كاظم ناصر
(Kazem Naser)
الحوار المتمدن-العدد: 8250 - 2025 / 2 / 11 - 07:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم يتوقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تكرار تصريحاته المتعلقة بتهجير الفلسطينيين من غزة إلى الأردن ومصر ودول أخرى، والتي قوبلت باستهجان ورفض فلسطيني وعربي ودولي؛ فالفلسطينيون في غزة والضفة الغربية أعلنوا رفضهم القاطع للتهجير، وقالوا للعالم أجمع بصورة واضحة جلية في شوارع غزة المدمرة نحن هنا وسنظل هنا في وطننا، ونفضل الموت على أرضنا، وسوف نفشل مؤامرة التهجير بصمودنا وتضحياتنا، ولا توجد قوة في العالم تستطيع إرغامنا على الهجرة إلى أي مكان في العالم.
وعلى الصعيد العربي خرج المصريون والأردنيون في مظاهرات ضخمة للتعبير عن دعمهم للفلسطينيين ورفضهم للتهجير، وأعلن الملك عبد الله الثاني والرئيس عبد الفتاح السيسي عن رفضهما المطلق لاستقبال الفلسطينيين المهجرين في بلديهما، وكذلك فعل قادة الدول العربية الأخرى؛ أما على الصعيد الدولي فتوالت ردود الفعل الرافضة التي تم التعبير عنها من الأمين العام للأمم المتحدة، وإندونيسيا وماليزيا وتركيا، والاتحاد الأوروبي، والصين وروسيا، وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا والبرازيل ومعظم دول العالم وأثبتت أن هناك ممانعة دولية شديدة لخطة ترامب التي لا تعني فقط احتلال غزة وتهجير سكانها وتصفية القضية الفلسطينية، وإنما تعني نهاية العهود والقوانين الدولية وإشعال المزيد من الحروب المدمرة في مناطق مختلفة من العالم.
ترامب الذي يراهن على قبول الأردن ومصر والمغرب ودول أخرى الفلسطينيين الذين يريد تهجيرهم من قطاع غزة، لا يهتم بإرادة الشعب الفلسطيني والشعوب العربية الرافضة للتهجير وللهيمنة والغطرسة الأمريكية، ولا يدرك أن 85% من أهل غزة هم من المهاجرين الذين طردهم الصهاينة من بيوتهم واستولوا على مدنهم وقراهم عام 1948، وأنهم عاشوا في خيام وبيوت بسيطة في مخيمات مكتظة، وذاقوا مرارة الفقر والحرمان والمعاناة منذ النكبة، وإن جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها دولة الاحتلال ضدهم خلال الخمسة عشر شهرا الماضية لم ولن تكسرهم، وسيتحملون المعاناة، ويتمسكون بغزة، ويرفضون التهجير لأي مكان في العالم.
عنجهية واستخفاف الرئيس الأمريكي بنا كشعب فلسطيني وشعوب عربية، وجرائم القتل والدمار التي ارتكبتها دولة الاحتلال بمشاركة ومباركة بلاده لن تؤدي إلى ترك الفلسطينيين لوطنهم، ولن تقود لخلق " شرق أوسط جديد " تهيمن عليه الولايات المتحدة ودولة الاحتلال كما يتمنى ترامب ونتنياهو، ومن المتوقع ان يكون لهذه الجرائم والمخططات الصهيونية الأمريكية تداعيات من أهمها صمود الشعب الفلسطيني في وطنه وتعزيز مقاومته للاحتلال، وإحساس الشعوب العربية بالخطر الصهيوني التوسعي الذي يهدد أقطارها، ومن ثم تمردها على واقعها السياسي، وتصديها للهيمنة الأمريكية، ولمؤامرات التطبيع، ورفضها لقبول الصهاينة ودولتهم في عالمنا العربي.
#كاظم_ناصر (هاشتاغ)
Kazem_Naser#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟