أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - غالب المسعودي - الملامح الثقافية للعصر الامبريالي الجديد















المزيد.....


الملامح الثقافية للعصر الامبريالي الجديد


غالب المسعودي
(Galb Masudi)


الحوار المتمدن-العدد: 8249 - 2025 / 2 / 10 - 12:02
المحور: قضايا ثقافية
    


العصر الإمبريالي الجديد يشير إلى مجموعة من التطورات الجيوسياسية، الاقتصادية والثقافية في الالفية الثالثة والتي تميزت بتوسيع نفوذ الدول الكبرى، وخاصة الولايات المتحدة والصين، على المستويين الإقليمي والدولي. بعد انتهاء الحرب الباردة، أصبحت الولايات المتحدة القوة العظمى الوحيدة، ووسعت نفوذها من خلال التدخلات العسكرية، مثل الحروب في شتى انحاء العالم. تعتبر الصين حاليا لاعبًا رئيسيًا في النظام العالمي الجديد، حيث شهدت نموًا اقتصاديًا هائلًا وزيادة في نفوذها السياسي والعسكري، مما أدى إلى توترات مع الولايات المتحدة، توسعت العولمة بشكل كبير، مما أدى إلى زيادة التجارة الدولية وتبادل الثقافات، ولكنها أيضًا ساهمت في زيادة الفجوات الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية. استخدمت الولايات المتحدة أدوات مثل العقوبات الاقتصادية والدعم العسكري للتأثير على الأنظمة السياسية في الدول النامية مما تسبب في تصاعد النزاعات المسلحة والأزمات الإنسانية، وتدفق اللاجئين وزيادة الحاجة إلى المساعدة الدولية. تميز هذا العصر الامبريالي الجديد بالاستعمال المكثف للتكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز النفوذ الثقافي والسياسي، بالإضافة إلى الحرب السيبرانية وأصبح موضوع التغير المناخي جزءًا من السياسة الدولية، حيث تتنافس الدول الكبرى على الموارد الطبيعية وتبني استراتيجيات للتعامل مع الأزمات البيئية. هذه الملامح شكلت جزءًا من فهم العصر الإمبريالي الجديد الذي يتسم بتعقيد العلاقات الدولية وتداخل المصالح الاقتصادية والسياسية. تم تبادل الثقافات من خلال العولمة، مما أدى إلى تأثيرات ثقافية، مع هيمنة الثقافة الغربية. أن العصر الإمبريالي الجديد يستمد بعض سماته من العصور الاستعمارية السابقة، ولكنه يتسم بخصائص جديدة تعكس التغيرات في النظام العالمي بالطبع! تلعب التكنولوجيا دورًا محوريًا فيه، حيث ساهمت التكنولوجيا في تسريع عملية العولمة، ومكنت الشركات الكبرى الوصول إلى أسواق جديدة بسهولة من خلال التجارة الإلكترونية، مما عزز من نفوذها. سعت الدول الكبرى للاستثمار في التكنولوجيا المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية، لتعزيز قوتها الاقتصادية والعسكرية. كما استخدمت الدول الكبرى أدوات التكنولوجيا للتجسس على الحكومات والشركات، وتنفيذ هجمات سيبرانية لتعطيل البنية التحتية الحيوية لدول أخرى. ان القدرة على نشر المعلومات المضللة أو السيطرة على تدفق المعلومات يمكن أن تؤثر بشكل كبير على الرأي العام والسياسة الداخلية للدول كما تمثل وسائل التواصل الاجتماعي منصة لنشر الأفكار والحشد.
التأثير الثقافي
تساهم التكنولوجيا في نشر الثقافة الغربية من خلال الأفلام، والموسيقى، والبرامج التلفزيونية، مما يؤدي إلى تآكل الهويات الثقافية المحلية يمكن أن تؤدي التطبيقات المحلية والعالمية إلى تعزيز ثقافات معينة على حساب أخرى، مما يخلق تأثيرات غير متكافئة، تقدم الدول الكبرى مساعدات تقنية للدول النامية ولكن غالبًا ما تكون مشروطة بسياسات معينة، مما يعكس نوعًا من السيطرة، تستخدم بعض الدول التكنولوجيا لتحسين خدماتها الحكومية، لكنها تؤدي أيضًا إلى تعزيز السيطرة على المواطن، من خلال المراقبة تستخدم الحكومات والشركات تحليل البيانات لفهم الاتجاهات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، مما يمكنها من اتخاذ قرارات استراتيجية .تعتبر التكنولوجيا عنصرًا حاسمًا في تشكيل الديناميات الجديدة للعصر الإمبريالي الجديد. من خلال التأثير على الاقتصاد، والسياسة، والثقافة، فإنها تساهم في إعادة تشكيل العلاقات الدولية وتحديات السيادة.
وسائل جديدة لتغطية الأهداف الاقتصادية ثقافيًا
استخدام منصات مثل فيسبوك وتويتر وإنستغرام لنشر الدعاية الثقافية والاقتصادية، مما شجع على الاستهلاك والتبني الثقافي لمشاريع عولمة التفاهة و إنشاء محتوى ثقافي يجذب الجمهور، مثل الأفلام الوثائقية، والبودكاست، والمقالات، التي تروج لأفكار اقتصادية وثقافية معينة، عززت التعاون مع المدونين والمؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الرسائل الثقافية والاقتصادية و تنظيم مهرجانات دولية تحت شعار الثقافة، التي تستعرض المنتجات والخدمات، مما يُعزّز من النفوذ الاقتصادي، تقديم برامج تعليمية تركز على القيم الاقتصادية الغربية، مثل ريادة الأعمال والابتكار، مما يرسخ من فهم الأفراد لهذه القيم، استخدام الثقافة الشعبية للترويج للمنتجات، مثل إطلاق خط أزياء مستوحى من الأفلام الشعبية الهابطة أو البرامج التلفزيونية، مما يربط الثقافة بالاستهلاك تتداخل الوسائل الثقافية مع الأهداف الاقتصادية في العصر الإمبريالي الجديد، حيث تُستخدم الثقافة كأداة لتعزيز النفوذ والسيطرة. من خلال استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، يتم توسيع نطاق التأثير الثقافي ليخدم الأهداف الاقتصادية، مما يؤدي إلى إعادة تشكيل الهويات والقيم في الدول النامية واستخدام الانشطة الثقافية وسيلة امبريالية لتغطية الاهداف الاقتصادية.
ردود فعل المثقف
يقوم المثقفون بتحليل تأثير العولمة والثقافة الغربية على المجتمعات المحلية، وينتقدون الاستعمار الثقافي الذي يؤدي إلى تآكل الهويات الثقافية من خلال إنتاج أبحاث ودراسات تفحص العلاقة بين الثقافة والاقتصاد، وكيفية استخدام الثقافة كوسيلة للتأثير على المجتمعات. بعضهم يروجون لإحياء الفنون والتراث الثقافي المحلي كوسيلة لمواجهة الهيمنة الثقافية الغربية مع تعزيز الفخر بالهوية الثقافية المحلية من خلال الفنون والأدب والموسيقى، ما يساعد في بناء مقاومة ثقافية يعتبر المثقفون محورًا مهمًا في مقاومة الهيمنة الثقافية والاقتصادية. من خلال النقد والتحليل، وتعزيز الهوية الثقافية، والمشاركة في الحركات الاجتماعية، اذ يسعون إلى تعزيز الوعي الثقافي ومحاربة الاستغلال الثقافي امام شراهة المد الامبريالي الجديد.
المثقف المهمش والمشتت
يمكن للمثقفين المهمشين إنشاء شبكات مع مثقفين آخرين من خلفيات متنوعة، مما يعزز من تبادل الأفكار والموارد استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لتوسيع دائرة التواصل، مما يسهل الوصول إلى جمهور أوسع، يمكنهم تطوير محتوى ثقافي يعكس تجاربهم وقضاياهم، مثل الأدب والفنون والموسيقى، مما يساعد في تعزيز الهوية الثقافية، العمل مع فنانين آخرين لإنشاء أعمال تعبر عن القضايا الاجتماعية والثقافية، تنظيم فعاليات تعليمية حول الهوية الثقافية وتأثيرات الهيمنة الثقافية، مما يساعد في بناء الوعي تعزيز المعرفة حول التاريخ والثقافة المحلية من خلال القراءة والبحث، مما يمكنهم من تقديم رؤى نقدية، ويعزز صوتهم هو تقوية الروابط مع حركات أخرى تسعى لمقاومة الهيمنة الثقافية وتشجيع النقاشات حول القضايا الثقافية والاقتصادية، يساعد في تعزيز التفكير النقدي لإنتاج مقالات وأبحاث تناقش تأثيرات الإمبريالية وتطرح رؤى جديدة. الانخراط في الحوارات العامة حول قضايا الهوية والثقافة رغم التحديات، يمكن للمثقفين المهمشين والمشتتين أن يحققوا مقاومة ناجحة من خلال بناء شبكات، وإنتاج محتوى ثقافي بديل، وتعزيز التعليم، والتعبير الفني. من خلال هذه الجهود، يمكنهم تعزيز الهوية الثقافية ومواجهة الهيمنة الثقافية بطرق فعالة. بالرغم من ذلك تواجه الآراء والمشاريع الثقافية المهمشة تجاهلاً من قبل وسائل الإعلام والجمهور العام، يؤثر الوضع الاقتصادي السيئ على قدرة المثقفين على الانخراط في أنشطة ثقافية أو فكرية، يضطر المثقفين إلى العمل في وظائف أخرى لتلبية احتياجاتهم، مما يحد من وقتهم وجهودهم في المقاومة، تؤثر المعلومات المضللة على فهم الجمهور للقضايا الثقافية، مما يضعف من تأثير المثقفين، تتعدد التحديات التي تواجه المثقفين المهمشين في مقاومة المد الإمبريالي، بدءًا من القمع السياسي والهيمنة الثقافية، وصولًا إلى التحديات الاقتصادية والاجتماعية. رغم هذه التحديات، يمكن تحقيق النجاح من خلال بناء شبكات دعم وتعزيز التعاون بين المثقفين.
دور الاستبداد في معاضدة الدور الامبريالي
الحكومات الاستبدادية لها دور كبير في معاضدة مطامع الامبريالية الجديدة ثقافيا واقتصاديا تلعب الحكومات الاستبدادية دورًا مهمًا في دعم مطامع الإمبريالية الجديدة، سواء من الناحية الثقافية أو الاقتصادية. تتعاون الحكومات الاستبدادية مع الشركات متعددة الجنسيات، مما يسهل دخولها إلى الأسواق المحلية واستغلال الموارد إصدار قوانين وتعديلات تشريعية تسهل استثمار الشركات الأجنبية، مما يعزز من هيمنتها الاقتصادية، تفرض الحكومات الاستبدادية قيودًا على الفنون والأدب، مما يعيق التعبير الحر عن الهوية الثقافية، تروج للحضارة والثقافة الرسمية التي تتماشى مع مصالح الامبريالية، مما يؤدي إلى تهميش الثقافات المحلية، تستخدم الحكومات الاستبدادية الثقافة كوسيلة لتعزيز قوتها من خلال الإعلام والفنون، مما يساهم في تشكيل الرأي العام، قد تُعيد الحكومات كتابة التاريخ لتناسب رواياتها، مما يعزز من سلطتها ويقوض من الهوية الثقافية المحلية، تتعاون الحكومات الاستبدادية مع القوى الكبرى لتحقيق مصالح اقتصادية وسياسية مشتركة، مما يعزز من نفوذها، تضمن الحكومات الاستبدادية استمرارية النظام من خلال تقديم تنازلات اقتصادية وثقافية للقوى الإمبريالية، تستغل الحكومات الاستبدادية الفقر والبطالة لضمان ولاء المواطنين، مما يسهل السيطرة على الموارد الثقافية والاقتصادية، تستخدم الوعود بالتنمية الاقتصادية كوسيلة لتبرير التعاون مع القوى الأجنبية، رغم عدم تحقيق الفوائد الحقيقية على الأرض تُدرج الحكومات الاستبدادية مناهج تعليمية تروج للثقافة الغربية وتقلل من أهمية الثقافات المحلية، مما يضعف الهوية الثقافية تسيطر على وسائل الإعلام لتوجيه الرسائل الثقافية بما يتماشى مع مصالحها، مما يعزز من الهيمنة الثقافية، تُستخدم القوة لقمع أي معارضة ثقافية أو سياسية، مما يمنع التعبير عن المقاومة ضد الهيمنة الثقافية والاقتصادية تهدد المثقفين والمبدعين الذين ينتقدون النظام أو الثقافة الغربية، مما يعيق الإبداع والنقد. هذه الديناميات تؤدي إلى تآكل الهويات الثقافية وتفاقم التحديات الاقتصادية، تتطلب مقاومة البنية الثقافية للإمبريالية الجديدة جهودًا متعددة الجوانب تشمل تعزيز الهوية الثقافية، استخدام الفنون، بناء الشبكات، والتعبئة الاجتماعية. من خلال هذه الاستراتيجيات، يمكن للأفراد والمجتمعات تعزيز مقاومتهم وبناء مستقبل أكثر استدامة.



#غالب_المسعودي (هاشتاغ)       Galb__Masudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيميائيات النص وضياع المعنى
- المثقف والضياع في مقبرة الكتابة
- تواطؤ المُثقف وفيزياء السُلطة
- صخب العقل والسعادة المزيفة
- خمسون عاما من التفكيك وخمسون آتية من تفكيك التفكيك في الشرق ...
- صراع القيم وانتشار الروحانية البديلة
- الامية الثقافية ودور اللغة في تعزيز الوعي
- التفاحة كبنية اجتماعية أساسية في الاستعمارية الجديدة
- في هدوء الليل، تختلط رائحة القهوة بحروف تأملي
- من الإدراك المشوه في البورفيدا إلى الوعي الوجودي
- المثقف الانتهازي-- انعدام الدقة والتحديد
- ارتباك السرد و الفأل في الخطاب السياسي العربي
- المجتمع السائل والضياع الهوياتي
- الديموقراطية لا تصلح الا للحمير
- الحروب من غريزة الافتراس الى صناعة القتل
- الحقيقة بين الميتافيزيقيا واللاهوت
- الراسب التحتي ودوره في تعميق سلطة الخوف
- مثقفو ما بعد السقوط --القفز من قطيع الى قطيع
- الاسئلة الكبرى وظاهرة طعام وموسيقى
- الثقافة العربية من لامية العرب للشنفري الى المعمعية التيسية


المزيد.....




- هدى المفتي تغير جلدها بمسلسل -80 باكو- في رمضان
- تامر حسني يشعل الأجواء في الرياض بالتزامن مع ضجة أثارتها طلي ...
- حماس تؤجل الإفراج عن الرهائن وتتهم إسرائيل بانتهاك الاتفاق.. ...
- الداخلية السورية تعطي مهلة أخيرة للعاملين في مؤسسات النظام ا ...
- تأجيل إطلاق رهائن واتهامات متبادلة بين حماس وإسرائيل بخرق ال ...
- عقب إعلان وقف عمليات التبادل.. -حماس- تؤكد التزامها باتفاق و ...
- -عانوا إجحافا غير مسبوق-.. بيان عاجل للخارجية المصرية بخصوص ...
- مالك نادي لوس أنجلوس الأمريكي يعتذر بعد تشبيه حرب غزة بالهول ...
- عزام الأحمد: تمت صياغة آلية لإدارة منظمة التحرير لقطاع غزة
- لافروف: سنراجع التزاماتنا الدولية أمام المنظمات التي تتخذ مو ...


المزيد.....

- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف
- أنغام الربيع Spring Melodies / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - غالب المسعودي - الملامح الثقافية للعصر الامبريالي الجديد