|
ثنائية العين ( مسلمات الدلالة... الكسران ... الهجران )
نسرين جواد شرقي
الحوار المتمدن-العدد: 8251 - 2025 / 2 / 12 - 09:23
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
ثنائية العين ( مسلمات الدلالة... الكسران ... الهجران ) نسرين جواد شرقي ... 13 / 12 / 2024 ...الجمعة فاض الفلاسفة بقضية الثنائية ...أنهل البعض وصاب الآخر كقضية ( ثنائية العقل )هي افتراض أن الظواهر العقلية، في بعض النواحي غير مادية، أو أن العقل والجسد غير متوائمين. بالتالي، فإنها تشمل مجموعة من وجهات النظر حول العلاقة بين العقل والمادة، تتناقض مع مواقف أخرى، مثل المادية في مسألة العقل والجسد ( رينيه ديكارت لثنائيته). ثنائية (الهوية والغيرية). كثير من الفلاسفة ،شغلتهم هذه القضية للبحث بين طيات الكتب ،كونها من أهم القضايا الفلسفية المعاصرة، قد تكون مشكلة قديمة طرحتها الفلسفة اليونانية، ان البدايات التاريخية الأولى لجدلية الهوية والغيرية، هو العودة إلى أفلاطون الذي كان سباقا في طرح هذه المسألة، لكن تحت تصوّر آخر تمثل في : جدل العين والغير، المناسبة كانت في معرض نقاشه مع "بارمنيس" حول جدل الوجود واللاوجود، من رحم هذه الثنائية ولدت جدلية العين والغير أو الهوية والغيربة . كان لابدّ من طرح الإشكاليات حولها ومنها: ما هو السياق لثنائية العين والغير عند أفلاطون؟ هل هو سياق واحد أم متعدّد؟ ثم ما دلالة كل سياق؟ انها رؤية أفلاطون في الفلسفة ، الفلسفة الغربية ثنائية والعقل وجدلية الوجود واللاوجود...لكن (جميل بن معمر) ، له نظرة جميلة ،اذ تكمن مسلمات الدلالة ،فقال( إنّي لأنظر في الوجودِ بأَسرهِ .......لأرى الوجوهَ، فلا أرى إلاّك قالوا ويخلقُ أربعينَ مُشابها ......... من أربعينك لا أريدُ سِواك......... تناثرت تلك الرؤى : بين هم يرون وبين انّا ارى ، فقلت لا انظر في الوجود بأسره لأرى الوجوه .. اني أرى الفريد في الوجود، لأرى لا اربعين منك ولن يكون ،وان كان منك في الوجود هم سوى اشباه الوجوه ، واشباه الحقيقة ، اراهم وجودا ،لا وجوه ،كثر هم في الوجود، انت تفردت في الوجوه ، فكنت انت الوجود، في وجودهم، وكانوا هم الوجوه في لا وجودهم . تشابكت تلك الوجوه مع التي تناثرت في الوجود ، فقال أبو العتاهية اذ اختصر الدنيا في أبيات شعر، فقال:( نأتي إلى الدنيا ونحن سواسية طفلُ الملوكِ كطفل الحاشية ... ونغادر الدنيا ونحن كما ترى متشابهون على قبور حافية...أعمالنا تُعلي وتَخفض شأننا وحسابُنا بالحق يوم الغاشية... حور، وأنهار، قصور عالية وجهنمٌ تُصلى، نارٌ حامية ... فاختر لنفسك ما تُحب وتبتغي ما دام ... الوجود هو النّفَس ونبضة قلبك إلى حبيب، وقربك منك، وضحكة صديق)، لطالما أحببت الكلام في الوجود واللحظة... فالبعض يرى الوجود فقط هو حقيقة أننا موجودين على هذه الحياة، لكن ما يجعلُ الحياة حقيقية هو المعنى والمعنى هو انت، أنّك لم تُخلق عبثاً بل انت الوجوه ثم انت الوجود، لك الاختيار بمن سبق من ؟؟؟ "اوشو" ايها الفيلسوف انك تتحدث في امر يبدو جنونياً، هو الوجود، يقول أنّ اللحظة الوجودية للإنسان هي اللحظة التي يعرف فيها ذاته ويعرف ما يشبهه في هذا الكون. هذا المعنى عميق جداً يبعث للنفس أن الكون هو" يعزف أغنية الوجود" فكلنا مدعوون إلى ذلك الجمال وتلك السيمفونية الخالدة، التي يجب أن نعزف ألحانها نحن البشر" انه رايك يا اوشو. بعزف على الة القدر وبلحن الذكريات والدعوة الى حفلة الوجود ،ببطاقات الاتمان على الوجود في حياة الفناء ام الخلود، تلك الحفلة التي تتراقص بها الاقدار ، بين تلك الوجوه هل جمعها الوجود، ام الاقدار جمعت الوجود ، لتلك الوجوه، أتساءل ؟؟؟ لماذا ؟ ثنائيون ...ايها الاخرين انهم يؤكدون ان الثنائيون في فلسفة العقل على الاختلاف الجذري بين العقل والمادة. ينكرون جميعًا أن العقل هو نفس الدماغ، ينكر البعض أن العقل هو نتاج الدماغ بالكامل. هذه الطرق المختلفة التي يحاول بها الثنائيون تفسير هذا الاختلاف الجذري بين العالم العقلي والعالم المادي. كان اهتمام وتناقش لمجموعة واسعة من الحجج المؤيدة والمعارضة للخيارات الثنائية المختلفة. التي اختلف ام اتفق عليها هم في الاصل ثنائيون .ليكثر الجدل والحوار رغم الاختلاف لتكون النتيجة من الاختلاف صوغ الحقيقة... لماذا كل تلك المتاهات لصوغك ايتها الحقيقة ، لماذا الجهد المتفرد ( جدال ...حوار) في ممرات الكهوف ، ايقن انه لا وجود سوى منفذ واحد لطريق واحد يوصلك اليه انه ( الحقيقة )،ليكون هناك من يستقبلك عند نهاية النفق ، تذكر الطريقين ، يوصلانك الى الحقيقة ، تذكر ؟؟؟ انت ايها الجوهر ، انصارك الخواطر( العقل ،المادة). يتكونان من مواد مختلفة كون العقل شيء مفكر يفتقر إلى السمات المعتادة للأشياء المادية : الحجم والشكل والموقع والصلابة والحركة. الطريق للحل هو ان ينقسم ثنائيو الجوهر( العقل ...المادة )،إلى اعتقادهم بأن العقل والجسد مرتبطان...كون العقول والأجساد تؤثر على بعضها البعض سببيًا. ايتها الطاقة على حساب من تكون الفكرة للفطرة السليمة، أننا نتصرف لأسباب محددة ، لكون العقل هو المفكر ، ويا لعجز التفكير عندما ينشغل العقل بالتفكير ذا الاتجاه الواحد الذي تقوده العين التي راته بالعقل، لا ثنائية العين لتجعل الرحلة في اتجاه واحد ، بصفات واحدة ، بروح واحدة ، وبقلب واحد، لنرى الأشياء في روح العالم ، بعين ثنائية ، لروح أحادية. يا لذلك الشعور الحزين في نهاره فرحاً، فشعرت بوجوده يسألوني: - هل تعطي الدنيا بارقة أمل؟ ام أنّ الحياة ليست سوى وجوه ؟ ثم وجود ؟ ام هي ربح ام خسارة ؟ ام هي مشترك ام مشارك ؟ام هي فرح ام حزن ؟ ام هو جمهور ام هو ممثل؟ هل يطفئ جمال الدنيا ومحاسنها، ام يشع كشمس تشرق صباحا؟ فتجد آمنا قد مَلئت حياتنا وكستها باللّون الأبيض البراق، تشعرنا بالأمل لا بالوحدة ويزيل كلّ شعاع نور ذلك الظلام في الوجود، فان العمر الجميل ينتظر عمرا أجمل. لذا العظة لا تدخل حياة مَن لا يحتاجك...لا تفرض ذاتك على مَن يرفضك. لذا اذهله برحيلك فتتوهم اني قررت البعد...ايها الوجود رأيتك بخير ولم تشتكي الفقد والارتحال...فقرّرت الرحيل لتبقى بخير أكثر، ليبقي لك اللحظات للزّمن الجميل، اذا الوصف بحروف السطور لا بنسمات اوراق الحياة وتقلبها ، اذ تسمع تقلبها ،انها الحياة بصوت الاوراق...لا تتعجب ايها الوجود ؟؟؟ فلك صاحب .. الهجران ... ونعم الصاحب ؟؟؟ يا عجبي ايها الهجران ،اي نوع من الوجوه تمثلت لك التقلبات ، سارت معك لدرب الوجود، بكهف الوهم ، لعالم مفقود، نصف منسيَ، ونصف متذكّر...يا لعجبي ، افصحي يا ثنائية العين ، من اي جانب ترين ، او جهة كانت ترى العين انطقي لا تتردي ، انطقي ... يا عيني ؟؟؟ لك مسلمات دلالية ذات الكسر والهجر، احذر ايها الوعي بهذا الوجود هو القدر الحقيقي . نحن لا نعرف ما إذا كانت الكائنات والأشياء الأُخرى التي تشاركنا الوجود، تملك هي أو بعضها، طريقها الخاص، او وعيها الذاتي لتسترشد لحياتها ووجودها، من يدرك تلك الحقيقة فهي منتهى البداهة، المتمثلة في أننا نملك وجودا ووجوها، ندرك ذلك من خلال تصور إنما وجود ووعي بهذا الوجود، لك الاختيار ككائن يدرك الوجود والوعي بالنسبة للإنسان كونه واعي لوجوده ، ام يدرك الوجود دون وعي . عليك ان تقهر الوجوه كشعاع الشمس. تحس بها أنها تعيش فترتين من طرف البرد هي الشمس ومن طرف الحر هي الشمس ،لم تتغير ولن تتغير ، بقوتها وبأشعتها ، وروعتها انت الاجمل ، تختفي وسط الغيوم والضباب ،رغم ذلك فهي شمس شارقة ،أترى ايها الوجود شروقك ...غروبك ...لك نفس اللمعان ..لا وجوه تغيرك ، لكن انت ايتها الوجوه المبتسمة. اراك شمسا ثانية في عيني ... انت يا شمس لا يضر معك تناثر الاشعة الذهبية ... ولا يقلل من قوتك...كوني انت ..يكون الوجود... فتبقين انت الشمس ...... داب الطريق اذا اقْتَفَى خُطُواته، ليجد مشكلة الوجود والوعي في جانبها المتعلق بوجود الإنسان ذاته، إلى علاقة الإنسان كوجود بالعالم الخارجي نكتشف أنه دائما بحاجة إلى شيء غير موجود لمواجهة العالم الخارجي المشع بشمسه ام بقمره ، شيء يجب عليه أن يخلقه بنفسه، هو مسلمات الإرادة والدلالة ، بشكل أدق الإرادة العاقلة، والدلالة الطائشة بهذه الإرادة على الإنسان أن يواجه قدره المتمثل في وجوده ووعيه، عليه أن يعيش لا كما هو موجود، وإنما كما يقتضي العالم، ومن أجل ذلك فعليه أن يخلق شيئا آخر، هو المعرفة، أي الشيء الذي من المفترض أن يحل التناقُض بين وعيه ووجوده ، وعيه وطيشه الذي يسوقه الى إظهار الجزع من أدنى ضرر، قال البعض: "الأناة حصن السّلامة، والعجلة مفتاح النّدامة"، هو إيمان الإنسان بالله تعالى وبحكمته وأنه عليمٌ حكيمٌ، حَكَمٌ عدلٌ، لا يفعل شيئًا عبثًا، أن أفعاله كلها بمقتضى الحكمة، إيمانُه هذا يدفعه إلى أن يعلم بأن الله سبحانه وتعالى إنما خلق الإنسان بهذه الصفة وقدَّر له أن يحيى هذه الحياة لكمال علمه سبحانه وتعالى وحكمته، والإنسان العاقل ينبغي أن يشتغل بعد ذلك بما يُحقِّق به ، لا يكون الطيش طريقه فيهلك ، وتكون الحياة له قصيرا ، ويكون هو وحيده محاط بأفعاله ومقيد بسلاسل اقواله ، فيهلك وحيدا ، فالحذر ايها الوجود لك ايها الوعي بمسلمات ارادتك ايها الانسان . يا قدري انت مسلمات الدلالة بين الكسران ، وبين الهجران ..أأروي نهري العطش ، فيسري فيه الروح ..أأفتح عيني ويكون شعاع الشمس دليل لوجودي ... ايتها المسلمة اقول فيك ماذا ، الافتراض ، أو القاعدة أساسًا للنظام الشكلي. لا انت المبرهنات ولا النظريات ولا الرياضيات ولا الارقام ولا الاستنتاجات، انت الهجران ...في عين الاقدار... ليست بالضرورة حقيقة بينة بذاتها، لكن انت تعبير شكلي منطقي يستعمل في الاستدلال للحصول على أكبر عدد ممكن من الاقدار... حقائق نظام معرفي مبسطة عندما يتم إثبات أن مجموعة ما من تصريحاته يمكن استخلاصها من جمل قليلة متعارف عليها وواضحة جيدا. هذا لا يعني أنها يمكن أن تكون معروفة بشكل مستقل ، هناك عادة عدة طرق لتبسيط حقائق نظام معين من المعرفة (مثل الرياضيات تميز نوعين من المسلمات : المسلمات المنطقية والمسلمات غير المنطقية. يعني انت الوجود في الوجوه ..يا نقطة البداية انت الحلقة المستديرة عدنا معك ...للوجود ولا الوجوه ...أفيقي يا أقدار في مجرة الكسران ..لا درب الهجران ..هم رحلوا ... فأعيد حساب المسلمات ......؟؟؟ اذ ليس ضروريا أن تكون المسلمة ذاتية الإثبات بل يكفي أنها تعبير منطقي شكلي يستخدم في الاستنتاج ليعطي النتائج. يعتبر نظام معرفي مسلمًا عندما يثبت أن كامل ادعاءاته، قضاياه، وحقائقه تستند إلى مجموعة صغيرة من المسلمات المستقلة عن بعضها البعض. ماذا لو رسم خط مستقيم من أي نقطة إلى أي نقطة أخرى. لان الخط المستقيم لا نهاية لهُ. او ان تكون من نقطة معلومة يمكن رسم قوس دائرة واحدة. كل الزوايا القائمة متطابقة. من نقطة معلومة، يمكن رسم مستقيم واحد يوازي مستقيم معلوم.ماذا ارسم انا ، بالوجود والاقدار ،على صفحات بيضاء ، اتركها لك ايها الوجود خط ما شئت ، انت الحر وانا الاسير المقيد ، تمتع فالأقدار خطت والوجود ، موازي لك ، اكتب ما شئت ؟؟؟ إن الساعة الأكثر ظلمة هي التي تسبق شروق الشمس. انهل يا ثنائية المسلمات للدلالة انت (الكسران ... الهجران ؟). يُطلق على مفهوم الجانب المزدوج أيضًا مبدأ الثنائية. يوضح هذا المفهوم أنه إذا تم إعطاء شيء ما، فسيحصل عليه شخص ما . يمكن تفسير ذلك على أنه كلما حدثت معاملة، يكون هناك تأثير من جانبين، أحدهما ائتماني والآخر مدين بمبلغ مماثل. انتم كفتين في الوجود ؟؟؟ يا ثنائية العقل والروح ووفقًا لثنائية الثوى والهجر، نحن نمتلك قلوباً جميلة وقوية، لكن عندما يتعلق الأمر بالفراق ورحيل من ترى العين كل شعاع للشمس ، وكل نور للقمر، تصبح قلوبنا هشة لا تقوى ولا تتحمل ألم البعد والفراق، فليس هناك أصعب من وداع من رأى العقل بثنائية العين وامتلكوا جزءاً من تلك العقول، أياً كان سبب الرحيل تغير المكان او تغير نظرة العين او حكم العقل أو لخلافاتٍ عابرة ،او كسوفا او خسوفا ، او غيوما ، كلها كلمات الفراق والهجر ساعاتها عابرة ولها أجنحة تحلق في سماء النسيان ، ولها في الفراق مخالب ، يا لقساوة الوجود . ايها البعد انك جفاء. فراق الوجود سقام الألباب. إذا جاء الفراق في طريق الوجود لحظة خطفت فيه العين وهمست في الاذن ، تذكر انها لحظة الوجود في مسلمات الدلالة يا للعجب انه الفراق فلا تنسَ أن تفرح، ولا تنسَ أن تضحك، ولا تنسَ أن تلبس الجديد. حين الفراق وقبل أن يقوم لسبيله بعيداً دسّت ورقة في جيبه خُطَّ عليها يا ايها الوجود ، لأنّكم قبل الرحيل خطت انامل الشمس على صفحات الوجود، عبارة كنا نتوهم بها انكم ذا وجود في حياتنا ؟؟؟ شكراً لأنّكم عرَّفتم عن وجودكم الحقيقي ، شكراً لأنّنا سنعيد برحيلكم كل ماضي ونسعد في المستقبل. يا نجوم السماء انت أرواح الوجود الذين ذهبوا ، هل نورها شوق الوصل والتلاقي. كانت القسوة خطيئتك وكان الكبرياء خطيئتي وحين التحمت الخطيئتان كان الفراق مولودهما. لم يعد الفراق مخيفاً يوم صار اللقاء موجعاً. قد تدربنا على النسيان لنكون وجود في الا لا وجود ، وحلما في مخيلتك ايها الواعي . وسرورا في ساعة شروق الشمس، وغنى في لحظة الجزع ، وفرحة لتكتب لك ايها العمر فيتسلل في ايامك يوماً تلو يوم ولا نشعر به انه كان غير سعيد ، لكن يا قمة العذاب أنّك تشتاق للشمس وتراها وتحس بها ،. لكن عندما تطيل النظر اليها تدمع عيناك، هل اغمض العين ، ام اطيل النظر لأبكي، فإذا طال الزمان ولم ارى الشمس ،اعلم ان الغروب قد اتى ويا لقصر الوقت عندما غربت الشمس ، هل اشيح النّور المشع ليلاً ونهارا ، ام ًاطيل النظر لك القمر ، انت توأمه وهل اطيل النظر لك ، فاراك تذهب وتشرق الشمس ، الى من اطيل النظر ، يا للعجب ، ايها الوجود ؟؟؟ حين تحين ساعة الفراق لا ينفع النحيب ولا النواح ، فمن سقط من حياتك بمحض إرادته فهو خير لك أنعم الله به عليك ، أمشي للأمام ولا تنظر للخلف ولا تعيش حياتهم بل عيش حياتك أنت ، لا تراقب لا تنتظر منهم أي شيء أحترم الفراق واعلم أن جبر الله دائما أجمل، فالهجران ، نقصان في العدد ، لنكون في الوجود مثل الشمس والقمر فريدان متفردان لا ثالث لهما ، وانت يا عيني تمتعي ، بالنظر لهما وتفردي بالهجر، فلا كسران لنظرة العين ؟؟؟ اذ تبدد النظر في ثنائية العين ...فاستقر الهجر ... يا نعم الله سبحانه في العيون هل نتغزل بالعين والنعمة التي هي من الله ، ام بالعينين ونعمة الرؤيا بالعينين...هذا عملك ايها القدر انت السيّد في هذه المواقف، ليس بيدنا حيلة أمام تصاريف القدر وتقلّباته. لكن علّمني الزّمان أنّ الحياة ليست إلّا مجموعة صور.حفظتها عيني في وجود عيني ، ولكن حين الهجر تهجر تلك الصور وتبرق عيني بصور رحلت ، لتشع بصور جدت ، لكن ان كانت الشمس تشرق في وجودك فأنت إنسان محظوظ ، إذا كنت ترى الشمس فأنت أكثر حظاً. يا فراق العين للشمس انها دموع جارية بعد ما أخضرّ محيطها نضبت. أشياءٌ لمْ ترحلْ من الذاكرة ،لكنها ترحل بدون سبب وتعود بدون موعد، لم يقتلني الهجر، لكن يقتلني تمرد الوجود بالحنين للوجوه ، ما اتعس لقاء الشمس بالقمر هو الكسوف ، كيف ايها القمر تحجب اشعة الشمس لكن في لحظات قليلة ليصبح الوجود مظلما لتكون كظلمة الليل ، ما اقساك ، وما اقسى هذا اللقاء ، تنحى ولا تلتقي ، النتيجة هي تجعل من حالة الانكسار بداية حلم جديد. لأنه بداية ملئ الوجود ألماً لا ينتهي. ما أصعب أن تبكي العين بلا دموع، وما أصعب أن تذهب بلا رجوع، وما أصعب أن تشعر بضيق والفضاء واسع حولك ، وكأنّ المكان من حولك يضيق. ستبقى أنت في العين شعاع الشمس، وسيبقى الوجود وسيبقى القمر ممتد بين صفحات المسلمات والسطور ووسط الحروف وسيبقى دائماً يومي مفتوناً بشروق الشمس، وبلقائك ايها القمر. لكن انت ايها الهجران ، ايها القاتل الصّامت، والقاهر الميت، والجرح الّذي لا يبرأ، والدّاء الحامل لدوائه. اذ نشعر بضيق الوجود ، نهمس في داخلنا بعمق كصدى الكهف الذي صرخت فيه اصوات المنادي للوجود او العدم ، خشية أن تعلو تلك الاصوات ، فيجرحنا صدودهم و يكون كبرياء الوجود هنا هو سيد الموقف. فنصمت ، لنجعل تلك الاصوات وصداها لوحةً يستمد الفنّانون لرسمها ولا يستطيعون ،لان تردّد الاصوات لا ترسمها ريشة فنان ، واحساس الوجود ، لا يدركه احساس الالوان ، فأصبح الكون كلّه ظلامٌ دامس ، أصبح الكون كله من دون أيّ ألوان وملامح أو أصوات، لم يعد سوى صدى صوتك يرنّ في الوجود ، لم أعد أتذكّر إلا صورة وجهك، ونظرات عينيك عند الوداع ، يا عيني ارسمي مسلمات الهجر واكسري الدلالة ، لتتوضح الرؤى ، ان الوجود عدم ؟؟؟ يا عين تحدثي عن الهجر ، انت اليوم لك الحديث لا النظر ، انه قرار الوجود قولي: ايها الهجران لا كسران ..مهما كان الثمن ، وكان انتقاء الكلمات و المفردات ، والاستشهاد بكلام العظماء ومنهم من قال كسقراط ((أعلم أنني لا أعرف شيئًا)). وديكارت (( واسأل نفسي، من أين أحصل على وجودي؟ )). وجودي حينما تطيل عيناني النظر رغم الهجر يا عيني اغمض ..ولا ترمشي فان الطرق قد اوصدت ابوابه واغلق وما عاد فيه عين ترى وتنتظر الغائب ، ولم تعد تخطو عليه خطوات جميلة ولا حتى تراه العين كظل او كطيف ..لتشتاق له الروح ..وتفتح العين فترى ذلك الطيف الجميل ، تاكد ان "كسر الخواطر بمثابة خطأ الوجود ، الاعتذار فيه لا يثبت الوجود"، وحتى لو اعتذرت الريح للغصن حين كسرته لأنه سيبقى الغصن مكسورًا، كذبة لا تُغتفر، والجرح لا تشفيه الأيام ولا تجد له الدواء الشافي، لقد تناثرت تلك اللحظات التي غزلت بها انامل الوجود بصفحات الدفاتر ، اذ بدَّلت ألاماكن في الصفحات فتمزق الكتاب ، ولم ينفع تقدم او تاخر صفحاته ، ليعزز هجر الوجود وكسران الوجوه ، يا ثنائية العين كون الشاهد على الهجران و انت المطرقة وكسري تلك المرآة ودعيها تتناثر ، بين فضاء واسع ، كي لا تعود في وجودك ... يا عيني ...
#نسرين_جواد_شرقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
زهرة المسنون ... تذبل في سكون العيون ؟؟؟
-
خَوِرَ ... في المهد لا تهزين ألا...تشتاقين ؟؟؟
-
طود النسرين ...قدري ...
-
مدخل الى........ البديل؟؟؟
-
مدخل الى ...... البديل ؟؟؟
-
الله سبحانه ...صور فابدع في خلقه... القارة السمراء..
-
ضربا يا سيوف ...لا ... نطقا يا حروف ؟؟؟
-
جدلية ...الورد..و...السندان...في ..وداع ...الرمان
-
أحجية الغرام...بين ...متصل الآن ...و...متصل بالانترنت
-
فلسفة الأرقام والأعداد في حياتنا
المزيد.....
-
نتنياهو: اتفاق غزة سينتهي إذا لم تعد حماس الرهائن بحلول ظهر
...
-
العاهل الأردني يؤكد إثر لقائه ترامب -معارضته الشديدة- المقتر
...
-
ماسك: حلف الناتو بات من مخلفات الماضي ويحتاج إلى مراجعة شامل
...
-
زوج مطربة مصرية يعلق على فيديو مثير للجدل مع أحمد حلمي
-
المعادن النادرة في أوكرانيا.. هل تُصبح بوابة لضمان الدعم الأ
...
-
ماسك يعترف بخطأ.. الواقيات الذكرية لم تكن لغزة الفلسطينية بل
...
-
ماذا يقول المصريون؟.. هل يلغي السيسي زيارته لواشنطن بعد تهدي
...
-
مصادر: مصر ترسل ردا لأمريكا.. وتمتلك خطتين لإعادة بناء غزة
-
ناسا و-سبيس إكس- تعلنان خطة إعادة الرائدين -العالقين- إلى ال
...
-
مسؤول بمنظمة عالمية يروي ما رصدته عينه في سوريا بعد سقوط الأ
...
المزيد.....
-
حوار مع صديقي الشات (ج ب ت)
/ أحمد التاوتي
-
قتل الأب عند دوستويفسكي
/ محمود الصباغ
-
العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا
...
/ محمد احمد الغريب عبدربه
-
تداولية المسؤولية الأخلاقية
/ زهير الخويلدي
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
المزيد.....
|