خالد خليل
الحوار المتمدن-العدد: 8251 - 2025 / 2 / 12 - 11:56
المحور:
كتابات ساخرة
في مشهد عبثي جديد من مسرحية "السيادة تحت الاحتلال"، يطلّ علينا الرئيس محمود عباس بمرسوم يواكب روح العصر: لا مستحقات للأسرى وأهاليهم! فقد آن الأوان، على ما يبدو، لأن تنضمّ السلطة رسميًا إلى نادي "تجفيف المنابع"، جنبًا إلى جنب مع دونالد ترامب، شريكها غير الرسمي في سياسات "العقوبات المالية الإبداعية"!
ترامب قطع دعم الأونروا؟ عباس يردّ بالمثل!
يبدو أن عباس، تأثرًا بمعلمه ترامب، قرر أن يسحب ورقة الدعم المالي بنفسه. ترامب رأى أن اللاجئين الفلسطينيين مشكلة يجب أن تتبخر، فبدأ بتصفية الأونروا، أما عباس فقد قرر أن الأسرى وعائلاتهم مجرد "حمل زائد"، فكانت الخطوة التالية وقف مستحقاتهم. ومن أفضل من صاحب القضية ليُنفّذ قرارات الاحتلال بنفسه؟
"سياسة الجزرة والعصا... ولكن بلا جزرة!"
الفرق الوحيد أن ترامب كان يلوّح بالضغط المالي على الفلسطينيين للحصول على تنازلات، بينما عباس يضغط على الفلسطينيين... من أجل لا شيء! لا مكاسب سياسية، لا تحسين في الموقف الدولي، فقط المزيد من القهر الشعبي والغضب العارم. وكأن الرجل لا يملك سوى زرّ واحد: "كيف أزيد الأمور سوءًا؟"
ديمقراطية مدى الحياة!
على الأقل ترامب غادر البيت الأبيض بعد أربع سنوات (رغمًا عنه طبعًا)، أما أبو مازن فهو باقٍ ما بقيت السلطة، رغم أن ولايته القانونية انتهت منذ أكثر من عقد ونصف. الانتخابات؟ تلك نكتة قديمة لا تثير ضحكه حتى!
ترامب وبايدن... وأبو مازن إلى الأبد!
في واشنطن، الرؤساء يتغيرون، في رام الله، الرئيس يتجدد تلقائيًا مثل اشتراك الإنترنت. في أمريكا، السياسة تُبنى على المصالح، أما في مقاطعة المقاطعة، فالقرارات تُصاغ على قاعدة: "كيف أغضب الجميع ولا أرضي أحدًا؟"
في النهاية... من أسوأ؟
ترامب على الأقل كان يعمل لمصلحة بلاده (بطريقته المجنونة)، أما أبو مازن... فمن الواضح أنه يعمل ضد مصالح شعبه، بجهد مذهل يستحق التقدير (من خصومه طبعًا). فهل نقول إن أبو مازن مثل ترامب؟ ربما... لكن من يدري، لعلّه أسوأ!
#خالد_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟