مخمرون على المدى

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)

الحوار المتمدن-العدد: 8250 - 2025 / 2 / 11 - 02:34
المحور: الادب والفن
    

ندور في دروب مدينتا القديمة
نحتسي أردأ انواع الخمرة
نحسب أن الطرقات تنتشي من سكرنا
من عربدة الضجيج الذي يسكن ذاكرتنا
****
قد نحلم بأننا زعماء
أو لربما قادة
لكننا لم نحلم يوما بأكل القلوب الميته
ولا نحلم أن نسرق لبن طفل يلهو بحلمة جفت من يباب
******
نقرأ الصحف في الصباح
نبحث عن بطولات ليالينا المتعبة
شيوعيون عبثيون مقامرون وجوديون ماديون فلاسفة صعاليك
سمنا ما شئت
لاهثوت خلف السراب
نكره الرب في صحوتنا ونندبه إذا سكرنا
لكننا لم نؤمن أن الرب جبان
وأن الرب يخاف من كلمة أسمها حرية
*****
نمارس ساديتنا على ذواتنا
نهذي لأجل أمهاتنا اللائي جفت بشرتهن من قساوة الغبار
في شوارعنا
في حقولنا
في بيتونا
في مناماتنا
لكننا لم ننتقم من صاحب الزمان.
****
لم نكره حروف تجمع الرحمة بالإحسان
لن نتخلى عن جلدنا الأسمر
ولا عن دمنا الساري في عروق الإنسان
*****
سكارى يسموننا
البعض ينعتنا أننا مثل طيور
لا حطت ولا سكنت جبل ولا ودبان
يسموننا الصافات
*****
لكننا لم نسكر بطرا
ولم نشتر الخمر بمال الموتى
ولا بأثمان كفن يخطف من قبر ميت
لا يملك يدان
****
مخمورون بحب
ثملون بحب
نموت بحب
ونبعث أحبابا على كوثر أسمه سلاما
أيها الإنسان
****
لم تشتمون سلامنا
لم تقتلون خمرتنا البريئة من سواد قلوبكم
لم لا تشاركوا مائدتنا التي باركها
من أباح الخمر والعسل
ووعد بها جزاء الإحسان
******
نادر أو ذياب
هشام أو ابو هجر
وادي أو فهد كلهم إنسان
اتعرف يا سيدي أن الخمرة فقط
يعشقها الإنسان
الحمير ولا الضباع ولا حتى أسود الغاب تعرف الخمر
ولا السكر
ولا تفهم معنى ما بعد الهذيان
*****
الخمر تجعلنا نعيش ملوكا في زمن الصعلكة
وصعاليك هم الملوك
أثناء الفرفشة
الخمرة ألم يحارب المعذبون به قطاع الطرق
وسدنة الظلم
وكهنة الكفر الفاشي في
حوقلة العصر
*****
سنشرب مزيدا من خمر عذاباتنا
حتى يصحو ضمير من سرق الإبمان
ويترك الساحة لأطفال مدينتنا أن ينشدوا مع العصاقير أنشودة المكان
أنشودة أدم في سالف الأيام
أنشودة المسيح وهو يحمل ألاما فوق كتف
يأكله ألم الأثام
عندها سنعلن سقوط دولة الخمر
ونحتفل بدولة
سكانها لا ملائكة ولا جان.

#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات