أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين جاسم الشمري - بطل الجاي














المزيد.....


بطل الجاي


حسين جاسم الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 8248 - 2025 / 2 / 9 - 03:45
المحور: كتابات ساخرة
    


اغلب الأعمال الإنسانية التي اتبناها لا يعلم بها سوى الله، لأن فلسفتي بالحياة أن الخير يسوقه الله إليك فلا تحتاج إلى قضية التبجح، لذلك أرى أن إذلال المتلقي أو صاحب الحاجة من اوبق الذنوب، "هكذا ارى" وعليه اتخذت قرارا بأن كل قضاء لحاجة لا أبوح بها مهما كانت ظروف الموقف، لكن وللأسف استثنيت البعض وكتبتها بطريقة تروق لمشاعري وعنفواني بدون ذكر الأسماء، لفكرة خلجت ببالي وهي إيصال رسالة لا غير.
اليوم التاسع من شباط، خرجت محملا بقنية غاز الطبخ لاستبدالها، ووصلت لمكان الرجل الذي اتعامل معه، لكنه غير متواجد وهاتفه مغلق، بقيت لأكثر من ٢٠ دقيقة بانتظار الفرج، لكن فرج لم يظهر، وبهذه الاثناء وصل الرجل الذي قابلته عند دخولي لهذا الشارع وكان يتوسطه ويهم بابعاد نفسه بساقيه المبعدتين مرتديا ملابس رثه وغطاء على راسه يقيه من حبات المطر المتناثرة، وعند وصوله بقربي الذي اكتشفت لحظتها ان نظره يكاد أن يتلاشى لصعوبة تعامله مع فتح الجفون، صرخ بي : اريد خمسة آلاف!
اجبته حاضر ولكن ماذا تريد بها، فاردف قائلا حتى لو خمسمية، هنا تركت قضية الغاز والطبخ وغداء الغد وفطور أطفال المدارس، وركزت بقضية هذا الرجل، وقلت له ماذا تريد بالضبط وسألبيه لك، قال بالحرف اريد (بطل جاي)، هنا توقفت عندي كل الإبداعات والخزعبلات والافكار، تقربت اليه وأعدت السؤال، ماذا تريد قال (بطل جاي)، وفي خضم ذلك مرّ من قربنا مجموعة من الشباب وصاح أحدهم به ها (ابو اسكينة) شبيك، وبادرت لأحدهم بسؤال، قد طلب مني (بطل جاي) ولا اعرف ما يقصد، فابتسم الشاب وقال لي اذهب الى رسول صاحب المقهى التي تبعد ٢٠ مترا وهو يجيبك، ذهبت إلى رسول وقلت له هذا الرجل يطلب (بطل جاي) شنو يعني ؟
ابتسم رسول ومد يده لقنينة ماء فارغة وفتح صنبور الماء الحار وهو يتمتم انه يحب الماء الحار مع الشاي ورفد القنينة بملعقتين من السكر وعانق بلبولة قوري الشاي الفرفوري برأس القنينة ودفعت له(ربعين) من العملة وذهبت لابو اسينكة ببطل الشاي، مسكه وفرح تلك الفرحة التي تضاهي فرحة الام بزواج بنتها العانس.
تعجبت بل صُدمت لهذه المسرحية التي لا تخطر على بال، وبعد أن رأيت تلك الفرحة على ملامح ابو اسكينة، سألته والفوران ياخذ مني مأخذا، هل تريد شيئا آخر، قال لا فهذا ما اريد (بطل الجاي)، وإذا بصوت احد كبار السن يقاطع أفكاري المتشضية، ويقول له بابتسامة عريضة (يله ابو اسكينة اخذ بطلك وروح للبيت) وهو يجيبه اي رايح.
هنا توقفت عندي كل الأفكار ونسيت قنينة الغاز وتركت المكان وعدت ادراجي إلى البيت، فهل من المعقول أن قناعة أحدهم وفرحته (بطل جاي) ونحن في امتحان عظيم يفوق كل المخيلات.
في النهاية توصلت إلى قناعة بأن هنالك من سرق من ابو اسكينة حلمه وبطل الجاي ولم يدعه يحلم بأكثر من ذلك البطل.



#حسين_جاسم_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قتلوا المتنبي
- تعداد السكان
- صحيفة الزمان وصحة الانسان
- صٌنّاع القرار
- السوداني وزيرا للصحة
- السوداني وعصا العجلة
- أ اوفي الخنجر ؟
- معك رئيس الجمهورية
- عزيز ناصر مثالا
- مؤمن بصدام قائد
- الإنسانية المطلقة الدكتور زيد الخفاجي انموذجا
- حقوق الصحفي المنتهكة
- ثورة الجياع
- اختر صح لنصرة الجياع
- حكم الشعب للشعب
- الاستحقاق الانتخابي والتظاهرات
- طامتنا الكبرى
- رسالة للريس
- غموض القضية
- حج البيت


المزيد.....




- أزياء وفنون شعبية وثقافة في درب الساعي
- رحيل أسامة منزلجي.. رحلة حياة في ترجمة الأدب العالمي
- مصر.. مفاجأة في قضية طلاق الفنان الراحل محمود عبد العزيز وبو ...
- السودان : تدمير مباني الاذاعة والتلفزيون والمسرح من قبل الدع ...
- بعد سرقة تصاميمها... فنانة وشم بلجيكية تربح دعوى قانونية في ...
- من باريس إلى نيويورك.. أهم متاحف العالم تُطلق خططا تجديدية
- جائزة الكتاب العربي تكرم الفائزين في دورتها الثانية
- لغة الكتاب العربي.. مناقشات أكاديمية حول اللسان والفلسفة وال ...
- عاصمة الثقافة الأوروبية 2025.. مدينة واحدة عبر دولتين فرّقته ...
- تحذيرات من تأثير الشاشات على تطور اللغة والذكاء لدى الأطفال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين جاسم الشمري - بطل الجاي