أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب كاظم محمد - قداس لنورس














المزيد.....


قداس لنورس


طالب كاظم محمد

الحوار المتمدن-العدد: 8254 - 2025 / 2 / 15 - 23:02
المحور: الادب والفن
    


بغداد صيف عام 1982.. الحرب في طفولتها
س . ي
اقل كثيرا من الرغبة التي تفتقدينها طوال الوقت، تنفقين قواك وانت تنسجين شرنقة سميكة حول خطاياك القديمة، تتطلعين الى النسيان، على انه هبة جديرة بالتضحية، الا انك تخفقين في ذلك، ذكرياتك المريرة كما لو كانت اعمدة تعترض طريقك ، حين تواسين نفسك تمضين بخطواتك صوب المتاهة، تتذكرين تجربة الحب التي انتهت في ذاكرة تحاول ان لا تنجرف في البكاء، تنشجين بصوت مخنوق بينما الالم يتسلق حيزومك.
تلك انت، احزانك قاسية مثل لطخة حمراء تمددت في طبق من البورسلين الابيض.
في اللقاء الاخير اخبرك بصوت خشن: حبة الكرز تلك تشبه شفتيك الدبقتين! لم يفاجئك حينما ارتدى معطفه الصوفي، وغادر المقهى يجوب الطرقات بينما وابل المطر العنيف ينصب على وجهه .
هناك العديد من الموتى وهم يتفسخون تحت شموس مخادعة، بينما غراب بالأسود والاحمر، ينتظر بصبر لا ينفذ قرب عين تشعر بالعجز. تلك حياتك او حياته، لا اسطرلاب ولا بوصلات ترشدك الى اليقين، حياتك ليست سوى اكثر قليلا من ان تكون سراب يغويك على الاقتراب من وهم المغفرة، ولكن يمكنك خلق اوهامك
لم لا ؟ بقليل من الايمان يمكنك التطلع الى السماء ومواعدة الالهة، التي ترسب في حناجر الجنود صيحات جاحدة.
انت تدركين بانك لست مرغمة على التضرع، او شحذ حنجرتك الناعمة بالترانيم، او اعادة الدخان الى شمعدان ميت في الانزواء، حينما تقيمين قداس لعشاقك المحنطين، او كيما تمرغين مخاوفك الدفينة بالتعري أمام مرآة مستطيلة
غالبا او طوال الوقت انت لامبالية، تدركين ان حدسك هو الذي يخفق في تحذيرك لذا كنت تتلقين مخاوفك بألم اقل مما لو كنت تستطيعين الفرار
في اللحظات الاخيرة، الطقس يراوغ التوقعات، ثمة الكثير من النوارس تنتظر المعجزة، بينما الاسلاك النحاسية ترتجف، يحلق الطائر وحيدا في سماء فاقعة، يمكنك تفادي المطر بالمظلة السوداء او ترك الشمعدان النحاسي بشموع نافقة، تحت قبة المخدع، يمكنك كتابة وصيتك الاخيرة حين يكتشف بقاياك ممددة في السرير المعدني: انت! عليك ان تنتزع القشور الصلبة قبل ان تدس في منقار الببغاء المسن الكثير من بذور حبات الفستق الناضجة، سيعلق ارديته المبللة على خطاف مشجب الملابس، المعطف الاسود واللفاف الصوفي الاحمر، لاشيء غير متوقع سيحدث، سيمرر اصابعه الغليظة يكتشف شفتيك الناضجتين، مثل ثمرة محرمة تنتظر الجناة، ولكن طوال الوقت يمكنك إنقاذ ما لايمكن إنقاذه، لايمكنك الموت لانك ترغبين ذلك، الاشياء لاتحدث لاننا نريدها ان تحدث للخلاص من وطأة الاخفاق واللامعنى .
هاهم ببدلات سود واحذية لامعة، يمسون أكثر تجهمنا من فزاعات بالية، في مراع مهجورة غادرتها الغربان مذ سنين، ينتصبون عند منتصف الطريق الى المتاهة، انت بأرديتك اللينة وقوامك المتناسق الذي سيفقد نضارته، قد تثيرين تساؤلات طائر قلق، يبحث عن مهجع ما للمبيت مع حلم مبتذل، كما يمكنك التنبؤ، ادرك ان التجربة التي مررت بها صقلت حدسك:
المتسللون سيعطرون ذقونهم اللامعة ببريق الغروب، المدعوون يتخلصون بخجل ممض من المناديل الملونة، بينما الصمت يراوغ الأبواب المغلقة بأحجية مفتعلة،
ولكن بسبب الفاقة التي تفت في قلبك، ستكتشفين ان الرجل الذي تخلص من ارديته الصوفية، يتطلع إلى الأجنة المذعورة، وهي تزحف تحت ريش بالأسود والابيض، بينما نوارس ضالة تحاول التقاطها :
لست الا وحدك، الاصوات التي تتردد هنا وهناك في الدهليز، كانت ايقاع خطواتك وانت تمضين ظهيرتك بانتظار المخلص، في الأقبية التي تتهرب من مواجهة الشمس، يمكنك تفقد الطريق الى المخدع ، خطواتك المحترسة مستقيمة وثابتة. بينما جداء وديعة تحاول اغواءك وهي تمد خطمها اللين لالتقاط حلماتك الزهرية.
في الانزواء تحت ستائر كثيفة من المخمل اللين، تفقدت خطوتها الاخيرة، في حلمك الذي يتبعثر مع كوب القهوة نصف الساخن والاوراق التي تتبعثر تحت كرسي الخيزران
تحاولين : ان لا يعود باستطاعتك تذكر الاشياء التي ارقت ظهيرتك، الآسرة الحديدية المتحركة، تغدو أكثر صمتا وهي تقتطع الخطوات المعدودة من الممر إلى النهاية، على الجدار الدهان الابيض والهواء المثقل بأبخرة لها سحنات وجه ازرق :
حلم مقعد وهو يطبق بأصابعه الدبقة، على حنجرة صلعاء في الفوتوغراف الاسود والابيض، تستطيعين ترميم القوقعة واعادة طحالب البحر الى سابق عهدها، كما يمكنك الاحتفاء بانزلاق القمر، قبل ان يحين موعد العشاء، يمكن للسمندر ان ينتظر حتى موعد نضج ذراعه الجديدة، تدركين كل ذلك وتعرفين ان الوقت له وجهة واحدة، الاشياء كما الساعات تذهب في الطريق المعتاد حيث السماء تنفق وقتها في طلاء الافق بالأبيض والاسود والكثير من الغبار السميك، بينما نساء بسحنات غريبة، يتطلعن الى نافخ البوق وهو يغادر المقبرة، التماثيل الصامتة وكومة الورود البلاستيكية وحفنة الشموع الخامدة عند قاعدة القبر الحجرية حيث ترقد لعبتك المسلية الى الابد.



#طالب_كاظم_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انت سيدة مواسم الحصاد والترانيم
- قصة قصيرة سيرة الاخت جولييت
- الهرطقي
- ترانيم مجوسية
- هجرة طائر السنونو الاخيرة
- ادب الطفل ليس حقلا لتجارب غير ناضجة .
- قصص الحرب . المتاهة . القسم الثامن
- قصص الحرب. المتاهة . القسم السابع
- قصص الحرب . المتاهة . القسم الخامس
- قصص الحرب. المتاهة .القسم الرابع
- الصوفي
- المتاهة. قصص الحرب
- الكاهن
- تلاميذ الاسخريوطي
- صديقي الذي فتك بالعصافير في طفولته
- في ادب الطفل
- المسرح والدهشة الاولى التي سترشد خيال الطفل الى الجمال
- جلجامش وانكيدو سيناريو للفتيان
- مسرحية لليافعين: ابنة الخياط
- نووايس عقدك الثاني


المزيد.....




- الكويتية نجمة إدريس تفوز بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربي ...
- -نيويورك تايمز-: تغير موقف الولايات المتحدة تجاه أوروبا يشبه ...
- رحيل أنتونين ماييه.. الروائية الكندية التي رفعت صوت الأكادية ...
- حفل توقيع الترجمة العربية لكتاب - سجلات الليدر شيت-
- فنان سعودي شهير يتعرض لظرف صحي طارئ يتسبب بإلغاء التزاماته ا ...
- هذا ما قالته وزيرة الثقافة الفرنسية في ختام زيارتها إلى الصح ...
- زيارة وزيرة الثقافة الفرنسية إلى الصحراء الغربية: علامَ الغض ...
- قطر تختتم النسخة الأولى من مسابقة -الرقيم- الدولية للخط العر ...
- اليونان تفتتح العام المقبل متحفا للآثار البحرية قرب أثينا
- رشيدة داتي .. وزيرة الثقافة الفرنسية أول مسؤولة تزور الصحراء ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طالب كاظم محمد - قداس لنورس