قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)
الحوار المتمدن-العدد: 8249 - 2025 / 2 / 10 - 12:04
المحور:
المجتمع المدني
شباط 1963- يوم الدم العراقي- (توثيق 3)
ليلة التحقيق
د.قاسم حسين صالح
بمثل هذه الليلة من شباط 1963 اخذوني من بين رفاقي الموقوفين بمركز شرطة الشطرة (من بينهم زامل سعيد فتاح) بسيارة فيها اثنان بزي عسكري..لا اعرف الى اين..وحين وصلت ،عرفت انني بمركز شرطة الناصرية.
في الصباح ،أدخلوني مبنى لا اعرف ما هو كنت فيه واقفا معصوب العينين..فسألني احدهم :
- هو انت قاسم حسين
+ اجبته..نعم. فباغتني بصفعة قوية عرفت بعدها انه البعثي القيادي..(نعيم حداد).
ادخلوني غرفة ورفعوا العصابة ودفعني احدهم برفسة مصحوبة (بمسبة ابي.. وابو كل شيوعي! ). وفي الليل اخذوني لغرفة التحقيق فيها اثنان قدما من بغداد احدهما طيار اسمه( فهمي روفا ).. قيل لاحقا انه هرب الى اسرائيل.
كان عدد من رفاقي قد اعترفوا انني مسؤولهم الحزبي، فأيدت اعترافهم.. وطلب مني فهمي روفا اسم مسؤولي الحزبي فذكرت لهم اسم رفيق كان هاربا فاجابني :
- نعرف.. نريد مسؤولك الاخير.
اعدت القول انه هو كان مسؤولي الاخير. احمّر وجهه غضبا ، ودخل لحظتها ضابط تحدث همسا فقال لي:
- يلله ولّي لغرفتك واذا ما اعترفت اعلكك..بالسكف.. وكان سقف الغرفة قد رفعت منه مروحته السقفية ووضع مكانها حبال يعلق بها الشيوعيون.. يجلدون بالسياط ليجبرونهم على الاعتراف.
وصلت غرفتي مرعوبا . لم استطع النوم . وقريبا من منتصف الليل جيء باحدهم ورموا بجثته امامي على بطنه.
كان ظهره اشبه بلوحة سريالية..خطوط حمراء..بعضها متعرجه، واخرى متقاطعة. تحسست يده ،فكان نبضه قويا ..ادرته على جهة ،غسلت وجهه، نقطّت الماء بفمه. في الصباح استيقظنا..تعارفنا ، فكان صاحبي معلم بصراوي تم تعيينه في احدى مدارس الناصرية واصبح الان روائيا معروفا هو الصديق الرقيق الشفاف.. (محمد خضير!).
في الليلة الثانية استدعيت للتحقيق فسالني فهمي روفا:
- ها تعترف على مسؤولك لو..واشار بيده لسقف الغرفة.
واعترفت على رفيق كان مسؤولي وتركته موقوفا بمركز شرطة الناصرية ، فيما اخفيت مسؤولي المباشر الطليق (جليل حسون) من اهالي الكوت.. وقد ذكرني في مذكراته .
يتبع
*
#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)
Qassim_Hussein_Salih#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟