كاظم حسن سعيد
اديب وصحفي
الحوار المتمدن-العدد: 8248 - 2025 / 2 / 9 - 14:17
المحور:
الادب والفن
(اصنع قارئا على غراري واترك الاخرين احرارا..)محمود البريكان.
بعد ان حصد ماركيز جائزة نوبل شرعت لاكثر من عشر سنوات اوجه سؤالي للكتاب والمثقفين وكان الجواب نفسه يتكرر( انه لغة).
ذات يوم بعد عقد من صدورها كلفني البريكان ان اشتري له رواية. .مائة عام من العزلة.. شرط ان تكون انيقة وقال أجلت قراءتها لانها عمل مهم احتاج جوا خاصا اقرؤها فيه.
زامنته وهو يقرؤها. .وحين اكمل قراءتها قال لي( خلااص ان ماركيز اعظم شاعر في القرن العشرين وانه دخل التاريخ بجدارة)..
ان البريكان كان يقرأ بروح الفنان وعقل المفكر..وسيعترف الاخرون بذلك حين يرى النور كتابه عن الرازي..فقد اخبرني( حتى حينما نشر المستشرق كراوس رسائله لم تتغير افكاري عن الرازي.).
كان يقرأ في مجالات غير متوقعة حتى توتر الرياضيين فيما بينهم كان يتابعه.
المستغرب منه هو عزوفه عن النشر لقصائده رغم تقدمها على زمنها وعمقها..
قال لي يوما ( تسحرني قصائدي)..
هناك متعة سيكولوجية لاشخاص، البريكان احدهم تكمن بصيد الجمال واستكشافات فردية دون ان تصاحبها الرغبة بمشاركتها مع الاخرين..لقد تفاجأ اصدقاء مطور لقاح كورونا الروسي اماتديف الذي قتل شنقا بحزام بانه لم يعلموا بابحاثه حتى اعلنت في الشاشة.
للان حسب علمي لم يتناول علم النفس ظاهرة الاستمتاع باشياء لدى افراد دون رغبة بمشاركة الاخرين بها..
لون من السلوك يتجاور مع التصوف.
ولقد قرأت نصا تضاربت الاراء حول مصدره فمنهم من ينسبه للكاتب الفلسطيني ابراهيم نصر الله بروايته شوارع الزيتون واخرون ينسبونه للممثل الامريكي روبرت نيرو.
وهو نص يصف تلك الظاهرة بدقة وتفصيل..
(هل جربت أن تستيقظ ولا يعلم بذلك أحد،تذهب إلى مكانك المفضل دون رفقة أحد، تأكل وجبة من المطعم ولا تصورها، يعجبك سطر جميل من كتاب ولا تشاركه أحد، تلتقط لنفسك صورة رائعة دون الحاجة لمشاركتها لسماع كلمات الإطراء ممن حولك ، هل جربت أن تكمل عملا صالحا دون معرفة الجميع أنك فعلت، هل جربت أن يسكن فيك خبر جميل وتبقيه داخلك ولا تشاركه أحد وأن تنفذ بطارية هاتفك ولا يهمك إن ظل مغلقاً لساعات، هل جربت أن تكون شخصا حقيقيا تفعل لتستمتع وحدك وليس ليراك الجميع .)
#كاظم_حسن_سعيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟