|
الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية
رزكار عقراوي
سياسي واعلامي يساري
(Rezgar Akrawi)
الحوار المتمدن-العدد: 8251 - 2025 / 2 / 12 - 23:57
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية منذ فترة، أعمل على إعداد كتابي "اليسار الإلكتروني في مواجهة الرأسمالية الرقمية"، الذي آمل أن يرى النور خلال عام 2025. لكن مع سخونة الجدل حول الذكاء الاصطناعي وتأثيره العميق على المجتمع، أصبح من الضروري تقديم تحليل يساري لهذا الموضوع المحوري، حيث هناك نقص واضح في الطرح النقدي من منظور اشتراكي. لذلك، قررت نشر أحد فصول الكتاب بشكل مستقل، كمساهمة في تقديم رؤية نقدية اشتراكية للذكاء الاصطناعي، سواء من حيث دوره في تعميق هيمنة رأس المال، أو إمكانياته كأداة تحررية ضمن أفق اشتراكي. ما الذي يميز هذا الدراسة؟ • ملخص مركّز لمن يرغب/ترغب في الاطلاع على الأفكار الرئيسية بسرعة. • النص الكامل للفصل لمن يريد/تريد التعمق في التفاصيل. • قسم خاص للأسئلة والأجوبة المختصرة يجيب على القضايا المحورية حول الذكاء الاصطناعي من منظور يساري. أدعوكم/ن لاكتشاف هذا الطرح النقدي، والانخراط في النقاش حول كيفية بناء مستقبلٍ لا يكون فيه الذكاء الاصطناعي مجرد أداة في خدمة رأس المال، بل وسيلة لتحرر الإنسان. رزكار عقراوي يساري مستقل، مهتم باليسار والثورة التكنولوجية، ويعمل كخبير في تطوير الانظمة والحوكمة الإلكترونية.
***************************** ملخص الفصل، موجز الأفكار الرئيسية *****************************
الذكاء الاصطناعي إعادة إنتاج الهيمنة الطبقية بوسائل أكثر تطورًا
كما أشار كارل ماركس في العديد من كتبه، فإن كل قفزة تكنولوجية تحدث داخل النظام الرأسمالي لا تؤدي إلى تحرير الإنسان، بل إلى إعادة إنتاج الهيمنة الطبقية بوسائل أكثر تطورًا. لذلك، فإن التطورات التكنولوجية الحالية ليست محايدة، بل تتشكل ضمن علاقات الإنتاج السائدة. الذكاء الاصطناعي، رغم إمكانياته الهائلة في خدمة البشرية، أصبح أداة تستخدمها البرجوازية لتعزيز سيطرتها على العمل، والتحكم في الموارد، وإعادة تشكيل الوعي الجماهيري بما يخدم النظام الرأسمالي. وكما حدث في الثورة الصناعية، حيث استُخدمت الآلات لتكثيف الاستغلال بدلًا من تقليل ساعات العمل، يتم اليوم توظيف الذكاء الاصطناعي في الأتمتة لتخفيض تكاليف الإنتاج، وتقليص الحاجة إلى العمالة البشرية في معظم الأحيان، وفرض ظروف عمل أكثر هشاشة وأقل أمانًا. كما يؤدي ذلك إلى تعميق الاغتراب، حيث يتحول شغيلات وشغيلة اليد والفكر إلى أدوات بشرية داخل أماكن عملهم، ويتم استبدالهم بالخوارزميات، مما يؤدي إلى تفاقم البطالة أو دفعهم للبحث عن أعمال بديلة. وفي الوقت نفسه، تُفرض علاقات إنتاج جديدة تُحكم فيها البرجوازية قبضتها على وسائل الإنتاج الرقمي. في ظل هذا الواقع، يصبح الذكاء الاصطناعي أداة لإعادة إنتاج الاستغلال في شكله الأكثر تطورًا.
الذكاء الاصطناعي كأداة للسيطرة والقمع، ولغسل الوعي الجماهيري
لم تعد السيطرة الرأسمالية على الذكاء الاصطناعي تقتصر على إعادة إنتاج علاقات الإنتاج أو تشكيل الوعي، بل أصبحت أيضًا أداة مباشرة للسيطرة والقمع السياسي. حيث يتم الان استخدام الذكاء الاصطناعي في أنظمة المراقبة الجماعية، والتعرف على الوجوه، وتحليل السلوك السياسي للأفراد، مما يسمح للأنظمة القمعية، وحتى في الدول المتقدمة، بالتدخل المسبق لإحباط او اضعاف أي مقاومة جذرية محتملة. الرقابة الرقمية اليوم تتجاوز مجرد حذف المحتوى أو حجب الحسابات، حيث تتخذ شكل "المراقبة الذاتية الطوعية"، حيث يبدأ الأفراد في تعديل خطاباتهم وآرائهم خوفًا من الحجب أو العقوبات الرقمية، مما يقلل من قدرة الحركات اليسارية على التعبئة والتحشيد الجماهيري، مما يساهم في تحويل الإنترنت، إلى حدّ كبير، إلى مساحة خاضعة بالكامل لمنطق السوق وهيمنة الحكومات. إلى جانب دوره في إعادة تشكيل علاقات العمل وتعزيز السيطرة والقمع. كما كان الحال مع الإعلام بمختلف أشكاله من قبل ولايزال، تُستخدم معظم تطبيقات الذكاء الاصطناعي كأداة للتحكم في الوعي الجماهيري وترسيخ القيم الرأسمالية. يتم ذلك من خلال الخوارزميات التي تتحكم في تدفق المعلومات، وتوجيه النقاشات العامة، ومحاولة فرض واقع ثقافي أحادي يُكرّس هيمنة السوق والاستهلاك الفردي باعتبارهما قيمًا طبيعية وحتمية. الذكاء الاصطناعي اليوم هو أحد أكثر الأدوات فاعلية في تكريس هذه الهيمنة الفكرية، حيث يتم ضبط الخوارزميات لتوجيه الجماهير نحو قبول الرأسمالية كخيار أمثل وبل ازلي. يتم ذلك بشكل تدريجي، ناعم، وغير محسوس، مما يمنح المستخدمين والمستخدمات انطباعًا زائفًا بكونه محايدًا تمامًا. وعلى المدى الطويل، من الممكن ان يتحول الجمهور إلى "قطيع خانع يُقاد بسهولة"، مما يؤدي إلى إضعاف الوعي الطبقي عبر تسطيح الفكر النقدي، وتحويل النقاشات السياسية إلى قضايا جانبية بسيطة، بدلًا من تحليل البنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية القائمة على الاستغلال. الموقف من تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحالية
السؤال المهم هنا: هل يمكن للقوى اليسارية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي الحالي رغم كونه منتجًا رأسماليًا غير محايد؟؟! الجواب ليس مباشرًا بنعم او لا، فحتى يتم تطوير بدائل اشتراكية تقدمية، يمكن للحركات اليسارية والتقدمية استغلال الذكاء الاصطناعي الحالي بحذر مدروس ووعي نقدي، لتوسيع نطاق تأثيرها في مواجهة الهيمنة الرأسمالية وانظمة الاستبداد. يمكن توظيف هذه التكنولوجيا في تحليل البيانات السياسية والاجتماعية، وفهم أنماط التغيرات الاقتصادية، وتحديد القضايا الأكثر إلحاحًا بالنسبة للطبقات الكادحة والمهمشة. يمكن أيضًا استخدام الذكاء الاصطناعي في دراسة توجهات الرأي العام، مما يتيح للحركات اليسارية تطوير برامج وسياسات واقعية وأكثر دقة وفعالية، وفقًا لما هو ممكن وليس فقط لما هو مطلوب، وتعزيز قدرتها على التأثير السياسي والجماهيري، ومواجهة الهيمنة السياسية للرأسمالية والأنظمة القمعية. إلى جانب ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون أداة فعالة لكشف التضليل الإعلامي الذي تمارسه المؤسسات الرأسمالية والانظمة القمعية، وتحليل الخطاب الإعلامي السائد لتفكيك سياسات التلاعب والهيمنة الفكرية، والتصدي لها بخطاب نقدي مضاد يسهم في رفع الوعي الجماهيري. يمكن لهذه الأدوات أن تعزز الإعلام اليساري ، الذي يعكس مصالح الطبقات العاملة والفئات المهمشة، مما يجعل من الممكن الوصول إلى فئات أوسع من الجماهير وتقديم محتوى يساري مناهض للرأسمالية بأساليب أكثر تأثيرًا. على المستوى التنظيمي، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين آليات التنسيق والتفاعل داخل التنظيمات اليسارية، عبر تحليل ديناميكيات العمل التنظيمي، ورصد مكامن القوة والضعف، وتعزيز الانسجام بين الأعضاء والكتل. يمكن تطوير أدوات ذكاء اصطناعي تسهم في إدارة المعلومات داخل التنظيمات، وتحليل مدى فاعلية السياسات الحالية، والتعرف على أنماط العمل الأكثر نجاحًا، مما يسهل تحسين الأداء التنظيمي الجماعي، وتقليل البيروقراطية، وتعزيز التفاعل بين الأعضاء بشكل أكثر سلاسة وفعالية. ومع ذلك، يجب أن يكون الاستخدام حذرًا ومدروسًا ودقيقا، بحيث يتم توجيه الذكاء الاصطناعي لخدمة الأهداف اليسارية والتقدمية، دون الوقوع في فخ الاعتماد المفرط عليه. البديل الاشتراكي في مواجهة العبودية الرقيمة وتحرير التكنولوجيا
إن إعادة توجيه الذكاء الاصطناعي نحو خدمة الجماهير بدلاً من رأس المال يتطلب تطوير أنظمة مفتوحة المصدر بتوجهات محايدة تُدار بشكل ديمقراطي كحلٍّ ممكن الآن، إضافةً إلى تشريع قوانين دولية تُقيّد عمله لضمان خدمته للمجتمع بأسره، لحين طرح بدائل اشتراكية بتوجهات تقدمية وبملكية تعاونية جماعية كحلٍّ مطلوب، بعيدًا عن احتكار الشركات الاحتكارية الكبرى. يجب أن نناضل من أجل أن يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتقليل ساعات العمل دون تقليل الأجور، وتحقيق توزيع عادل للموارد، وتعزيز العدالة والمساواة... إلخ، بما يتيح للبشرية الاستفادة من التكنولوجيا دون الوقوع في فخ الاستغلال الرأسمالي. لا يمكن فصل الصراع حول الذكاء الاصطناعي عن الصراع الطبقي الأوسع. لذلك، فإن المعركة ضد استغلال الذكاء الاصطناعي وعموم التكنولوجيا هي جزء مهم من النضال من أجل تحرر البشرية من الاستغلال الرأسمالي ككل. إن استعادة التكنولوجيا من قبضة رأس المال وتوجيهها نحو خدمة الجماهير وتحقيق العدالة الاجتماعية والبديل الاشتراكي ليست مجرد خيار، بل ضرورة تاريخية تمليها التناقضات المتزايدة داخل النظام الرأسمالي نفسه. وهذا يجب أن يكون إحدى المهام الرئيسية للقوى اليسارية والتقدمية والحقوقية في العالم، وإلا فإننا سنواجه عهدًا جديدًا من العبودية الرقمية، إن لم نكن نعيشه بالفعل الآن! حيث تتحكم الطغم الرأسمالية في كل جانب من جوانب الحياة، من العمل إلى الفكر والوعي والحياة اليومية، مما يُعيد إنتاج الاستغلال الطبقي في أكثر أشكاله تطورًا وهيمنة.
الاستنتاجات
إن تحرير الذكاء الاصطناعي من قبضة رأس المال وتحويله إلى أداة في خدمة الجماهير هو جزء أساسي من النضال الاشتراكي ضد البنية الطبقية للرأسمالية. لا يمكن أن تُترك التكنولوجيا تحت سيطرة القوى المهيمنة التي تستخدمها لتعزيز الاستغلال الطبقي، بل يجب أن تخضع لرقابة شعبية ديمقراطية تُوجهها نحو تحقيق المساواة الاجتماعية، وتفكيك علاقات الإنتاج القائمة على الاستغلال، وبناء مجتمع اشتراكي ديمقراطي أكثر عدالة وإنسانية. الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تقنية غير محايدة، وبل ويتم توظيفه لتعزيز السيطرة الطبقية، وتقليص الحريات، وتوسيع الاستغلال. وكما كانت الثورة الصناعية سلاحًا بيد البرجوازية لتكثيف الاستغلال، فإن الثورة الرقمية اليوم تسير في الاتجاه نفسه، حيث يُستخدم الذكاء الاصطناعي كأداة للهيمنة الاقتصادية، والسياسية، والفكرية. المطلوب هو تطوير بدائل اشتراكية تقدمية تعيد توجيه التكنولوجيا لخدمة عموم الجماهير بدلًا من رأس المال. إن النضال من أجل دمقرطة وشفافية الذكاء الاصطناعي وتحريره من سيطرة الشركات الكبرى هو جزء لا يتجزأ من النضال الطبقي الأشمل ضد الرأسمالية. في الوقت الحالي، ينبغي على القوى اليسارية والتقدمية توظيف الذكاء الاصطناعي الحالي بوعي نقدي، وبشكل حذر ومدروس، ليس فقط لمواجهة الهيمنة الرأسمالية، ولكن أيضًا للمساعدة في لخلق فضاءات وامكانيات جديدة للمقاومة وتطوير الخطاب السياسي وآليات التنظيم. في نهاية المطاف، لا يتعلق الأمر فقط بالتكنولوجيا، بل بالصراع على مستقبل المجتمع الإنساني نفسه.
*********************************** لمن يرغب أو ترغب في التعمق في هذا الموضوع، يمكنه أو يمكنها قراءة الفصل الكامل أدناه، حيث يتم تحليل الجوانب المختلفة للذكاء الاصطناعي من منظور اشتراكي أكثر تفصيلًا، مع استعراض الآليات الرأسمالية للهيمنة الرقمية والبدائل التقدمية الممكنة. *********************************** 1 الفصل الخامس: الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية *****************************
1.1 المقدمة يُعدّ الذكاء الاصطناعي من أبرز ابتكارات الثورة الرقمية الحديثة، حيث وفر إمكانيات هائلة لتعزيز الإنتاجية، وتطوير العلوم والخدمات العامة، والمساهمة في حل العديد من التحديات التي تواجه البشرية. وقد أحدث تحولات جوهرية في مختلف المجالات. الذكاء الاصطناعي هو فرع متقدم من علوم تقنية المعلومات، يهدف إلى تطوير أنظمة قادرة على محاكاة الذكاء البشري من خلال الحوسبة الفائقة والبرمجيات الذكية. يعتمد على خوارزميات متقدمة وتقنيات تعلم الآلة والتعلم العميق لتحليل البيانات، والتعرف على الأنماط، واتخاذ القرارات بشكل مستقل أو شبه مستقل وفقًا للمدخلات والمعطيات المدخلة إليه. كما يقوم الذكاء الاصطناعي بإعادة تدوير ومعالجة البيانات الضخمة التي ينتجها المستخدمون والمستخدمات، مما يمنحه قدرة متزايدة على التكيف والتطوير الذاتي. تُستخدم هذه التكنولوجيا اليوم في مجموعة واسعة من القطاعات، مثل الطب والرعاية الصحية، حيث تساهم في تشخيص الأمراض وتحليل البيانات الطبية، والتعليم من خلال تطوير أنظمة تعليمية تفاعلية، والصناعة، والاقتصاد، والإعلام، والنقل، والخدمات اللوجستية، وكذلك في الرقابة والقمع والسيطرة الفكرية والسياسية، وتطوير الأسلحة، وغيرها. ومع ذلك، فإن هذه التقنية لا تعمل في فراغ، بل تتأثر بتوجهات الشركات والحكومات التي تطورها، مما يثير تساؤلات جوهرية حول طبيعتها الحقيقية والجهات المستفيدة منها.
واستنادًا إلى ذلك، فإن هذه التكنولوجيا لا تتطور بشكل محايد، بل تعكس البنية الطبقية للنظام الذي أنتجها. فالذكاء الاصطناعي، كما هو مطور اليوم، ليس كيانًا مستقلاً أو محايدًا، بل يخضع بشكل مباشر لهيمنة القوى الرأسمالية، التي توجهه بما يخدم مصالحها الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والفكرية. وكما أشار كارل ماركس وفريدريك إنجلز في البيان الشيوعي: "لم تترك البرجوازية أي رابطة بين الإنسان وأخيه الإنسان إلا رابطة المصلحة العارية، والتعامل النقدي القاسي... لقد جعلت الكرامة الشخصية قيمة تبادلية، وحوّلت كل شيء، بما في ذلك المعرفة، إلى مجرد أداة للربح."
وهذا ينطبق تمامًا على الذكاء الاصطناعي، الذي تم تسليعه الان ليكون أداة لتعظيم الأرباح وتقوية السيطرة الطبقية. إن التطوير الحالي للذكاء الاصطناعي لا يمكن فهمه باعتباره مجرد تقدم تقني، بل هو جزء من منظومة السيطرة الطبقية التي تسعى من خلالها الشركات الكبرى والدول الرأسمالية إلى تعزيز الأرباح، وتركيز الثروة، وإعادة إنتاج علاقات الإنتاج القائمة. فالخوارزميات التي تدير هذه الأنظمة موجهة أيديولوجيًا لخدمة مصمميها، حيث تُسخر لتعظيم الإنتاجية، وتعزيز تفوق الشركات الاحتكارية، وترسيخ القيم النيوليبرالية، دون أي اعتبار للعدالة الاجتماعية أو الحقوق الإنسانية. وهكذا، تتحول هذه التقنيات إلى أدوات جديدة لاستغلال القوى العاملة وإدامة التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية، بدلًا من أن تكون وسيلة لتحرير الإنسان من شروط الاستغلال. لقد بات الذكاء الاصطناعي سلاحًا مركزيًا في يد رأس المال، حيث يُستخدم لتقليص الحاجة إلى العمالة البشرية، مما يؤدي إلى تفاقم البطالة أو دفع شغيلات وشغيلة اليد والفكر إلى قطاعات أخرى، وتعميق الفجوة الاقتصادية والاجتماعية. كما أن احتكار هذه التقنيات يمنح الشركات الكبرى قدرة غير مسبوقة على التحكم في الأسواق، وإعادة تشكيل الرأي العام، وفرض رقابة رقمية شاملة على الأفراد والمجتمعات، مما يكرّس نظامًا تصبح فيه الجماهير إلى حدّ كبير، إما مستغلة كبيانات وعمالة رخيصة، أو مُهمشة بفعل الأتمتة. وإذا استمرت هيمنة النظام الرأسمالي على الذكاء الاصطناعي، فإن النتيجة من الممكن ان تكون مجتمعًا شديد الاستقطاب، حيث تملك النخب التكنولوجية القوة المطلقة، بينما يُدفع شغيلة الفكر واليد نحو مزيد من التهميش والإقصاء. في هذا الفصل، سنتناول كيفية توظيف الذكاء الاصطناعي لتعظيم الأرباح، وترسيخ الهيمنة الطبقية، وتعميق السيطرة الأيديولوجية للنظام الرأسمالي. كما سنتطرق إلى البديل الاشتراكي للذكاء الاصطناعي الذي يطرحه اليسار الإلكتروني، والذي يسعى إلى تطوير نماذج قائمة على ملكية المجتمع لهذه الأدوات، وتسخير التكنولوجيا كأداة تحررية في خدمة الطبقات الكادحة وعموم البشرية، من خلال إعادة توجيه استخدامها لصالح الأغلبية بدلًا من الأقلية المحتكرة. وسنناقش أيضًا سبل التعامل النقدي والحذر مع التطبيقات الحالية للذكاء الاصطناعي، بما يتيح توظيفها قدر الإمكان في سياق يخدم النضال التقدمي ضد الرأسمالية، ودعم الحركات والتنظيمات اليسارية والعمالية.
***************************** 1.2 الرؤية الرأسمالية للذكاء الاصطناعي
***************************** 1.2.1 الذكاء الاصطناعي كأداة لتعظيم الأرباح واستغلال البيانات في ظل الرأسمالية
في ظل النظام الرأسمالي الحالي، يُوجَّه استخدام التكنولوجيا، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، لتعظيم الأرباح على حساب العدالة الاجتماعية والحقوق الإنسانية. تُستخدم هذه التقنيات كأداة رئيسية لزيادة الكفاءة الإنتاجية وتقليل التكاليف، مما يكون غالبًا على حساب شغيلات وشغيلة اليد والفكر، حيث يُستبدلون بالخوارزميات والأنظمة المؤتمتة، ما يؤدي إلى تسريح أعداد كبيرة منهم وارتفاع معدلات البطالة، أو دفعهم إلى الانتقال إلى قطاعات أخرى في ظروف غير مستقرة. في المقابل، تُوجَّه مكاسب الإنتاجية الناتجة عن الأتمتة نحو زيادة أرباح الشركات الكبرى بدلًا من تحسين الأجور أو تقليل ساعات العمل. أما من يحتفظون بوظائفهم، فيجدون أنفسهم مضطرين للعمل في بيئات غير مستقرة، حيث تفرض معظم الشركات سياسات قاسية لزيادة الإنتاجية، مستغلة التكنولوجيا لفرض ضغوط إضافية على القوى العاملة. هذا التركيز على الربح يؤدي إلى تفاقم التفاوتات الطبقية والاقتصادية، حيث تُترك الغالبية العظمى من المجتمع لتحمل عبء التغيرات التي أحدثتها هذه التكنولوجيا، بينما تستأثر النخبة الرأسمالية بالفوائد. إلى جانب استغلال العمالة التقليدية، أضاف الذكاء الاصطناعي والرأسمالية الرقمية بُعدًا جديدًا للاستغلال، يتمثل في استغلال البيانات وسلوك الأفراد وتفضيلاتهم، حيث أصبحت هذه البيانات الشخصية سلعة تُستخرج قيمتها دون أي تعويض مباشر لمن يُنتجها أي الأفراد أنفسهم. يشكل هذا النمط الجديد من الاستغلال، الذي أطلق عليه بعض المفكرين والمفكرات اسم "فائض القيمة الرقمي" أو "فائض القيمة السلوكي"، امتدادًا لمفهوم فائض القيمة في الإنتاج الصناعي، لكنه يتجاوزه عبر استغلال المعلومات الشخصية بشكل غير مباشر وبطرق غير مرئية، مما يعزز السيطرة الرأسمالية على الأفراد والاقتصاد الرقمي. تُستخدم البيانات المستخرجة من أنشطة الأفراد، بدءًا من عمليات البحث عبر الإنترنت إلى التفاعلات على وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية الأخرى، لتوجيه الإعلانات، وصياغة استراتيجيات تسويقية وسياسية واقتصادية، وتوقع السلوكيات الاستهلاكية، مما يولد أرباحًا طائلة للشركات دون أن يحصل المستخدمون والمستخدمات على أي مقابل. إن هذه الظاهرة تمثل شكلاً غير مباشر من العمل المجاني، حيث يُنتج الأفراد، دون وعي، قيمة اقتصادية كبيرة تستفيد منها الشركات الاحتكارية التي تهيمن على تقنيات الذكاء الاصطناعي. علاوة على ذلك، فإن الذكاء الاصطناعي يُعيد إنتاج علاقات الإنتاج الرأسمالية بشكل أكثر تعقيدًا، حيث لا يُستغل فقط شغيلات وشغيلة اليد والفكر في أماكن العمل التقليدية، بل يُستغل الجميع بوصفهم مصادر بيانات في كافة الاوقات، مما يوسع نطاق الاستغلال ليشمل كل لحظة من الحياة اليومية. تحول الإنسان إلى "منتج-ة" رقمي يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الاستيلاء على القيمة، حيث لم يعد العمل المأجور هو المصدر الوحيد للأرباح، بل باتت الحياة اليومية الرقمية ذاتها مجالاً لاستخراج فائض القيمة. 1.2.2 الذكاء الاصطناعي كأداة للهيمنة والسيطرة على العمل واحتكار التكنولوجيا
لا يكتفي النظام الرأسمالي باستخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز الإنتاجية والأرباح، بل يسخّره أيضًا كأداة لترسيخ السيطرة الطبقية، وإخضاع شغيلات وشغيلة اليد والفكر لآليات أكثر صرامة من المراقبة والتحكم. إن توظيف الذكاء الاصطناعي في بيئات العمل لا يهدف فقط إلى تحسين الأداء، بل يُستخدم لتكثيف استغلالهم، ومراكمة الأرباح على حساب حريتهم وحقوقهم. حيث مع تطور الخوارزميات الذكية، بات بإمكان الشركات تتبع كل حركة يقوم بها شغيلات وشغيلة اليد والفكر، سواء عبر أنظمة تتبع الإنتاجية، أو تحليل البيانات، أو قياس سرعة وكفاءة الأداء. تُستخدم هذه الأدوات في معظم الأحيان للضغط عليهن وعليهم، وتقليص فترات الراحة، وفرض وتيرة عمل مرهقة تحوّلهم إلى تروس في آلة رأسمالية لا تهدأ. هذا النمط الجديد من الرقابة من الممكن أن يخلق بيئة عمل أكثر قسوة، حيث يُصبحون مجرد متغيرات في معادلة الذكاء الاصطناعي، ولا يستطيعون التحكم بشكل كبير في ظروف عملهم. بالإضافة إلى ذلك، تُستخدم الخوارزميات في عمليات التوظيف والفصل، حيث يتم تحليل البيانات الضخمة لتحديد من يستحق البقاء ومن يمكن الاستغناء عنه. يؤدي هذا إلى ديناميكية عمل غير مستقرة، حيث يتم تهميش شغيلات وشغيلة اليد والفكر واستبدالهم بسهولة وفقًا لمعايير كمية صارمة، دون اعتبار للجوانب الإنسانية أو الاجتماعية. هذا التحول لا يؤدي فقط إلى ارتفاع معدلات البطالة وانعدام الأمان الوظيفي من خلال دفع شغيلات وشغيلة اليد والفكر إلى قطاعات أخرى، بل يُسهم أيضًا في تكريس نموذج "العمل القابل للاستبدال"، حيث يتم الاستغناء عن شغيلات وشغيلة اليد والفكر بمجرد اعتبارهم أقل كفاءة من البدائل الرقمية أو الآلية، مما يزيد من هشاشة سوق العمل ويعمّق الاستغلال الرأسمالي. في موازاة ذلك، تُسيطر الشركات الاحتكارية الكبرى على تطوير ونشر تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما يؤدي إلى احتكار التكنولوجيا وتحويلها إلى أداة لخدمة مصالح نخبة اقتصادية محدودة. تركز هذه الشركات على تصميم حلول تكنولوجية تُعزز أرباحها وتزيد من هيمنتها على السوق، بينما تُترك الغالبية العظمى من المجتمع دون استفادة حقيقية من هذه التكنولوجيا. حتى في الحالات التي تُقدَّم فيها خدمات مجانية أو منخفضة التكلفة، فإنها غالبًا ما تكون محدودة الإمكانات وتُستخدم كوسيلة لجمع المزيد من البيانات عن المستخدمين والمستخدمات. 1.2.3 توجيه الوعي لتعزيز الثقافة الرأسمالية النيو ليبرالية
إلى جانب استخدام الذكاء الاصطناعي لتعظيم الأرباح وترسيخ السيطرة الاجتماعية، يتم توظيف هذه التكنولوجيا بشكل ممنهج لتشكيل وتوجيه وعي الأفراد تدريجيًا، بهدف تعزيز الثقافة الرأسمالية والأفكار النيوليبرالية وتوجهاتها. من خلال تحليل البيانات وسلوك المستخدمين، تُستخدم الخوارزميات للتحكم في المحتوى الذي يُعرض لهم عبر المنصات الرقمية، مثل شبكات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث... الخ. يتم تصميم هذه الخوارزميات لتغذية الأفراد بمحتوى يتماشى مع قيم التي تدعم الرؤية الرأسمالية وسياساتها. على سبيل المثال، تُعرض الإعلانات والمحتوى الترويجي الذي يُشجع الأفراد على شراء المزيد من المنتجات، حتى عندما لا تكون لديهم حاجة حقيقية لها. كما يتم الترويج لقيم الرأسمالية مثل أزلية الملكية الخاصة والتفاوت الطبقي، والنجاح الفردي، والثروة... إلخ، والاستهلاك كمعيار للحياة الجيدة، في مقابل تسفيه وإخفاء الأفكار اليسارية، بل وحتى حظرها بأشكال مختلفة في حالات ليست بالقليلة. يؤدي ذلك إلى توجيه الوعي الجماعي نحو قبول هذه القيم باعتبارها طبيعية وحتمية، ويتم ذلك بأسلوب تدريجي ناعم وغير محسوس وعلى مدى بعيد، إلى الحد الذي يجعل معظم مستخدمي ومستخدمات تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بمن فيهم أصحاب الفكر اليساري والتقدمي، يعتقدون أنها محايدة. هذه السياسة تُشكل خطرًا كبيرًا على الأجيال القادمة، التي أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من حياتها اليومية. إن هذه الاستراتيجيات الدقيقة تُسهم في تكريس الهيمنة الرأسمالية وتعزيز ولاء الجماهير والخنوع للنظام.
1.2.4 تأثير الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي في إضعاف القدرات البشرية
إلى جانب الدور الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل الوعي الجماهيري وفقًا للمنظومة الرأسمالية، هناك بُعد آخر لم يُدرس ويؤطر في قوانين دولية، في ظل السباق المحموم بين الدول الكبرى والشركات الرأسمالية الاحتكارية للسيطرة على أسواق الذكاء الاصطناعي، وهو التأثير السلبي للاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي في قدرات الإنسان العقلية والإبداعية. أصبح تطوير التكنولوجيا موجهًا الى حد كبير نحو الهيمنة وتحقيق الأرباح والتنافس على التفوق التقني، دون النظر إلى التأثيرات العميقة لهذه التحولات على البشرية. يُروَّج للذكاء الاصطناعي على أنه وسيلة لتسهيل الحياة وزيادة الإنتاجية، لكن الواقع يكشف أن الاعتماد غير المدروس على هذه التقنيات يؤدي إلى تعميق الوعي السطحي وإضعاف المهارات البشرية الأساسية. ومع مرور الوقت، قد يصبح الإنسان، وخاصة الأجيال الجديدة، أقل قدرة على التفكير النقدي، وإجراء العمليات الحسابية، والكتابة، وحتى التواصل البسيط عبر الرسائل، نتيجة الاعتماد المفرط على الأنظمة الذكية التي تنفذ هذه المهام نيابة عنه. إلى جانب هذه التحديات، يزداد القلق من الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي في المجالات الحساسة حيث يمكن أن تؤدي الأخطاء الناجمة عن الأنظمة الذكية إلى عواقب كارثية. يمكن أن يُحوِّل الاستخدام المفرط للذكاء الاصطناعي من أداة لتحسين القدرات البشرية إلى وسيلة تزيد من عجز الإنسان عن أداء مهامه اليومية، مما يؤدي إلى تآكل المهارات الأساسية في أي مجتمع منتج. في السياق الرأسمالي، يُنظر إلى هذه الظاهرة كفرصة لتعزيز تبعية الأفراد للنظام التكنولوجي الاحتكاري، حيث يُدفعون إلى الاعتماد المتزايد على هذه التقنيات بدلًا من تعزيز استقلالهم الفكري وإبداعهم. في هذا الإطار، يبرز الإدمان الرقمي كأحد أخطر الآثار المترتبة على توسع الذكاء الاصطناعي، إذ تشير الدراسات إلى أن تأثيره قد يتجاوز الإدمان على المخدرات. فالخوارزميات الذكية مُصممة خصيصًا لجذب انتباه المستخدمين والمستخدمات وإبقائهم متصلين لأطول فترة ممكنة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تطبيقات الترفيه، أو أنظمة المساعدة الذكية، مما يجعلهم أسرى لهذه الأنظمة وغير قادرين على الاستغناء عنها. قد يؤدي ذلك إلى ضعف التركيز، وتراجع مهارات حل المشكلات، وإضعاف الذاكرة والتواصل البشري المباشر. تستغل الشركات الكبرى هذا الإدمان المتعمد، إذ تستثمر في تصميم تقنيات تُحفّز السلوك الإدماني لضمان بقاء المستخدمين والمستخدمات متصلين باستمرار، مما يعزز أرباحها على حساب الصحة العقلية والنفسية، وخاصة لدى الأجيال الشابة. إن استمرار هذا النهج قد يؤدي إلى نتائج كارثية على مستقبل البشرية، حيث يُصبح الإنسان أقل قدرة على التكيف مع المشكلات المعقدة وأكثر اتكالًا على تقنيات تتحكم بها الشركات الرأسمالية. لا يقتصر هذا التحول على تقليص القدرات الفردية، بل يُسهم أيضًا في تعزيز السيطرة الطبقية للرأسمالية، حيث يُستخدم الذكاء الاصطناعي للتحكم في تفكير البشر، واتخاذ قراراتهم، والعلاقات الاجتماعية والأسرية، وحتى مدى قدرتهم على مقاومة الهيمنة الثقافية والاقتصادية والسياسية. إذا استمرت هذه الاتجاهات دون مقاومة فاعلة، فسنواجه مستقبلًا يصبح فيه الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة بيد الرأسمالية، بل قد يتحول إلى بديل تدريجي للعقل البشري ذاته، مما يعزز الهيمنة الطبقية ويفرض نوعًا جديدًا من العبودية الرقمية، حيث يُصبح الأفراد تابعين بالكامل للنظام الاقتصادي-التكنولوجي المسيطر. 1.2.5 الذكاء الاصطناعي والعالم الثالث
لا تقتصر تأثيرات الذكاء الاصطناعي على الدول المتقدمة، بل تمتد إلى دول العالم الثالث، حيث يُعامل كقاعدة موارد خام وأسواق استهلاكية ضخمة تُوظَّف لخدمة الرأسمالية العالمية. بدلاً من أن تُسهم هذه التقنيات في التنمية المستقلة لهذه البلدان، يتم توجيهها بطرق تُكرّس التبعية الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية، مما يعزز استغلال هذه المجتمعات لصالح الدول والشركات الكبرى المسيطرة على تطوير الذكاء الاصطناعي. تسعى الشركات الاحتكارية إلى استغلال البيانات والموارد البشرية في دول العالم الثالث دون تقديم أي قيمة عادلة لهذه المجتمعات. فبينما يتم الترويج للذكاء الاصطناعي بوصفه أداة للتنمية بشكل معلن، فإنه في الواقع يُستخدم كأداة لنهب البيانات وتحويل سكان هذه الدول إلى مجرد مصادر مجانية للمعلومات. يتم امتصاص البيانات الضخمة من خلال التطبيقات الرقمية، وأنظمة التتبع، ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث يصبح كل تفاعل وكل قرار فردي مادة خام تُعالج لخدمة الشركات الاحتكارية دون أي مردود اجتماعي حقيقي للسكان في هذه البلدان. تُوظَّف المبادرات "الخيرية" و"الإنسانية" التي تقودها شركات التكنولوجيا الكبرى لتعميق السيطرة الرأسمالية على دول العالم الثالث، حيث تعمل هذه الشركات بجد على إيصال الإنترنت إلى كل ركن من العالم، وخصوصًا الدول النامية، حتى قبل توفير الكهرباء والمياه النقية والخدمات الأساسية! لكن الهدف الحقيقي من هذه المشاريع ليس تحسين مستوى المعيشة أو تطوير البنية التحتية، بل الترويج التجاري، وتعزيز السيطرة الأيديولوجية، وتحويل كل فرد إلى مستهلك دائم ومصدر مستمر للأرباح. لا تسد هذه السياسات الفجوة الرقمية، بل تُعيد إنتاج الاستعمار الرقمي، حيث تُصبح هذه الدول معتمدة بالكامل على الشركات الأجنبية في توفير التكنولوجيا والخدمات الرقمية، بدلًا من بناء قدرات محلية تلبي احتياجاتها الفعلية، مما يُكرّس تبعيتها للبرمجيات الاحتكارية والخدمات السحابية الأجنبية. . 1.2.6 اللغة الذكورية في الذكاء الاصطناعي وعدم تبني المساواة الكاملة
رغم الانطباع العام بالحيادية الجندرية للذكاء الاصطناعي، إلا أنه عند التدقيق الجيد نجد أن الانحيازات الجندرية المضمنة في الخوارزميات والأنظمة الذكية تُظهر كيف تُعيد تقنيات معظم تطبيقات الذكاء الاصطناعي إنتاج التمييز الجنسي وعدم المساواة بين الجنسين. فاللغة الذكورية والطابع غير المساواتي لهذه التقنيات يعكسان التحيزات الثقافية والاجتماعية التي تُغذيها الشركات الرأسمالية والحكومات الذكورية التي طوّرتها وبنسب مختلفة حسب درجة تطور حقوق المرأة ومساواتها في كل بلد. الذكاء الاصطناعي ليس بطبيعته أداة ذكورية، لكنه يتغذى على بيانات المجتمع الرأسمالي الذكوري، حيث تعتمد الخوارزميات على بيانات مُجمَّعة تعكس تحيزات الأفكار النمطية التي تكرّس عدم المساواة بين المرأة والرجل، مثل اللغة الذكورية المستخدمة والتصورات التقليدية لأدوارهما في العمل والمجتمع. على سبيل المثال، تميل خوارزميات التوظيف إلى تعزيز التمييز الجندري، حيث تُفضل الرجال في المناصب القيادية والتقنية، بينما تُوجّه النساء نحو الوظائف الخدمية والتربوية، مما يُكرّس القوالب النمطية بدلاً من تحديها أو تفكيكها. إضافةً إلى ذلك، تُبرمج الأنظمة الصوتية مثل المساعدات الذكية بأصوات أنثوية وأدوار خدمية، مما يعزز الصورة النمطية للمرأة على أنها "خاضعة" أو "مساعدة" بدلاً من كونها شريكًا متساويًا. إن ضعف التمثيل النسائي في تصميم وتطوير الذكاء الاصطناعي، وغياب الدور الفعّال للحركات النسوية والتقدمية في هذا المجال، إلى جانب سيادة الطابع الذكوري في فرق التطوير، يُعمِّق هذه المشكلة. فالتكنولوجيا هنا لا تكتفي بعكس التحيزات الجندرية، بل تُعيد إنتاجها وتعزيزها، مما يُعيق تحقيق المساواة ويُعزز الفجوة بين الجنسين بدلاً من تقليصها، كما يُكرّس الأدوار النمطية ويعزز التمييز ضد المرأة. هذه التحيزات ليست مجرد مسألة تقنية، بل تعكس أزمة اجتماعية أعمق تُعيد ترسيخ أنماط التمييز وعدم المساواة في الفضاء الرقمي. 1.2.7 ا الذكاء الاصطناعي كأداة للسيطرة والقمع السياسي وانتهاك حقوق الانسان
1.2.7.1 الرقابة والسيطرة الرقمية لم تعد الرقابة تقتصر على الحذف المباشر للمحتوى، بل باتت تعتمد على خوارزميات تُقيّد انتشار المواد المعارضة للرأسمالية أو الاستبداد السياسي، مما يجعل الوصول إليها أكثر صعوبة. تلجأ المنصات الرقمية إلى تصنيف المحتوى النقدي على أنه "غير ملائم" أو "مضلل"، مما يقلل من انتشاره، بينما يتم الترويج للمحتوى الذي يخدم المصالح الرأسمالية. إضافةً إلى ذلك، تُستخدم الرقابة الرقمية لرصد وتحليل التوجهات الفكرية والسياسية للمستخدمين، مما يتيح للشركات والدول استهدافهم عبر حملات تضليلية أو فرض عقوبات رقمية تحدّ من قدرتهم على التأثير. تُمارس هذه الاستراتيجيات بشكل ممنهج ضد الحركات العمالية، والتنظيمات اليسارية، والمؤسسات الإعلامية المستقلة، التي تواجه تضييقًا متزايدًا يحدّ من انتشار أفكارها في الفضاء العام. كما تُوظَّف الخوارزميات لتقييد وصول المنشورات السياسية اليسارية والتقدمية دون حذفها، مما يجعل القمع الرقمي أكثر تعقيدًا، حيث يبدو التفاعل السلبي وكأنه استجابة طبيعية، مما يمنح أصحابها انطباعًا بأنها غير مرغوبة جماهيريًا. إضافةً إلى ذلك، تُستخدم هذه الخوارزميات لنشر محتوى يشيع روح الإحباط والضعف بين اليساريين واليساريات، مما يرسّخ فكرة استحالة تغيير النظام الرأسمالي.
1.2.7.2 الاعتقال والاغتيال الرقمي يُعد الاعتقال الرقمي مرحلة أكثر خطورة من الرقابة التقليدية، حيث لا يقتصر على تقييد وصول المحتوى، بل يمتد إلى فرض قيود تعسفية على حسابات الأفراد والمجموعات، وتعليقها مؤقتًا، أو حذفها نهائيًا فيما يمكن اعتباره شكلاً من أشكال الاغتيال الرقمي، يتم دون أي شفافية أو معايير واضحة او قوانين تدافع عن حقوق المستخدمين والمستخدمات. غالبًا ما تُستخدم ذرائع مثل "انتهاك المعايير المجتمعية" أو "الترويج للعنف" كحجج لحجب هذه الأصوات، رغم أن المحتوى الذي ينشره النشطاء يكون في الكثير من الأحيان توثيقًا لجرائم الرأسمالية أو انتهاكات حقوق الإنسان.
1.2.7.3 المراقبة الذاتية الطوعية يتزامن القمع الرقمي وتقييد وصول المنشورات مع ظاهرة "المراقبة الذاتية الطوعية"، حيث يبدأ الأفراد بفرض رقابة على أنفسهم، أو تعديل خطابهم السياسي، أو حتى تغيير محتواه، والتحول إلى قضايا نظرية عامة، والابتعاد عن المواجهة المباشرة مع الرأسمالية والأنظمة الاستبدادية، خوفًا من تقييد وصول منشوراتهم، أو التعرض للحظر، أو إغلاق حساباتهم من قبل خوارزميات الذكاء الاصطناعي في المنصات الرقمية. يؤدي هذا الخوف إلى تقويض حرية التعبير حتى قبل فرض القيود الفعلية، مما يُعزز الهيمنة الفكرية للرأسمالية، ويُقلّص مساحة المقاومة الرقمية، ويحوّل الإنترنت إلى فضاء مضبوط ومؤطر ذاتيا وفقًا لمصالح القوى المسيطرة. 1.2.8 تآكل الديمقراطية باستخدام الذكاء الاصطناعي بعد السيطرة على العقول والوعي البشري من خلال الرقمنة، لم يعد الأمر مجرد وسيلة لتعظيم الأرباح الرأسمالية، بل تحول ايضا إلى أداة رئيسية لإضعاف وحتى تقويض الديمقراطية البرجوازية النسبية بدلًا من تعزيزها أو تطويرها، رغم محدودية مصداقيتها في العديد من البلدان، حيث تخضع هذه الديمقراطية لتأثير المال السياسي، والقوانين الانتخابية المجحفة المصاغة لخدمة مصالح معينة، إلى جانب عوامل أخرى. فبدلًا من دعم المشاركة الشعبية الواعية في الحياة السياسية، يجري تسخير الرقمنة والذكاء الاصطناعي لإعادة تشكيل والتلاعب بالرأي العام بما يتوافق مع مصالح الطبقة الحاكمة، عبر التأثير في الانتخابات، وتضييق مساحة النقاش الحر، وتوجيه الخطاب السياسي والإعلامي لخدمة القوى الرأسمالية المسيطرة. إن السيطرة الطبقية على الذكاء الاصطناعي تعني أن هذه التكنولوجيا، التي يُفترض أن تكون أداة لتعزيز الشفافية والديمقراطية، تُستخدم فعليًا لإنتاج وترويج السرديات التي تحافظ على النظام القائم. يتم استغلال تحليل البيانات الضخمة والخوارزميات الذكية لتوجيه المعلومات السياسية بما يخدم المؤسسات الرأسمالية، والأنظمة اليمينية والفاشية الجديدة، والقوى الاستبدادية، مما يضعف قدرة الجماهير على اتخاذ قرارات سياسية مبنية على وعي نقدي حقيقي. في ظل النظام الرأسمالي، لا يُستخدم الذكاء الاصطناعي لتمكين الجماهير أو تعزيز القرارات الواعية، بل كأداة لتشويه الحقيقة، وإعادة إنتاج الخطاب الدعائي، ونشر التضليل الإعلامي الذي يُضعف جوهر الديمقراطية القائم على حرية الوصول إلى المعلومات والتعددية الفكرية والسياسية. يتم ذلك عبر استهداف فئات محددة بمحتوى موجه استنادًا إلى تحليل سلوكهم الرقمي، مما يؤدي إلى خلق رأي عام مصطنع يُكرّس الهيمنة الطبقية ويُعمّق الاستقطاب السياسي والاجتماعي. لا يقتصر الأمر على تضليل الناخبين والناخبات، بل يمتد إلى إعادة تشكيل بيئة النقاش السياسي، بحيث تُفرَّغ من مضامينها الحقيقية وتُشبَع بدعاية تخدم الرأسمالية العالمية. يتجاوز تأثير الذكاء الاصطناعي مجرد التلاعب بالمعلومات، ليصبح أداة مركزية في إعادة إنتاج السلطة السياسية الرأسمالية. فمن خلال توظيف الخوارزميات في إدارة الحملات الانتخابية، وتصميم الخطاب السياسي وفقًا لمصالح رأس المال، والتأثير على خيارات الناخبين والناخبات عبر تقنيات الاستهداف الدقيق، يتم تحييد الأصوات المعارضة وإضعاف البدائل اليسارية - الديمقراطية الحقيقية. في هذه البيئة، لم تعد الانتخابات تعكس الإرادة الشعبية، بل تحوّلت إلى ساحة صراع بين الدول الكبرى والقوى الاحتكارية والطغم المالية، التي تستخدم الإنترنت والذكاء الاصطناعي كأداة للهيمنة السياسية والفكرية. يؤدي ذلك إلى تشويه التعددية السياسية وإفساد الآليات الديمقراطية القائمة، حيث يتم إما إضعاف الأصوات التقدمية أو دفع الجماهير نحو بدائل زائفة تُعيد إنتاج النظام الرأسمالي نفسه، وفي أقصى الحالات إحداث تغيير سطحي فقط. 1.2.9 استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب وتطوير الأسلحة الفتاكة
تُظهر التقنيات الحديثة للذكاء الاصطناعي كيف يتم توجيه هذه التكنولوجيا لتعزيز الهيمنة العسكرية بدلاً من استخدامها لتحقيق السلام والتنمية. أصبح الذكاء الاصطناعي اليوم جزءًا أساسيًا من سباق التسلح العالمي، حيث يتم تسخيره لتطوير أسلحة ذكية وتقنيات قادرة على تنفيذ عمليات عسكرية دون تدخل بشري مباشر، مما يزيد من خطر نشوب صراعات أكثر تدميرًا ولا إنسانية، إذ تُقلَّص الحاجة إلى القرار البشري في استخدام القوة القاتلة. على سبيل المثال، يتم تطوير أسلحة ذاتية التشغيل يمكنها اتخاذ قرارات مميتة بناءً على تحليل البيانات الميدانية، مما يجعل القتل عملية تقنية مجردة من أي اعتبارات أخلاقية أو إنسانية. لا تقتصر هذه التقنيات على ساحات المعارك التقليدية، بل تمتد إلى الحروب الإلكترونية، حيث تُستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي لاستهداف البنية التحتية للدول، مثل الأنظمة المالية، وشبكات الطاقة والمياه، والمرافق الحيوية، مما يزيد من حجم الدمار، ويُعمِّق الأزمات العالمية، ويُفاقم معاناة الشعوب. جميع الحروب، بغض النظر عن أدواتها، قذرة ولا إنسانية، إذ تؤدي إلى تدمير المجتمعات وإبادة الأبرياء لمصلحة القوى المهيمنة. في هذا السياق، تستغل الشركات الكبرى، بالتعاون مع الحكومات الرأسمالية والأنظمة الاستبدادية، إمكانيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز التفوق العسكري وتحقيق أرباح طائلة من خلال صفقات بيع الأسلحة الذكية. وبدلاً من توجيه هذه التكنولوجيا نحو تحسين حياة البشر، يتم استخدامها لتطوير أدوات دمار تُفاقم زعزعة الاستقرار العالمي. إن توظيف الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري لا يجعله أكثر "دقة" أو "أقل ضررًا"، بل يُعزز الطابع غير الإنساني للحروب، حيث تتحول قرارات الحياة والموت إلى خوارزميات تُنفَّذ دون أي بُعد أخلاقي.
***************************** 1.3 البديل الاشتراكي للذكاء الاصطناعي
***************************** التطورات الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي فتحت آفاقًا هائلة لتطبيقاته في مختلف المجالات، لكنها أثارت أيضًا مخاوف بشأن كيفية توجيه هذه التكنولوجيا. ومع ذلك، من منظور اشتراكي، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون أداة ثورية تُسهم في إعادة هيكلة المجتمع لتحقيق مزيد من العدالة والمساواة. تهدف هذه الرؤية إلى تحرير الذكاء الاصطناعي من قيود السوق الرأسمالية وتوجيهه لخدمة الإنسانية جمعاء، من خلال تحويله إلى وسيلة لتحسين جودة الحياة، وتحرير البشر من أعباء العمل الروتيني، وتعزيز الإبداع البشري. في الفقرات التالية، نستعرض كيف يمكن للرؤية الاشتراكية لليسار الإلكتروني إعادة تعريف الذكاء الاصطناعي ليصبح قوة محرِّرة تخدم القيم الإنسانية والتقدمية. 1.3.1 تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي اشتراكية أو محايدة ومفتوحة المصدر
الآن، كحلٍّ ممكن، يُعدّ تطوير أنظمة محايدة، ديمقراطية، ومفتوحة المصدر أحد الأساليب الأساسية لمواجهة هيمنة الدول والشركات الكبرى على الذكاء الاصطناعي. يجب أن تُدار هذه الأنظمة بشفافية واستقلالية، وبعيدًا قدر الإمكان عن مصالح رأس المال الاحتكاري، لضمان استخدامها في خدمة الجماهير. يتطلب تحقيق ذلك جهدًا وتنسيقًا جماعيًا من التنظيمات اليسارية والتقدمية والحقوقية حول العالم، من أجل الضغط والعمل لضمان أن تصبح التكنولوجيا أداة لتعزيز الديمقراطية، الحريات، والمساواة إلى أقصى حدٍّ ممكن في ظل التوازنات الطبقية الحالية. توفر الأنظمة مفتوحة المصدر فرصة للجماهير والتنظيمات التقدمية للمشاركة في تطوير التكنولوجيا بطرق تعكس قيمها، حيث يُتاح لأي فرد أو مجموعة الوصول إلى الأكواد البرمجية، والاطلاع على آلية عملها، وتعديلها وتطويرها بحرية. يمكن لهذا النهج أن يُعزز الملكية والابتكار الجماعي، ويدعم الشفافية، ويفكك جزئيًا سيطرة الدول والشركات الاحتكارية. كما يسهم انفتاح هذه الأنظمة على المراجعة العلنية في تقليل مخاطر التلاعب والتوجيه الأيديولوجي الخفي، مما يجعلها أكثر موثوقية واستقلالية عن المصالح الرأسمالية الضيقة، ويشكل ضمانة لحماية البيانات واحترام الخصوصية. فمن خلال إمكانية مراجعة الأكواد البرمجية، يمكن الحد من التلاعب الخفي أو تضمين تحيزات تخدم مصالح الطبقات المسيطرة. إن تعزيز الشفافية والثقة في الذكاء الاصطناعي يُعد خطوة أساسية نحو تحويل التكنولوجيا إلى أداة تحررية. والحل المطلوب، الذي يجب أن نناضل من أجله على المدى البعيد، يكمن في أن تعمل التنظيمات اليسارية والتقدمية والحقوقية، وبتنسيق عالمي، على تطوير وطرح بدائل اشتراكية وتطبيقات تقدمية وشفافة للذكاء الاصطناعي، تضمن أن تكون التكنولوجيا ملكية جماعية، خاضعة لإشراف وتوجيه جماهيري كامل، وموجهة نحو احترام حقوق الإنسان، المساواة، والقيم الديمقراطية، واحترام التعددية الفكرية. فبدلاً من أن يظل الذكاء الاصطناعي حكرًا على الدول الغنية والشركات الاحتكارية الكبرى، يجب أن يتحول إلى أداة جماهيرية تقدمية تُساهم في حل المشكلات العالمية والمحلية، مثل مكافحة الفقر والاستغلال، تحقيق المساواة والعدالة وتعزيز الديمقراطية، مواجهة التغير المناخي، وتطوير أنظمة تعليمية وصحية أكثر شمولًا وعدالة، بالإضافة إلى معالجة القضايا الاخرى المهمة التي تواجه البشرية جمعاء. بهذا الشكل، يتحول الذكاء الاصطناعي إلى مشروع تحرري عالمي، يُعيد تعريف العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا وفق قيم الاشتراكية، الديمقراطية، العدالة، والشفافية، مما يفتح المجال أمام نموذج جديد يضع التكنولوجيا في خدمة الإنسان. إلى أن يتحقق نموذج اشتراكي تقدمي للذكاء الاصطناعي، ينبغي إخضاع التكنولوجيا الحالية لإشراف قانوني وحقوقي دولي مستقل، لضمان الشفافية والاستقلالية في استخدامها بطريقة عادلة. يمكن لهذا الإشراف أن يحدّ من التلاعب الرأسمالي بالتكنولوجيا، ويضمن توجيهها لخدمة المصلحة العامة ضمن ضوابط ملائمة.
1.3.2 الذكاء الاصطناعي كأداة لتحقيق العدالة الاجتماعية يمكن للذكاء الاصطناعي، إذا تم توجيهه بشكل اشتراكي تقدمي، أن يكون أداة مساعدة قوية لتحقيق العدالة الاجتماعية، من خلال تحليل المشكلات الاجتماعية المعقدة، وتقديم حلول فعالة للحد من التفاوتات الاقتصادية والظلم الطبقي. لكن تحقيق هذا الهدف لا يتم تلقائيًا، بل يتطلب توجيه قدراته نحو معالجة جذور الفقر، البطالة، نقص الخدمات الأساسية، والتمييز الاجتماعي، بحيث يُستخدم في خدمة الجماهير بدلاً من تكريس الفجوات الطبقية القائمة. يمكن للذكاء الاصطناعي ايضا أن يسهم في رصد هذه التفاوتات عبر أنظمة تحليل بيانات متقدمة، مما يتيح تحديد الفئات الأكثر حرمانًا، وتوجيه سياسات عادلة لمعالجة الاختلالات الهيكلية في توزيع الثروة والخدمات. في هذا السياق، يمكن للحكومات التقدمية والمؤسسات ذات التوجه اليساري توظيف هذه التقنيات في رسم سياسات اقتصادية واجتماعية أكثر عدلًا ومنهجية، باستخدام نماذج بيانات دقيقة تحدد الاحتياجات الفعلية للفئات المهمشة، مما يعزز تكافؤ الفرص، وتستعد في الحدّ من التفاوت الطبقي، ويسهم في تحقيق أقصى درجة ممكنة من العدالة الاجتماعية.
1.3.3 تحرير العمل وتعزيز المساواة في سوق العمل
يركز البديل الاشتراكي للذكاء الاصطناعي على جعله أداة لتحرير البشر من الأعباء الروتينية والمرهقة، مع ضمان توفير فرص عمل كريمة ومستقرة. بدلاً من أن يكون وسيلة لاستبدال شغيلات وشغيلة اليد والفكر وتعظيم الأرباح الرأسمالية، يمكن للاستخدام العادل للأتمتة أن يقلل ساعات العمل الإجمالية، مما يمنح الأفراد مزيدًا من الوقت للتطوير الذاتي، والمشاركة المجتمعية، والتمتع بالحياة، بدلًا من إبقائهم في دائرة الاستغلال الرأسمالي المكثف. في هذا النموذج، يتحول سوق العمل إلى مساحة أكثر عدالة، حيث يتم القضاء على التمييز الجندري والعرقي والديني والعمري من خلال أنظمة تقييم تعتمد على الكفاءة والمهارات، بعيدًا عن التحيزات الاجتماعية أو الأيديولوجية التي تُعيد إنتاج الهياكل الطبقية القائمة، ويصبح وسيلة لضمان فرص متساوية للجميع، مع توفير بيئة عمل تُعزز رفاه شغيلات وشغيلة اليد والفكر. إضافةً إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون أداة قوية لدعم التنظيم العمالي والنضال النقابي، من خلال تطوير تطبيقات تُساعد شغيلات وشغيلة اليد والفكر على بناء نقابات رقمية وشبكات تضامن، وتعزيز قدرتهم على التفاوض مع أرباب العمل، والمطالبة بحقوقهم، وتحسين ظروف العمل. إن تسخير الذكاء الاصطناعي في هذا الاتجاه لا يعني فقط تحقيق المساواة في سوق العمل، بل أيضًا إعادة تعريف العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا، بحيث تصبح التكنولوجيا قوة محررة تُخدم بها المجتمعات وتعزز تطورها. 1.3.4 الذكاء الاصطناعي كأداة اشتراكية للتحرر العلمي وتعزيز الإبداع
الذكاء الاصطناعي، بدلاً من أن يكون أداة تُضعف القدرات البشرية وتُنتج أجيالًا تعتمد الى حد كبير على التكنولوجيا، يمكن أن يُعاد توجيهه ليُصبح أداة للتحرر العلمي وتعزيز الإبداع. ويجب ألا يُستخدم الذكاء الاصطناعي ليحل محل الإنسان بالكامل في التفكير، بل ليُساعده على توسيع قدراته، وتمكينه من الوصول إلى أدوات معرفية متقدمة، وتحرير وقته من المهام الروتينية، مما يمنحه الفرصة للتركيز على الابتكار والعمل الإبداعي. بدلاً من أن يُكرّس الذكاء الاصطناعي التبعية والاعتماد الكلي عليه بما فيه الادمان عليه، يمكن تصميمه ليكون مساعدًا للإنسان وليس بديلاً له. يمكن تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي تقدمية مفتوحة المصدر تُحفّز التفكير النقدي، من خلال تشجيع المستخدمين والمستخدمات على استكشاف المعرفة بأنفسهم، بدلاً من تلقي إجابات جاهزة دون تحليل. يمكن أن تعمل هذه الأنظمة على تقديم اقتراحات بحثية، وتحليل البيانات لدعم التفكير الاستنتاجي، وتحفيز المستخدمين والمستخدمات على بناء أفكار جديدة بدلاً من الاكتفاء بالاستهلاك السلبي للمعلومات. يقوم البديل الاشتراكي على توظيف الذكاء الاصطناعي كوسيلة لتعزيز البحث العلمي التعاوني، وإتاحة موارد تحليل البيانات الضخمة مجانًا للعلماء والباحثين المستقلين، بما يسرّع وتيرة الابتكار العلمي في مجالات مثل الطب، وعلاج الأمراض المزمنة والمستعصية، وعلم الاجتماع، والطاقة المتجددة، وحماية البيئة وغيرها. يمكن إنشاء مشاريع ذكاء اصطناعي تعاونية تعتمد على مشاركة العمال، والنساء، والمهندسين، والباحثين، والناشطين الاجتماعيين، بحيث تُخدم التكنولوجيا المصالح العامة للجماهير. ولا بد أن نعمل على توفير تقنيات الذكاء الاصطناعي كخدمة عامة مجانية بالكامل، تُتيح للأفراد والفنانين والعلماء وغيرهم الوصول إلى أدوات تحليل البيانات، والتصميم الرقمي، والبرمجة،...... الخ وامكانيات تطوير الابداع بمختلف اشكالها دون الحاجة إلى دفع تكاليف باهظة و الاعتماد على شركات التكنولوجيا الاحتكارية. 1.3.5 الرقابة المجتمعية على الذكاء الاصطناعي
يعمل البديل الاشتراكي على إخضاع التكنولوجيا، ولا سيما الذكاء الاصطناعي، لرقابة مجتمعية شفافة وديمقراطية، لضمان استخدامها بشكل عادل ومنصف. فالذكاء الاصطناعي، إذا تُرك دون ضوابط مجتمعية، يتحول إلى أداة لتعزيز الهيمنة الرأسمالية. لذا، فإن تحقيق رقابة فعالة يتطلب إعادة توزيع السلطة بحيث تكون التكنولوجيا في خدمة المجتمع بأسره. يمكن تحقيق ذلك من خلال تطوير مؤسسات ومنصات تشاركية تتيح للمجتمع الاطلاع على كيفية تصميم وتطبيق الخوارزميات، مما يعزز الشفافية والثقة العامة في هذه التقنيات. كما ينبغي إنشاء هيئات رقابية شعبية منتخبة على المستويين المحلي والعالمي، تضم تمثيلًا واسعًا لضمان عدالة وحيادية أنظمة الذكاء الاصطناعي. علاوةً على ذلك، يجب أن تكون لهذه الهيئات صلاحيات فعلية لمراجعة الخوارزميات ورصد أي انحيازات مدمجة، كما ينبغي أن تمتلك القدرة على التدخل وفرض معايير ملزمة تضمن عدم استغلال الذكاء الاصطناعي في تعزيز التمييز وعدم المساواة. فبدون هذه الرقابة الشعبية، يتحول الذكاء الاصطناعي من أداة تقدمية إلى آلية لإعادة إنتاج البنى السلطوية القائمة كما هو الحال الان.
1.3.6 إعادة هيكلة الإنتاج والتوزيع باستخدام الذكاء الاصطناعي
إعادة تنظيم الإنتاج والتوزيع هي أحد الأعمدة الأساسية للرؤية الاشتراكية للذكاء الاصطناعي، حيث يمكن لهذه التكنولوجيا أن تُستخدم في بناء أنظمة تخطيط مركزي قائمة على البيانات الدقيقة وبتوجه اشتراكي، مما يسمح بتوجيه الموارد بكفاءة لتلبية احتياجات المجتمع الفعلية. تعتمد هذه الأنظمة على تحليل دقيق للطلب والاستهلاك، مما يُمكن من إنتاج السلع والخدمات الضرورية للمجتمع. يمكن لنظام اشتراكي مدعوم بالذكاء الاصطناعي أن يضمن إنتاج ما يحتاجه المجتمع فعليًا، من خلال تخطيط اقتصادي يوازن بين الإنتاج والاستهلاك، ويُعيد توزيع الموارد بطريقة عادلة وشاملة. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دورًا حاسمًا في إعادة هيكلة سلاسل التوريد، من خلال تقليل الفاقد، وتوجيه الإنتاج نحو المناطق الأكثر احتياجًا، وتعزيز الاستدامة البيئية عبر تقليل استهلاك الطاقة والمواد الخام. من خلال استخدام أنظمة لوجستية ذكية، يمكن تحقيق توزيع أكثر كفاءة للسلع والخدمات، بما يضمن وصولها إلى الجميع دون احتكار أو تلاعب بالسوق. كما يمكن أن تُستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لضمان شفافية عملية الإنتاج والتوزيع، بحيث يتم مراقبة كيفية تخصيص الموارد. علاوةً على ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُحدث ثورة في الإنتاج التعاوني، حيث يُمكّن التعاونيات والمشاريع المجتمعية من استخدام تقنيات ذكية لتحسين كفاءة عملياتها، وتقليل التكاليف، وتحقيق توزيع عادل للموارد بين الأعضاء. في هذا السياق، تُستخدم التكنولوجيا كأداة لبناء اقتصاد تضامني يُمكّن المجتمعات من تحقيق استقلالها الاقتصادي والسياسي. إن إعادة هيكلة الإنتاج والتوزيع باستخدام الذكاء الاصطناعي في إطار اقتصاد اشتراكي تقدمي ليست مجرد مسألة تقنية، بل مشروع تحرري يسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والقضاء على التفاوتات الطبقية. 1.3.7 الذكاء الاصطناعي لتحقيق العدالة الجندرية
يجب على القوى اليسارية والنسوية والحقوقية أن تناضل من أجل تصميم وتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي تراعي العدالة الجندرية وتسهم في تحقيق المساواة الكاملة. لتحقيق ذلك، لا بد من ضمان تمثيل مناسب للنساء في فرق تطوير التكنولوجيا، حيث يسهم هذا التمثيل في تقليل التحيزات الجندرية المدمجة في الخوارزميات. كما يتطلب الأمر الضغط من أجل سياسات تُلزم الشركات والحكومات بتبني تنوع جندري في جميع مراحل تصميم وتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي، وإزالة الطابع الذكوري الطاغي عليها. إضافةً إلى ذلك، يجب تدريب الخوارزميات باستخدام بيانات شاملة ومتنوعة تعكس تجارب وأدوار النساء بشكل كامل وغير نمطي، مما يساعد في كسر القوالب الجندرية التقليدية التي تكرسها البُنى الذكورية. يمكن توظيف الذكاء الاصطناعي لدعم قضايا المرأة والمساواة الجندرية ومعالجة التحديات التي تواجهها، من خلال تطوير أنظمة تحليل للتمييز الجندري في بيئات العمل، أو لدعم السياسات التي تعزز حقوق المرأة في مجالات التعليم والصحة والمساواة الاقتصادية والسياسية. على التنظيمات اليسارية والنسوية والحقوقية العمل على تبني خطاب يعيد صياغة دور التكنولوجيا كأداة تحررية تعزز المساواة الجندرية، بدلاً من استخدامها في إعادة إنتاج التمييز. يشمل ذلك تحدي الصور النمطية المرتبطة بالأنظمة الصوتية والخدمية، وتطوير مساعدات ذكية تعكس القيم التقدمية مثل العدالة، المساواة، والاعتراف الكامل بدور المرأة كشريك في بناء المجتمع. إلى جانب ذلك، يجب العمل على إزالة اللغة الذكورية من أنظمة الذكاء الاصطناعي، وتطوير لغة محايدة جندريًا تسهم في تقويض التمييز الجنسي. يمكن تحقيق ذلك من خلال تصميم خوارزميات تعتمد على بيانات لغوية شاملة ومتنوعة، بحيث لا تعكس القوالب النمطية التقليدية المرتبطة بالرجال والنساء. كما يمكن تطوير أدوات ذكاء اصطناعي تساعد على مراجعة النصوص وتحليل الخطاب، لإزالة أي تمييز لغوي أو جندري، مما يعيد صياغة اللغة المستخدمة في الأنظمة الذكية لتصبح أكثر شمولية وعدلًا، وتعزز الاحترام والمساواة في التعبير والتواصل. سيسهم ذلك في بناء رؤية بديلة تعيد تعريف العلاقة بين الذكاء الاصطناعي وقضايا العدالة الجندرية، حيث تصبح التكنولوجيا أداة مساهمة في التمكين والتحرر، تحقق المساواة الكاملة للمرأة. 1.3.8 الذكاء الاصطناعي كأداة لتحرير حقوق الإنسان
الذكاء الاصطناعي يجب أن يُعاد توجيهه ليكون أداة لتحرير حقوق الإنسان، وليس لتقييدها أو انتهاكها. لتحقيق ذلك، يجب اعتماد مبادرات يسارية تقدمية تضمن الشفافية، الرقابة، واستخدام الذكاء الاصطناعي بطرق تعزز العدالة والمساواة، بدلاً من أن يكون أداة بيد الأنظمة الاستبدادية والشركات الكبرى لمراقبة الأفراد وقمع الحريات. ينبغي إنشاء أطر قانونية دولية ومحلية صارمة تُجرّم استخدام الذكاء الاصطناعي في انتهاك حقوق الإنسان، سواء من خلال المراقبة، أو استهداف المعارضين والنشطاء، أو فرض الرقابة الرقمية التي تؤدي إلى الاعتقال الرقمي وتقييد حرية التعبير. يجب أن تضمن هذه القوانين أن تكون جميع تقنيات الذكاء الاصطناعي خاضعة للمراجعة العامة، وأن يتم تطويرها وفقًا لقواعد تُراعي العدالة وحقوق الانسان الأساسية التي كفلتها مواثيق حقوق الإنسان الدولية. لضمان ذلك كما أشرنا من قبل، لا بد من دعم وتطوير أنظمة ذكاء اصطناعي وبرامج مفتوحة المصدر تُدار من قبل هيئات مستقلة تضم ممثلين عن المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية، بحيث تكون خاضعة لرقابة ديمقراطية تمنع إساءة استخدامها من قبل الحكومات والشركات الاحتكارية والأنظمة الاستبدادية. يمكن لهذه الأنظمة أن تُستخدم لتعزيز حقوق الإنسان عبر الكشف عن الانتهاكات، مراقبة أداء الحكومات، وتحليل البيانات لكشف الممارسات القمعية. تعزيز دور التنظيمات الحركات التقدمية والحقوقية في مراقبة استخدام الذكاء الاصطناعي أمر بالغ الأهمية، إذ يمكن بناء تحالفات دولية تضغط لإيقاف استغلال هذه التكنولوجيا في تكريس الهيمنة والقمع الرقمي. كما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون أداة فعالة لمكافحة الرقابة الرقمية من خلال تطوير تقنيات تشفير البيانات وتأمين الاتصالات لحماية النشطاء والمعارضين، إضافةً إلى رصد أنشطة الحكومات الدكتاتورية وكشف خروقاتها لحقوق الإنسان. في هذا الإطار، يجب فرض قوانين تُلزم الشركات التكنولوجية بتوفير شفافية كاملة حول كيفية تطوير واستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وضمان عدم توظيفها لخدمة القمع السياسي. كما ينبغي تعزيز الوعي المجتمعي بخطورة الرقابة الرقمية وسبل مواجهتها عبر تشريع قوانين تمنع انتهاك الخصوصية، وتوفير أدوات تقنية تساعد الأفراد على حماية بياناتهم وضمان حرية التعبير في الفضاء الرقمي. . 1.3.9 الذكاء الاصطناعي لخدمة السلام ونزع السلاح
لا بد من السعي لإعادة توجيه الذكاء الاصطناعي ليكون وسيلة لتعزيز السلام العالمي بدلاً من استخدامه كأداة للحروب والدمار. لتحقيق ذلك، يجب تبني سياسات دولية تُحرّم تطوير واستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي في الأسلحة الفتاكة، خاصة تلك التي تعمل بشكل ذاتي دون تدخل بشري مباشر. يمكن للحركات اليسارية والتقدمية أن تقود مبادرات عالمية للضغط على الحكومات والمؤسسات الدولية من أجل وضع تشريعات واضحة وصارمة تمنع تطوير الذكاء الاصطناعي لأغراض عسكرية. يمكن لهذه التكنولوجيا أن تُستخدم لتحليل النزاعات القائمة، ودراسة الأسباب الجذرية للحروب، واقتراح حلول مستدامة تعالج تلك الأسباب. علاوة على ذلك، يمكن تعزيز التعاون الدولي من خلال منصات ذكاء اصطناعي تُركز على بناء جسور التواصل بين الشعوب وتعزيز الدبلوماسية والحلول السلمية. الحركات والتنظيمات اليسارية والمنظمات المدافعة عن السلام والمناهضة للحروب يمكنها أيضًا المساهمة في تعزيز الوعي المجتمعي حول مخاطر عسكرة الذكاء الاصطناعي، من خلال التعليم والإعلام والنشاطات الميدانية، مما يجعل الجماهير طرفًا فاعلًا في الضغط على الحكومات والمؤسسات لإنهاء هذا الاستخدام غير الإنساني والإجرامي للتكنولوجيا. 1.3.10 الذكاء الاصطناعي لدعم الديمقراطية والمشاركة الشعبية
من الضروري تحويل الذكاء الاصطناعي من أداة تُساهم في تآكل الديمقراطية النسبية إلى وسيلة لتعزيزها وتطويرها. يجب أن تكون التكنولوجيا عاملًا مساعدًا في تمكين الجماهير، وتعزيز المشاركة السياسية على أسس المساواة، وضمان الشفافية والنزاهة في العملية الديمقراطية. يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتطوير منصات حوار وتصويت إلكترونية آمنة وشفافة تُتيح للمواطنين التعبير عن آرائهم والمشاركة في صنع القرار على مختلف المستويات بشكل مباشر، مما يُعزز الديمقراطية التشاركية ويعيد القوة والسلطة إلى أيدي الجماهير. كما يمكن تطوير أدوات ذكاء اصطناعي تكشف الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة بشكل تلقائي، مما يحمي الجمهور من حملات التضليل التي تهدف إلى تقويض قدرتهم على اتخاذ قرارات مبنية على الحقائق. يجب أن تكون هذه الأدوات متاحة للجميع ضمن مشروع عام يهدف إلى تعزيز الشفافية الإعلامية، بدلاً من أن تكون محصورة بيد الشركات الاحتكارية أو الحكومات التي قد تستغلها لأغراض قمعية. لابد من النضال من أجل تشريع قوانين دولية ومحلية شفافة تمنع استخدام الذكاء الاصطناعي في التلاعب بالرأي العام، وتضمن أن تكون المعلومات المقدمة للجمهور متوازنة وغير منحازة.
***************************** 1.4 اليسار وتطبيقات الذكاء الاصطناعي: استخدام حذر ومدروس الآن *****************************
بعد استعراض الرؤية الرأسمالية للذكاء الاصطناعي والبديل الاشتراكي الذي يطرحه اليسار الإلكتروني، يبرز سؤال حاسم: هل يمكن لقوى اليسار استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحالية في ظل غياب أنظمة محايدة ومفتوحة المصدر تُدار وتُطور بشكل ديمقراطي، تقدمي، ومستقل وشفاف؟ الإجابة ليست مباشرة بـ"نعم" أو "لا"، بل تتطلب تعاملًا حذرًا ووعيًا نقديًا. كما تمت الإشارة إليه، فإن الذكاء الاصطناعي، بصيغته الحالية، هو نتاج بيئة رأسمالية تركز على الربح والهيمنة، وتستند فكريًا إلى النيوليبرالية، مما يجعله أداة غير محايدة بطبيعتها. وبالتالي، فإن استخدامه ينطوي على مخاطر واضحة إذا لم يتم فهم أبعاده السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية والفكرية بشكل دقيق. بالنسبة لقوى اليسار، لا يكفي قبول هذه التكنولوجيا كما هي، بل يجب النظر إليها بعين نقدية، تفكيكها، وتحليلها بعناية، بهدف توظيفها لخدمة أهداف التحرر الاجتماعي، العدالة، والمساواة قدر الإمكان. لا يعني ذلك رفض الذكاء الاصطناعي بشكل كامل، بل استخدامه كأداة تُخدم المشروع الاشتراكي بشكل استراتيجي، مدروس، وحذر قدر الإمكان. فيما يلي، نستعرض كيف يمكن توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحالية لتحقيق هذا الاهداف: 1.4.1 تحليل البيانات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وتحسين استراتيجيات الحشد الجماهيري والتنبؤ باتجاهات الرأي العام
يُعد تحليل البيانات السياسية والاجتماعية والاقتصادية من أهم الأدوات التي يمكن للذكاء الاصطناعي تقديمها للحركات والتنظيمات اليسارية، حيث يتيح فهماً عميقاً لاتجاهات الجماهير واحتياجاتهم الفعلية. في عالم مشبع بالمعلومات، تواجه التنظيمات اليسارية صعوبة في التمييز بين البيانات ذات الأهمية الفعلية والمعلومات السطحية أو الموجهة. باستخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن تحليل كميات هائلة من النصوص والصور والتسجيلات الصوتية من مصادر متنوعة مثل وسائل التواصل الاجتماعي، المقالات الصحفية، المدونات، والتقارير الحكومات والمنظمات المتخصصة. يساعد هذا التحليل التنظيمات اليسارية في تحديد القضايا الأكثر إلحاحًا للجمهور، مثل التفاوت الطبقي، الفقر، تكاليف المعيشة، البطالة، أو التغير المناخي. على سبيل المثال، يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل النقاشات العامة على وسائل التواصل الاجتماعي، واستخراج الكلمات الأكثر تداولًا، ورصد المشاعر السائدة تجاه قضايا معينة. تتيح هذه المعلومات تطوير سياسات وبرامج تعكس اهتمامات الجماهير الكادحة، وتستجيب لأولوياتهم بشكل مباشر. علاوة على ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي تحديد الفئات العمرية أو الاجتماعية الأكثر تفاعلًا مع قضايا محددة، مما يسهل تخصيص النشاطات والحملات السياسية وجعلها أكثر فاعلية. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يلعب دورًا محوريًا في تحليل البيانات وتحسين استراتيجيات الحشد الجماهيري، مما يعزز قدرة التنظيمات اليسارية على التخطيط الفعّال واتخاذ قرارات مبنية على التحليل العلمي بدلاً من الارتجال. فمن خلال تقنيات التحليل التنبؤي والنماذج الرياضية، يمكن تحديد أفضل الأماكن والتوقيتات لإطلاق النشاطات الميدانية، مثل الاحتجاجات، الإضرابات، العصيان المدني، أو الحملات التوعوية. كما يمكنه تحليل البيانات الديموغرافية والسلوكية لتحديد المناطق الأكثر دعمًا لقضايا مثل حقوق شغيلات وشغيلة اليد والفكر، العدالة الاجتماعية، والسياسات الاشتراكية، مما يمكّن التنظيمات اليسارية من استثمار مواردها بذكاء وتعزيز فرص نجاحها عبر تخطيط دقيق. إضافةً إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون أداة حاسمة في التنبؤ باتجاهات الرأي العام، مما يمنح التنظيمات اليسارية ميزة فعّالة في صياغة استراتيجياتها. فمن خلال دراسة البيانات التاريخية والسلوكيات السابقة، يمكن توقع كيفية تطور مواقف الجماهير تجاه قضايا معينة، مما يساعد في التخطيط التكتيكي والاستراتيجي، سواء عبر إطلاق نشاطات وحملات في اللحظة المناسبة. علاوة على ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون أداة قوية لتقييم مدى فاعلية البرامج والسياسات اليسارية على أرض الواقع، عبر تحليل بيانات المجتمع وردود فعل الجماهير على البرامج المختلفة من خلال التغذية العكسية. يساعد هذا في تطوير سياسات أكثر واقعية واستجابة لاحتياجات الجماهير، بحيث تراعي ما هو ممكن الآن وليس فقط ما هو مطلوب، مع القدرة على التكيف مع التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. كما يتيح تحليل البيانات فهم مستوى تطور كل مجتمع وظروفه المادية والتاريخية، مما يعزز من مرونة التنظيمات اليسارية، ويجعلها أكثر قدرة على تطوير برامج و استراتيجيات اكثر دقة وعملية. كما يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون أداة فعالة في الاستجابة السريعة للأزمات السياسية والإعلامية، حيث يمكنه مراقبة المشهد الإعلامي في الوقت الفعلي، وتحليل الحملات التي تستهدف التنظيمات اليسارية، سواء كانت حملات تشويه، تضليل، أو محاولات لضرب مصداقيتها. عبر فهم أنماط هذه الهجمات، يمكن للذكاء الاصطناعي اقتراح استراتيجيات دفاعية فعالة، مثل صياغة ردود سريعة، تكثيف الخطاب المضاد على المنصات الرقمية، أو إعادة توجيه الرسائل الإعلامية لتعزيز صورة التنظيمات والحركات اليسارية محليًا وعالميًا.
1.4.2 استفادة اليسار من الذكاء الاصطناعي في الإعلام وإيصال الحقائق والبرامج للجماهير
يُشكل الإعلام ساحة صراع أساسية بين القوى التقدمية واليسارية من جهة، والمنظومة الرأسمالية والدول الاستبدادية المسيطرة على وسائل الإعلام التقليدية والمنصات الرقمية الكبرى من جهة أخرى. في ظل تحكم الدول والشركات الاحتكارية بالمحتوى الإعلامي وتوجيهه لخدمة مصالحها الطبقية، يمكن لليسار استثمار الذكاء الاصطناعي في بناء إعلام تقدمي مستقل قادر على تجاوز الرقابة والحجب، وكشف الانحياز الإعلامي، وإيصال الحقائق والبرامج السياسية للجماهير بطرق أكثر فاعلية وتأثيرًا. يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُسهم في تحليل الخطاب الإعلامي الرأسمالي وكشف التحيزات والتضليل، عبر تقنيات تحليل البيانات الضخمة التي تتيح تتبع الاتجاهات الإعلامية المسيطرة ورصد الأخبار المضللة التي تُستخدم للتأثير على الرأي العام. كما يمكن للتنظيمات اليسارية الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي لتقديم تفنيد علمي ومنهجي للدعاية الرأسمالية، وإنتاج محتوى بديل يعيد صياغة السرديات وفق رؤية اشتراكية تقدمية تُخاطب الوعي الجماهيري بشكل مباشر. يتيح ذلك تجاوز الحجب غير المباشر الذي تفرضه الخوارزميات الرأسمالية على المحتوى المعارض، وضمان وصول الرسائل السياسية إلى الجماهير في فضاءات رقمية تسيطر عليها الشركات الكبرى. إضافةً إلى ذلك، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في إنشاء منصات إعلامية تقدمية مؤتمتة تعتمد على إنتاج المحتوى التلقائي بالاستناد إلى تحليل البيانات الراهنة، مما يسمح بتقديم تحليلات سياسية واقتصادية لحظية تُواجه ماكنة الاعلام الرأسمالي بشكل سريع وفعال. كما يمكن تطوير أدوات ذكاء اصطناعي تُسهم في توليد المواضيع، وتحرير الفيديوهات والملصقات، وترجمة المحتوى بشكل آلي، مما يُسهل نشر الأفكار الاشتراكية على نطاق أوسع دون الحاجة إلى موارد مالية ضخمة. علاوةً على ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُعزز التفاعل الجماهيري مع الإعلام اليساري عبر تطوير روبوتات دردشة ذكية تُجيب على تساؤلات الجماهير حول القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية، مما يجعل المحتوى التقدمي أكثر قربًا للجمهور ويُعزز مشاركتهم الفعالة في الحوار السياسي. إن استثمار الذكاء الاصطناعي في الإعلام اليساري التقدمي لا يُشكل فقط فرصة لكسر أو إضعاف احتكار الرأسمالية على تدفق المعلومات، بل يفتح المجال أمام بناء بديل إعلامي اشتراكي فاعل، قادر إلى حد كبير على التأثير في الوعي الجماهيري، وتعزيز الفكر النقدي، وطرح السياسات الاشتراكية كحلول حقيقية للأزمات التي يواجهها المجتمع، بعيدًا عن التشويه الإعلامي الذي تمارسه المنظومة الرأسمالية.
1.4.3 تحسين صنع السياسات وتعزيز الشفافية والديمقراطية التنظيمية
يمكن للذكاء الاصطناعي أن يُحدث نقلة نوعية في كفاءة العمليات الداخلية للأحزاب والتنظيمات والتحالفات اليسارية، من خلال تحليل البيانات التاريخية والميدانية المتعلقة بأداء الأعضاء، والقيادات، والكتل والتوجهات الفكرية المختلفة، والتنظيمات الجماهيرية. هذه التكنولوجيا قادرة على تحديد النقاط القوية والضعيفة داخل التنظيم، مما يسمح باتخاذ قرارات تستند إلى معطيات دقيقة بدلاً من التقديرات العشوائية أو التوجهات الشخصية او الكتلوية. على المستوى التنظيمي، يمكن للذكاء الاصطناعي ان تساعد في تقييم أداء الأعضاء والقيادات والتنظيمات المحلية والمتخصصة، وتحديد الجوانب التي تحتاج إلى تحسين داخل التنظيم. يمكن أن يقدم توصيات حول كيفية تحسين الهيكل التنظيمي وتعزيز الانسجام الفكري، أو تحديد المجالات التي تحتاج إلى تطوير وتدريب إضافي للأعضاء، كما يمكنه المساعدة في تحليل القضايا الفكرية التي تتطلب المزيد من النقاش والحوار داخل التنظيم، واقتراح الحلول الوسطية، لضمان الانسجام الفكري والتنظيمي وبالتالي تعزيز الدور الجماهيري. الشفافية والديمقراطية الداخلية هما من القيم الجوهرية لأي حركة يسارية، ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يعزز هذه القيم من خلال المساعدة في تحسين آليات صنع القرار الجماعي. عبر استخدام خوارزميات متقدمة في الحوار والتصويت، يمكن تطوير منصات رقمية تتيح للأعضاء المشاركة الفعلية في الحوار والتصويت على السياسات أو الاستراتيجيات الحزبية، مما يضمن عملية شفافة وعادلة. هذه الأدوات لا تسهم فقط في تحسين الديمقراطية الداخلية، بل تعزز أيضًا من ثقة الأعضاء في قياداتهم، وتضمن أن القرارات المتخذة تعكس الإرادة الجماعية، بدلاً من أن تكون محصورة في يد قلة من القيادات. علاوة على ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يساعد في تقليل البيروقراطية داخل التنظيمات اليسارية، من خلال أتمتة العمليات الإدارية والتنظيمية، وتسهيل تبادل المعلومات بين الأعضاء والهيئات المختلفة، مما يخلق بيئة أكثر ديناميكية وكفاءة. هذا النهج لا يعزز فقط الشفافية والمشاركة، بل يجعل التنظيمات اليسارية نموذجًا يُحتذى به في الإدارة الديمقراطية الشفافة، ويمكن تعميمه على المجتمع بأسره ليعكس مبادئ الاشتراكية في إدارة المؤسسات.
1.4.4 تعزيز تغذية تطبيقات الذكاء الاصطناعي بمحتوى اليساري والتقدمي
الذكاء الاصطناعي يعتمد في عمله أيضًا على البيانات التي يتم تغذيته بها من قبل المستخدمين والمستخدمات، حيث يعيد استخدامها وتدويرها في معالجة وتحليل المعلومات. لهذا، فإن توفير مدخلات تعكس القيم والرؤى اليسارية يُعد جزءًا أساسيًا من بناء أنظمة تخدم المشروع الاشتراكي. تقوم تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحالية بإعادة استخدام وتحليل هذه المدخلات، مما يجعل من الضروري أن تسهم التنظيمات اليسارية في إدخال محتوى اليها يعبر عن قيم الاشتراكية والعدالة الاجتماعية والمساواة إلى هذه الأنظمة. ومع ذلك، لا يمكن إنكار وجود نوع من التصفية في المحتوى المُدخل إليها، مما يستدعي وعيًا نقديًا بآليات عملها ومعرفة كيفية التعامل معها في هذه المجال. يمكن تحقيق ذلك من خلال إنشاء قواعد بيانات تحتوي على كتب ودراسات ومواضيع يسارية. يمكن لهذه البيانات أن تغذي تطبيقات الذكاء الاصطناعي المستخدمة في التحليل السياسي والاجتماعي والاقتصادي، مما يضمن أن تكون مخرجات هذه الأنظمة أكثر تعبيرًا عن الرؤية اليسارية إلى حدود مناسبة. من خلال تعزيز حضور المحتوى اليساري في أنظمة الذكاء الاصطناعي، يمكن العمل على أدوات تسهم في تغيير الخطاب العام تدريجيًا وبقدر الإمكان لصالح قيم الاشتراكية والتقدمية. 1.4.5 الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحالية لتطوير أدوات تقدمية مفتوحة المصدر واخيرا الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحالية وآليات عملها تُعد خطوة إستراتيجية لتطوير وبناء أدوات ذكاء اصطناعي جديدة مفتوحة المصدر تعكس القيم التقدمية والإنسانية. بدلاً من الاعتماد الكامل على أنظمة مغلقة وموجهة لخدمة الرأسمالية، يمكن للتنظيمات اليسارية والتقدمية والحقوقية وبتنسيق عالمي الاستفادة من المعرفة التقنية والبيانات المتاحة في الأنظمة الحالية لبناء نماذج بديلة ذات توجه تحرري. يمكن للتنظيمات اليسارية والتقدمية والحقوقية دراسة الخوارزميات المستخدمة في الأنظمة الحالية، وتحليلها وتفكيكها لفهم كيفية عملها وبنائها كلما كان ذلك ممكنًا، بما في ذلك تحديد نقاط القوة والضعف. يمكن أن يساعد هذا التحليل في تصميم خوارزميات جديدة أكثر شفافية تستبعد التحيزات الرأسمالية. إن الاستفادة من الأنظمة الحالية لتطوير أدوات اشتراكية بديلة لا تعني تقليدها بالكامل، بل استغلال الخبرات التقنية والبنية التحتية المتاحة لتقديم بدائل تقدمية تخدم البشرية وفق رؤية تحررية تعزز العدالة الاجتماعية والمساواة.
1.5 جدول يوضح الفرق بين الرؤية الرأسمالية والاشتراكية للذكاء الاصطناعي
الغرض الأساسي: الرؤية الرأسمالية: تعظيم الأرباح وزيادة الإنتاجية. الرؤية الاشتراكية: تحقيق العدالة الاجتماعية وتوزيع التكنولوجيا لخدمة الجميع.
ملكية التكنولوجيا: الرؤية الرأسمالية: احتكار الشركات الكبرى والتحكم فيها. الرؤية الاشتراكية: ملكية مجتمعية وشفافة وخاضعة لتنظيم ديمقراطي. التأثير على سوق العمل: الرؤية الرأسمالية: تقليل الاعتماد على العمالة البشرية وزيادة البطالة او تحويل شغيلات وشغيلة اليد والفكر الى قطاعات اخرى. الرؤية الاشتراكية: تخفيض ساعات العمل مع ضمان فرص عمل كريمة. التحكم في البيانات: الرؤية الرأسمالية: يتم جمع البيانات وبيعها دون تعويض المستخدمين. الرؤية الاشتراكية: يتم تنظيم البيانات لحماية حقوق الأفراد وخصوصيتهم وضمان استخدامها للصالح العا بموافقتهم. دور الدولة: الرؤية الرأسمالية: دعم الشركات الكبرى وتقليل القيود التنظيمية. الرؤية الاشتراكية: وضع سياسات تحكم التكنولوجيا لصالح المجتمع. التأثير على الفجوة الطبقية: الرؤية الرأسمالية: تعميق الفجوة الطبقية بين الأغنياء والفقراء. الرؤية الاشتراكية: تقليل الفجوة الطبقية من خلال توزيع عادل للتكنولوجيا. حرية الوصول للتكنولوجيا: الرؤية الرأسمالية: متاحة فقط لمن يستطيع دفع تكاليفها. الرؤية الاشتراكية: تُتاح كحق عام مجاني. التحكم في الخوارزميات: الرؤية الرأسمالية: تتحكم بها الشركات لخدمة مصالحها. الرؤية الاشتراكية: تُدار بشفافية وتخضع لإشراف مجتمعي ديمقراطي شفاف. الذكاء الاصطناعي والإبداع: الرؤية الرأسمالية: يُستخدم لتعزيز الإنتاج التجاري. الرؤية الاشتراكية: تشجيع الإبداع الجماعي وتطوير العلوم. أثره على الديمقراطية: الرؤية الرأسمالية: يتم التحكم في تدفق المعلومات للتلاعب بالرأي العام. الرؤية الاشتراكية: تعزيز الديمقراطية من خلال منصات رقمية شفافة ومشاركة جماهيرية. الجندر والمساواة: الرؤية الرأسمالية: إعادة إنتاج التمييز الجندري وتعزيز القوالب النمطية، مع غياب تمثيل النساء في تطوير التكنولوجيا. الرؤية الاشتراكية: تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي تراعي العدالة الجندرية، وتضمن تمثيل النساء والفئات المهمشة في عمليات التطوير. استخدام الذكاء الاصطناعي في الأسلحة والحروب: الرؤية الرأسمالية: تطوير أسلحة ذكية، تعزيز سباق التسلح، واستخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب والسيطرة العسكرية. الرؤية الاشتراكية: حظر استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب والأسلحة، وتوجيهه لتعزيز السلام ومناهضة الحروب. غسل الدماغ بالقيم الرأسمالية: الرؤية الرأسمالية: توجيه المحتوى الإعلامي والإعلاني لتعزيز النزعة الاستهلاكية وقيم النجاح الفردي، وقمع الفكر النقدي. الرؤية الاشتراكية: تعزيز التفكير النقدي والتعددي، وإتاحة الوصول إلى معلومات غير منحازة، وتمكين الأفراد من تكوين آراء انسانية مستقلة بعيداً عن التلاعب الرأسمالي.
***************************** 1.6 اسئلة واجوبة متعلقة الفصل ***************************** ما هو الهدف الرئيسي للفصل؟ يهدف الفصل إلى تحليل كيف يتم تسخير الذكاء الاصطناعي في خدمة النظام الرأسمالي وتعزيز الهيمنة الطبقية، مع تقديم رؤية اشتراكية بديلة تسعى إلى توظيف الذكاء الاصطناعي لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة والديمقراطية الحقيقية.
ما هو الذكاء الاصطناعي؟ الذكاء الاصطناعي هو فرع من علوم تقنية المعلومات يهدف إلى تطوير أنظمة قادرة على محاكاة الذكاء البشري. يعتمد على خوارزميات متقدمة لمعالجة البيانات واتخاذ القرارات بشكل مستقل. وهو تقنية تُمكّن البرامج والآلات من التفكير والتعلم مثل البشر تقريبا، من خلال تحليل البيانات والتعرف على الأنماط لاتخاذ قرارات ذكية دون تدخل مباشر الى حد كبير. أصبح اليوم عنصرًا أساسيًا في مختلف مجالات العمل، مثل الصحة، والتعليم، والصناعة، وغيرها.
ما هي الرأسمالية الرقمية؟ الرأسمالية الرقمية هي امتداد للنظام الرأسمالي التقليدي، حيث تُهيمن الشركات التكنولوجية الكبرى على الفضاء الرقمي، مستغلة البيانات وسلوك المستخدمين كسلعة جديدة لتحقيق الأرباح. تُكرّس هذه المنظومة احتكار المعلومات، وتعزز السيطرة الطبقية من خلال مراقبة الأفراد وتوجيه وعيهم بما يخدم مصالح النخب الرأسمالية.
ما هو فائض القيمة الرقمي أو السلوكي؟ فائض القيمة الرقمي أو السلوكي هو الشكل الحديث لاستغلال الجماهير، حيث تُستخرج البيانات السلوكية للمستخدمين والمستخدمات دون دفع عائد مادي لهم، وتُحوّل إلى أرباح ضخمة للشركات الرقمية. يتم ذلك عبر تحويل التفاعل البشري اليومي إلى مادة خام تُستخدم في التسويق، وصناعة التنبؤات، وتعزيز الهيمنة الأيديولوجية للرأسمالية.
هل الذكاء الاصطناعي الحالي محايد؟ كلا يستخدم الذكاء الاصطناعي الحالي من اجل توجيه الوعي الجماعي نحو قبول القيم الرأسمالية والنيو ليبرالية باعتبارها طبيعية وحتمية، ويتم ذلك بأسلوب تدريجي ناعم وغير محسوس وعلى مدي بعيد، إلى الحد الذي يجعل معظم مستخدمي ومستخدمات تطبيقات الذكاء الاصطناعي، يعتقدون أنها محايدة. هذه السياسة تُشكل خطرًا كبيرًا وبالأخص على الأجيال الشابة، التي أصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من حياتها اليومية.
ما هي تطبيقات الذكاء الاصطناعي مفتوحة المصدر؟ هي برامج وأدوات تتاح مجانًا، يمكن للجميع استخدامها وتطويرها بحرية، مما يعزز الشفافية في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي. تتيح هذه التطبيقات فهم كيفية عمل الخوارزميات، وتحسينها بشكل جماعي، بدلاً من الاعتماد على أنظمة مغلقة تتحكم بها الشركات الكبرى. من خلال توفير بيئة مفتوحة للبحث والابتكار، تساعد هذه التطبيقات في بناء أنظمة ذكاء اصطناعي أكثر عدلاً الى حدود مناسبة، وقابلية للتطوير.
كيف يُستخدم الذكاء الاصطناعي للسيطرة على شغيلة اليد والفكر؟ يتم ذلك عبر أنظمة تتبع الأداء وتحليل البيانات، مما يزيد الضغوط على شغيلة اليد والفكر وعموم الجماهير، ويُحولهم إلى تروس في آلة رأسمالية خاضعة لرقابة صارمة، مما يضعف حقوقهم واستقلاليتهم في بيئة العمل. ما هو دور احتكار التكنولوجيا في تعميق التفاوتات الطبقية؟ تُسيطر الشركات الكبرى على الذكاء الاصطناعي، مما يجعل التكنولوجيا أداة لتعزيز الهيمنة الاقتصادية والسياسية للنخبة، بينما تُحرم الطبقات الشعبية من فوائدها الحقيقية. كيف يُستخدم الذكاء الاصطناعي في التلاعب بالوعي الجماهيري؟ تُستخدم الخوارزميات للتحكم في تدفق المعلومات عبر المنصات الرقمية، مما يوجه الجماهير نحو قيم استهلاكية فردية والقيم الرأسمالية، ويُضعف الفكر النقدي، ويُقلل من انتشار الأفكار اليسارية عبر تصفية المحتوى الرقمي. ما هو الاستعمار الرقمي؟ هو استخدام الذكاء الاصطناعي والسيطرة على البيانات لفرض هيمنة الشركات والدول الرأسمالية على دول العالم الثالث، مما يجعلها مستهلكة للتكنولوجيا بدلًا من أن تكون منتجة لها، ويُكرّس التبعية الاقتصادية. كيف يُستخدم الذكاء الاصطناعي في عسكرة العالم وتعزيز الحروب؟ يتم تطوير أسلحة ذكية ذاتية التشغيل، واستخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب الإلكترونية، مما يزيد من قدرة الدول الكبرى على شن الحروب. كيف تعكس خوارزميات الذكاء الاصطناعي التحيزات الجندرية؟ تُغذي البيانات المستخدمة في تدريب الذكاء الاصطناعي التمييز ضد المرأة، مما يؤدي إلى استمرار القوالب النمطية، سواء في التوظيف أو في الأنظمة الصوتية والمساعدات الذكية التي تُكرّس دور المرأة كخادمة أو مساعدة. ما هو الاعتقال الرقمي؟ هو تقييد وصول الأفراد إلى المنصات الرقمية عبر حذف أو حجب حساباتهم دون مبرر واضح، مما يُستخدم كأداة لقمع النشطاء والمعارضين السياسيين. ما هو مفهوم المراقبة الذاتية الطوعية؟ هو قيام الأفراد بتعديل سلوكهم أو خطابهم على الإنترنت خوفًا من الحجب أو العقوبات الرقمية، مما يؤدي إلى تقويض حرية التعبير قبل أن يتم فرض الرقابة فعليًا. كيف يمكن إعادة توجيه الذكاء الاصطناعي ليخدم المجتمع بدلًا من رأس المال؟ يجب تطوير أنظمة مفتوحة المصدر تُدار بشكل ديمقراطي، وإخضاع التكنولوجيا لرقابة مجتمعية، واستخدامها لحل المشكلات الاجتماعية بدلًا من تعزيز التفاوت الطبقي. كيف يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق العدالة الاجتماعية؟ يمكن توظيفه في تحليل التفاوت الطبقي والاقتصادي، وتوجيه الموارد نحو الفئات الأكثر حرمانًا، وتطوير سياسات اقتصادية قائمة على الاحتياجات الفعلية للمجتمع بدلًا من منطق السوق. كيف يمكن للذكاء الاصطناعي ذو التوجه التقدمي تحسين وضع شغيلة اليد والفكر بدلاً من استبدالهم؟ يمكن استخدامه لتقليل ساعات العمل دون المساس بالأجور، وإلغاء التمييز الجندري والعرقي، وتعزيز دور النقابات العمالية عبر تطوير أدوات تسهم في توعية وتنظيم الجماهير الكادحة. كيف يمكن توظيف الذكاء الاصطناعي في خدمة الإعلام اليساري؟ يمكن استخدامه لتحليل التلاعب الإعلامي، وإنتاج محتوى مضاد للدعاية الرأسمالية، واستهداف الجماهير برسائل سياسية أكثر دقة، وإنشاء منصات إعلامية تقدمية مؤتمتة. كيف يساعد الذكاء الاصطناعي في تحسين استراتيجيات الحشد والتنظيم الجماهيري؟ من خلال تحليل البيانات الديموغرافية والتنبؤ بالمناطق الأكثر دعمًا لقضايا معينة، يمكن تحسين توقيت وفعالية النشاطات والحملات الاحتجاجية والسياسية. ما دور الذكاء الاصطناعي في دعم الديمقراطية داخل التنظيمات اليسارية؟ يمكن تطوير منصات تصويت إلكتروني شفافة، وتحليل أداء الأعضاء، وتعزيز الشفافية في اتخاذ القرارات، مما يجعل التنظيمات اليسارية أكثر ديمقراطية وفاعلية. كيف يمكن للحركات اليسارية أن تستفيد من التطبيقات الحالية للذكاء الاصطناعي؟ عبر تحليل الخوارزميات المستخدمة، والاستفادة من البيانات المتاحة، وبناء برامج و بدائل أكثر شفافية، مع الحذر من مخاطر الاعتماد المفرط على أدوات خاضعة للرأسمالية. كيف يمكن مواجهة احتكار التكنولوجيا من قبل الشركات الكبرى؟ من خلال تطوير برمجيات مفتوحة المصدر، وإجبار الشركات على الكشف عن خوارزمياتها، ودعم قوانين تحظر الاستغلال الاحتكاري للتكنولوجيا. ما هو المشروع التحرري للذكاء الاصطناعي وفق الرؤية الاشتراكية؟ هو بناء أنظمة ذكاء اصطناعي ذو توجي تقدمي تُدار بشكل اشتراكي ديمقراطي وبملكية جماعية، وتُستخدم في القضاء على الفقر، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وتعزيز سيطرة المجتمع على التكنولوجيا بدلاً من أن تكون أداة لتعزيز الهيمنة الرأسمالية. كيف يمكن للحركات اليسارية مواجهة الاستعمار الرقمي؟ يمكن للحركات اليسارية دعم تطوير بنى تحتية تكنولوجية مستقلة، والاستثمار في برمجيات مفتوحة المصدر، وفرض سياسات وقوانين تحمي بيانات الدول النامية من الاستغلال الرأسمالي. كيف يمكن منع استخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب؟ عبر الضغط لتوقيع معاهدات دولية تحظر تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي في الأسلحة، وتعزيز دور الحركات المناهضة للحروب في كشف مخاطر عسكرة التكنولوجيا. ما أهمية تطوير ذكاء اصطناعي محايد جندريًا؟ يساعد في القضاء على التحيزات الجندرية المدمجة في الأنظمة الذكية، ويضمن أن تكون التكنولوجيا أداة لتحقيق المساواة الكاملة للمرأة بدلاً من إعادة إنتاج الأدوار النمطية. كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على مفهوم العمل في المجتمع الاشتراكي؟ يمكن أن يؤدي إلى تقليل ساعات العمل دون تقليل الأجور، وتوزيع العمل بشكل عادل، وزيادة وقت الفراغ للمجتمع ليشارك في الثقافة والفكر والإبداع بدلاً من الاستغلال الرأسمالي. كيف يمكن للذكاء الاصطناعي دعم التنظيمات العمالية والنقابية؟ يمكن تطوير أدوات ذكاء اصطناعي لمراقبة ظروف العمل، وتقديم تحليلات عن استغلال شغيلات و شغيلة اليد والفكر، ومساعدة النقابات في تنظيم حملاتها والمطالبة بحقوقها بطرق أكثر تأثيرًا. ما هو دور الديمقراطية الرقمية في تحقيق نموذج يساري لاستخدام الذكاء الاصطناعي؟ يمكن للديمقراطية الرقمية أن تجعل القرارات التكنولوجية أكثر شفافية، وتسمح بمشاركة أكبر للجماهير في توجيه الذكاء الاصطناعي نحو أهداف تخدم الصالح العام. كيف يمكن توظيف الذكاء الاصطناعي في بناء اقتصاد اشتراكي بيئي؟ عبر تطوير أنظمة ذكاء اصطناعي تُوجه الإنتاج بطريقة تحافظ على الموارد الطبيعية، وتقلل من الانبعاثات الكربونية، وتعزز الطاقة المتجددة. ما العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والنضال ضد الرأسمالية؟ تُستخدم التكنولوجيا حاليًا لدعم الرأسمالية عبر تعزيز الخصخصة والاحتكار وتعزيز هيمنتها السياسية والفكرية، ولكن يمكن للحركات اليسارية أن تستعيدها من خلال إعادة توجيهها لخدمة مشاريع عامة تعزز التضامن والمساواة والبديل الاشتراكي.
المصادر
• البيان الشيوعي: كارل ماركس وفريدريك إنجلز • اصلاح اجتماعي أم ثورة - روزا لوكسمبورغ • العمل المأجور ورأس المال - كارل ماركس • مبادئ الشيوعية - فريدريك إنجلز • السيطرة على الإعلام - نعوم تشومسكي • أبرز الأسس الفكرية والتنظيمية لليسار الالكتروني /نحو يسار علمي ديمقراطي معاصر- رزكار عقراوي • الرأسمالية الرقمية من منظور ماركس - إبراهيم يونس https://al-akhbar.com/Capital/364495?utm_source=tw&utm_medium=social&utm_campaign=papr • الذكاء الاصطناعي: هل هو خطر على البشرية أم على الرأسمالية؟ https://marxy.com/?p=8218 • القوة اللاإنسانية الذكاء الاصطناعي ومستقبل الرأسمالية https://www.alkhaleej.ae/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8/%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9 أسامة عبد الكريم - كارل ماركس والذكاء الاصطناعي https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=818312 • "مخاطر الذكاء الاصطناعي على الأمن ومستقبل العمل" - مؤسسة RAND. https://www.rand.org/content/dam/rand/pubs/perspectives/PE200/PE237/RAND_PE237z1.arabic.pdf • "الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المعاصرة" - مجلة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات https://aijtid.journals.ekb.eg/article_294487.html • "الذكاء الاصطناعي ومستقبل البشرية" - مجلة الرافد https://arrafid.ae/Article-Preview?I=4spRz9xZ9J8%3D&m=5U3QQE93T%2F0%3D • "الذكاء الاصطناعي المرتكز على الإنسان: قوة تأتي من تقديم الأفراد كأولوية" - شركة ماكنزي الوظائف. https://www.mckinsey.com/featured-insights/highlights-in-arabic/human-centered-ai-the-power-of-putting-people-first-arabic/ar • "دور تقنيات الذكاء الاصطناعي في تنمية مهارات التفكير الإبداعي لدى الطلاب" - مجلة البحوث المالية والتجارية https://afbj.journals.ekb.eg/article_343618_0d53c017d2ecd406844e999d3baeb20a.pdf • "الذكاء الاصطناعي: بين خدمة البشرية أو التفوق عليها" - مركز ستراتيجيكس للدراسات. https://strategiecs.com/ar/analyses/artificial-intelligence-serving-humans-or-surpassing-them • Rethinking of Marxist perspectives on big data, artificial intelligence (AI) and capitalist economic development https://www.science-dir-ect.com/science/article/abs/pii/S0040162521000081
• Marx, automation and the politics of recognition within social institutions https://www.tandfonline.com/doi/full/10.1080/03017605.2024.2391619#d1e107
#رزكار_عقراوي (هاشتاغ)
Rezgar_Akrawi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
-
الحزب الشيوعي وسائرون، أجمل تحية وتهنئة بذكرى التأسيس، ملا
...
-
نحو – إعدام! - عقوبة الإعدام
-
حول اغتيال - السليماني -، إرهاب الدولة وثقافة الإعدام والاغت
...
-
من اغتال رفيقي وصديقي نذير عمر؟ في ذكراه بعد ربع قرن من الجر
...
-
حول إدارة الاختلاف في الأحزاب اليسارية - الإشكالات الأخيرة ف
...
-
عفرين! .... الدولة القومية؟ أم دولة المواطنة والحقوق؟ .... م
...
-
اليسار و«الاستفتاء» في إقليم كردستان.. ما العمل والمهمات؟
-
حوار حول الذكرى المئوية للثورة البلشفية
-
نعم لمبادرة الأمم المتحدة حول الاستفتاء، لا للتعصب والكره ال
...
-
رسالة إلى اللقاء اليساري التحاوري الثاني في العراق
-
استفتاء من اجل الاستقلال؟، ام تعزيز وتكريس الدكتاتورية والفس
...
-
نحو مقاطعة الاستفتاء حول استقلال إقليم كردستان العراق!
-
مشروع تحالف - وحدة اليسار العراقي إلى أين؟ حوار مفتوح مع الر
...
-
وحدة قوى اليسار العراقي، الأطر والآليات والآفاق!.
-
نحو تحالف واسع لقوى اليسار في العراق، مقترحات لخطوات عملية.
-
بأسم الدين والقومية باكونا الحرامية! التيار الديمقراطي والأح
...
-
نحو إلغاء عقوبة الإعدام في العراق وعموم العالم العربي *
-
رسالة الى اللجنة التحضيرية للقاء جمعيات ومنظمات ونشطاء حقوق
...
-
ملاحظات حول -التيار الديمقراطي- في العراق
المزيد.....
-
أصابت أكثر من 20 شخصًا.. شاهد ما تسببت به سيارة اقتحمت حشدًا
...
-
لماذا يميل الشباب في ألمانيا إلى اليمين المتطرف؟
-
العدد 592 من جريدة النهج الديمقراطي
-
بصدد موقف النهج الديمقراطي العمالي من الأزمة السورية؟
-
البروليتاريا بلا سلاح وبلا قيادة
-
عضو الجبهة الديمقراطية: نفترض ان ينسجم الموقف الرسمي الاردني
...
-
-أمة واحدة ومصير مشترك-.. البحرين تحتضن -الحوار الإسلامي الإ
...
-
حزب العمال: غزة ستنتصر مرة أخرى على ترامب ونتنياهو
-
حوار حول مشروع القانون المتعلق بممارسة الحق في الإضراب مع ال
...
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 591
المزيد.....
-
الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية
/ رزكار عقراوي
-
نظرية التبادل البيئي غير المتكافئ: ديالكتيك ماركس-أودوم..بقل
...
/ بندر نوري
-
الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور
...
/ فرانسوا فيركامن
-
التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني
...
/ خورخي مارتن
-
آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة
/ آلان وودز
-
اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر.
...
/ بندر نوري
-
نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد
/ حامد فضل الله
-
الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل
/ آدم بوث
-
الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها
...
/ غازي الصوراني
-
الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟
/ محمد حسام
المزيد.....
|