سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 8255 - 2025 / 2 / 16 - 12:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد 46 عاما من الحکم الثيوقراطي الفريد من نوعه الحاکم في إيران والذي يمتلك سجل طويل وحافل بمختلف أشنع أنواع الجرائم والمجازر والانتهاکات التي تم إرتکابها بحق الشعب الايراني، فإن هذا النظام الذي سعى وبکل الطرق والاساليب والتي تماهى فيها الى أبعد حد ممکن من أجل فرض نفسه کأمر واقع وإجبار الشعب الايراني على تقبله والخضوع له، لکن شعلة الرفض القاطع التي رفعتها القوة الوطنية الاهم والاکبر للشعب الايراني بوجه هذا النظام کما رفعته من قبل بوجه نظام الشاه، قد أججت مشاعر رفض الدکتاتورية التي عادت مججدا بغطاء ديني وجعلت الشعب الايراني يواصل مساره النضالي من أجل الحرية ومواجهة الدکتاتورية ور إسقاطها.
مراجعة الاحداث والتطورات الجارية طوال ال46 عاما الماضية، نجد فيها سجلا أسودا طويلا من جرائم هذا النظام ومجازره بحق الشعب غير إننا نجد في نفس الوقت أيضا سجلا مشرفا لتأريخ نضالي للشعب ومجاهدي خلق في مواجهة هذا النظام والإصرار على المضي في الصراع حتى إسقاطه ولعل إنتفاضات 28 ديسمبر2017، و15 نوفمبر2019، و16 سبتمبر2022، نماذج حية تثبت بأن الشعب الايراني شعب حي يرفض الرضوخ للدکتاتورية وسيواصل المسيرة حتى يجد شمس الحرية تشرق من جديد على إيران ويتم رمي دکتاتورية الملالي الى حيث تم إلقاء دکتاتورية الشاه أي مزبلة التأريخ.
نظام الملالي وبعد أن أدت مغامراته الطائشة من جراء نهجه المتطرف المشبوه الى تکبده سلسلة هزائم وإنتکاسات نوعية، جعلته في وضع يرثى لها ولاسيما وإن هزائمه وإنتکاساته هذه جاءت متزامنة مع الاحتجاجات الشعبية ضده وکذلك العمليات الثورية لوحدات الانتفاضة، قد ساهمت وبصورة واضحة جدا في ضرب دعائم کبيرة يعتمد عليها هذا النظام کما أشارت الى ذلك وبکل وضوح السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، خلال کلمتها في الاجتماع نصف السنوي للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية يومي الاثنين 10 والثلاثاء 11 فبراير، حيث أشارت إلى التطورات المهمة التي شهدتها الأشهر الأخيرة، بما في ذلك تصاعد موجات الاحتجاجات والمظاهرات الشعبية الغاضبة، إضافة إلى فشل استراتيجية خامنئي الإقليمية، وخسارته لنفوذه في سوريا ولبنان. وأكدت أن هذه التحولات والهزائم أدت إلى فقدان النظام لمجالات نفوذه وأدوات مناورته في المنطقة بشكل كبير. وأضافت بأن تصاعد أنشطة وحدات الانتفاضة داخل إيران، واتساع نطاق نشاطات المقاومة على الصعيدين السياسي والدولي، إلى جانب الإقبال المتزايد من الشباب والنساء على صفوف المقاومة، كلها مؤشرات على مكانة البديل الديمقراطي المستقل الوحيد، والذي يحمل على عاتقه مسؤولية تحقيق الهدف العظيم بإسقاط النظام وتحرير إيران.
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟