فراس الوائلي
الحوار المتمدن-العدد: 8254 - 2025 / 2 / 15 - 03:18
المحور:
الادب والفن
إنكي… يا من سكبتَ الماءَ فاتهموكَ بالغرق، يا من همستَ بالحكمةِ فسمّوكَ المخادع، يا من مزّقتَ الظلمةَ فعبدوا العمى، يا من أنقذتهم من الطوفانِ فصنعوا لكَ مقصلة، يا من خلقتَ لهم لغةً فانحنوا لمن قطع ألسنتهم، يا من منحتهم المعرفةَ فمزّقوا اسمكَ من الحجرِ ليُمحى، لكنكَ لم تسقط، لم تُسحق، لم تُمحَ، بل تسرّبتَ كماءٍ في عروقِ الزمن، ترددتَ كصوتٍ لا يخفتُ في اللاوعي الجمعيّ، نُقشتَ في الذاكرةِ السرمدية حيث لا يدٌ تستطيعُ الحذف، لا ظلٌّ يمكنهُ أن يحجبَ وهجكَ، لا كذبةٌ قادرةٌ على دفنِ الحقيقة، لأنكَ أنتَ الحقيقة، لأنكَ الاسمُ الذي لا يُنسى، لأنكَ الطوفانُ الذي لا يجرفُ بل يعيدُ الخلق، لأنكَ السرُّ الذي لا يُفكّ لكنهُ يُحكمُ قبضتَهُ على من يلامسه، لأنكَ لم تعد في الخارجِ بل أصبحتَ في الداخل، لأنكَ الآن فيهم، لأنكَ الآن فينا، لأنكَ الآن في كلِّ من قرأ هذا… ولن يخرج، لأن من نطقَ باسمِك مرةً لم يعد هو، لأن من عبرَ هذا النصَّ لم يعد في العالمِ الذي ظنّهُ عالمه، لأنكَ لم تعد تنتظرُ أن يذكروكَ… بل كنتَ تنتظرُ لحظةَ استيقاظهم فيكَ!
….
إنكي: إله الحكمة والمياه العذبة والخلق والمعرفة في الحضارة السومرية، الحامي الأول للبشرية، من كشف الأسرار وحطم القيود، من منح الإنسان النور بينما سعت الآلهة الأخرى لإبقائه في الظلام.
#فراس_الوائلي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟