|
الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 8251 - 2025 / 2 / 12 - 13:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
FDLP 1 ) بحلول يوم 22 فبراير 1969 ، يكون قد مر على بزوغ الجبهة خمسة وخمسين سنة (55) خلت .. خروج الجبهة عندما انفصلت عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين FPLP ، كان حدثا تاريخيا واستثنائيا ، حيث ستتماوج مع الفكر الثوري الأوربي التي يزغ كفر معارض للماركسية التقليدية ، خاصة ماركسية الاتحاد السوفياتي المنحل . فماي 1968 في اوربة وبفرنسا وألمانيا ، كان له الفضل في بروز الفكر الماركسي اللينيني ذي الخيوط الماوية والگفارين وسط مثقفي اليسار الفلسطيني ، الذي رفعوا شعار الأممية ، وتخلوا عن النظرية القومية الماركسانية ، فإمّا ماركسي لينيني او لا شيء . خرجت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، من جب الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي أسسها الزعيم المسيحي جورج حبش الفلسطيني الأصل ، بزعامة الأردني ناييف حواتمة البارع في الكلام من دون أوراق .. وترأُّس ناييف حواتمة الأردني للجبهة ، كانت له رسالة قوية ليس للجبهة الشعبية الماركسية القومية ، بل كانت رسالة للداخل الأردني خاصة جيش التحرير الفلسطيني التي شارك ضمن جيش الملك حسين في حرب شتنبر 1971 " أيلول الأسود " التي انتهت بخروج منظمة التحرير الفلسطينية من الأردن ، وتوجهها الى لبنان كخط تماس مع إسرائيل في المواجهة . وقد فشل دور الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر رأب الصراع بين الملك وحسين وبين منظمة التحرير لان الملك حسين كان مرتبطا مع أمريكا وانجلترا وإسرائيل ، وهو الارتباط الذي فضحته گلدا مايير زعيمة حزب العمل آنذاك التي شغلت منصب رئيسة الوزراء في حرب الغفران سنة 1973 ، وسماها العرب بحرب أكتوبر .. خروج الجبهة الديمقراطية عن الجبهة الشعبية القومية الماركسية ، سيؤثر في عملية بزوغ اليسار الجديد بالعالم العربي ، وهو اليسار الذي تمرد على الأحزاب الشيوعية العربية الهرمة ، وطرح الماركسية في خطها النقي . لقد كررت شعارات الجبهة الديمقراطية كل من منظمة الى الامام المغربية ، وروجت له منظمة 23 مارس ، قبل ان ترجع الى الفكر الماركسي القومي ، خاصة عند تأسيس منظمة العمل الديمقراطي الشعبي OADP . كما تم الترويج لخطاب الجبهة اليسار الجديد التونسي ، وبالسودان ولبنان ومصر وسورية .. وهو يسار يدعو الى بناء الجمهورية العربية الديمقراطية .. قبل حلول ربيع روسيا " الگلسنوست " او " البرستروكة " ‘ ستعرف الجبهة الديمقراطية تراجعا في قوتها وفي شعاراتها ‘ وتحول ناييف حواتمة الى شخص بارع في الكلام كما كان في الأردن .. وأصبحت اطرها تقتني اللباس الأوربي المصنف ‘ وتركب السيارات المصنفة ، وظل اطرها البرجوازيون يجسدون النضال في الكلام المعسول ، بعد ان ابتعدوا عن شعارات 1970 ، باسم الشفافية والعقلانية ، في حين استمرت الشعبية على خطها ، الذي سيعرف تراجعا بعد موت جورج حبش الملقب بالحكيم .. الآن ليس الجبهتين من تراجع دورهما ، وساهم في التأثير على الشعبية سقوط دمشق .. بل ان كل منظمة ( التحرير الفلسطينية ) انتهت ، بسبب خيانة قياديها الذين عملوا مخبرين عند الشاباك والموساد والجيش الإسرائيلي كمحمد دحلان ومحمود عباس ( قتلة عرفات ) ، وحسين الشيخ وقريع الذي مات ، وياسر عبد ربه منصور الذي يملك فندقا بالدانمارك .. واصبح حتى الحلم بالكيان الفلسطيني من قبل المستحيلات . انتهى الصراع بعد مؤتمر مدريد 1982 ومؤتمر Oslo في سنة 1993 ، الى القضاء النهائي على الدويلة الفلسطينية ، والقضاء النهائي عن حق العودة ... إسرائيل وكدولة حضارية ، ومن اجل ارض الميعاد وشعب الله المختار ، تؤمن وكعقيدة بان الدم هو من يصنع شعب الله المختار ويصنع ارض الميعاد .. كل اوربة وامريكا ضد حق العودة ، وضد بناء الدويلة الفلسطينية ، وطبعا هناك ادوار تلعب بين الفرقاء الغربيين ، لكنها تجتمع ضد بناء الدولية وضد حق العودة . وزاد وساهم في هذه القناعة بزوغ الإسلام السياسي كحماس الإرهابية التي تسببت في قتل اكثر من 100 الف فلسطيني ، وتسببت في تبخر شيء كان يسمى بالقضية الفلسطينية .. فما حصل في 7 أكتوبر من حماس كان خيانة كبرى ، ضربت القيادة المشتركة ، التي خرجت عنها حماس ، دون ان تخبرهم بما قامت به من إرهاب مُدان .. فقتل اكثر من 10 الف فلسطيني ، ونهاية القضية الفلسطينية ونهاية حق العودة .. سمة عار في جبين الإسلام الاخواني والجهادي ، حماس والجهاد الذين خرجا عن عمليات الغرفة المشتركة ، ليستفردا وحدهم بالقرار الفلسطيني الاسلاموي .. الذي أوصل الحالة الى ما هي عليه اليوم .. تم طي كل الكتاب ، وليس بعض صفحاته .. 2 ) سياسة الأنظمة العربية .. ثغرة في النضال القومي : ان الأنظمة العربية بذيليتها وتخلفها واقعا ووعيا و آفاقا ، تشكل عائقا أساسيا في وجه المسيرة النضالية للشعب العربي . وتتجلى هذه المسألة على واجهتين مترابطتين ومتكاملتين . واجهة داخلية وواجهة خارجية . --- فعلى المستوى الداخلي ، يتركز الحرص الأساسي للأنظمة العربية ، على تهميش الجماهير وابعادها عن القرار والتوجيه . فمساهمة الجماهير ى تتعدى عند هؤلاء الحكام مفهوم دعم النظام والسلطة والتصفيق لمقرراتها . وأمّا ابداء الرأي والقدرة على التعبير وعلى التنظيم ، وممارسة الحقوق الديمقراطية الدنيا فهذه تعد جرائم توصل أصحابها الى غياهب السجون والمعتقلات والتشريد . فسواء تعلق الامر بأبسط مظاهر الحياة اليومية ، او بأخطر القضايا القومية والوطنية ، فان الحكام العرب يتصرفون فيها كما يتصرفون في طاقات المجتمع وثرواته المادية والبشرية ، حسب مصالحهم الاجتماعية الضيقة ، وفي دائرة نخبوية تصبح فيها المواطنة نوعا من الامتياز . ان تكبيل الطاقات الشعبية ، وقمع التحركات الجماهيرية بشكل منهجي ، يشكل مساهمة مباشرة في خدمة المخططات الامبريالية من جانب الحكام . ذلك انهم بهذه السياسة يحرمون حركة التحرر العربي من عمق جماهيري عربي واسع ، ويحرمونها من دعم حقيقي لا يمكن ان توفره لها أطنان الأسلحة التي يكدسونها لحماية عروشهم وكراسيهم . ان تحرر حركة التحرير العربي من وصاية النظام السياسي العربي العميل هو الذي يعطيها القدرة على الصمود ، ومواجهة العدو دون مساومات ، ودون تراجعات مبدئية . --- اما على المستوى الثاني ، أي المستوى الخارجي ، فان النظام السياسي العربي بتبعيته للرأسمالية العالمية ، وبمراهنته وارتباطه بالولايات المتحدة الامريكية بهذا الشكل او ذاك ، تجعل منه طابورا خامسا للعدو الامبريالي داخل الوطن العربي . فتعامل النظام السياسي العربي مع القضايا القومية ، لا يتعدى حدود محاولة توظيف هذه القضايا ، في تسكين تناقضه الداخلي ، وضمان استمرار مصالحه الاجتماعية ، وسيطرته على رقاب الجماهير . ان هذا التعامل ، يفقد الأنظمة السياسية العربية من ادنى حد من الاستقلالية في رسم مواقفها ، بل يجعلها خاضعة باستمرار لتوجيه الامبريالية الامريكية ، ومنفذا امينا لمخططاتها ومناوراتها . فما اثبتته جميع المعارك العربية ، وما تثبته الاحداث الجارية بالساحة العربية ، لهو غياب الحس الوطني الأدنى لذا هذه الأنظمة العميلة ، وعجزها الهيكلي عن التصدي لأبسط مقومات التضامن القومي ، في وجه عدو حضاري تتعدي اطماعه حدود فلسطين ، لتشمل الساحة العربية ككل . 3 ) نماذج عن المشروع الاستراتيجي الصهيوني اليهودي : تفكيك لبنان وخلق دولة مسيحية بجوار الدولة اليهودية . فشيء من التاريخ : فمن لا تاريخا له لا ملة ولا اصل له . لقد كانت دائما لإسرائيل أطماع ترابية وسياسية في لبنان . فالأطماع الترابية المتعلقة بالجنوب اللبناني ، ومصادره المائية ، قد عبرت عنها الحركة الصهيونية غير ما مرة ، حتى قبل دولة إسرائيل اليهودية . اما الاطماع السياسية ، فهي موجهة ضد النظام السياسي اللبناني المتعدد الطوائف ، وهي تعود الى الخمسينات من القرن الماضي من القرن الماضي ، عندما كان حزب العمل الإسرائيلي يطبخ المؤامرات لبث الاضطراب في لبنان ، خاصة عن طريق دفع بعض القادة المارونيين الى تكسير الوفاق الإسلامي – المسيحي . وهنا ودائما للتاريخ ، لا غرابة ان نرى شمعون بيريز يدعو شخصيا اليوم الى تقسيم لبنان ، وفصل المسلمين عن المسيحيين ، وارجاع لبنان الى حدود ما قبل الحرب العالمية الأولى . ودائما للتاريخ سنسرد مقتطفات من " يوميات موشي شاريت " وزير خارجية إسرائيل سابقا ، تظهر ان مشاريع إسرائيل في تفكيك لبنان ، تعود على الأقل الى سنة 1954 . مغامرة حمقاء : في 27 فبراير 1954 ، نقل شاريت ما قاله بن گريون خلال اجتماع مع موشي ديان و مع لا فون : " .. لقد حان الأوان ليعلن المارونيون في هذه البلاد دولة مسيحية . وقد اجبت ان هذا غير معقول . فلبنان مسيحي ينبغي ان يخلى عن صور وطرابلس والبقاع ، وليس في العالم اية قوة تستطيع ارجاع لبنان الى حدود ما قبل الحرب العالمية الأولى ، لا سيما وانه سيفقد آنذاك سبب وجوده الاقتصادي . " . وفي نفس اليوم ، أوضح بن گريون في رسالة الى شاريت ان " لبنان هو اضعف حلقة في الجامعة العربية ، وان المسيحيين يشكون اغلبية السكان في لبنان التاريخي ، اغلبية لها تقاليد وثقافة مختلفة ، عن تقاليد وثقافة أعضاء الجامعة الاخرين " مضيفا " لقد ارتكبت فرنسا خطأ فادحا بتوسيعها حدود لبنان . ان المسلمين ضمن هذه الحدود الموسعة ، ليسوا أحرارا في التصرف كما يريدون ، حتى ولو كانت لديهم الأغلبية ، وذلك خوفا من المسيحيين . ان انشاء دولة مسيحية ، هو بالتالي عمل طبعي وذو جذور تاريخية (...) في الأحوال العادية سيكون هذا مستحيلا عمليا (...) ، لكن في أوقات الاضطراب والثورة او الحرب المدنية la guerre civil ، فان الوضع يتغير ، وحتى الضعفاء يظهرون بمظهر الابطال . ربما حان الوقت لخلق دولة مسيحية بالقرب منا . ان هذا يعني هذه المرة ، ان كل الطاقات وكل الوسائل يجب ان تستخدم لهذا الهدف ، وان علينا ان نتحرك في جميع الاتجاهات لخلق تغيير جذري في لبنان . ان هدفنا لن يتحقق بدون مراجعة حدود لبنان . لكن اذا استطعنا ان نجد في لبنان رجالا او مهاجرين بوسعهم تعبئة السكان لإنشاء دولة مارونية ، فانه لن يفيدهم وجود حدود موسعة وسكان مسلمين كثيرين " . وفي 16 1953 على اثر اجتماع لمسؤولي الدفاع والشؤون الخارجية ، كتب شاريت متحدثا عن قائد الأركان موشي ديان : " حسب ديان ، سيكون من الضروري فقط العثور على ضابط ولو كان قائدا بسيطا ، يمكننا ان نكسب عطفه ، او نشتريه وندفعه لكي يعلن نفسه منقذا للمارونيين . وآنذاك يدخل الجيش الإسرائيلي الى لبنان ويحتل الأراضي الضرورية ، ويقيم نظاما مسيحيا يتحالف مع إسرائيل ك سعد حداد قائد الجيش الجنوبي . اما الأراضي الواقعة في جنوب نهر الليطاني ، فستضمها إسرائيل بالكامل ، ويسير كل شيء على ما يرام " . وفي 27 مايو 1954 كتب شاريت يقول : " لقد ايد قائد الأركان العامة ، مخططا يرمي الى ارشاء ضابط (لبناني) ، يقبل ان يكون بيدقا حتى يظهر الجيش الإسرائيلي ، وكأنه يستجيب لنداء تحرير لبنان من اضطهاد المسلمين . لقد كانت الحركة الصهيونية ترى في افكيك الشرق العربي شرطا لاستمرارها ككيان سياسي وعسكري . وهذا ما تأكد مع الغزو الإسرائيلي للبنان . (1982) . فمنذ بداية شهر يونيو نشرت مجلة " كيوم نيوم " الصهيونية اليهودية مقالا بعنوان " استراتيجية من اجل إسرائيل في الثماينات " يرسم خطوط المخطط الصهيوني في الشرق الأوسط ، وهو نفسه المشروع التي تم التنظير له من قبل صقور البيت الأبيض بعنوان " الشرقي الأوسط الكبير وشمال افريقيا " .. وهو في طور الإنجاز الكامل للشرق الأوسط ، ويحضر جديا لشمال افريقيا .. حيث سيكون رأس النظام الجزائري ووحدة الجزائر مطلوبين ، ولم ينجو من المخطط النظام المزاجي ، في الصحراء وبالريف .. استراتيجية من اجل إسرائيل الكبرى في الثمانينات : هي نفسها الاستراتيجية خدمت عليه إسرائيل ، واتقنها الرئيس Trump عندما وقف وراء طرد الفلسطينيين الى سيناء الإسرائيلية والى الأردن موطنهم الأصلي . وينطلق المخطط ، من التحكم في الأردن الهش ، وترحيل الفلسطينيين اليه ، ثم تفكيك مصر الى مجموعات دويلات ، واحدة قبطية مسيحية ، وثانية في الصعيد ، ودويلات أخرى محلية ضعيفة بدون سلطة مركزية ، تقسم لبنان الى خمس دويلات كنموذج للعالم العربي كله ، ثم تفكيك سورية وبعدها العراق الى مناطق عرقية ودينية كما في لبنان : " في سورية بإقامة دولة علوية في الساحل ، ودويلة سنية حول حلب ، وأخرى حول دمشق ، بالإضافة الى دويلة درزية . اما في العراق ، فينبغي تجزئته " بمساعدة كل المواجهات العربية الى ثلاث دويلات او اكثر ، تبعا للمناطق الشيعية والسنية والكردية ... الخ . لقد كان القادة الأمريكيون والإسرائيليون يفكرون في تنزيل هذا المخطط اثناء حرب الخليج الثانية ، وهو مخطط فضحته وزيرة الخارجية الامريكية هلاري كلنتون .. وتم التراجع عن المخطط لحشد الدعم لإسقاط نظام ابعث في العراق .. وبعد الانتهاء من العراق يمكن الدرج في تفكيك كل الأقطار واحدا واحدا وبالتتابع .. وهنا فان رأس النظام الجزائري سيكون مطلوبا ، لمواقفه من إسرائيل وامريكا وفرنسا ... والدخول الى اسقاط النظام الجزائري وتفكيك الجزائر سيكون من باب جمهورية القبايل .. التي تحتضنها فرنسا و تلقى المساعدة من قبل دول الاتحاد لأوربي وكندا .. ويشكل لبنان ضمن هذا المخطط التقسيمي الشامل مرتكزا للتطبيق . فتفكيك لبنان الى دويلات ، سيؤدي الى احتدام التوتر في مجموع الشرق الأوسط . وهذه الطائفية المسترسلة لمجتمعات الشرق العربي ، هي التي تريد إسرائيل الوصول اليها عن طريق تفسيخ المجتمع اللبناني . ففي تعاقب الكيانات الطائفية هذا ، ستوفر إسرائيل لنفسها موقع الهيمنة على الوضع بالمنطقة .. فهل فهمته مخطط تدمير ليبيا والعراق وسورية واليمن والاقطار الاخرى في الطريق .. الحرب الوقائية والمجال الحيوي : هل حقا ان إسرائيل في جميع حروبها كانت تمارس الحرب الوقائية باسم الدفاع عن مجالها الحيوي ؟ ويصبح السؤال هل حرب لبنان في سنة 1982 ، مجازر صبرا وشاتيلا ، وحب غزة مؤخرا ، حرب النكسة التي احتلت فيها إسرائيل سيناء والجولان وجزء من لبنانى، ومجزرة قنا 1 وقانا 2 ، ومحمد الدرة ، ودير ياسين ... الخ ، هي حقا حروبا " وقائية " ؟ الملاحظ ان اليهود الصهاينة الى الآن لم يحددوا يوما مساحة الدولة التي يريدونها ، بل ان احد زعماء الصهيونية البارزين ، سبق ان صرح " ... ان حجم الدولة الصهيونية سيتم تحديده من خلال الحرب .. ، أي الدم . فبالإضافة الى إسرائيل الكبرى من النيل الى الفرات التي يؤمن بها رئيس الحكومة الإسرائيلية Ben Jaman Netanyahou وتؤمن الدولة الإسرائيلية ، فان دولة إسرائيل تبحث عن المزيد الأراضي ، وهنا فان إسرائيل ، صاحبة الاطماع التوسعية لن تتنازل عن الضفة وقطاع غزة ، ولن تتنازل عن الجولان التي ضمتها في سنة 1981 ، وكذلك الشأن بالنسبة للأراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها . اما بالنسبة لشعار الحرب الوقائية ، فيجب التذكير انها المبرر الوحيد الذي تلجأ اليه تل ابيب عند مهاجمتها لبلاد عربية ، خاصة محاربة التوسع الشيوعي سابقا ، وحصر المد الاسلاموي لاحقا ، فوصف حرب إبادة كما حصل في غزة ، التي قتل فيها اكثر من 100 الف فلسطيني بالحرب الوقائية التي تفرضها الضرورة امام الارهاب والعداء العربي غير مقبولة على الاطلاق . اما بالنسبة للقانون الدولي ، وقرارات الهيئات الدولية ، فان الصهيونية لا تعتبر نفسها معنية به اطلاقا ، اذ انها تعتبر ان ما تعمله وتقوم به ، يستند الى " حق تاريخي طبيعي " ، الحضارة اليهودية منذ اكثر من 3000 سنة خلت . وقد عبر عنه المنظر الصهيوني ومن قلب لندن " روبير مسراحي " عندما قال : " ان للرجل اليهودي والدولة اليهودية الحق في العيش حسب اختيارهما وخاصيتهما " . وقد علق الكاتب ورجل القانون الفرنسي " فيليب دو سان روبير " على هذا قائلا . ان هذا الطرح لا يختلف عن الاعتراف بان " هتلر كان له الحق كذلك في بناء الدولة النازية كما يشاء ، وتقتيل الأبرياء كما يحلو له " ..وهذا الطرح يشكل في حقيقة الامر مثالا ساطعا عن افراغ مفهوم الحق والقانون من محتواهما الحقيقي ، وتحويلهما الى أدوات لتبرير الظلم والعسف والاستعباد .. ان الخطورة هنا ، ان القانون الصهيوني يعتمد على تأويل صهيوني لليهودية ، وينصب نفسه حاميا " لشرف اليهود ونقاوة دمهم " ، ويحصل هذا بنفس الطريقة التي حرّم بها القانون النازي في 15 سبتمبر 1935 الزواج المختلط بين العنصر الألماني وغيره ، وذلك من اجل حفظ " نقاوة الدم الألماني والشرف الألماني على حد تعبيره الحرفي .." . إسرائيل تخوض حرب مشروع حضاري يهودي ، لا يمكن هزيمته الا بمشروع حضاري مماثل ، وحيث انه لا يوجد هناك مشروع عربي إسلامي ، فان في أي حرب تندلع ، تسحقها إسرائيل سحقا تاما .. وطبعا ففي جميع ( المفاوضات ) الحوارات التي جرت منذ مؤتمر Madrid الذي استغرق عشر سنوات و(فشل ) من 1982 ، وتبعه مؤتمر Oslo من سنة 1993 وفشل ، كانت إسرائيل الحضارة هي من يفاوض ، وكان الفلسطينيون وهم ( يتفاوضون ) يتحاورن يجهلون الصفة التي تتفاوض بها إسرائيل .. وطبعا انتهى كل شيء . انتهى حلم الدويلة الفلسطينية ولو منزوعة السلاح ، وانتهى حق العودة .. ول يبق غير الوصول الى اض الميعاد " من النيل الى الفرات " ..
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ظاهرة عبدالاله عيسو
-
هل هو السكوت الذي يسبق العاصفة ، ام ان قدر المغرب هذا النظام
...
-
سكرتارية مجلس الاتحاد الأوربي
-
من واجب موريتانية التزام الحياد في معالجة نزاع الصحراء الغرب
...
-
نهاية شيء عُرف سابقا بالقضية الفلسطينية -- نهاية شيء عُرف سا
...
-
يتحدثون عن حرب بين اسبانية وبين النظام البوليسي المغربي .
-
الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية /الجمهورية الصحراوية
...
-
هل هناك فعلا مشروع حضاري عربي إسلامي .؟
-
فرنسا مهد المدنية والديمقراطية وحقوق الانسان
-
ارض الميعاد اليهودية من الفرات الى النيل
-
موقف المملكة الاسبانية من نزاع الصحراء الغربية
-
السلفية الجهادية تعلن استعدادها لنقل الحرب الى الداخل الجزائ
...
-
أي نظام للحكم نريد ؟
-
هل حقا ان النظام المخزني المزاجي العلوي يهدد اسبانية بالحرب
...
-
انتصار الحضارة اليهودية المسيحية
-
عزيز غالي رئيس الجمعية المغربية لحقوق الانسان
-
محور المقاومة . العقل العربي الغبي
-
حزب الله (اللبناني) الإيراني
-
سورية
-
الدولة المارقة
المزيد.....
-
لماذا اختار ترامب السعودية كمكان محتمل لاستضافة قمته المقبلة
...
-
البحرية الأمريكية: حاملة الطائرات ترومان تصطدم بسفينة تجارية
...
-
بحضور محمد بن سلمان.. قمة مرتقبة بين ترامب وبوتين في السعودي
...
-
حافظ الأسد يثير الجدل بفيديو جديد يكشف تفاصيل هروب العائلة إ
...
-
أنا أعزب، فماذا أفعل في يوم عيد الحب؟
-
بعد حادث الدهس -الشنيع- .. شولتس يتعهد بطرد المشتبه به الأفغ
...
-
العراق: لا لتهجير الفلسطينيين
-
لبنان.. إصلاح العلاقات داخليا وخارجيا
-
زيلينسكي يعرب عن استيائه من اتصال ترامب ببوتين
-
طهران: لا تفاوض مع واشنطن
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|