاتهم العلمية .

في الحلقة القادمة سنكشف صفحة المغايرة بين الفكر العلمي والنقد العلمي ومترائياتهما المخادعة .



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النخب العربية واوهام تحرير العقل ( 3 )
- النخب العربية وأوهام تحرير العقل ( 2 )
- وطن متلون بالجنون
- متوازنة قوانين الوجود والحياة بين مفهومي العبثية والضرورة ( ...
- رؤية شخصية حول عبثية الوجود والحياة ( 2 )
- الوجود . . إشكالية لم تحل بعد
- النخب العربية وأوهام تحرير العقل ( 1 )
- حب وخوف . . عليك
- للمدينة - مثلي - سؤال
- لك وطن . . اخترعتهفيك
- من وهم العلمية في الفهم - من واحدية تماثل الموقف بين النخبة ...
- استنهاض من الصمت . . مجددا
- توهمات فكرية ( ذاتية ) سابقة / نحو أدبيات ثورة فبراير 2011م. ...
- 2 - العبقرية – المعجزة ، ظاهرة استثنائية منفردة ، أم هي ظاهر ...
- بعد ارتحالي . . من يحملك بعدي
- من ديوان مزق الوقت الآسن / المزقة 4
- 6 / من نظرية التغير الكلية - 2 ) تحليل محتوى نتائج المعرفة ا ...
- 4 / من نظرية التغير الكلية - مبررات الطبيعة النظرية لمبحث ظا ...
- 5 / من نظرية التغير الكلية - تحليل محتوى نتائج المعرفة النظر ...
- مزق الوقت الآسن / مقطعات ليال مجهدة - من قصيدة المزقة الثالث ...


المزيد.....




- حزمة استثمارات قطرية في مصر بقيمة 7.5 مليار دولار
- زيلينسكي يدعو ترامب لزيارة أوكرانيا: ستشهد بنفسك التهديد الذ ...
- بي بي سي ترصد آثار الحرب على البنية التحتية في السودان
- الصليب الأحمر: إسرائيل تحتجز مسعفاً فلسطينياً مفقوداً في هجو ...
- إصابة مجندة إسرائيلية في عملية دهس بالخليل وفرار المنفذ
- في لحظة دولية فارقة... لوكمسبورغ تحتضن أول اجتماع أوروبي رفي ...
- في قلب بيروت.. التياترو الكبير شاهد على ويلات الحرب الأهلية ...
- وفاة الكاتب ماريو فارغاس يوسا الحائز على جائزة نوبل للآداب ع ...
- شاهد ما حدث في غابات اسكتلندا بسبب حرائق هائلة
- بنغلاديش تعيد حظر السفر إلى إسرائيل


المزيد.....

- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الثال ... / منذر خدام
- أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة(الفصل الأول ... / منذر خدام
- ازمة البحث العلمي بين الثقافة و البيئة / مضر خليل عمر
- العرب والعولمة( الفصل الرابع) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الثالث) / منذر خدام
- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف
- أنغام الربيع Spring Melodies / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - أمين أحمد ثابت - مترائيات العلمية والنقد العلمي - الانتهازيات وقيم السوق