أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر كردلاس - استراتيجية ترامب في الشرق الأوسط














المزيد.....


استراتيجية ترامب في الشرق الأوسط


الطاهر كردلاس

الحوار المتمدن-العدد: 8253 - 2025 / 2 / 14 - 07:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقال سياسي:
استراتيجية ترامب في الشرق الأوسط:
بقلم الطاهر كردلاس

إن الرؤية السياسية للرئيس الأمركي ترامب في الشرق الأوسط لا يمكن فصلها عن نهجه العام في السياسة الدولية ، الذي يتسم ببراغماتية مفرطة، فهي ترتكز بالأساس على المصالح الاقتصادية والعسكرية.. دون اكتراث بالقانون الدولي ، أو التوازنات الإقليمية.. فخلال ولايته الأولى ، عمل على إعادة تشكيل معادلات القوة في المنطقة، وهو ما يبدو في كل تصريحاته النارية المفاجئة للكثيرين والجريئة بدون لف ولا دوران..

1- دعم غير مشروط لإسرائيل: نحو شرق أوسط جديد؟
أظهر ترامب انحيازًا مطلقًا لإسرائيل.. بلغ ذروته في "صفقة القرن"، التي كان من أهدافها القصوى تصفية القضية الفلسطينية من خلال فرض الأمر الواقع. لكن الجديد في موقفه هو دعمه العلني لسياسات التهجير القسري . والتي كانت تُطرح سابقًا بشكل غير رسمي أو على استحياء ومن وراء الكواليس..

فلماذا يدعم ترامب تهجير الفلسطينيين؟
هناك عدة احتمالات منها
** ترسيخ الهيمنة الإسرائيلية:
إن إخراج الفلسطينيين من المعادلة الديموغرافية هو خطوة نحو تحقيق "إسرائيل الكبرى"، بما يتجاوز حدود 1967 والتي يسميها بعض السياسيين والمفكرين العرب "بالنكسة"

** إرضاء اللوبي الصهيوني:
حيث شكل دعم إسرائيل ركنًا أساسيًا في حملته الانتخابية السابقة خصوصا المسيحيون الصهاينة في المتواجدون بقوة في الدولة العميقة بالولايات المتحدة.

** مشروع الشرق الأوسط الجديد:
إعادة تشكيل المنطقة بحيث تصبح إسرائيل القوة العظمى الوحيدة .. مع تحييد أي تهديد عربي محتمل.

2. إعادة تعريف مصطلح التحالفات العربية: فالتطبيع مقابل البقاء على المصالح المتبادلة على جميع الأصعدة هو عنوان المرحلة...
لذا عمل ترامب على قلب المعادلة التقليدية في الشرق الأوسط.. حيث لم يعد الدعم الأمريكي للدول العربية مشروطًا بالحفاظ على الاستقرار.. بل أصبح مرتبطًا بمدى استعداد هذه الدول للدخول في تحالف مباشر مع إسرائيل. وقد تمثل ذلك بوضوح في اتفاقيات "أبراهام"، التي فتحت الباب لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، خاصة الخليجية.

لكن السؤال المحوري والذي يطغى الآن على كل صفحات الإعلام العربي والدولي :

هل يمكن أن يقبل العرب بتهجير الفلسطينيين؟

**مصر**
رفضت رسميًا أي محاولات لتهجير الفلسطينيين إلى سيناء.. إذ تدرك أن ذلك قد يشكل تهديدًا للأمن القومي المصري. كما أنه قد يُشعل اضطرابات داخلية.

**الأردن**
تعتبر عمّان أن أي تهجير للفلسطينيين يشكل خطرًا وجوديًا. وقد يعيد إحياء مشروع "الوطن البديل"، الذي لطالما رفضته رفضا قاطعا.

** الخليج**
رغم التوجهات التطبيعية لبعض الأنظمة ، فإن فكرة دعم تهجير الفلسطينيين تظل حساسة إلى حد بعيد. لأنها قد تؤجج الرأي العام العربي والإسلامي.

3. الاقتصاد كأداة للهيمنة: هل غزة أصبحت سلعة قابلة للبيع؟

يعتمد ترامب على "الدبلوماسية الاقتصادية" كوسيلة لفرض سياساته.. حيث يرى أن الحلول تكمن في المال . وليس في الاعتبارات التاريخية أو الحقوقية. في هذا السياق ، جاءت فكرة تحويل غزة إلى منطقة اقتصادية مزدهرة.. مقابل تهجير سكانهاإلى مجموعة من الدول المقترحة وذلك في أسرع وقت ممكن. !!!

لكن هذه الفكرة تنطوي على مغالطات خطيرة. فالفلسطينيون لا يناضلون فقط من أجل تحسين ظروفهم المعيشية. بل من أجل حقهم في الوجود على أرضهم المغتصبة ويحملون نعوشهم على أكتافهم كما قال سميح القاسم الشاعر الفلسطيني.. وكما غناها مارسيل خليفة ورددها معه الآلاف من الشباب العربي في حقبة الثمانينات والتسعينات..
(منتصب القامة أمشي** مرفوع الهامة أمشي)

إن تحويل القضية الفلسطينية إلى "مشروع استثماري" يُختزل في عقارات فاخرة وسياحة بحرية "ريفييرا" يعكس سطحية الفهم الأمريكي لطبيعة الصراع..

ختامًا: هل يمكن أن تنجح خطة ترامب؟
قد تبدو خطة تهجير الفلسطينيين جريئة.. لكنها ليست بالسهولة التي يتخيلها ترامب وحواشيه ومريديه من المؤيدين في أعلى هرم السلطة السياسية، سواء في أمريكا او إسرائيل.. فالمقاومة الفلسطينية تمثل الرفض الفلسطيني/العربي لكل القرارات المجحفة في حق الشعب الفلسطيني الذي عانى الويلات والمآسي منذ ما يقرب من ثمانين عاما. كما أن التوازنات الدولية، وحتى الحسابات الداخلية في واشنطن، كلها عوامل تجعل تنفيذ هذا المخطط أكثر تعقيدًا وصعوبة مما يبدو في الظاهر

لكن الخطر الحقيقي ليس في نجاح أو فشل هذه الخطة، بل في محاولة فرضها كأمر واقع أي اللجوء إلى القوة وإشعال المنطقة حتى نغدو جحيما، مما قد يفتح الباب لموجة جديدة من الصراعات والتوترات.. ويؤدي إلى مزيد من زعزعة استقرار المنطقة ، التي لم تتعافَ بعد من آثار الحروب والتدخلات الخارجية والتي أشعلت المنطقة وجعلتها على صفيح ساخن أشد ما تكون السخونة..

فإذا كان ترامب يظن أن المال والصفقات يمكن أن تحل كل شيء ، فإنه ينسى أن هناك قضايا لا تُشترى ولا تُباع.. وعلى رأسها حق الشعوب وخصوصا الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة في أرضها والتشبت بذلك حتى النخاع ...
اكادير المغرب



#الطاهر_كردلاس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة فصيرة بعنوان : المتشائل الطاهر كردلاس اكادير المغرب
- قصيدة: وتر في طيفِ جيتارة شعر: الطاهر كردلاس
- -حيرة الإنسان بين الوجود والعدم في قصة حلم رجل مضحك- للكاتب ...
- صفاقة وجود شعر الطاهر كردلاس اكادير المغرب
- التسول المقنَّع بقلم الطاهر كردلاس اكادير المغرب
- شعر ود وقضية
- تتمة من وحي الذاكرة : فلسطين التي يهزني ذكراها كلما...
- من وحي الخواطر : بداية المشوار
- تتمة من وحي الخواطر فلسطين
- من وحي الخواطر فلسطين التي يهزني ذكراها كلما..
- قراءة لقصيدة حريق الوجع للشاعر الطاهر كردلاس بقلم مسعود العر ...
- بعبه
- حريق الوجع شعر الطاهر كردلاس اكادير
- مرحبا بهولاكو مرة أخرى شعر الطاهر كردلاس
- قراءة في قصة- ما في القنافد أقرع- للقاص الطاهر كردلاس للناقد ...
- قصة قصيرة : ما في القنافذ أقرع
- العالم الآسن شعر الطاهر كردلاس اكادير المغرب
- قراءة لقصة اللغز المحير للاديب الطاهر الكردلاس بقلم الاستاذ ...
- قصة فلسفية -اللغز المحير-
- قراءة نقدية لقصيدة نغمات على صفيح دافئ للناقد العربي مسعود ا ...


المزيد.....




- انطلاق اجتماع مجموعة العشرين بجوهانسبورغ
- لافروف: التهديد الإرهابي العالمي لا يزال مرتفعا بسبب تسرب ال ...
- حماس تسلم جثامين 4 أسرى إسرائيليين
- اتهامات إسرائيلية للصليب الأحمر
- والتز: ترامب يشعر بخيبة أمل بسبب رفض زيلينسكي تعويض الولايات ...
- -لعبة موت حقيقية-: لماذا يقدم مشاهير في كوريا الجنوبية على ا ...
- إلغاء مؤتمر صحفي مشترك - نقطة اللاعودة بين ترامب وزيلينسكي؟ ...
- عشية إعلان مرتقف لحكومة موازية - السودان يستدعي سفيره لدى كي ...
- وزير الخارجية التركي يدعو إلى رفع العقوبات عن سوريا دون شروط ...
- هل تؤيد أوروبا ترامب وتتخلى عن زيلينسكي؟


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الطاهر كردلاس - استراتيجية ترامب في الشرق الأوسط