|
عراق بلا منظور وطني عراقي(2/2)
عبدالامير الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 8251 - 2025 / 2 / 12 - 14:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عبدالاميرالركابي لم يظهر باي شكل مايدل او يشيرالى احتمالية تبلور منظور دال على الذاتية والكينونة الرافدينيه العراقية في العصر الحديث، مع مايفترض ان يمتاز به من مقاربة حديثة ادراكية لازمه، بعد اشكال التعبيرية التي عرفها هذا الجزء من المعمورة خلال الدورتين السالفتين من تاريخه، السومرية البابلية الابراهيمه الاولى، والعباسية القرمطية الانتظارية الثانيه، ونحن نتحدث هنا عن موضع تحكمه كقانون نافذ، متوالية الدورات والانقطاعات، الامر المرهون والمرافق للكينونه الازدواجية المجتمعية الفريدة على مستوى المعمورة، ومع غلبة القصورية العقلية وقتها، وابان الطور اليدوي، فلقد ظلت التعبيرية المواكبة للدورات والفعالية اللاارضوية ضمنها، ماقبل ادراكية، موكولة الى الحدسية النبوية الابراهيمة الاولى، واشكال التجلي القرمطي الاسماعيلي الحلاجي الخوارجي الامامي الشيعي، وصولا الى الانتظارية الختام الاحالي الى طور اخر قادم، بعد الاقتناع خلاصة، باستحالة التحقق وقتها ابان اصطراعية الدورة الثانيه واشتراطاتها اليدويه. واي نظر في التاريخ المنوه عنه ومنجزه نوعا ومستوى تعبيريا عن المطلوب، لابد ان ياخذنا كسيرورة طبيعيه الى الطور الثالث الراهن، بحثا عن الصيغة الثالثة الملائمه من التعبيرية المنتظرة، ضمن شروط الخروج من اليدوية الى الزمن والطور الاخر، علما بان الدورة الراهنه الثالثة قد بدات كانبعاثية حديثة منذ القرن السادس عشر، اي في ذات الفترة الزمنية التي وجدت ابانها الالة في اوربا، ان لم يكن قبلها وفي طليعتها، الامر الذي لم ينتبه له احد من العراقيين الماخوذين بالتماهي مع النموذجية الغربية ومنظوراتها، ومفاهيمها الالية الابتدائية، فعز بناء عليه الاعتقاد الضروري بالايقاعية التشكلية العراقية الانبعاثية الحديثة الراهنه، تكرارا واتفاقا مع كينونتها التاريخيه، في حين اعتمدت المروية والسردية الاستعمارية الويرلندية عن "العراق الحديث" الموجود كلدتبة نشكلية من 1831 لاسباب واليات غربية عائدة الى الايقاع الراسمالي العالمي، ونظامه الناشيء والمعمم على المعمورة، وفي المقدمه منها تلك التي لم تعرف بعد الانتقال الالي. وقتها ومع ثقل وطاة الانقطاعية الانهيارية المستمرة منذ 1258 عام سقوط عاصمة امبراطورية الدورة الثانيه، واستمرارية الشروط الانتاجية اليدوية التي ضمنها جرت عملية الانبعاث الحديث الثالث بحقبتيها، القبلية بين القرنين السادس عشر والثامن عشر، والانتظارية الحديثة النجفية، من القرن الثامن عشر بعد الثورة الثلاثية التي حررت العراق الاسفل من بغداد الى الفاو عام 1787، وصولا الى الاحتلال الانكليزي عام 1917، بعد ثلاث سنوات من وصول الحملة البريطانيه الى الفاو، واختراق منطقة الامان المجتمعي التاريخي صعودا نحو العاصمة المنهاره، في وقت ظلت التشكلية وقتها من دون نطقية بانتظار عبور مقتضيات اليدوية الباقية، مع مايواكبها من العجز القصوري المستمرادراكا، فتح الباب لطور من النظر الى الذات بعين الاخر، ونقل واستعمال وسائل الاخر التعبيرية جاهزة، بغض النظر عن الشروط الواقعية التي هي انعكاس لها في موضعها، ومع العشرينات والثلاثينات تبلورت ظاهرة الوطنية البرانيه المنقولة الايديلوجية من هذا النوع، الماركسية، والليبراليه، والقومية، الحزبية تحديدا، بمقابل الدولة التي اقامها الاحتلال هو الاخر برانيا، من خارج النصاب الاجتماعي والتشكلية المجتمعية، ضمانا لاستمرارية مصالحه، لتصبح الوطنيه هي مايضاد الاحتلال بغض النظر عن الذاتيه او المحركات التي تستند اليها واقعا، ماقد جعل العراق برانيا كليا من اعلى ومن اسفل، بعدما كان برانياشرقيا يدويا من اعلى، منذ هولاكو وماقد تبعه من دول الخروف الابيض والخروف الاسود، واشباه امبراطوريات متعاقبة على العاصمة الامبراطورية المنهارة، الى العثمانيين اخر البرانيين اليدوين، قبل الاحتلال الانكليزي الغربي الالي. لايعني هذا ان الاليات التشكلية الذاتيه قد توقفت وقتها، او انها خضعت لمايراه "الوطنيون" البرانيون، مثل الماركسيين، من اصطراعيه طبقية توهمية، او الليبرليون من منظور برجوازي بلا اساس، او القوميون الذين يحولون التعبيرية اللاارضوية التاريخيه الجزيرية الابراهيميه المحمدية، الى قومية، والنبي محمد الى غاريبالدي بحسب عفلق، فهولاء خضعوا هم انفسهم بحسب اللحظة والحاجة الى حكم الاليات الذاتيه ومقتضياتها غير الناطقة، فكانت ثمة شيوعيه لاارضوية، من البديهي ان تخضع لاشتراطات هي المساواتيه العليا اللاارضوية الكوراجينيه القرمطية تاريخيا وواقعا، وهو ماقد شمل الحزب الشوعي من الثلاثينات انطلاقا من الناصرية عاصمة المنتفك السومري، وموضع الانبعاث الثالث الراهن، بعد محاولات بغدادية فاشلة، وكذا بالنسبة لحزب البعث بعد محاولات تأسيس بغدادية باءت هي الاخرى بالفشل، لتتحق في ذات المدينه الاحدث في تاريخ العراق، الى ان انتهت الشيوعية الانتظارية بعد ثورة تموز 1958،وتبدل اشكال الاصطراعية التشكلية، حين تحول الحزب الشيوعي بعد عام 1964 مع عزيز محمد، الى حزب براني معدوم العلاقة بالاليات التشكلية، خاضع لمحركات، الغالب فيها الموقع الكردي، وقد تحول الى ظاهرة ايديلوجية محضه مضادة، وحتى معادية للشيوعية اللاارضوية، تعتاش على سرقة ومصادر تاريخها، بعدما توقفت هي كليا عن ان يكون لها اي حضور في تاريخ العراق التشكلي الاصطراعي. ووقتها كانت الاشتراطات الاصطراعية قد تبدلت كليا، والبرانيه العليا ماعادت موكولة الى الدويلات واشباه الامبراطوريات، ولا الى الغرب الالي، بعدما دخل العنصر الريعي على المشهد، وصارت الدولة من اعلى مستقلة عن المجتمع، متحرره من مقتضيات ووطاة العلاقة بالاسفل، ماقد زين لها امكان تصفية المجال اللاارضوي وحضوره المادي غير الناطق، وبدل الاصطراعية وعناصرها بالمقابل انطلاقا من تحسس خطر واحتمالية الاجهاز على الموقع الانتظاري النجفي، ماقد وسع دائرة المجابهة الى ايران، وحفز الميل المخالف عمليا وفقهيا، المرفوض تاريخيا في النجف، لاقامة" الدولة الاسلامية" الخمينية من النجف نفسها،حيث كان مقيما منفيا من قبل الشاه، ليدخل العراق من يومها تاريخ العيش على حافة الفناء الثاني، لا البيئي، بل الاحترابي، بدءا من الحرب العراقية الايرانيه بعد الثورة هناك، اطول حرب بين بلدين بعد الحرب العالمية الثانيه، والتي اسقطت امتياز الريعيه الاستقلاليه، وحملت نظام البعث الديون، ماقد اصابه بالجنون والاختلال السياسي العسكري، بحثا عن تعويض غير ممكن من دون استمرار الحروب التي اورثت البلاد اول حرب عالمية، تبعها اقسى حصار مضروب على دولة في التاريخ لمدة 12 عاما، وماجاء من حرب عالمية اخرى ثانية، وانهاء للكيانيه العراقية، قبل سلسلة الحروب الطائفية، والتفجيرات التي كلفت ماتكلفة حرب بين بلدين/ الى اليوم، من الانهيار الشامل والكلي ـ وتسيد الحثالة المجتمعية ـ على الصعد كافة، بظل اختفاء اي شكل من اشكال الاثر او الحضور لاي تعبير يمكن نسبته الى ماعرف ب "الوطنيه" واحزابها، وقد اختفت من الوجود، او تحولت الى دكانه تاتمر باوامر السفارة الامر يكيه في بغداد، كما حال من يسمون انفسم بالشيوعيين. يتبع / ملحق: الرؤية "الوطن كونيه العراقية" القادمه
#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عراق بلا منظور وطني عراقي(1/2)
-
سوريا حيث إقامة-الدولة-جريمه
-
هل يعودالشرق الاوسط ل-قيادة-العالم/ملحق ج
-
هل يعود الشرق الاوسط ل-قيادة- العالم؟/ ملحق ب
-
هل يعود الشرق الاوسط ل-قيادة- العالم؟/ملحق أ
-
هل يعود الشرق الاوسط ل -قيادة- العالم/ 2
-
هل يعود الشرق الاوسط ل-قيادة- العالم؟/1
-
-اللاارضوية- بديل الماركسية الافله/ ملحق ج
-
- اللاارضوية-بديل الماركسية الافله/ ملحق ب
-
-اللاارضوية-بديل الماركسية الافله/ملحق أ
-
خطوة فاصلة قبل الابراهيميه-الصهيو/ترامبيه-/ملحق
-
خطوة فاصله قبل الابراهيميه-الصهيو/ترامبيه-(2/2)
-
خطوه فاصلة قبل الابراهيميه-الصهيو/ ترامبيه-*(1/2)
-
-اللاارضوية- بديل الماركسية الآفله/ 4
-
- اللاارضويه- بديل الماركسية الافله/3
-
-اللاارضوية- بديل الماركسية الآفله/2
-
-اللاارضوية- بديل الماركسية الآفله /1
-
الوطن كونيه العراقية حين تظهر/ملحق
-
-الوطن كونية العراقية-حين تظهر/ 5
-
-الوطن كونية العراقية- حين تظهر/4
المزيد.....
-
دبي.. القمة العالمية للحكومات
-
والدة رهينة تناشد رئاسة الوزراء الإسرائيلية
-
وسط شكوك حول قدرة صمود الهدنة.. الجيش الإسرائيلي يستدعي جنود
...
-
فالنسيا: ترميم آلاف الصور المتضررة من الفيضانات بمساعدة الذك
...
-
مسؤولون عرب كبار يحذرون من عواقب خطة ترامب لغزة وتداعياتها ا
...
-
مقتل عسكري تونسي بجمهورية إفريقيا الوسطى
-
مصادر لرويترز: السيسي لن يسافر إلى واشنطن حال رغب ترامب بالح
...
-
داود أوغلو يدعو لربط غزة بالجمهورية التركية كمنطقة حكم ذاتي
...
-
تونس.. الحكم بسجن نائب سابق 8 أشهر
-
البرلمان الأرمني يعتمد مشروع قرار لبدء عملية انضمام البلاد ل
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|