|
طوبى للطفولة عندما تستشهد كالكبار تحديا للدواعش في حملة ابادتهم الجماعية للايزيديين في سنجار قبل عشر سنين
خالد محمود خدر
الحوار المتمدن-العدد: 8252 - 2025 / 2 / 13 - 11:54
المحور:
حقوق الانسان
تفاجأ أهالي سنجار الايزيديين فجر يوم 2014/8/3 بحملة إبادة جماعية تستهدفهم كمكون اصيل في قضاء سنجار ، التابع لمحافظة نينوى بالعراق ، على أيدي الارهابيين الدواعش ، استشهد فيها الآلاف من الرجال وسبي قرابة سبعة الاف فتاة وامرأة ومثلهم من الاطفال. ، إضافة إلى نهب أموالهم وممتلكاتهم وتفجير أكثرية دورهم و حرق بساتينهم ومزارعهم ، كي لا تقوم لهم قائمة بعدها ، وكل ذلك بسبب اختلاف الهوية الدينية فقط مع انهم مكون مسالم لم يطمح يوما في سلطة أو نفوذ وكل ما يتمناه أن يعيش على أرضه التاريخية بأمان وسلام. ولكن ما شهده من ابادة منظمة كما اشرت يقشعر لها جبين البشرية التي وقف أيامها الكثير من المسؤولين الدوليين النافذين فيها ساكتين متفرجين على شاشات التلفاز وقنوات الإعلام على ما يرتكب من جراىم وفضاىع دونها بكثير ما يقوم به وحوش الغاب ، بل أن هناك بين بني البشر من لم يغادر بعد مرحله ما قبل الإنسان.
كانت حملة ابادة منظمة لمكون عراقي أصيل يعيش على أرضه منذ آلاف السنين، و تعود جذوره الى حضارات الرافدين القديمة من السومريين والبابليين ، حملة اعترف بها العديد من الدول العالم ولكن لا يزال بلدهم العراق لم يعترف بها أو يقرها ، رغم أن ممثل المكون الايزيدي في البرلمان العراقي طرحها منذ فترة طويلة ، ولكن لم يتخذ قرار باشان ذلك في بلدهم كجريمة ابادة جماعية لحد الان في الوقت الذي تم فيه إقرار قانون بالعفو العام عن السجناء الذين بينهم الكثير ممن اعترفوا بقتل الرجال وسبي الفتيات الايزيديات ،ورغم أن أكثر مائة الف ايزيدي قد هاجر اثر الإبادة إلى دول مختلفه مثل ألمانيا وفرنسا واميركا وكندا واستراليا وغيرهم ، ورغم أن أكثر من ربع مليون ايزيدي لا يزال نازحا في اقليم كردستان يعانون الكثير من جراء تبعات النزوح وقتل وسبي ذويهم وبالتفصيل التي يمكن معرفتها من ما كتب عنهم طوال السنوات العشرة الماضية.
في هذا المقال اخترت من تلك الجرائم التي ارتكبت بحق الايزيديين ، جريمة طالت طفل ايزيدي لم يتجاوز الرابعة من عمره وقت الإبادة ، كنموذج للجراىم التي اقترفت بحق الايزيديين وحق الطفولة وحق الإنسانية وحق الحياة وحق كل الأعراف والقيم الدينية والإنسانية.
ذلك أن ما عاناه هذا الطفل في تلك الإبادة ترتقي بحد ذاتها الى أن تكون جريمة ابادة جماعية ( جينوسايد) وتكشف كم يكره هؤلاء الدواعش حتى الاطفال الذين سبوهم مع امهاتهم ومنهم طفلا رضيع ذبحوه في الأسر بعد أخذه من حضن والدته الأسيرة عنوة لمجرد أن بكائه ازعجهم ، ثم قاموا بذبحه وتقطيعه وطبخه ثم تقديم لحمه كوجبه غذاء مع الرز لوالدته دون أن تدري وهي المرأة الام الأسيرة الجائعة التي لم تذق هكذا وجبة منذ أسرها وسبيها ، ليعلموها تشفيا بعد ذلك بأن هذا اللحم لحم وليدها المذبوح ، فثارت ثائرتها وفقدت عقلها من هول الصدمة ولا زالت فاقده العقل حتى بعد تحريرها.
اليس قتل الطفولة قتل للإنسان وقتل لإرادة الحياة والسماء في ضمان دوام الجنس البشري. أما الطفل موضوع الحديث فقد هرب به والديه متخفيين في الوديان المتشعبة من جبلهم ، وبين النتوءات الصخرية إلى أن استشهدوا ، ليبقى الطفل وحيدا دون معين أو مرشد ولكن يبدوا أن الجينات البشرية تحفظ من بين ما تحفظ داله اللجوء إلى جبلهم عند كل حمله إبادة بلغت الاربعه والسبعين حمله عبر تاريخهم المليء بالدماء والويلات والفرمانات.
إنه طفل فَقَدَ والديه ، لا احد يعلم حتى اسمه او اسم عشيرته او اسم قريته ، تسلق جبل سنجار او بالأحرى تسلل الى الجبل على صغر عمره . لم يذق الطعام لمدة 3 أيام بلياليها ، كان يبكي وينوح حتى فَقَدَ في اليوم الرابع بصره ولسانه ( إذ لم يعد يتمكن من الكلام وان كان لا يجيد حتى لغة الاطفال في عمره) من كثرة بكاءه وهو يذرف دموعه بغزارة ، حيث تم قتل والديه أمام عينيه ، كما اشرت ، ثم قتل طفولته من خلال التخويف والتجويع والتعطيش ، والاصعب من كل ذلك قتله رويداً رويداَ على مدى ثلاثة أيام ، وفي اليوم الرابع لقي حتفه( متوفيا من هول الصدمة) ، وتم دفنه ولا اسم على قبره الذي حفر على عجالة في الموقع الذين شوهد فيه وقد مات صبرا ورعبا وعطشا على جانب أحد الدروب المرسومة على جبلهم من أثر وقع أقدام الهاربين الذين لاذوا بالجبل الذين شاهدوه قد لفظ أنفاسه الأخيرة ولا احد يعلم مَنْ هو هذا الطفل ؟.
هكذا استشهد الطفل على وقع الإرهاب والمعانات من الرعب والضمأ ، استشهد مجهولا دون أن يعرف أحد اسمه او عائلته في حملة ابادة جماعية والعالم يتفرج على نماذج كثيرة من أمثاله الاطفال على سفوح جبل سنجار الذي التجأ إليه أغلبية اهل سنجار الايزيديين من الذين تمكنوابصعوبة من النجاة وسط معاناتهم من حرارة تلك الايام وانعدام قطرة ماء للشرب او قرصة خبز كوجبة غذاء او عشاء ، معانات استمرت قرابه الاسبوعين وسط ملاحقه الغزاة الدواعش لهم واحاطتهم لجوانب جبلهم.
هكذا استشهد الطفل المجهول على سفح جبل سنجار عطشا وجوعا ورعبا اجل هذا ما كان وما حصل واقعا في تلك الابادة وليس من شاهد غير ضحايا هاربين من الرعب والموت مثله وبعدهم قبر له يحتضنه الجبل بعد ان يئس الطفل وفقد الامل من نجدة من بيدهم مقادير الحياة من بني البشر ليحتضنوه حيا فكان قدرهم له ان يموت هكذا شهيدا للطفولة
وليس لي هنا الا أن أقول: الرحمه للطفولة المجهولة في سنجار كما الجندي المجهول في كل مكان الرحمة للطفولة وهي تستشهد رعبا و صبرا ، جوعاً و ضمأ دون امل
وكفى البطولة استشهادا ان تبقى مجهولة كي لا يتبناها معلوم غير اهلها او يبررها نكرة مجهول بمعانيها حماية للقاتل المأجور
أيها العالم الذي يسهل عليه اليوم سماع كل شيء هل سمعتم بملحمه طفل عمره اربعه اعوام قاتل بصبر لثلاثه ايام وهو ينشد الحياة هربا من جحيم الضباع حتى مات شهيدا مجهولا على تخوم جبله دون شاهد على قبره
فاكتبوا اذا اردتم على صفحات شبكتكم العنكبوتية (الانترنيت) كلمات تجمع بين مفردات ما اشرت لتجدوا أن ذلك قد حدث واقعا وانتم لا تعلمون بل لا تريدوا ان تعلموا لأنكم حين تريدون تسمعون وترون حتى ماضي النجوم قبل مليارات السنين
اجل هذا ما حدث واقعا لطفل من سنجار ليترك للعالم بعده ملحمة تحكي عن عزيمة طفل كي يبقى على قيد الحياة ولكن بلا مبالاتكم فارق حياتكم ليسجل في صفحات الدهر على قيد الأموات
ملحمة من أجل الحياة نفذها بمفرده لتكون شاهدا على العالم انه بات لا مباليا بمعانات الاخرين ايام الشدائد وان ادعى انه قد اصبح معهم عالما في قرية واحدة. ولكنها قرية أصبح أفرادها بلا قرابه ، وبلا مودة ، بل بينهم الكثير ممن تجرد من ضمير أو نخوة لينتخي بهم طفل فقد والديه ، عالق بين الموت والحياة هربا من الضباع وانتم سكات.
عاش ومات طفلا صغيرا لم يكمل بعد تعلم نطق حروف أبجديه لغته هكذا قتله الدواعش ووالديه لا بصولة الفرسان بل بجبن الغزاة قتل الدواعش والديه وهما كانا في الحياة معينه وكل ما فيها لديه ممسكين بذراعيه بأمل الهروب به صوب الخلاص و النجاة فلاحقهم الضباع في دروبهم نحوها ليحيلوا بينهم وبينها وكان أن استشهدا اولا ليضيعا دون قبر او حتى شاهد عليه كالالاف من ضحايا اهلهم المجهولين في مقابر جماعيه و حتى بين الشعاب والوديان تحت السماء وتحت رحمه الضواري في تلك الايام والليالي السوداء.
وكان ان قاتل الطفل بعدهم المُر بما لم يَمُر به ويَعرفه من قبله طفل في عمره على وجه الارض
قاتل بإصرار الطفولة على الحياة من بعدهم من اجل ان يحيا به والديه ذكرى لهم ، وليحيا هو بذكراهم ان كتب له النجاة من مخالب الغزاة وكل ما اعانهم في ظلمهم من قساة البشر مع قساوة اجواء الطبيعة حينها لينصبوا له شركا و فخاخا بها في طريقه ليستحيل تخطيها دون توقيع على شهادة الموت صبرا.
هكذا كان أن فارق الطفل الحياة كما والديه شهداء مجهولين لم يجدوا من يفك اجسادهم من انياب الغزاة شهداء مجهولين لم يجدوا من يعينهم ولو برشفه من ماء او لقمة من غذاء
قاتل الطفل المستحيل كما الرجال بعدهم لينجوا من أجل الحياة لأيام ثلاث فكان ايضا ان يكتب له الشهادة وهو طفلا مجهولا
أي غزاة كفرة بالطفولة وبالحياة هم هؤلاء الدواعش قتلوا بداية الطفولة في مهدها ثم قتلوها وهي تحاول الفرار من شرهم حتى تمكن عودا طريا من ورودها الفرار من مكرهم ليقاتل بعيدا الصعاب من اجل ان يزهر كالورود ليرى الدنيا ويحيى فيها بأمان في يوم آمن
اجل قاتل وهو طفلا كل ما جابهه من صعاب بمقاييس الكبار فكان ان تعب جسده الغض عن نيل مراده وهو المحمل على طفولته بأوجاع كل المعذبين وكانت الشهادة صبرا بانتظاره
استشهد طفلا فقيرا استشهد طفلا ضائعا اسشهد طفلا يتيما استشهد طفلا جائعا ولكن شهادته جاءت بعد ان انهكت عزيمته جوع وعطش ايام اقتربت من سني عمره جاءت شهادته بعد أن قال كلمته وكتبها دون أن يدري على لوحة قدر المعذبين والمهمشين والهاربين من ظلم المحسوب على بني البشر
ارهاب وجوع وعطش غاب بهم عن وعيه كما غاب عنه والديه هكذا أستشهد من الرعب والارهاب طفلا منهكا فقَد معه ، من هول ما انهال عليه دفعه واحده ، لسانه وبصره قبل ان يكتمل غياب وعيه ليفارق الحياة شهيدا للطفولة لا يحمل معها قبره شاهد عليه يشار فيه إلا ما مر به من فواجع لا يتحملها الرجال الرجال
هكذا استشهد مجهولا وقيد باسم شهيد طفولة سنجار على يد الدواعش الاشرار
وقبره المجهول العنوان المعلوم المكان على سفوح جبله سيبقى رمزا يحكي فصولا من حمله ابادة أهله على ايدي الاشرار
سيحكي بدلا عنه قبره عن ملحمته ليقول : كيف حارب طفل بعدته الوحيدة هي عدد سنوات مهد طفولته الأربعة وصبر للنجاة بعدد ايام محاولته الثلاث ، ليكتب على خروجه من معادلة الحياة شهادة وكأنها لوحة مدرسة لم تتشرف برؤيته ناتجا عن ضرب العددين يشير لعدد أشهر السنة الاثني عشر ولكنه ليس برقم جاف هنا انه رقم يعني اكتمال دوران الارض حول شمسها كل اثني عشر شهرا لتبدأ من جديد ديمومه الحياة ليبدأ بعده ربيعا جديدا في سنة جديدة لكل حي لكل طفل الا هو طفل سنجار فقد بقي ولا يزال طفلا نازحا مشردا او شهيدا
طوبى للطفولة عندما تستشهد كالكبار المجد للطفل المجهول ومعه كل الأطفال المجهولين فقد اثبتوا هنا أن للرجولة مسيرة وعنوان تبدأ بالطفولة
طوبى لشهداء الطفولة المجهولين والعار للدواعش المعروفين
ب. د. خالد محمود خدر
#خالد_محمود_خدر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نسبية الزمن في تقييم وقائع حياة الناس الإجتماعية
-
وقفة حوارية ثانية مع افكار الدكتور ابراهيم الفقي في كتابه ال
...
-
وقفة سريعة مع افكار الدكتور ابراهيم الفقي في كتابه البرمجة ا
...
-
قراءة وملاحظات على ديوان شعري الموسوم بعنوان : نرجسه في حقل
...
-
تبقى تبعات نزوح وهجرة الأقليات ، بعد جرائم داعش بحقهم دون قص
...
-
خواطر صباحية في محطات دروب الحياة
-
حوار افتراضي مع نخبة من قادة الفكر الادبي والإنساني
-
لم يعد عند الكثير ذلك الاهتمام المفروض في قراءة الكتب الثقاف
...
-
أزمة المياه في إقليم كردستان/ العراق (الأسباب والحلول) الجزء
...
-
أزمة المياه في إقليم كردستان/ العراق (الأسباب والحلول) الجزء
...
-
أزمة المياه في إقليم كردستان/ العراق (الأسباب والحلول) الجزء
...
-
أزمة المياه في إقليم كردستان/ العراق (الأسباب والحلول) / الج
...
-
أزمة المياه في إقليم كردستان/ العراق (الأسباب والحلول) / الج
...
-
أزمه المياه في إقليم كردستان/ العراق (الأسباب والحلول) الجزء
...
-
أزمه المياه في إقليم كوردستان / العراق (الأسباب والحلول) / ا
...
-
يبقى العالم المنشود هو العالم الذي تجمعه القيم والفضائل الإن
...
-
فقدان الارادة بين الانتظار واتخاذ القرار يفقد الإنسان الكثير
...
-
هكذا ينبغي ان تكون وتبنى النفوس ليرتقي الجميع بأنفسهم ومجتمع
...
-
كن منشدا للسلام لتببني جسوراً من الفهم المتبادل لردم الخلافا
...
-
محبتك للناس تبدأ بمحبتك لنفسك ليسهل انتدابها للأعمال الجليلة
المزيد.....
-
حماس: مستمرون في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بما في ذلك تباد
...
-
اعتقال 380 مواطناً في جنين وطولكرم وطوباس منذ بداية العدوان
...
-
حماس تؤكد الاستمرار في تبادل الأسرى وفق الجدول الزمني المحدد
...
-
لبنان.. -مصلحة نهر الليطاني- تطالب الحكومة بإبعاد مخيمات الن
...
-
أسير محرر يكشف عن دور الدروز في تعذيب الأسري في سجون الاحتلا
...
-
وقف إطلاق النار بغزة: توقع إنهاء الأزمة المتعلقة بالهدنة وال
...
-
اليونيسيف تندد بتصاعد عنف الاحتلال ضد أطفال الضفة
-
الأمم المتحدة: قمع الاحتجاجات في بنغلاديش قد يرقى ليكون جريم
...
-
الأمم المتحدة: 30 مليون سوداني بحاجة إلى المساعدة والوضع يزد
...
-
صحيفة: السلطات الأمريكية تحتجز المهاجرين في معسكر معتقلي -ال
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|