|
كيف أثرت الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي على تصويت الأمم المتحدة لتأسيس إسرائيل؟
حاتم بن رجيبة
الحوار المتمدن-العدد: 8248 - 2025 / 2 / 9 - 20:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كيف قرر المجتمع الدولي سنة 1947 الإعتراف بإسرائيل رغم أن اليهود كانوا يمثلون 5 % فقط من نسبة السكان آنذاك؟؟
كيف صوتوا لصالح قرار مهزلة، يعادي العدالة والمنطق السليم وكل معايير القانون الدولي والعرف والإنصاف ؟؟؟
من كان يكتسب كل ذلك المقدار الهائل من الصلف والتغطرس والظلم و السادية حتى يصوت بنعم أو يضغط على غيره أن يصوت بنعم ليولد كيان غاشم صهيوني يمحي حق %95 من المتساكنين العرب المسلمين و المسيحيين لصالح 5 % فقط من اليهود؟ ليولد كيان ظالم وعنصري وغاشم تحكم فيه قلة يهودية سواد الشعب وتنصب نفسها سيدة عليهم وتغتصب أرضهم وسيادتهم وديارهم وتنكل بهم و تطرد أغلبيتهم.
كانت نشأة دولة إسرائيل عام 1948 نتيجة لعقود من التطورات السياسية والصراعات والمناورات الدبلوماسية و التحضيرات العسكرية و اللوجستية و التنظيمية . من هجرة منظمة من يهود أوروبا إلى الضغط والتأثير السياسي على صناع القرار في إنجلترا وأمريكا إلى تهريب الأسلحة إلى جمع الأموال وتنظيم الميليشيات إلى الدعاية إلى شراء الأراضي ألخ ...أي التنظيم المحكم للحظة الصفر: إعلان الدولة اليهودية الإسرائيلية فوق رؤوس الفلسطينيين أصحاب الأرض منذ آلاف السنين.
الكثير منا ، بل جلنا لا يعرف حيثيات التصويت الأممي لصالح إسرائيل سنة 1947.لم ندرسه في المدارس والمعاهد ، لا في بلداننا العربية والشرقوسطية ولا في الدول الغربية وكأنه سر خطير لا يجب أن يفضح ! لا يجب على أحد في العالم أن يعرفه، لأن نشأة إسرائيل فضيحة وعار و ضحك على الذقون واستهزاء بذكاء البشرية.
لأن من فرض وجود إسرائيل هم القوى الكبرى في العالم آنذاك وإلى يومنا هذا: الولايات المتحدة والإتحاد السوفياتي وإنجلترا.
حدثت أحد المنعطفات الحاسمة في 29 نوفمبر 1947: تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على القرار 181، الذي نص على تقسيم فلسطين إلى دولة يهودية وأخرى عربية. لم يكن هذه القرار تلقائيًا أو محايدًا - بل كان نتيجة تأثير مكثف من القوتين العظميين آنذاك: الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي.
ولكن لماذا دعم هذان الخصمان في الحرب الباردة نفس القضية فجأة؟ وبأي وسائل ضمنا الأغلبية المطلوبة؟
الولايات المتحدة: الضغط السياسي والاقتصادي كاستراتيجية ناجحة:
كانت إدارة الرئيس الأمريكي هاري س. ترومان تحت ضغط قوي من الجماعات الصهيونية والجالية اليهودية في الولايات المتحدة. في الوقت نفسه، كان لدى وزارة الخارجية الأمريكية تحفظات، حيث كانت تخشى تدهور العلاقات مع العالم العربي. ومع ذلك، قررت الولايات المتحدة دعم القرار الأممي - وبذلت كل ما في وسعها لضمان الأغلبية.
أهم استراتيجيات التأثير الأمريكية:
الضغط السياسي على الدول المترددة: تم التأثير مباشرة على الدول الصغيرة من قبل الدبلوماسيين الأمريكيين. على سبيل المثال، لم تصوت هاييتي وليبيريا والفلبين لصالح القرار إلا بعد ضغوط مكثفة. أشير إلى ليبيريا بأن رفضها قد يعرض تعاونها الاقتصادي مع الولايات المتحدة للخطر.
استخدام النفوذ الاقتصادي: تلقت الدول التي كانت تعتمد اقتصاديًا على الولايات المتحدة تلميحات مباشرة أو غير مباشرة بأن علاقاتها التجارية والمالية المستقبلية تعتمد على تصويتها. تم استخدام خطة مارشال كأداة ضغط ناعمة في أوروبا، لا سيما ضد فرنسا واليونان.
أمريكا اللاتينية ككتلة تصويت حاسمة: كان للولايات المتحدة نفوذ اقتصادي وسياسي كبير في أمريكا اللاتينية. غيرت العديد من دول أمريكا اللاتينية موقفها أو تم دفعها للتصويت لصالح القرار، بما في ذلك كولومبيا ونيكاراغوا وفنزويلا والسلفادور والبرازيل. أي أن تلك الدولة كانت ستصوت ضد إسرائيل. لكنها أرغمت على الإعتراف بإسرائيل .
الاتحاد السوفيتي: الحسابات الجيوسياسية وراء دعم إسرائيل:
كان لدى الاتحاد السوفيتي بقيادة جوزيف ستالين دوافع مختلفة تمامًا عن الولايات المتحدة، لكنه مع ذلك دعم تأسيس الدولة اليهودية. قد يبدو هذا مفاجئًا للوهلة الأولى، حيث تحول الاتحاد السوفيتي لاحقًا إلى دعم الدول العربية المناهضة لإسرائيل. ولكن في عام 1947، كانت القيادة السوفيتية مدفوعة بعدة اعتبارات استراتيجية:
إخراج البريطانيين من الشرق الأوسط: اعتبر الاتحاد السوفيتي الإمبراطورية البريطانية منافسًا استعماريًا. كان للبريطانيين الانتداب على فلسطين وكانوا يمنعون جزئيًا الهجرة الصهيونية. يمكن لدولة يهودية مستقلة أن تساعد في تقليل النفوذ البريطاني.
الأمل في إسرائيل اشتراكية: كانت العديد من الجماعات الصهيونية ذات توجه اشتراكي في ذلك الوقت. كانت الكيبوتسات (المزارع الجماعية) والأحزاب مثل ماباي (التي أصبحت لاحقًا جزءًا من حزب العمل الإسرائيلي) تروج للقيم الاشتراكية. اعتقد ستالين أن إسرائيل قد تكون حليفًا محتملاً في الحرب الباردة.
دعم المجتمع اليهودي في أوروبا الشرقية: بعد الهولوكوست، كانت هناك حركات صهيونية قوية بين السكان اليهود في أوروبا الشرقية، خاصة في بولندا وأوكرانيا وروسيا. أراد الاتحاد السوفيتي الحفاظ على نفوذه على هذه الجماعات.
التأثير على تصويت الأمم المتحدة: مارس الاتحاد السوفيتي ضغوطًا على الدول الشرقية للتصويت لصالح القرار. صوتت دول مثل بولندا وتشيكوسلوفاكيا ويوغوسلافيا وأوكرانيا وروسيا البيضاء بـ"نعم" بناءً على تعليمات موسكو. لعبت تشيكوسلوفاكيا دورًا حاسمًا لاحقًا في دعم إسرائيل عسكريًا.
تصويت الأمم المتحدة: صراع جيوسياسي:
بعد تدخل دبلوماسي مكثف، تمكنت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي من تأمين الأغلبية لصالح القرار 181. أسفرت نتائج التصويت في 29 نوفمبر 1947 عن:
33 صوتًا مؤيدًا (بما في ذلك الولايات المتحدة، الاتحاد السوفيتي، فرنسا، بولندا، البرازيل، هايتي، ليبيريا، تشيكوسلوفاكيا، أوكرانيا، روسيا البيضاء، يوغوسلافيا ومعظم دول أمريكا اللاتينية).
13 صوتًا معارضًا (بما في ذلك جميع الدول العربية بالإضافة إلى كوبا واليونان والهند).
10 امتناعات عن التصويت (بما في ذلك المملكة المتحدة والصين).
لولا الضغط المكثف الذي مارسته الولايات المتحدة على الدول التي تعتمد اقتصاديًا عليها، ولولا الدعم الاستراتيجي من الاتحاد السوفيتي، لكان من المحتمل أن تكون نتيجة التصويت مختلفة تمامًا. لعبت كلتا القوتين العظميين دورًا حاسمًا في ولادة دولة إسرائيل - وإن كان ذلك لأسباب مختلفة تمامًا.
لم يكن إنشاء إسرائيل مجرد نتيجة لجهود الحركة الصهيونية، بل كان انعكاسًا للسياسات العالمية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية. استخدمت الولايات المتحدة الضغط الاقتصادي والسياسي لكسب الأصوات، بينما دعم الاتحاد السوفيتي إسرائيل لأسباب مناهضة للبريطانيين وأيديولوجية. ومن المفارقات أن الوضع تغير بعد فترة وجيزة من قيام الدولة: أصبحت الولايات المتحدة الحليف الرئيسي لإسرائيل، بينما تحول الاتحاد السوفيتي إلى دعم الدول العربية.
يبقى تصويت الأمم المتحدة عام 1947 مثالًا على كيفية تشكيل الدبلوماسية الدولية والضغوط الاقتصادية والمصالح الجيوسياسية لتاريخ العالم.
أثناء تأسيس إسرائيل، تلقت الأمة الوليدة دعمًا عسكريًا وماليًا من مصادر مختلفة. لعب الاتحاد السوفيتي دورًا حاسمًا، لا سيما من خلال تشيكوسلوفاكيا، التي زودت القوات اليهودية بالأسلحة، بما في ذلك البنادق والمدافع الرشاشة والطائرات. كان هذا الدعم مهمًا للغاية، حيث كانت إسرائيل بحاجة ماسة إلى المعدات العسكرية خلال حرب عام 1948. كما جمعت الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة مبالغ مالية ضخمة تم تحويلها إلى إسرائيل من خلال منظمات مثل الوكالة اليهودية ونداء اليهود المتحد. كما ساهمت عمليات تهريب الأسلحة من بعض الدول الأوروبية، لا سيما من فرنسا، في تسليح إسرائيل. سمحت هذه المساعدات لإسرائيل بمواجهة التفوق العسكري للدول العربية.
إسرائيل لا تملك أي شرعية للوجود: لا أخلاقية ولا منطقية ولا قانونية(الأصوات اشترتها تحت الضغط والتهديد كما بينت) ولا إنسانية.
الأوروبيون هم من أبادوا اليهود و نكلوا بهم، فلماذا يدفع الفلسطينيون ثمن إثمهم وظلمهم؟؟؟ لماذا لم يسلمهم السوفيات مقاطعة يعيشون فيها بسلام أو الأمريكان أو الأنجليز؟؟؟؟
أمريكا والإتحاد السيوفياتي بلدان شاسعة فيها أراض خصبة ممتدة يمكن لليهود العيش في قطعة منها كأغلبية بأمان. الكيان الصهيوني في أرض فلسطين خطأ فادح لا يمكن فرضه مهما بذلت الولايات المتحدة والغرب من جهود ومهما أنفقوا من بلايين الدولارات.
لأن الفلسطينيين جزء من أمة تعد المليارات من الأفراد يتوزعون على العشرات من البلدان ولأن المتعاطفين معهم أيضا بالميارات ، أي أغلبية البشرية.
اختيار الحركة الصهيونية لفلسطين كوطن لهم غلطة جوهرية يجب عليهم التراجع عنها والإقرار بعدم نجاعتها : أخلاقيا و سياسيا ومنطقيا وقانونيا. وأن ضحايا ذلك القرار هم اليهود كما الفلسطينيين. لأن دولتهم نشأت تحت الضغط و التهديد وشراء الذمم ولأجل تحقيق مصالح أنانية و خسيسة و تكتيك استراتيجي نفعي .
فهدف اليهود من تأسيس إسرائيل هو الأمان والسلام : انظر كيف يعيشون في تهديد مستمر: حروب لا تنتهي و عدائية لا تزال تكبر وتتظخم. كل إسرائيلي يعي رغم تعنته وعناده أنه ظالم ومستبد ومجرم ولص. كل إسرائيلي يتجول في العالم يعرف أنه مهدد في سلامته الجسدية و المعنوية.
كل يوم إضافي يقبع فيه الإسرائيليون في فلسطين يغوصون فيه أكثر في الإثم والجرم والدم والعدوان و المجازر.
#حاتم_بن_رجيبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل قيس سعيد رئيس تونس حقا دكتاتور؟؟
-
الدول المتقدمة والديمقراطية وليدة الصدفة
-
،، من من الشرق الأوسط سيغادر التخلف؟؟،،
-
إسرائيل و وهم الأمان وسط أغلبية يهودية !
-
الفلسطينيون وهنود الولايات المتحدة الأمريكية!!
-
حرب 7 أكتوبر:مرحلة من مراحل التصفية العرقية الشاملة لفلسطين!
...
-
تونس بعد 25 جويلية، صمت وخمود!!
-
،هزيمة روسيا بوتين وشيكة،،
-
،،جحافل جائعة لا تترك أخضر ولا يابس!!،، قصة قصيرة
-
كيف تتخلص الدول من ديونها ؟؟
-
هل ستنجو تونس من الإفلاس ؟
-
،،مجزرة بن طلحة،، قصة قصيرة
-
،، العشرية السوداء،، أو متى خرج العفريت من قمقمه!! حاتم بن ر
...
-
،، زوجتك نفسي،، قصة قصيرة من قصص العشرية السوداء
-
،،أم تركتنا إلى عالم الشيطان!،، قصة قصيرة
-
لن نهزم إسرائيل و لم نكن لنهزمها أبدا !!!!
-
هل الصهاينة وحوش أم الفلسطينيون خرفان و فريسة سهلة؟؟؟
-
الإحتفال ال 75 بإبادة 400 قرية فلسطينية!!!
-
راشد الغنوشي: عدو الدولة التونسية رقم واحد!
-
فهم معجزة إسرائيل الإقتصادية
المزيد.....
-
الإمارات.. مسار جبلي -أبيض- يُثير إعجاب المغامرين في عجمان
-
الحزب الحاكم بكوسوفو يتجه نحو تصدر نتائج الانتخابات البرلمان
...
-
من هو زعيم المتمردين الذي تجسد مسيرته الاضطرابات في رواندا و
...
-
ترامب لا يمزح: -نعم.. أنا جاد بضم كندا للولايات المتحدة-
-
ترامب والاتحاد الأوروبي: بين سياسة التخويف وعِبْء التبعية
-
خلايا دماغية تراقب كل قضمة وتأمرك بالتوقف عن الطعام
-
الخارجية الروسية: الغرب يبذل الجهود لزعزعة الاستقرار في جنوب
...
-
علماء يحذرون من العواقب الوخيمة لعودة ثقب في الشمس
-
رئيس حزب -الحرية- الهولندي: الأنظمة الأوروبية تنهار
-
-الجيش البري صغير-.. لواء إسرائيلي يحذر من حرب شاملة على عدة
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|