|
رسالة مفتوحة إلى قادة أنظمتنا العربية: لِمَ العجلة!!
سماك العبوشي
الحوار المتمدن-العدد: 8251 - 2025 / 2 / 12 - 23:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
السلام على من اتبع الهدى، وأدى حق الرعية فصان الأمانة، وحفظ للأمة عزتها وكرامتها ... أما بعد ...
كعادتكم دائما عند الملمات والخطوب التي تصيب الأمة العربية، فإن ردود أفعالكم لها زمن وقع واستجابة متأخر!!، ولا أدري سر تباطئكم في الدعوة للجلوس والتباحث في مدلهمات الخطوب التي تصيب أمتنا وتهدد مصيرها ومستقبلها، وقد نغفر لكم تباطئكم هذا ونجد لها التبرير والعذر المتمثل بالمشاورات التمهيدية تحضيرا لملفات النقاش، ولكنكم ورغم (تأخر!!) تلبيتكم لدعوات الاجتماع تلك لمعالجة الأزمات والتصدي للنوائب، فإن جلّ ما يخرج من اجتماع قممكم يكون قرارات لا تتعدى حدود رفع العتب عنكم أمام شعوبكم وذرا للرماد في عيونهم، وتتمثل بعبارات التنديد والاستنكار والشجب!!؟
سادتي قادة الأنظمة العربية: ليس هذا بالأمر الجديد عليكم، كما ولست متجنيا عليكم ولا ظالما لكم، فلقد خبرنا ردود أفعالكم البائسة تجاه ما كان قد أحاق بأمتنا العربية من مخاطر جسيمة هددت مصيرها ومستقبل أجيالها لعقود طويلة خلت، لكنكم هذه المرة قد أدهشتمونا وفُتّ في عضدنا بحثا عن وصف مقنع وتبرير منطقي لتقاعسكم وتباطئكم في معالجة العدوان المستمر المتواصل الجاري على غزة منذ خمسة عشر شهرا، وما تلاه من اقتحام وعدوان على مدن الضفة وقراها، حيث رأينا ردة أفعالكم طيلة محنة شعبنا الفلسطيني المرابط في غزة إزاء ما تعرض لأبشع إبادة جماعية عرفها التاريخ الإنساني الحديث، وما رافقها من تدمير ممنهج ومدروس لمعظم أبنيتها الحكومية والمدنية، وتجريف للشوارع وتقطيع أوصالها من خلال إقامة ما يسمى محور نتساريم!!
سادتي قادة الأنظمة العربية: رأيناكم وقد تناديتم لمناقشة وتدارس ما يجري بحق غزة العزة والإباء والصمود الأسطوري من خلال عقد اجتماعين للقمة وصفتا بالعاجلة والطارئة في الرياض ( بلاد الحرمين الشريفين) ولمرتين اثنتين:
القمة الأولى... كانت بتاريخ 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 والتي كان من أهم مخرجاتها: إنشاء مجموعة اتصال بشأن غزة تضم تركيا والسعودية ومصر والأردن وقطر وفلسطين وإندونيسيا ونيجيريا، وأنيطت بها مهمة وقف الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة والتوصل إلى حل الدولتين!!، فما توقف العدوان الإسرائيلي، ولا تم ردعه أو تحجيمه، بل زاد إجراما وغيا وغطرسة وتنكيلا بأبناء غزة حتى وُصِفَ ما يجري بالإبادة الجماعية!!
القمة الثانية ... وكانت بعد عام من عقد الاجتماع الطارئ الاستثنائي الأول، وعام من استمرار عمليات الإبادة الجماعية في غزة، وتحديدا بتاريخ 11 تشرين الثاني / نوفمبر 2024، وتمخض ذاك (المؤتمر- الجبل) عن (فأر) مقرف مقزز تمثل - كعادته - بعبارات التنديد والشجب والاستنكار التي تتقنونها الى درجة كبيرة وتحسدون عليها!! والأمر الجديد الذي استجد نقاشه وتداوله في المؤتمر الثاني، أنه لم يُعقد لمناقشة تداعيات العدوان على غزة وحسب، بل ومناقشة تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان معا!!
واليوم، وبعد صدور تصريحات ترامب الخطيرة حول تهجير أبناء غزة بحجة وذريعة إعمارها، وبتاريخ 9 شباط / فبراير 2025 أعلنت جمهورية مصر العربية أنها ستستضيف قمة عربية ثالثة (عاجلة واستثنائية طارئة!!) جديدة ستعقد بتاريخ 27 شباط / فبراير 2025 لتناقشوا هذه المرة تداعيات ما بعد مرحلة تدمير غزة وما جرى عليها من إبادة جماعية بحق أبنائها، ولتتدارسوا تصريحات ترامب الأخيرة بخصوص تهجير أبناء غزة من أرض فلسطين وكيفية الرد عليها، ولا نعلم إن كانت هناك قمة رابعة ستلي قمة القاهرة هذه لمناقشة تداعيات وتطورات تهجير أبناء الضفة وتفريغ فلسطين تماما من أهلها، أم لا!!؟ أرأيتم بالله عليكم حجم تقصيركم وتماهلكم بمعالجة قضايا الأمة وما يحيق بها من خطوب ومصائب!؟ وهل أدركتم مدى تدني اهتمامكم بمصير أمتكم، وبطء استجابتكم لما يحيط بها من مخاطر جسيمة!!؟ ألا تبا لكم!!
سادتي قادة الأنظمة العربية: وإنعاشا لذاكرتكم، وكدليل دامغ على أنكم لا تتابعون ما يجري من أحداث وما يتناقله الإعلام من حولكم وما يحاك من مؤامرات ودسائس لبلدانكم وشعوبكم، فإن تلك التصريحات التي صرّح بها ترامب بخصوص تهجير أبناء غزة والاستيلاء عليها لم تكن في حقيقتها وليدة الساعة، بل هناك شواهد سبقتها وكما يلي:
أولا ... إن فكرة التطهير تلك قد ظهرت بواكيرها في الدائرة المحيطة بترامب، حيث أدلى جاريد كوشنر (صهر ترامب ومسؤول السياسة الامريكية نحو الشرق الأوسط خلال إدارة ترامب الأولى 2017 – 2021) بتصريحات أدلى بها خلال حوار جرى معه في جامعة هارفارد بتاريخ 15 شباط / فبراير 2024 حينما قال نصا وأقتبس: "يمكن أن تكون الواجهة البحرية في غزة ذات قيمة كبيرة"، كما ولم يتردّد في الدعوة صراحة إلى إخراج فلسطينيي القطاع إلى صحراء النقب ومصر، ثمّ "تنظيفه"!!.
ثانيا ... وفي تشرين الأول/ أكتوبر 2024، أي عندما كان ترامب مرشحًا للرئاسة، قال في مقابلة إذاعية إن قطاع غزة يمكن أن يكون "واحداً من أفضل الأماكن في العالم، لكنّ الفلسطينيين فشلوا في استغلال موقعه الساحلي على البحر الأبيض المتوسط، ونوه بإن غزّة قد تكون أفضل من موناكو لأنها تتمتع بأفضل موقع في الشرق الأوسط.!!
ثالثا ... وعاد إلى طرح الفكرة مجددًا بعد وقت قصير من تنصيبه رئيسًا، إذ وصف القطاع بأنه "ذو موقع رائع على البحر ويتمتّع بطقس جميل، ويمكن القيام ببعض الأشياء الجميلة فيه"، وأضاف أنه "قد" يكون على استعداد للمساعدة في إعادة الإعمار فيه!! غير أن أول إشارة واضحة منه لدعمه عملية تهجير الفلسطينيين منه كانت في 25 كانون الثاني/ يناير عندما قال إنه تحدّث مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عن إمكانية نقل أكثر من "مليون ونصف فلسطيني"، إما على نحو مؤقت أو طويل الأمد، إلى الأردن ومصر إلى حين "تنظيف هذا المكان بالكامل"، وفعل الأمر نفسه في اتصال مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. ومع رفضهما طلبه رفضاً قاطعاً، فإنه بقي يصرّ على أنهما سيقبلان في النهاية.
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو: وتذكيرا أيضا لكم، فإن أهمية اجتماع قمتكم القادمة في القاهرة نهاية شهر شباط 2025، لا تقتصر على مناقشة تداعيات ترامب الأخيرة فحسب، كما أن الأمر لا يقتصر على عدوان الكيان اللقيط على غزة وحدها، ولا دعوات تهجير أبنائها، بل لابد وأن يشمل بالضرورة مناقشة عدوان الكيان اللقيط على الضفة الغربية التي تم الاتفاق بمؤتمر أوسلو عام 1993 أن تكون ضمن الدولة الفلسطينية الموعودة، وها هي قوات الكيان اللقيط تمارس التهجير والتدمير والاعتقال في مدن وقرى الضفة الغربية، وعلى سبيل المثال لا الحصر:
1- جنين ومخيمها منذ 20 كانون الثاني / يناير 2025، وما أصابها من الدمار الهائل والخراب الكبير في منازل وممتلكات المواطنين في مخيم جنين حيث ظهرت بعض البيوت وقد سويت بالأرض بشكل كامل، فيما انتشر الدمار في الشوارع والبنى التحتية والسيارات والممتلكات الخاصة بالمواطنين، كما وأعلن محافظ جنين كمال أبو الرب في تصريح صحفي، إن عدد النازحين من المخيم تجاوز الـ15 ألف شخص وبواقع 3500 أسرة متوزعين على عدة بلدات وقرى في المحافظة، وأكثرها بلدة برقين غرب جنين!!. هذا كما تواصل آليات الاحتلال حصار مستشفى جنين الحكومي بعد تجريف مدخله والشارع الرئيس الواصل اليه، ولليوم العشرين على التوالي تعاني أقسام المستشفى من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب، فيما تعمل بلدية جنين بالتعاون مع الدفاع المدني على إيصال المياه للمستشفى عن طريق الجرارات الزراعية الصغيرة، بعد منع الاحتلال صهاريج المياه التابعة للدفاع المدني الدخول إلى المستشفى!!، علما بأنه ومنذ بدء الحرب على غزة في السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023 وحتى ما قبل العملية الحالية (السور الحديدي)، فقد استشهد نحو 250 فلسطينيا في مدينة جنين ومخيمها، في حين تشير معطيات الأمم المتحدة إلى تدمير نحو 283 منشأة خلال الفترة نفسها، منها 144 في مخيم جنين و57 في مدينة جنين، ومن بين المجموع الكلي 176 منزلا مأهولا.!!
2- مدينة طولكرم ومخيميها (طولكرم ونورشمس)، الذي تم البدء بالعدوان عليها بتاريخ 27 كانون الثاني / يناير 2025 وما زال متواصلا ، وسط استمرار الحصار ومداهمات المنازل ونزوح قسري للسكان مترافقا مع حملة اعتقالات واسعة، حيث تم الاقتحام بعشرات المركبات العسكرية الإسرائيلية وخمس جرافات وخلف هذا الاجتياح دمارًا كبيرًا هائلًا في الشوارع والبنى التحتية والمباني والمركبات وعدة إصاباتٍ في صفوف الفلسطينيين.!! إن العملية العسكرية الإسرائيلية الجارية في مدن وقرى الضفة إنما هي وجه آخر لخطة "الحسم" التي تهدف لتكريس المشروع الصهيوني الاستيطاني، وبالتالي فرض وقائع على الأرض تحول دون إقامة دولة فلسطينية، وخلق بيئة طاردة للفلسطينيين لدفعهم للهجرة القسرية، إلى جانب الإمعان في ضم الضفة والأغوار إلى السيادة الإسرائيلية!!
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو القادة العرب: نحن الأن بلا شك نعيش مرحلة مفصلية في تاريخ القضية الفلسطينية، حيث اشتدت هجمة قوى الاستكبار العالمي بمعية الكيان اللقيط للإجهاز بشكل نهائي على القضية الفلسطينية وتصفيتها نهائيا، ولعل ما جرى على لسان ترامب خير شاهد على ذلك، كما وأن العملية العسكرية التي يشنها الجيش الإسرائيلي على مدن ومخيمات شمالي الضفة المحتلة هذه الأيام تنسجم مع الحرب على قطاع غزة، وتأتي في سياق حرب الإبادة الهادفة للقضاء على الوجود السكاني للفلسطينيين بفلسطين التاريخية!! وتذكروا جيدا أن قمة القاهرة الطارئة تعد أول اختبار حقيقي للموقف العربي بعد حرب غزة وتداعياتها السياسية والأمنية والاقتصادية!! وضعوا في حسبانكم إن كانت قمتكم في القاهرة تستهدف رفض التهجير، فعليكم أن تجدوا أيضا سبيلاً ووسيلة لفرض موقفكم وكبح جماح إسرائيل، وذلك من خلال المطالبة بفرض عقوبات اقتصادية وسياسية على إسرائيل ودفعها لتحمل تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة، هذا علاوة على ضرورة التأكيد على الإسراع في بدء عمليات إعادة إعمار قطاع غزة، بما يضمن استعادة الحياة الطبيعية في القطاع وقطع دابر فكرة التهجير وإلى الأبد.
وأخيرا وليس آخرا... ضعوا في حسبانكم أن الغياب العربي وعدم وجود موقف موحد من إعادة الإعمار سيسمح لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية بالسعي لملء الفراغ من خلال طرح اقتراحات وخطط تضر بالأمن القومي العربي، ثم ما نلبث أن نسمعكم ترددون بحسة وندم وأسف "قد أكلت يوم أكل الثور الأبيض" ... ولكن ولات ساعة مندم !! والله من وراء القصد.
قال تعالى في محكم آياته: "سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ" ...(الزخرف : 19). "اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا"...(الإسراء:14).
بغداد في 12/2/2025
#سماك_العبوشي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
(محمود عباس): لا تأخذك العزة بالإثم!!
-
(إسرائيل) ... ورم سرطاني استفحل وانتشر!!
-
قد كشّر ترامب عن أنيابه!!
-
اللهم حُسْن الختام يا محمود عباس !!
-
ترامب وجائزة نوبل للسلام!!
-
يوم صرخ (محمود عباس): النصر او الشهادة!!
-
تالله ... فإن بطن الأرض خير من ظهرها !!
-
تكامل الأدوار بين (السلطة الفلسطينية) و(إسرائيل)!!
-
شتان بين أخلاق (الفرسان) وبين طباع (شُذّاذ الآفاق)!!
-
دلالات ومؤشرات تسليم الأسيرات الأسرائيليات !!
-
نعم، انتصرت غزة وهذه هي أدلتي!!
-
رسالة مفتوحة لأصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الأنظمة الع
...
-
السلطة الفلسطينية وحماية (منجزاتها) المزعومة
-
عذرا ... فلسنا جيل الانعتاق والتحرير!!
-
حماية (وطن) أم (مستوطن) يا ترى!!
-
بشار الأسد: لمن المُلك اليوم!!؟
-
وعادت غزة مجددا تقاتل لوحدها!!
-
-قانون غزو لاهاي- بلطجة أمريكية بامتياز!!
-
يا ولاة أمرنا أما آن لكم أن تستيقظوا!!
-
إسرائيل الكبرى!!
المزيد.....
-
الأردن.. أول تعليق للملك عبدالله بعد عودته من أمريكا ولقاء ت
...
-
حرب أوكرانيا ـ مفاوضات سلام روسية أمريكية في غياب كييف وأورو
...
-
ترامب يخسر معركته الأولى.. ضد الوقت
-
لأول مرة.. -هزات جليدية- في أعماق غرينلاند
-
السلطات الليبية تفرج عن 36 سودانيا
-
الدفاع الروسية: حصيلة خسائر قوات كييف في كورسك تجاوزت 60 ألف
...
-
هل تساعد منظومات -كوب- الصاروخية السوفيتية أوكرانيا على التص
...
-
الوسطاء يؤكدون التزام كل الأطراف بتنفيذ كل بنود الاتفاق
-
عباس يلغي نظام رواتب مخصصة لأسر فلسطينيين تعتقلهم إسرائيل
-
ألمانيا: عشرون جريحا يواجه عدة منهم -خطر الموت- إثر حادثة ده
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|