انت سيدة مواسم الحصاد والترانيم

طالب كاظم محمد

الحوار المتمدن-العدد: 8253 - 2025 / 2 / 14 - 07:08
المحور: الادب والفن
    

انت
سيدة مواسم الحصاد والترانيم
لست الابجدية التي لا تستطيع تفقد خطوتها التالية وهي في الطريق اليك ، لست الكلمات التي تجف ببطء تحت شموس نحاسية وهي تحاول ، بأخفاق ممض، نحت تقاطيع وجهك
لست البرديات او الالواح ولا الطلاسم التي تحاول تدوين سيرتك الغامضة
انت
المتمهلة ، بينما كوب القهوة الساخن يعلن عن نفسه في دوامات البخار المتصاعد عند فجر خريفي نصف مضيء ، بغيوم تتعثر بضوء شمس تستيقظ عند الافق الازرق ، بينما سرب سنونوات يهاجر صوب الجنوب
انت، لست الكرسي الهزاز الذي يتلقى هيكلك اللين عند الظهيرة تحت رواق الفناء الخلفي ، بينما ظلال شجرة المانجا المعمرة ، تنحسر ببطء ،تظهر تقاطيع وجهك .
لست الساعة الجدارية الواجمة ولا البندول الذي يثرثر طوال الوقت بملل لست اللوحة المعلقة على الجدار، بينما امواج غاضبة تجرف الشاطئ برذاذها الصاخب ، لست نتوءات الزيت السميك في اشرعة المركب ، التي تتدحرج في سماوات غاضبة ، بينما بحارة عراة يحاولون النجاة من حظ سيء على قماش الجنفاص الخشن ، لست النوارس الجائعة عند النتوء الصخري وهي تنقض على سرب اسماك مذعورة ، لست شجرة السدر المعمرة التي تدثر العصافير بالنجوم في الميدان القديم
انت لست طاولة القراءة بينما كتب قديمة تنام بوداعة قط ضجر قرب الموقد الصامت
لست الكرز الناضج في طبق البورسلين الصيني بأزاهيره المتشابكة، لست القميص البنفسجي المجعد قرب المكواة الباردة ، لست الاوراق التي اعدت بفتور لتدوين مذكرات بددها الوقت في لعبة النسيان.
ولا الشمعدانات الفضية في الزوايا
انت لست ستائر المخمل القرمزية المسدلة ولا التماثيل الخزفية عند قاعدة السلالم الرخامية ، لست الرموز والازاهير ولا الغزلان الهاربة ولا الشبان الامراء وهم يطاردون بأقواسهم الرقيقة وعلا خائفا بينما عذراوات فارسيات يترنمن على رنين اوتار عود ناعم في مخمل سجادة شيرازية
لست كؤوس النبيذ
ولا قصائد الرجل الكهل بلحيته الفضية التي استرسلت على صدره ، اطفئ لظى القلب بشهد الرضاب .
لست الببغاء وهو يثرثر قرب القفص المعدني .
انت
كما في قدس الاقداس .
انت مذبح ومباخر بينما منحوتات الهة تحتضن قوامك السامق اللين ،توارين باصابعك الرقيقة بريق نهدك الايسر ، فيندلق جمالك في المدارات ، هناك استدارة كتفك الهش و زندك المفتول بينما الغلالات الناعمة تنزلق ، تتكشف بشرتك بملمس المخمل
تحت ظلالك يقرب النساك قرابينهم
في مذبحك الترانيم والقيثارات
بينما دوامات المباخر تعطر فضاءات الحرم المقدس بالمسك والعنبر والتراتيل ، خصلات شعرك المجعد تنساب بين نهديك الضخمين
على صوت النايات ورنين خلخال غجرية تدخرين حرائقك في قلوب عشاقك وهم يترنمون
عند قدميك البضتين .

#طالب_كاظم_محمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات