|
سافوي 27
مهند طلال الاخرس
الحوار المتمدن-العدد: 8250 - 2025 / 2 / 11 - 14:05
المحور:
الادب والفن
سافوي٢٧
على مسافة مئة متر من الفندق طلب الينا خضر ان نكمن ونتوزع في ظل اسوار البنايات الموجودة، وطلب من نايف ان يتقدم باتجاه بوابة الفندق على ان يغطيه كليب والحلواني، عند التحرك امسكت الفتاة بالحلواني واصرت على بقاءه واخذت بالبكاء، باشارة سريعة من خضر تحرك الشافعي ليغطي مكان الحلواني، تحرج الحلواني من الامر، وغضب خضر هازا رأسه وهو يقول: ليس هذا الوقت الملائم لهكذا قصص، داعبه ابوثريا بقوله:"جبر الخواطر على الله ياحج"، تنهد خضر وعلت وجهه ابتسامة ما لبثت ان اتسعت عندما بدأت تخفت اصوات سيارات الشرطة، كانت سيارات الشرطة تبتعد وتذهب حيث نريد وحسب ما هو مرسوم بالخطة، لوهلة نسينا الخطة، وبسرعة استرجعناها، وللحظات بدا لنا اننا نسير حسب ما كان ابو جهاد يرسم في الخطة تماما، لاول مرة انتبهنا لخطواتنا في ذلك الشارع، كنا نرغب ان نتصور في ذلك المكان، كانت علامات الاستغراب في وجوهنا تشي بسؤال واحد، كيف استطاع ابو جهاد ان يرانا هنا، وفي هذا المكان بالذات، كيف استشعر كل ذلك، هل هو الحدس والتوفيق، ام حسن الدراية والتخطيط؟
كان نايف والشافعي وكليب قد عادا من تفقد باب الفندق وقطعوا علينا ما كنا قد وصلناه من حجم السؤال حينم اخبرونا بأنهم وجدوا باب الفندق مغلقا، وبأن الحراسات كانت قد هربت لداخل الفندق، وان عمال الرسبشن ليسوا في مكانهم ايضا.
اعطى نايف الاشارة لنا جميعا بالتقدم رويدا رويدا مع تأمين غطاء له؛ وتقدم بخطوات قرفصائية ولكن بشكل اسرع منا جميعا، ثم اعطى الاشارة لنا بالكمن، وسريعا تجهز هو بقذيفة الانيرغا واخذ وضع الاطلاق بان وضع ركبته اليسرى على الارض وترك اليمنى تأخذ وضع الزاوية القائمة مع الفخد، واطلق القذيفة باتجاه باب الفندق، تفجر الباب وتهدم، وطغى غبار كثيف، وما هي إلا ثواني حتى بدا ينقشع الغبار، وقبل انقشاع الغبار كان خضر يمشط مدخل الفندق بصلية من الرصاص.
اقتحمنا باب الفندق وقد غادرت الغبار والرواد ايضا، اخذ كل منا بتنفيذ جزئه الخاص بالخطة، سمح لنا الوضع المحدث والوقت بالتمركز جيدا وببمارسة كل تفاصيل الخطة حرفيا، لم يواجهنا اي عائق، وحدها تلك الفتاة كانت المُدخل الجديد على الخارطة، قال نايف بعد ان استتب الامر، لعلها تبحث عن دور لها او لغاية في نفسها او انها لم تستوعب الامر، كانت الفتاة قد تفهمت ما يدور تماما عند اقتحامنا الفندق، احسن الشافعي بالقول لها، لا تخافي اللي بيصير عليكي بيصير علينا كلنا.
اتخذ كل منا موقعه المحدد حسب الخطة، واعدنا وضع ما تيسر من كنب وكراسي وطاولات على باب الفندق بغية محاولة اغلاقه مجددا، احسنت الفتاة صنعا حينما تجندت معنا لاداء تلك المهمة.
سمح الوقت لنا مرة اخرى بعد ان عاد خضر من تفقد السطح للمرة الاولى بترتيب اوضاعنا وبالتمترتس اكثر. اعطى خضر الايعاز بتنفيذ الجزء الثاني والاهم في الخطة؛ احضار نزلاء الفندق جميعا وتجميعهم في الطابق الارضي، قريبا من مدخل الفندق.
اقتحمنا كل طوابق الفندق وجمعنا كل من فيه وكانوا ثلاثة عشر وبعد التدقيق في القوائم والهويات تبين انهم جميعهم يحملون الهوية الاسرائيلية.
بعد جمع الرهائن وتأمين السطح ومدخل الاصنصيل والدرج واحضار اصابع الديناميت من ذلك السرداب وتأمينه، توفرت لنا فرصة ثمينة لاعادة ترتيب اوراقنا ومراجعة الخطة، وكذلك فعلنا، حتى انا قمنا بخلع كاونتر الرسبشن لوضعه على باب الفندق ليعيق اي عملية اقتحام.
سمح هذا الوقت للحلواني وبطلب من خضر ونايف ان يخبر تلك الفتاة بالمهمة الموكولة اليها عند قدوم الشرطة، كانت الفتاة متجاوبة لابعد حد معنا، بدا وكأنها معنا. تنبه نايف وخضر لهذه النقطة، واخبروا الحلواني بضرورة ان تكون الفتاة متفهمة لطبيعة تلك المهمة وللمخاطر التي قد تتمخص عنها.
في تلك الاثناء بدأت صافرات سيارات الشرطة تقترب من المكان ، لكنها لم تقتحم، بدات تطلق بعض الطلقات في ما يشبه الاختبار الكاشف، اقتصدنا بالرد بعد ان تفهمنا الغاية، بدت الغاية اكبر حينما بدات اصوات الطائرات تحوم فوق البناية، وبدا الوضع يتعقد مع سماع هدير الدبابات والاليات اكثر.
مع تضخم ذلك الصوت القادم من جنازير الدبابات وهديرها وارتفاع كل تلك الاصوات التي اصبحت تدور حول الفندق فيما بدا انه طوق محكم، تنبه الجميع الى خطورة الوضع وسوء التقدير اذا بقينا مجمعين الرهائن في هذا الطابق الارضي، اذ كان التقدير ان هذا الوضع يصعب المناورة علينا ويسهل عليهم امر الاقتحام، كانت المشورة والقرار بنقل الرهائن الى الطابق الثالث، وهذا ما تم بلمح البصر، وباشارة واحدة من خضر.
طلب منا خضر ان نتوزع على الطوابق وان نستطلع الامر، وان نبقيه على علم بأي طاريء، اخذنا مواقعنا الجديدة، وما هي إلا دقائق حتى جائت كل المعلومات عند خضر والتي عرفنا من خلالها ان هناك محاولة لاقتحام الفندق، فأطفئنا الانوار في الفندق كاملا.
يتبع..
#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سلسلة اليوميات الفلسطينية
-
الى فتح في عيد ميلادها 60
-
الاعمال المقدسية الكاملة؛ عارف العارف
-
في شباك العصافير؛ وليد الهودلي ]2[
-
الفلسطينيون من حرب إلى حرب ؛ ايريك رولو
-
امرأة الموساد، قصة موردخاي فعنونو ، بيتر هونام
-
سافوي 26
-
رشاد ابو شاور؛ سيرة من الزمن الفدائي الجميل
-
تحت ظل الخيمة
-
سافوي 25
-
سافوي 24
-
#دروس_وتجارب؛ فتح وجدت لتبقى ولتنتصر..
-
دروس وتجارب ثورية؛ -فتح مرت من هنا-
-
دروس وتجارب ثورية؛ نحن والآخر وأدوات التغيير
-
في شباك العصافير؛ وليد الهودلي
-
القدس؛ صورة اخرى للحنين ...
-
وداعا مريم؛ زياد عبدالفتاح
-
غزاوي: سردية الشقاء والأمل؛ جمال زقوت
-
منازل القلب؛ فاروق وادي
-
أمريكا و إسرائيل -علاقة حميمة- التورط الأمريكي مع إسرائيل من
...
المزيد.....
-
الفلسفة الغربية واختبار طوفان الأقصى
-
اختتام مهرجان فجر السينمائي بدورته الـ46 بطهران
-
تحويل رواية لكاتب روسي مشهور إلى مسلسل بمساعدة الذكاء الاصطن
...
-
شريان موسكو الرئيسي.. شارع تفيرسكايا ومعالمه التاريخية (صور)
...
-
اكتشاف مخطوطات عربية بهولندا بها أبحاث مفقودة لعالم يوناني
-
جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة تعلن 12 فائزا في دورة 2024-2025
...
-
دوستويفسكي يتصدر -تيك توك-.. لماذا أحبه المدونون؟
-
بتعيينات جديدة ترامب يلغي -الدعاية المعادية لأمريكا- في دار
...
-
هيمنة مغربية على جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة 2024 – 2025
-
الفنان المغربي نصر مقري في ضيافة الساعة المغاربية
المزيد.....
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
المزيد.....
|