أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد خليل - ترامب والهذيان الإمبراطوري: رئيس بأحلام استعمارية ومزاج عصبي














المزيد.....


ترامب والهذيان الإمبراطوري: رئيس بأحلام استعمارية ومزاج عصبي


خالد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8250 - 2025 / 2 / 11 - 12:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مرة أخرى، يعود دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، لكن ليس كرئيس عادي، بل كإمبراطور غاضب يتصرف وكأن العالم مزرعته الخاصة. وبينما يعيد تشكيل السياسة الأمريكية وفق مزاجه المتقلب، يوجه تهديداته إلى الفلسطينيين، ملوحًا بإلغاء اتفاق وقف إطلاق النار إذا لم ينفذوا أوامره بحلول السبت القادم.
المنطق هنا بسيط – وفقًا للعقلية الترامبية – إسرائيل تستطيع خرق الاتفاقيات، قصف المدنيين، والاستمرار في الحصار، لكن الفلسطينيين مطالبون بالامتثال الفوري، وإلا فإن نيران الجيش الإسرائيلي ستشتعل مجددًا، بمباركة أمريكية كاملة. الكيل بمكيالين؟ بل بمكيال واحد، لكنه صُنع خصيصًا لخدمة إسرائيل على حساب أي شيء آخر.

ترامب ومزاد غزة العلني

لكن الأمر لا يتوقف عند حدود التهديدات العسكرية، فترامب لديه "مشروع أكبر": يريد التخلص من القضية الفلسطينية عبر التهجير الجماعي، ويطالب مصر والأردن بتنفيذ الخطة، وإلا فالعقوبات قادمة. إنها نسخة محدثة من الاستعمار القديم، حيث يُملي القائد الأبيض أوامره، وعلى الشعوب "المتخلفة" أن تطيع، وإلا فإن غضب الإمبراطورية سيكون قاسيًا.
في نظر ترامب، غزة ليست أرضًا لشعب له تاريخ وحقوق، بل مجرد مشكلة عقارية يجب حلها عبر صفقة، تمامًا كما فعل في مجال العقارات. وبالنسبة له، الفلسطينيون مجرد سكان مؤقتين يمكن ترحيلهم متى ما دعت الحاجة، ومصر والأردن مجرد "شركاء إجباريين" في الصفقة، عليهم تنفيذ الأوامر دون اعتراض.

هل يعاني ترامب من اضطراب نفسي؟

إذا ألقينا نظرة على سلوكه، نجد أننا أمام رئيس ليس فقط مهووسًا بالسلطة، بل يعاني مما يمكن أن نسميه "هذيان الإمبراطورية":
* اضطراب العظمة (Megalomania): يظن أنه يستطيع إعادة تشكيل العالم بقراراته. أي دولة تعارضه هي دولة غير شرعية، وأي زعيم لا ينحني له هو عدو.
* انفصال عن الواقع: يعتقد أن بإمكانه فرض التهجير الجماعي في 2025 كما فعل الاستعمار في القرن الماضي، متجاهلًا أن العالم لم يعد مكانًا يقبل بهذه الجرائم بسهولة.
* هوس بالسيطرة: لا يقبل المعارضة، حتى من أقرب حلفائه. مصر والأردن ليسا سوى بيادق في نظره، إذا رفضا أوامره، فهو مستعد لمعاقبتهما اقتصاديًا وسياسيًا.

ترامب والاستعمار الأمريكي بصيغته الحديثة

في الواقع، ما يفعله ترامب ليس مجرد سياسات عدوانية، بل إعادة إنتاج للاستعمار بأساليب معاصرة. يريد تفكيك القضية الفلسطينية بالقوة، وترحيل شعب بأكمله، وكأنه يرسم حدود العالم الجديد وفقًا لرؤيته الخاصة.
لكن ما ينساه هو أن فلسطين ليست قطعة أرض في نيويورك، وأن الشعوب العربية ليست شركات تخضع لإفلاس أو استحواذ. التهديدات قد تنجح مؤقتًا، لكن التاريخ أثبت أن مثل هذه المشاريع لا تدوم، وأن المستعمرين قد يربحون معارك، لكنهم يخسرون الحرب دائمًا.

ترامب والصهيونية: تحالف الضرورة أم عبودية الولاء؟

لعل أخطر ما يميز عهد ترامب، سواء في رئاسته الأولى أو الثانية، هو انقياده الأعمى وراء المشروع الصهيوني، ليس كسياسي أمريكي يدعم إسرائيل بحكم المصالح، بل كمخلص أيديولوجي يبدو أنه يؤمن فعليًا بأن نجاحه السياسي مرهون برضا تل أبيب. وهنا لا نتحدث عن مجرد دعم عسكري أو سياسي، بل عن حالة من التبعية الكاملة، وكأن بقاءه في الحكم يحتاج إلى ختم الموافقة الإسرائيلي.
لقد رأينا رؤساء أمريكيين سابقين يدعمون إسرائيل، لكنهم كانوا يحتفظون على الأقل بمسافة تمنحهم القدرة على المناورة. أما ترامب، فهو يندفع نحو خدمة المشروع الصهيوني حتى قبل أن يُطلب منه ذلك. تهديداته للفلسطينيين، وابتزازه لمصر والأردن، ومحاولته إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط، ليست مجرد قرارات سياسية، بل تنفيذ مباشر لأجندة استعمارية تضع أمن إسرائيل فوق أي اعتبارات أخرى، ولو كان الثمن ملايين الأرواح الفلسطينية والعربية.

ختامًا: ماذا بعد تهديدات ترامب؟

إذا استمر ترامب في هذا النهج العدواني، فإن المنطقة ستشهد تصعيدًا غير مسبوق، ليس فقط في فلسطين، بل على مستوى الشرق الأوسط ككل. سيعيد سياسات الهيمنة الأمريكية إلى أسوأ حالاتها، وسيعزز فكرة أن واشنطن ليست وسيطًا، بل طرفًا محاربًا منحازًا بالكامل لإسرائيل.
لكن يبقى السؤال الأهم: هل يدرك ترامب أن عنجهيته هذه قد تكون بداية نهايته السياسية؟ أم أنه مستمر في أوهامه الإمبراطورية حتى يكتب التاريخ فصلًا جديدًا عن سقوط المستبدين؟



#خالد_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ‎في ليلٍ بلا ضفاف
- سفر إلى اللانهائي….
- العلاقة بين دماغ القلب والدماغ المركزي: من القيادة إلى الشرا ...
- مزامير الروح في ليل بهيج
- لا اسم للقصيدة… ولا حدّ للمعنى.. كانّها ثوب من الغموض النقي،
- سيكولوجية العنف والتبرير الجماعي: لماذا يسوغ المجتمع الإسرائ ...
- مشروع -ريفييرا الشرق الأوسط-: الأبعاد الاقتصادية والسياسية خ ...
- رقعة الأسياد والبيادق
- ترامب ونتنياهو وترحيل أهل غزة: سيكولوجية المهزومين والمفلسين
- المقاربة الأمريكية الصهيونية في ظل الهدن الحالية: هل تتجه ال ...
- العابرون إلى السراب
- المواطنة بين التخييل السياسي والواقع الكولونيالي: مقاربة نقد ...
- ليلُ الوجودِ وأقمارُ العدم
- العلا
- رحلة بلا مسافات
- حين يصبح التحرير جريمة!
- غير المتوقع: من رماد الدمار إلى أجنحة النصر
- ظاهرة التعميم المعاييري: نقد منهجي وتحليل نظري معمق مع أمثلة ...
- سِفر الوجود
- في سماء الفكر: نصّ فضائي راقٍ


المزيد.....




- مطاردة على الأقدام تنتهي باجتياز مراهق طريقًا سريعًا بشكل جن ...
- ملك الأردن: أكدت لترامب رفض المملكة تهجير الفلسطينيين في غزة ...
- وسائل إعلام عربية: السيسي يؤجل زيارته إلى واشنطن بعد تصريحات ...
- برلماني هولندي: دعم حكومة امستردام لأوكرانيا يضع بلدنا هدفا ...
- إيطاليا تعتقل حوالي 130 شخصا في عملية مكافحة المافيا
- -الشفافية الدولية- تطالب بمكافحة صارمة لرشى نواب البرلمان ال ...
- -الشفافية- و-استراتيجية مكبر الصوت-- سلاحا أمريكا ضد روسيا! ...
- منظمة الشفافية الدولية تحذر من الفساد بوصفه -قاتل- المناخ وا ...
- إلقاء القبض على تاجر مخدرات خطير في محافظة ريف دمشق السورية ...
- برلماني أوروبي عن قضية أسامة نجيم: ميلوني أعادت مجرم حرب لوط ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد خليل - ترامب والهذيان الإمبراطوري: رئيس بأحلام استعمارية ومزاج عصبي