أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ثائر ابو رغيف - تحقيب كارل ماركس للتأريخ قرآة أولية لمن يود قراءة ماركس لإول مرة















المزيد.....


تحقيب كارل ماركس للتأريخ قرآة أولية لمن يود قراءة ماركس لإول مرة


ثائر ابو رغيف
كاتب و شاعر معني بالسياسة

(ضarthur Burgif)


الحوار المتمدن-العدد: 8252 - 2025 / 2 / 13 - 09:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كارل ماركس، الفيلسوف والاقتصادي الألماني ألغني عن ألتعريف، قدم رؤية ثورية لفهم التاريــــــخ البشري من خلال نظريته المعروفة بـ"المادية التاريخية". وفقًا لماركس، التاريخ ليس سلســلة مـــــن الأحداث العشوائية، بل عملية تطورية تحكمها الصراعات الطبقية وتغيرات في وسائل الإنتـــاج. هذه النظرية تقسم التاريخ إلى مراحل متعاقبة، تبدأ من المشاعة البدائية وتنتهي بالشيوعية. في هذا المقال، سأستعرض بشكلٍ مبسط تحقيب ماركس للتأريخ منذ المشاعة البدائية، مع تحليل لكل مرحلة وأهميتها في الســـياق التاريخي.
المرحلة الأولى: المشاعة البدائية
تعتبر المشـــاعة البدائية أولى مراحل التطور التاريخي وفقًا لماركس, وتشير إلى شكل من أشكال التنظيم الاجتماعي الذي ساد في المجتمعات البشرية قبل ظهور الملكية الخاصة والطبقات الاجتماعية. وفقاً للمفهوم الماركسي، تميزت المجتمعات البدائية بعدم وجود تقسيم طبقي، حيث كان الجميع يمتلكون وسائل الإنتاج بشكل جماعي، وكان العمل والممتلكات مشتركة بين أفراد الجماعة . ففي هذه المرحلـــة كان البشـــــر يعيشون في مجتمعات قبلية صغيرة (إن لم تكن حياة كهوف)، حيث كانت الملكية مشتركة. كانت المشاعة البدائية تقوم على أساس التعاون المشترك بين أفراد المجتمع، وكان الإنتاج يوجه أساساً لتلبية احتياجات الجميع وليس لتحقيق أرباح فردية فكانت الحياة تعتمد على الصيد وجمع الثمار، ولم تكن هناك زراعة واسعة النطاق. كان أفراد القبائل أو ألكهوف يعتمدون على التعاون المشترك لضمان بقائهم.
مع تطور المجتمع، ظهرت الملكية الخاصة حيث بدأ الأفراد يمتلكون وسائل الإنتاج، مما أدى إلى ظهور الطبقات الاجتماعية. هذا التحول كان نقطة تحول رئيسية في التاريخ البشري، حيث بدأ الصراع الطبقي يأخذ شكله الأولي ، إذ بعد نشوء الطبقات الاجتماعية تحول النظام الاقتصادي والاجتماعي إلى نظم ترّكز السلطة والموارد بيد القلة على حساب الأغلبية فيشير ماركس إلى أن ظهور الملكية الخاصة والتقسيم الطبقي كانا السبب في تدهور هذا الشكل البدائي من التنظيم الاجتماعي، ويعتقد أن الطريق إلى الشيوعية سيكون من خلال الثورة ضد الطبقات الحاكمة لإعادة إنتاج مجتمع يعتمد على الملكية الجماعية وحقوق الإنسان المتساوية
إذن، المشاعة البدائية تمثل المرحلة الأولى من التطور الاجتماعي في الفلسفة الماركسية، وتعد نموذجاً للمجتمع الذي لا تتخلله علاقات استغلال أو قمع، حيث كان الإنسان يعتمد على التعاون والمشاركة كأساس لوجوده
من حيث ألتحقيب لا أعتقد أن هناك فرقاً بين ألمشاعة ألبدائية والمرحلة الأخيرة (ألشيوعية) من حيث ألمبدأ والأختلاف يكمن في تطور وسائل الإنتاج والإدراك المتراكم لدى الإنسانية.
المرحلة الثانية: ألعبودية
تعتبر حقبة العبودية من أبرز المراحل التاريخية التي تناولها الفكر الماركسي ضمن تحليلاته للتطورات الاقتصادية والاجتماعية. يرى ماركس أن العبودية كانت إحدى أشكال العلاقات الاجتماعية التي شهدتها المجتمعات القديمة والتي أسهمت في نشوء الطبقات الاجتماعية والظروف الاقتصادية المعقدة. فتمثل العبودية نقطة مفصلية في تطور الإنتاج الاجتماعي، وكانت لها آثار طويلة المدى على تنظيم المجتمع ومصير الطبقات الشعبية
وفقًا للفكر الماركسي، كانت العبودية سائدة في المجتمعات القديمة مثل اليونان وروما. في هذا النظام، كان العبيد يعتبرون ملكية للأسياد، ويُستغلون في أعمال شاقة مثل الزراعة والبناء والأنشطة الأخرى التي تتطلب قوة بدنية. كانت العبودية، من منظور ماركسي، أحد أشكال استغلال العمال حيث كان العبيد يُجبرون على العمل دون أي حقوق أو مقابل عادل
في هذه المجتمعات، كانت القوى الاقتصادية تعتمد على استغلال الأفراد الأقل قوة اجتماعيًا والذين لا يملكون وسائل الإنتاج ويمارس عليهم القهر من قبل الطبقة المالكة للأراضي. الماركسية ترى أن العبودية كانت ضرورة تأريخية بالنسبة لتطور النظام الاقتصادي القديم، حيث كانت توفر قوة عمل رخيصة ومجانية للمجتمع السائد، مما ساعد على تراكم الثروات لدى الطبقات الحاكمة
من خلال النظرية الماركسية، يمكن اعتبار العبودية دليلاً على تطور الطبقات الاجتماعية. في هذا النظام، تركزت الثروة والسلطة بيد قلة من الأسياد، بينما كان العبيد يشكلون طبقة مظلومة تسهم في الإنتاجية دون أي حق في المشاركة في الثروة المُنتجة. كان النظام الطبقي يشكل أحد معالم العبودية، حيث تقسّم المجتمع إلى طبقات متناحرة في مصالحها، وهي سمة من سمات الأنظمة الاجتماعية عبر العصور التاريخية
ماركس اعتبر أن العبودية كانت خطوة أساسية في نشوء النظام الرأسمالي الذي سيظهر لاحقًا في أوروبا. فقد ساعدت العبودية في تطوير وسائل الإنتاج بشكل جعل بعض الطبقات قادرة على استثمار القوة العاملة في الإنتاج بشكل أكثر فعالية. ففي المجتمعات التي سادت فيها العبودية، ظهرت الاحتياجات الاقتصادية المعقدة التي ساعدت في تمهيد الطريق لنظام الإنتاج الرأسمالي
ومع انهيار الأنظمة القائمة على العبودية في العصور القديمة، شهدت البشرية تحولًا نحو أنماط أخرى من العلاقات الاقتصادية مثل الإقطاع والرأسمالية، لكن الفكر الماركسي يربط هذه الأنماط بتركة العبودية ويُظهر كيف أن تطور علاقات الإنتاج كان يؤدي إلى نشوء صراعات طبقية مستمرة
في وقت لاحق من القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، تطور الفكر الماركسي ليشمل انتقادات للنظم الاقتصادية الحديثة، بما في ذلك شكل الاستغلال الرأسمالي الذي ظهر بعد انهيار الأنظمة الإقطاعية. ولكن، رغم تطور أشكال الاستغلال وأشكال ألعبودية ، لا يزال الفكر الماركسي يرى أن العبودية كانت المرحلة الأولى التي عرفت فيها البشرية استغلال العمال بشكل فاحش وبدون حقوق
خلاصة لما سبق تعد حقبة العبودية في الفكر الماركسي خطوة هامة لفهم تطور العلاقات الطبقية وأشكال الاستغلال في التاريخ. من خلال هذه الحقبة، يمكننا رؤية كيف تتشكل الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية عبر مراحل متتالية، بدءًا من المشاعة البدائية، ثم العبودية، وصولًا إلى الإقطاعية والرأسمالية. يعتبر ماركس أن العبودية كانت نقطة تحوّل في تاريخ الاستغلال الطبقي، وأسهمت في خلق الأسس التي بنيت عليها العديد من الأنظمة الاقتصادية اللاحقة التي لا تزال تؤثر في المجتمعات حتى اليوم
فمع تطور الزراعة وتربية الحيوانات، ظهر مجتمع الرق كمرحلة جديدة. في هذه المرحلة، أصبحت الملكية الخاصة أكثر وضوحًا، حيث كانت الطبقة الحاكمة تملك العبيد والأراضي. كانت الدولة تُستخدم كأداة للسيطرة على العبيد، مما أدى إلى ظهور أنظمة حكم استبدادية وديمقراطية في نفس الوقت
انتهت هذه المرحلة عندما استنفدت نفسها بسبب الحاجة المستمرة إلى الغزو للحصول على المزيد من العبيد، مما أدى إلى انهيار الإمبراطوريات الكبيرة مثل الإمبراطورية الرومانية

المرحلة الثالثة: الإقطاع
في التحليل الماركسي للتاريخ، يُعتبر النظام الإقطاعي مرحلة هامة في تطور المجتمعات البشرية، إذ إنه يتلي فترة العبودية ويسبق ظهور النظام الرأسمالي. وفقًا للنظرية الماركسية، يعتمد تطور المجتمعات على التغيرات في علاقات الإنتاج، حيث تتحول كل مرحلة اجتماعية واقتصادية من خلال صراع طبقي يدفعها نحو الشكل الجديد
النظام الإقطاعي، كما يراه ماركس، هو نظام اقتصادي واجتماعي يقوم على العلاقة بين الإقطاعي والفلاحين. في هذا النظام، يُمنح الإقطاعيون (الطبقة الحاكمة) الأراضي من قبل السلطة السياسية (الملك أو الحكومة) مقابل ولائهم أو خدماتهم. بالمقابل، يعمل الفلاحون (الطبقة الكادحة) في تلك الأراضي ويقومون بإنتاج الغذاء والموارد الضرورية. إلا أن الفلاحين في النظام الإقطاعي لا يملكون الأرض التي يعملون عليها، بل يملكون فقط حق العمل في الأرض مقابل دفع الجزية, العمل المجاني/ العبودي (العمل الإقطاعي) أو ألطعام والمبيت, في بعض الأحيان توجد بقايا من مرحلة ألعبودية ممتزجة في مرحلة الإقطاع.
يُعتبر النظام الإقطاعي في الفكر الماركسي نموذجًا للنظام الطبقي، حيث تكون الطبقة الحاكمة متمثلة في الإقطاعيين الذين يمتلكون الأراضي، بينما الفلاحون يشكلون الطبقة العاملة التي تعمل في تلك الأراضي. يعكس هذا الوضع العلاقات الاستغلالية بين الطبقات: الإقطاعي يسيطر على وسائل الإنتاج (الأراضي)، بينما الفلاح يضطر للعمل على تلك الأراضي ويخضع للسيطرة والإكراه
ورغم أن الفلاحين في النظام الإقطاعي قد يمتلكون بعض الحقوق المحدودة، مثل القدرة على استغلال جزء من الأرض، إلا أنهم يظلون يعتمدون على الإقطاعيين في كل شيء، من الوصول إلى الأرض، إلى الحصول على الحماية. وهذا يشكل أساس الاستغلال، حيث يعمل الفلاحون على إنتاج الثروة التي تستولي عليها الطبقات الحاكمة.
قد يختلف النظام الإقطاعي عن نظام الرق من حيث أن الفلاحين ليسوا ملكية شخصية للإقطاعيين، ولكنهم مع ذلك يبقون تحت الهيمنة الاجتماعية والاقتصادية التي تحد من حريتهم. هذا النظام يعتمد على العمل الزراعي كقاعدة أساسية للإنتاج، حيث أن الأرض هي المصدر الرئيسي للثروة. لكن، وفقًا للماركسية هذا النظام يعاني من القيود الاقتصادية، لأنه لا يوفر الكثير من الابتكار أو التطور في وسائل الإنتاج.
ومع مرور الزمن، بدأ النظام الإقطاعي في التآكل بسبب عوامل متعددة، مثل تزايد الطلب على السلع في السوق وعجز تلبيتها ونمو التجارة، مما أدى إلى ظهور طبقة تجارية جديدة بدأت بالتراكم الاقتصادي خارج نطاق العلاقات التقليدية للإقطاع. كما أن الحروب والصراعات الاجتماعية أدت إلى تفكك النظام الإقطاعي وتراجع قوته.
يرى ماركس أن الإقطاع كان مرحلة انتقالية ضرورية نحو النظام الرأسمالي. ففي حين أن الإقطاعية استندت إلى استخدام العمل الزراعي شبه القسري في الأراضي، فإن الرأسمالية ستعتمد بشكل أساسي على العمل بالأجر. فمع تطور التجارة وزيادة التراكم المالي، بدأ الإقطاعيون في بيع أراضيهم للطبقة البرجوازية الجديدة التي ظهرت في المدن. البرجوازية بدأت في استخدام رأس المال لتطوير الإنتاج الصناعي، وهو ما أدى بالنتيجة إلى ظهور النظام الرأسمالي
في النظام الرأسمالي، تختلف علاقات الإنتاج بشكل كبير عن الإقطاعية: حيث يُحل العمل بالأجر محل العمل القسري، ويُسيطر فيه الرأسماليون على وسائل الإنتاج (المصانع، الأراضي، والموارد الأخرى) في حين يعمل العمال مقابل أجر. وبالتالي، رغم أن الإقطاع كان شكلاً من أشكال الاستغلال، إلا أن النظام الرأسمالي سيتفوق عليه من حيث زيادة الكفاءة في الإنتاج والابتكار
المرحلة الرابعة: الرأسمالية
في التحقيب الماركسي للتاريخ، تُعتبر الرأسمالية مرحلة رئيسية في تطور المجتمعات البشرية، حيث تُوصف بأنها المرحلة الرابعة في التسلسل التاريخي بعد المشاعة البدائية، العبودية، والإقطاعية. فوفقًا للمادية التاريخية، فإن الرأسمالية تنشأ بعد ثورة البرجوازية التي تطيح بالنظام الإقطاعي، وتتميز الرأسمالية بخصائص اقتصادية واجتماعية وسياسية محددة
اقتصاد السوق: تعتمد الرأسمالية على قوى السوق لتوجيه الاقتصاد، حيث يتم إنتاج السلع والخدمات بهدف تحقيق الربح. يعتقد أنصار الاقتصاد الحر (ألرأسماليون) أن تدخل الحكومة يجب أن يكون محدودًا، بينما يرى الماركسيون أن الدولة الرأسمالية تعمل كأداة لدعم النظام الرأسمالي وقمع الحركات الطبقة العاملة
الملكية الخاصة: في الرأسمالية، تنتقل وسائل الإنتاج من أيدي النبلاء والإقطاعيين إلى أيدي الطبقة البرجوازية. هذه الطبقة تسيطر على وسائل الإنتاج وتستغل العمال لتحقيق الأرباح
الصراع الطبقي: يتميز المجتمع الرأسمالي بوجود طبقتين رئيسيتين: البرجوازية (الطبقة الرأسمالية التي تملك وسائل الإنتاج) والبروليتاريا (الطبقة العاملة التي تبيع قوة عملها). وفقًا لماركس، فإن هذا الصراع الطبقي هو المحرك الرئيسي للتغيير الاجتماعي، وسيقود في النهاية إلى ثورة البروليتاريا / العمال
فائض القيمة: يعتمد النظام الرأسمالي على استغلال العمال من خلال استخراج فائض القيمة، وهو الفرق بين قيمة العمل الذي يبذله العامل والقيمة التي يحصل عليها كأجر, لنقل أن العامل فلان عامل في ورشة تصنيع سيارات يصنع محرك سيارة في اليوم وقيمة عمله اليومي (ألمحرك) تقدر بإلف دولار وإجرته اليومية مع سعر المواد هي مئة دولار إذن حصة الرأس مالي بعد دفع إجرة حسن هي 900 دولار. هذا الفائض يتراكم كربح للرأسمالي، مما يؤدي إلى زيادة تركز الثروة في أيديه
وفقًا للنظرية الماركسية، فإن الرأسمالية تحمل في داخلها بذور فنائها. فمع تزايد استغلال العمال وتركز الثروة في أيدي قلة، سيتشكل وعي طبقي لدى البروليتاريا/ الطبقة ألعاملة، مما سيؤدي إلى ثورة تقضي على النظام الرأسمالي وتؤسس لنظام اشتراكي يهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية
إذن الرأسمالية في التحقيب الماركسي ليست مجرد نظام اقتصادي، بل هي مرحلة تاريخية تحمل في طياتها تناقضاتها الخاصة التي ستؤدي إلى زوالها. لكن ماركس يعتبرها مرحلة ضرورية في تطور البشرية.
المرحلة الخامسة: الاشتراكية
في التحليل الماركسي، تعد الاشتراكية مرحلة انتقالية بين الرأسمالية والشيوعية، وهي المرحلة التي تأتي بعد الثورة العمالية التي تطيح بالنظام الرأسمالي. وفقًا لفكر كارل ماركس، تتسم الاشتراكية بتقليص أو إلغاء الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج لصالح المجتمع، وتهدف إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة الاقتصادية. يُنظر إلى الاشتراكية على أنها الفترة التي تشهد تحولًا جذريًا في تنظيم الإنتاج وتوزيع الثروة
في نظرية ماركس، يشكل النظام الاشتراكي مرحلة ضرورية للانتقال من النظام الرأسمالي، حيث لا يمكن الانتقال إلى الشيوعية بشكل مفاجئ (مثلما أراد منظروا ألشيوعية خلال ألقرنان ألفائتان) . خلال هذه المرحلة، تكتسب الطبقة العاملة السلطة السياسية وتبدأ في إعادة هيكلة المجتمع بحيث يصبح الإنتاج موجهًا لخدمة احتياجات الجميع وليس لتحقيق الأرباح الفردية. في الاشتراكية، تقوم الدولة بتوزيع الثروة والموارد وفقًا لاحتياجات الأفراد، وليس وفقًا لمفهوم السوق الرأسمالي أو الاستغلال
أحد المفاهيم الأساسية في الاشتراكية هو تحوّل ملكية وسائل الإنتاج من ملكية خاصة بيد الطبقات الرأسمالية إلى ملكية جماعية. في هذه المرحلة، يتم تأميم المصانع (حاول صدام بفعل ذلك في تأميم ألنفط ولكنه لم يجعله ملكية جماعية بل ملكية خاصة لعائلة آل مجيد) والأراضي والمرافق الأساسية بحيث يتم إدارتها من قبل الدولة أو من قبل جمعيات العمال بشكل ديمقراطي. هذا التغيير يهدف إلى القضاء على استغلال العمال وتحقيق توزيع عادل للثروة.

في الاشتراكية (رجاء عزيزي ألقارىء لاتصدق من يدعون بالاشتراكية وهم في هرم ألسلطة) ، يسعى النظام إلى تقليل الفجوة بين الأغنياء والفقراء من خلال تحقيق العدالة الاجتماعية. لا يعني ذلك أن الفروقات الاقتصادية ستختفي تمامًا، ولكن يُتوقع أن يتم تقليصها بشكل كبير، حيث يكون لدى الجميع حق الوصول إلى الاحتياجات الأساسية مثل التعليم، والرعاية الصحية، والإسكان، والعمالة العادلة. يتم ذلك من خلال السياسات الحكومية التي تدير الاقتصاد وتحدد كيفية توزيع الموارد على أساس المساواة.
رغم أن ماركس يرى أن الاشتراكية هي مرحلة ضرورية نحو الشيوعية، إلا أن الدولة تلعب دورًا مهمًا في هذه المرحلة. في الاشتراكية، لا تزال الدولة موجودة، ولكنها تُستخدم كأداة لتنظيم المجتمع والاقتصاد، لضمان توزيع الثروة والموارد بشكل عادل، ومنع استعادة الطبقات الرأسمالية لقوتها. يعتبر ماركس أن الدولة في هذه المرحلة هي أداة مؤقتة حتى يتم بناء المجتمع الاشتراكي بشكل كامل ويصبح قادرًا على الانتقال إلى الشيوعية

ألمرحلة ألسادسة: الشيوعية
في التحليل الماركسي، تمثل الشيوعية المرحلة النهائية والمرجوة من تطور المجتمعات البشرية، حيث يتحقق فيها التحرر التام من الاستغلال والظلم الاجتماعي. إذ تعتبر الشيوعية النقطة التي يختفي فيها التفاوت الطبقي نهائيًا، ويعيش البشر في مجتمع خالٍ من الطبقات والفوارق الاقتصادية

في الشيوعية، تتم إدارة وسائل الإنتاج بشكل جماعي من قبل المجتمع ككل، وبدون الحاجة إلى دولة، حيث تختفي السلطة السياسية في شكلها التقليدي، ويتم تنظيم المجتمع بناءً على الاحتياجات الفردية والجماعية. لا يعتمد الإنتاج على الربح، بل على تلبية احتياجات الجميع. يُتوقع في هذا النظام أن يتم توزيع الثروة بشكل عادل، ويعيش الناس في تناغم كامل مع بعضهم البعض، دون أي شكل من أشكال الاستغلال أو الاضطهاد
الهدف الأساسي من الشيوعية في الفكر الماركسي هو الوصول إلى مجتمع لا يحتاج فيه الناس إلى هيكل الدولة أو المؤسسات القمعية، لأن الصراع الطبقي قد انتهى بشكل كامل، وتحولت العلاقات بين الأفراد إلى علاقات من التعاون والمساواة. في هذا المجتمع المثالي، يُتوقع أن يكون العمل مشتركًا وموجهًا نحو رفاهية المجتمع بأسره، ويختفي المال والسلطة كما نعرفهما اليوم، مما يتيح للجميع العيش في تناغم ودون الحاجة إلى السلطة لتحقيق هذا ألتناغم
هذا التحليل البسيط يسلط الضوء على أهمية النظرية الماركسية في فهم التاريخ البشري، ويقدم إطارًا لفهم التحديات والفرص التي تواجه المجتمعات المعاصرة.



#ثائر_ابو_رغيف (هاشتاغ)       ضarthur_Burgif#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملك الأردن ألطفل ألخائب أمام ترمپ
- ترمپ وكوشنر سماسرة عقارات في غزة: رؤية مثيرة للجدل
- مطالبة ترمپ برحيل أهل غزة: إمعان في قمع الضحية
- اللاوعي الجماعي في فلسفة كارل يونگ
- فصلٌ في الجحيمْ
- العلاقة بين ألعدمية والفوضوية
- ترمپ و ماسك حلف ولد ميتاً
- إعادة تصور الأوديسة: تحليل رواية يوليسيس(عوليس) لجيمس جويس
- ما هو المستقبل الذي ينتظر إيران؟
- نشيد ألوطن الأكبر
- ألجولاني بن صهيون
- أبو محمد ألغولاني/ألصهيوني
- سقوط ألحصن ماقبل الأخير
- شرق القلب شرق البصرة
- كامالا هاريس وفشل ألرهان
- نتن ياهو ألنبي أللص والكذاب
- شعراء جيل شعراء ألثمانيات وألتسيعنات فاشلون
- عتاب على سيدي الدكتور
- قواعد الإشتباك
- إيران لقد فات ألوقت


المزيد.....




- لماذا اختار ترامب السعودية كمكان محتمل لاستضافة قمته المقبلة ...
- البحرية الأمريكية: حاملة الطائرات ترومان تصطدم بسفينة تجارية ...
- بحضور محمد بن سلمان.. قمة مرتقبة بين ترامب وبوتين في السعودي ...
- حافظ الأسد يثير الجدل بفيديو جديد يكشف تفاصيل هروب العائلة إ ...
- أنا أعزب، فماذا أفعل في يوم عيد الحب؟
- بعد حادث الدهس -الشنيع- .. شولتس يتعهد بطرد المشتبه به الأفغ ...
- العراق: لا لتهجير الفلسطينيين
- لبنان.. إصلاح العلاقات داخليا وخارجيا
- زيلينسكي يعرب عن استيائه من اتصال ترامب ببوتين
- طهران: لا تفاوض مع واشنطن


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ثائر ابو رغيف - تحقيب كارل ماركس للتأريخ قرآة أولية لمن يود قراءة ماركس لإول مرة