محمد حمد
الحوار المتمدن-العدد: 8254 - 2025 / 2 / 15 - 21:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مكالمة هاتفية واحدة بين الرئيس الأمريكي ونظيره الروسي جعلت فرائص القادة الاوروبيين ترتعد من الرعب ومن هول المفاجأة. وتغلغل بين صفوفهم الوسواس الخناس المعني بشؤون السياسة. فوجدوا أنفسهم في حالة المغلوب على أمره. ودون أن يثير اهتمام واشنطن أو موسكو ارتفع في اوساطهم منسوب الزعيق والنعيق وبعض عبارات التحدي الجوفاء. فالرئيس الامريكي ترامب اخذهم على حين غرة. وبجملة من التصريحات الواضحة رسم لهم، في السياسة الخارجية الدولية، حدودا غير مسموح لأي منهم بتجاوزها.
ان ساسة اوروبا، من ماكرون فرنسا إلى شولتس المانيا ومن لف لفهم، عجزوا على مدار ثلاث سنوات تحقيق ما حققه الرئيس ترامب في اقل من شهر ! لقد رفض جميعهم بغطرسة وعنجهية الاتصال بالرئيس الروسي بوتين والاستماع إلى وحهة نظره ولو دون الأخذ بها.
لقد تسلل إلى قلوبهم وضمائرهم وعقولهم الحقد والعداء لكل ما هو روسي (حتى دستويفكسي العظيم لم يسلم منهم) وان شيئا ما يشبه العمى الاسود أعماهم عن رؤية الحقيقة على حقيقتها في الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا. وقفوا وقفة رجل واحد لوثت الروسفوبيا عقله الخارجي والباطني. وانساقوا كالخرفان خلف مهرج فاسد ومدمن على المخدرات يتحكم بشؤون دولة وشعب له علاقات تاريخية وثقافية واجتماعية مع الشعب الروسي.
وبان أن أمريكا هي التي تتحكم بأمور أوروبا فقد هرولوا جميعا، دون تريث أو مراجعة ضمير بسيطة، وراء المخرف جو بايدن الذي فقد عقله، هياما وغراما وحبّا، باوكراتيا ومهرجها زيلينسكي. فحولها إلى مكب للجثث والأسلحة المدمرةوالذخائر غير المتفجرة وشرد أكثر من ثلث سكانها. والاسوء من كل هذا لقد قام بايدن بزرع عشرات السنين من العداء وعدم الثقة والخوف المتبادل بين الروس والاوكرانيين.
اليوم، وبمجرد اتصال هاتفي بين ترامب وبوتين فقدت أوروبا كل ما تبقى لها من دور في المسألة الأوكرانية. وفقدت رئيسة المفوضية الأوروبية اورسولا فون دير لاين (آكلة الأكباد) ماء وجهها الشاحب. شاحب من شدة الغيض والاذلال لما قام به الرئيس ترامب واتصاله بالرئيس الروسي بوتين. اليوم سيجد قادة الاتحاد الأوروبي أنفسهم جالسين بخنوع وذهول في زاوية معتمة في مسرح " دولي" تتقاسم في أدوار الاخراج والتمثيل والإنتاج، دولتان فقظ. روسيا وامريكا. وقد يحصل مهرج اوكرانيا زيلينسكي على دور متواضع "ثانوي" من أجل أن يسلم "المعادن النادرة" التي تطالب بها امريكا كتعويض عما قدمته من أموال طائلة، معظمها انتهى في جيوب اللصوص والفاسدين والباحثين عن ثراء عاجل، سواء في اوكرانيا أو في أمريكا.
ياقادة اوروبا، اي خزي وعار ومذلة جلبتم على انفسكم وعلى شعوبكم ؟
#محمد_حمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟