ضيا اسكندر
الحوار المتمدن-العدد: 8251 - 2025 / 2 / 12 - 11:55
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قرأت كثيراً عن سير زعماء عرب وأجانب، عن غرورهم وصلفهم وعنجهيتهم وبلطجيتهم، لكنني لم أصادف زعيماً يفوق ترامب في وقاحته. هذا الأحمق لا يعرف حداً لتجاوزه، ولا يتوقف إلا عندما يُواجه بغطرسة مماثلة.
خذوا هذه الأمثلة:
• حين وصف ترامب، زعيم كوريا الشمالية بـ "الرجل الصاروخ"، ردّ عليه الأخير بوصفه بـ "العجوز المختل".
• عندما هدّد إيران بالدمار، جاءه الرد بأن أي حرب ستجعل قواته "تغرق في مستنقع لن تخرج منه".
• وحين تبجّح بقوته أمام الصين، لم يتردد قادتها في فرض عقوبات قاسية على الشركات الأمريكية، ملوّحين بأنهم قادرون على خنق اقتصاده.
• عندما وصف دول إفريقيا بـ "الحثالة"، ردّ عليه أحد زعمائها قائلاً: "بلداننا لم تُبنَ على ظهور العبيد كما بُني بلدك."
• حتى حلفاؤه لم يسلموا من عنجهيته، لكنهم ردّوا بالمثل، كما فعل الرئيس الفرنسي حين واجهه ببرود قائلاً: "أوروبا لم تعد تعتمد عليكم".
السؤال الذي يطرح نفسه: هل سنسمع يوماً زعيماً عربياً يجرؤ على ردّ الصاع صاعين؟ أم أن الوقاحة ستظل امتيازاً حصرياً لبعضهم؟
في النهاية، لا يُوقف الغطرسة إلا غطرسة مضادة، ولعبة الاستعلاء لا يجيدها المترددون. أما التاريخ، فهو لا يرحم الجبناء.
#ضيا_اسكندر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟