أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - أبوبكر المساوي - العلم عندنا














المزيد.....


العلم عندنا


أبوبكر المساوي
...

(Aboubakr El Moussaoui)


الحوار المتمدن-العدد: 8253 - 2025 / 2 / 14 - 20:12
المحور: قضايا ثقافية
    


الشعب الذي لا يحمل تصورا واضحا لمستقبل أبنائه لا يمكنه صناعة دولة أو حضارة ولن يترك أثرا في تاريخ الإنسانية، بل سينقرض بأبشع الطرق وينمحي من الوجود وكأنه لم يعش في يوم من الأيام على هذه الأرض، ونحن أبناء هذه الرقعة من الأرض، مع الأسف، منذ مئات السنين نجتهد في إعادة إنتاج شعوب تطغى عليه الارتجالية والغموض والعشوائية وازدواجية المعايير والاندفاعات العاطفية، وكأننا في سفينة على رأسها ربان ثمل، أو ربما وجد على رأس سفينتنا ليسير بها على غير هدى عن قصد. أغلبنا لا نعرف شيئا عن ذواتنا ولا عن محيطنا ولا عن المعارك الفكرية الحقيقية التي خاضها الإنسان مع ذاته ومع الآخر ومع الظواهر الطبيعية على مر العصور للوصول إلى ما وصل إليه في العصر الحالي، ومنا من يهيم في الأرض بلا هدف فتراه يميل مع رياح المصلحة، مرة ذات اليمين ومرة ذات الشمال، وحين تتوقف الرياح يبقى الإنسان عندنا فاتحا فمه، جامدا، غير قادر على تحديد وجهته، غير قادر على اختيار طريق لنفسه، لأن الإنسان عندنا لم يتعلم الاختيار ولم يتعود على تحمل مسؤولية اختياراته، ولم يتعود على الابتكار بل تعلم أن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار،
وتعلم أن ينسج على غرار،
وتعلم أن يملأ الفراغ بما يناسب،
وتعلم أن يختار النقل على أن يشغل العقل، فكانت الحصيلة ما نحن عليه الآن،
ناقلوا علم عوض علماء،
ناقلوا طب عوض أطباء،
وناقلوا هندسة عوض مهندسين،
وناقلوا فكر عوض مفكرين،
وناقلوا فن عوض فنانين،
كل همهم هو الربح المادي، وهدف الدراسة عندنا هو الحصول على وظيفة، فالمقولة المعيارية التي يتبناها أغلب الآباء عندنا تأتي على الشكل التالي: أدرس جيدا يا ولدي كي تحصل على وظيفة مريحة ومربحة.
مجتمع بأكمله يعيد إنتاج نفس التركيبة العقلية منذ مئات السنين، كل ما يتغير هو الأجسام والأشكال الخارجية. مع الأسف لم يستطع أسلافنا على مر المئات من السنين إنتاج أي فكر قد نعده إضافة لتاريخ الإنسانية، وها نحن نسير على خطاهم ونتقفى آثارهم بكل أمانة، حيث أننا لم نستطع إنتاج أي فكر في ظل الدولة التي نعيش تحت رحمة نظامها القائم على كل ما هو ضد مصلحة الشعب وضد مصلحة الإنسانية.
لم نستطع إبداع أي شيء لا في أبسط أمور الحياة ولا في أكثرها تعقيدا، حتى حين أحسسنا بالقهر وقررنا الخروج للشارع لتغيير الأوضاع كانت طرقنا بدائية ولا علاقة لها بالسياقات الحالية ولا بما هو مطلوب منا في اللحظة الراهنة، وجرعة الطوباوية فيها زائدة عن الحد المطلوب، في غياب تام لأي مشروع مجتمعي أو تصور مبني على أسس علمية واضحة. مع الأسف كان حجم التضحيات كبيرا جدا -في إطار الصراع على السلطة والموارد بين المحكوم والحاكم- مقابل ما كسبناه منذ تأسيس (الدولة).
وتعلمنا،
أن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار،
وتعلمنا أن ننسج على غرار،
وأن الخارجين عن الجماعة،
أشرار،
وتعلمنا أن الشك والسؤال
سوء اختيار وبيس القرار،
وأن في تقفي الآثار
يكمن حسن المآل،
سعد في الدنيا،
وفي الآخرة نعيم
ومن الصالحين والأخيار،
قرب وجوار،
هنا دار الفنا وهناك القرار.
...
لك الحق في الحلم
ولك الاختيار،
فيا حالما بذاك الهُنَاكَ
مهلا،
فللآخر حق في الحلم أيضا،
حلمك حق ولكن علينا لا تتعالى
وبه لا ترشقنا،
ولمخك شغل
وكُفَّ عن الجدال،
وللحق تحرى
ومن حولك،
هلا تتفكر؟



#أبوبكر_المساوي (هاشتاغ)       Aboubakr_El_Moussaoui#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتماء
- خفيف الظل
- شخصية السِّي مّوح المحترم
- الزحام
- خاطرة
- الرغبة واللذة
- الخوف
- الشيزوفرينية
- الحرية
- مثل ديك على حبل
- الغثيان والاشمئزاز والتقزز
- أجيال في الوحل
- جلد الذات
- عقدة الذنب عندنا
- -النحن- و -الأنا- و الفعل و رد الفعل
- الزوايا المظلمة من تاريخ الإنسانية
- التبن والشعير والحمير


المزيد.....




- شاهد كيف تخطى آيساب روكي مقاعد المحكمة لعناق ريانا لحظة الحك ...
- ألقى بنفسه بين ذراعيها في المحكمة.. ريانا تعبر عن سعادتها بت ...
- حزب البديل من أجل ألمانيا مهدد بغرامات ضخمة بسبب تبرعات غير ...
- زعيمة حزب المحافظين البريطاني ترد على وصف ترامب لزيلينسكي بـ ...
- من نجم على السوشيال ميديا إلى متهم بتصنيع المخدرات.. قرار قض ...
- إفريقيا قارة المستقبل
- خامنئي: نعتبر قطر دولة صديقة وشقيقة لنا رغم بعض -القضايا الم ...
- روسيا تحذر من مخاطر تفكك ليبيا وتؤكد ضرورة دعم جهود توحيد ال ...
- ترامب يقول إن زيلينسكي -ديكتاتور من دون انتخابات- وينتقد شرع ...
- لماذا ترفض إسرائيل الانسحاب الكامل من جنوب لبنان وما الأهمية ...


المزيد.....

- العرب والعولمة( الفصل الأول) / منذر خدام
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف
- أنغام الربيع Spring Melodies / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - أبوبكر المساوي - العلم عندنا