من زمن النظام المخلوع

شكري شيخاني

الحوار المتمدن-العدد: 8252 - 2025 / 2 / 13 - 11:53
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    

30 مليون ليره سوري عندما كان سعر الصرف 400 ليره للدولار الواحد ما يعادل اليوم 75 الف دولار.
هذا المبلغ كان مقابل ان يتم تحويلي من سجن صيدنايا الى سجن عدرا والبراءه ....قصص اغرب من الخيال وهذه واحده منها . صديقي تعرفت إليه في مصر. واسنانه كلها مخلعة. قلت له لماذا اسنانك هكذا فقال فكي الاسفل من شدة التعذيب والضرب في فرع 248 التحقيق العسكري الاول وتم. كسر الفك واللثة متشوهة. وبدأ بسرد قصته قال لي صديقي والذي كان موظفا في احد مؤسسات الدوله في العصر البائد انه في يوم من الايام قام بتوزيع الخبز واقسم على ذلك لي.... انه توزيع خبز فقط لعائلات فقيره في حرستا ضبطته احدى الدوريات وساقته الى الامن العسكري وهو من عائله دمشقيه عريقه. تم احتجازه هناك في فرع الامن العسكري لمده شهر ونصف تماما..خلالها ذاق أنواع شتى من العذاب والإهانة ..حتى تدخل اقاربه وعائلته بشكل مباشر وفوري واجتمعوا مع محامي محتال هو سمسار للقضاه انذاك... قال لها المحامي لزوجتي انا اخرجه براءه ولكن الامر يتكلف 30 مليون ليره سوريه 10 ملايين لرئيس فرع الامن العسكري الذي قام بطي ملفه وتحويله الى القضاء 10 ملايين للقاضي الذي ساله سؤال واحد وقام بالافراج عنه براءه والعشره ملايين الاخرى للمحامي بعد توقيف شهر ونصف في فرع الامن العسكري وبعد ان تم دفع ال 10 ملايين الاولى تم تحويل ملفه للقضاء وفقط كتب على الملف لايداعه في سجن عدرا هذه الكلمه كلفت 10 ملايين ليره سوريه في حينها هذا الكلام كان عام 2014 تم اخذه الى الشرطه العسكريه في القابون لينام هناك ليلتين او ثلاثه ليال... ومن ثم تم سوقه الى عدره .....في عدرا بقي حوالي شهر ونصف حتى تمت اول جلسه للمحاكمه... المحامي قال لزوجته على زوجك ان يقول الجواب التالي انا كنت اخذ الخبز لوالدة مجند في الجيش العربي السوري، ولا اعلم ان هذا المجند كان منشق فقط اثناء المحكمه..... فعلا القاضي ساله لمن كنت تاخذ الخبز فقال له هذا الجواب فقال اذهب براءه ولكن هنا يجب ان اذكر ان المحامي قال لي زوجه السجين مجرد خروجه من المحكمه ستكون هناك سياره تاخذ ه. الى بيروت فورا عليه ان لا يبقى في دمشق ولا دقيقه واحده وهذا ما حصل فمجرد ان قال له القاضي اذهب براءه رجع الى سجن عذراء وفي الساعه 12 ليلا تمت المناداه على اسمه فخرج وختموا له ايديه بختم السجن ،وغادر سجن عذرا ..........وغادر دمشق الساعه 2:00 ليلا باتجاه بيروت في نفس اليوم حيث التقى هناك بزوجته واولاده..هذه قصه قد تكون عاديه نوعا ما بالنسبه الى قصص اخرى ولكن الغير عادي بان هذا الرجل اضطر ان يبيع مخزنا او متجرا له وباع منزله وباع سيارتين حتى استطاع ان يؤمن هذا المبلغ الكبير طبعا الى بيروت هذه عينه واحده من عينات ما عانى والشعب السوري في عهد المخلوع عليه لعنه الله بشار الاسد

#شكري_شيخاني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات