أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد نوح - قصة : كما يجب عليك قبل أن تحتل المقعد الأخير














المزيد.....

قصة : كما يجب عليك قبل أن تحتل المقعد الأخير


سعيد نوح

الحوار المتمدن-العدد: 1794 - 2007 / 1 / 13 - 10:15
المحور: الادب والفن
    


ستدخل من باب الباص وتكون أنت جالسا في المقعد الأخير.وجهها متجهم جدا.ترفع يديها في الهواء مشيرة دون أن تفتح فمها بأنه يجب عليك اخذ مكانك فقط والتزحزح قليلا فتلملم البالطو الرمادي الذي كثيرا ما كان لعبة الأصدقاء في الأمسيات الفارغة ثم تحط جورك.لاتخف .لن يفصلها عنك ألا إحساس خارجي يأتي من ستة عاشر عين تنظر إليك. وبعدها بلحظات سوف تستمع ألي بعض التعليقات من كونك ابن المحظوظة فلا تكترث لذلك ولا تلتفت أليها حتى يبدء السائق في التنبيه أن الأجرة جنيه وربع وحين ذلك سوف يكون هناك داعي لبدء الحوار,لا تحاول رفع صوتك حتى لا تغضب السائق فتضره أن يقول لك مثلا :
ـ إذا كان الأستاذ كولمبو مش عجبه السعر فممكن يستنا في البرد لغاية العربيات ام جنية متيحي.
بعد أن يطلق السائق سرينته ويتحرك قليلا سوف تحكي لك عن زوجة أبيه ورويتها لها بقميص النوم الأسود مع عامل التليفونات في حجرة النوم وتروح تقسم لك أنها لولا الخوف علي والدها الذي يتحرك بشريان ووريد واحد منذ وفاة أمهاـ الخوف فقط وليس صورتها هي أمام نفسهاـ لخرجت ألي بسطة السلم ونادت علي الجيران وجعلتهم يشمتون في طنط.خذ بالك لن تقول علي اسمها أبدا.ولا تظن ذلك خوفا من أن تستعمله مع أصدقائك في لحظات الوجع حين يقسمون بكل الآلهة الشريرة انهم مارسوا الجنس مع كل النساء الذين تعرفهم ولكن ذلك يعود ألي لحظات الدفء لتلك السيدة التي ابتسمت في وجهها اكثر من عشر مرات كما أنها وضعت الماء المثلج فوق رأسها حين كانت درجة حررتها تزيد عن 37 بشرطة.وعندما تأتي ألي تلك اللحظة احرص علي مصمصة شفتيك حتى تمنح الموقف درامية ما وتنزل تلك الدمعة المعلقة في رموشها,لاتخف من حركة يديها السريعة والحاسمة وهي تقول لك:
ـ لا أعرف ما الذي جعلني أقف أمام بسطة السلم وأرفع صوتي لانادي علي أزواج الجيران فلا يخرج الصوت.كنت اعرف انهم جميعا يشتهون طنط ,بل أني أعترف لك أن البعض منهم وعم حسين تاجر الفراخ بالتحديد كان علي استعداد أن يدفع حياته ثمنا لكي يشاهد جسد طنط بقميص النوم الأسود. لا تحاول أن تدفع لها الأجرة حين يشعل السائق نور الصالون.ذلك لازم حتى لا تتعقد المسألة بينكم وتضر أن تنهي حكايتك عند ذلك.كما يجب عليك اخذ كل التدبير الممكنة لإزالة الشعيرات التي لابد عالقة بكتف البالطو من أثر تحرك رأسها كثيرا وهي تتحدث إليك حتى لا تتلجلج أمام زوجتك التي تركتها في الصباح مصابة بنزلة برد ورغم ذلك قبلتك قبلة الصباح الملئي بطعم الطماطم الفاسدة. خيبات كثيرة سوف تستمع إليها ابتداء من ابن الجيران الذي ظل يلاحقها ثماني سنوات ثم أقام علاقة مع زوجة أبيها مرورا بمدرس الرياضيات حتى زميلها في مكتب المحاماة الذي يمرر لها خطاباته العاطفية في وسط المذكرات تحت عين الأستاذ.سوف تسكت قليلا ثم تسألك.
ـ أنت مجوز؟
لا تكذب عليها حتى لا يحدث ما يعكر الماء السائب بينكم,وبعد أن تخبرها بالحقيقة ولا شئ غير الحقيقة ستنظر في عيونك جيدا ثم ترفع يدها وهي تقلد موقف لزكي رستم علي ما أظن في فليم تراجيدي وتقول:
ـ علي الرجل المتزوج أن يحب زوجته التي اختارها بمحض حريته,وان يشتري لها الأشياء التي لدي نساء الجيران.ولا يترك لها الحبل علي الغارب.وان يبعد عنها أزواج الجيران هؤلاء الملاعين الذين يلتصقون علي الأبواب وفي الشرفات كالذباب.وعليه أن يداعبها بين الحين والحين.وان يرعا أولاده.وحين تطلب منه ابنته أن ينزل علي ركبته حتى تستطيع أن تعتلي ظهره عليه أن يفعل ذلك سريعا حتى لو كان بقلب عاطل بعض الشيء. ثم تغير من لهجة صوتها وهي تكمل.لكن قبل ذلك وتلك عليه أن لا يتزوج أبدا بعد امرأته الجميلة التي أنجبت له ثلاثة من الأطفال ثم لم يحتمل قلبها الضعيف أيضا كل الجمال الخارج من هؤلاء الأطفال فتركته وماتت أو هربت مع شاب يحلق كابوريا أوأي شئ.ذلك لازم أيها الرجل.ثم ترمي بدمعة كبيرة من عينيها لن تستطيع أنت الذي ترتدي بالطو كوجاك إن تتحملها وعند ذلك لابد أن تلعن كل العصافير والطيور الجميلة وأنت تنظر من شباك الباص ولكن قبل أن يرتقي الدعاء ألي السماء سوف
تفاجاء أن بيتك مر منذ ثلاثة محطات.عند ذلك لا تلوم نفسك كثيرا .فمالا تعرفة أن جميع راكبي باص الثانية صباحا عادوا جميعا ألي بيوتهم وهم متأخرين جدا.وكثيرا ما أنبو أنفسهم علي مشاركتهم لتلك المرأة حين تؤقع بأحد الركاب الذي شاء حظهم العاثر أن يتأخروا.



#سعيد_نوح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقال
- قصة حذاء عمي اللميع
- جزء من رواية :الكاتب والمهرج والملاك الذي هناك
- جزء من رواية كلما رأيت بنتاً حلوة أقول يا سعاد


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد نوح - قصة : كما يجب عليك قبل أن تحتل المقعد الأخير