كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي
(Kamal Ghobrial)
الحوار المتمدن-العدد: 8255 - 2025 / 2 / 16 - 12:01
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الدمار الذي شمل قطاع غزة
هو الجزء الظاهر من جبل جليد نتائج جريمة 7 أكتوبر 23. فالجزء الأعظم منه هو القضاء التام على خيالات إقامة دولة فلسطينية مستقلة!!
بل وتغيير وجه الشرق الأوسط كله، وموازين القوى والعلاقات فيه.
لقد ظهر للعالم أجمع أن الفلسطينيين كما لو كتلة بشرية خطرة، يتحير العالم ماذا يفعل بها، وكيف يتقي أو حتى يُحَجِّم أذاها!!
الآن كما يقولون:
"نقطة ومن أول السطر".
المطلوب الآن لصالح ليس إسرائيل وحدها، وإنما سائر محيطها، الذين لا يصرحون بما يقولونه في الغرف المغلقة، ليس مجرد إبعاد حماس عن الحكم. المطلوب بداية تفكيك التنظيم وتجريد أفراده من السلاح. ثم بعد ذلك تجريم فكره ونفي من يروجه إلى خارج غزة.
المطلوب هو إخلاء غزة من الإرهابيين. وطالما الواقع أن شعب غزة يحتضن هؤلاء ويرفدهم بمدد من أبنائه، ويحتفل معهم كما تقول قناة الجزيرة بالنصر، يكون الحل والمصير العاجل أو الآجل إخلاء غزة من شعبها. ليأتي شعب أو شعوب أخرى، تصنع من المكان العبقري لغزة مركزاً حضارياً عالمياً.
لو تخلى الغزاوية عن الإرهاب والإرهابيين، لن تكون هناك مشكلة ومطالبة بترحيلهم. وسيكونون هم من يبنون غزة الجديدة المتطهرة من الإرهاب والكراهية المقدسة.
لا يجدي علاج المرض مالم تقض تماماً على الڤيروس الذي يسببه. أن تستأصل جذوره من الفكر والوجدان.
بداية مسيرة السلام تحتاج قبل تصالح العرب مع إسرائيل، إلى تصالح العرب مع الحياة والإنسانية. التوقف عن حب الموت في سبيل الآلهة. والكف عن شحن النشء منذ الطفولة بالكراهية للآخرين، تحت عنوان أنهم أعداء الآلهة.
مطلوب أن يحب العرب أنفسهم وأولادهم. ولا يضحوا بهم من أجل أي قضية، دينية كانت أم وطنية.
الإنسان أهم وأغلى من أي أرض أو أماكن وهياكل مقدسة. علينا أن نتعلم هذا من إسرائيل، التي تفرج عن ألف سجين فلسطيني مقابل استرداد مختطف إسرائيلي أو اثنين!!
الحياة تستحق أن تُعاش، وعلينا أن نحرص عليها، ونبذل كل جهد في سبيل أن تكون أجمل وأرقى.
كل المشاكل بيننا وبين الآخر قابلة للحل. كما حلت جميع الشعوب مشاكلها. مالن يحدث إلا إذا تطهرنا من الكراهية المقدسة.
وبدأنا نزرع ورود الحب، في صحراء العرب التي لم تعرف طوال تاريخها غير توغل أشواك الكراهية.
#كمال_غبريال (هاشتاغ)
Kamal_Ghobrial#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟