أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - انتقام وتشفٍّ بالجملة: عنصريون يستثمرون خلافاتنا ويحرضون علينا















المزيد.....


انتقام وتشفٍّ بالجملة: عنصريون يستثمرون خلافاتنا ويحرضون علينا


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 8248 - 2025 / 2 / 9 - 03:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يضيّع العنصريون أي فرصة لاستثمار أي خلاف بين الكرد أنفسهم، كي يحققوا مآربهم في التحريض والتشويه والتشفي. يتربصون بكل فرصة سانحة، ويبحثون عن أي ثغرة يمكنهم النفاذ منها لتأكيد خطاباتهم العنصرية التي تروج لمقولات بالية مثل أن "الكرد ضيوف"، أو أنهم "غير قادرين على إدارة أنفسهم"، بينما الواقع ينقض كل ذلك، ويفضح النوايا الحقيقية الكامنة وراء هذا الخطاب الخبيث.
لقد وصلت الأمور ببعض هؤلاء العنصريين إلى حد التهديد الصريح، والتلويح بمآلات قاتمة لمن يدافع عن شعبه الكردي، أو يعارض النظام وأدواته. بل إنهم يفتعلون القصص ويختلقون الافتراءات، محاولين جرّ الكرد إلى مواجهات داخلية، كي يظهروا أمام الرأي العام وكأنهم متناحرون، غير قادرين على الوحدة، فتتحقق بذلك غاياتهم في تشويه النخب الكردية، وضرب القضية الكردية في عمقها.
لقد كنت شاهداً على نماذج من هذا السلوك، حيث حاول بعضهم، ومن بينهم من يدّعون أنهم "ثوار"، أن يصوروا أي نقد يوجه إلى مؤتمر ما، أو فعالية مشبوهة، على أنه استهداف شخصي، بل وتمادوا في كذبهم حتى ادعوا أننا وصفناهم بالدواعش، وهو افتراء لا أساس له. ما قمنا به هو طرح تساؤلات مشروعة، مثل: لماذا لم يدافع هؤلاء "الثوار" عن سري كانييي، وهي جزء من منطقتهم نفسها؟ هل في هذا إهانة؟
لكنهم، بدلاً من الرد بموضوعية، اختاروا المزايدة والتضليل، وسعوا إلى تحريف الكلام، بهدف إشعال فتنة، والاستثمار في الخلافات، لصالح جهات معروفة بعدائها التاريخي للكرد.
استهداف متعمد للنخب الكردية
يتحدث بعض هؤلاء العنصريين بلهجة استعلائية، وكأنهم وحدهم الصادقون، وكل النخب الكردية- رؤساء الأحزاب، والمثقفون، والإعلاميون، والمدرسون- مجرد "مخادعين"، حسب زعمهم. لم يسلم أحد من حملاتهم التشويهية، حتى الرموز التاريخية لم تسلم، فقد تطاولوا على الآباء والأجداد، وحاولوا تلويث سيرتهم الناصعة، في محاولة لطمس أي شرعية تاريخية لوجود الكرد في أرضهم، ملتقطين هذيانات فيسبوكية، يمكن أن تقال عن ذوي هؤلاء، ولا يعتد بها، بل ولا نعتد بها.
لكن، ماذا عن ماضيهم هم؟ أين كانوا عندما كنا نواجه نظام الأسد بكل ما أوتينا من قوة؟ ألم يكن بعضهم خدماً في بلاط الاستبداد؟ هل امتلكوا الجرأة في أي يوم لمواجهته، كما واجهناه؟ أم أنهم انتظروا حتى تغيرت الظروف، ولبسوا قناع "الثورة" ليعيدوا إنتاج خطابهم العنصري، لكن بصيغة جديدة؟
استغلال الخلافات العائلية لضرب القضية
أكثر ما يثير الاشمئزاز هو عندما يُستغل خلاف شخصي بين فردين كرديين، ليتم تحويله إلى "دليل" على صحة الدعاوى العنصرية ضد الكرد جميعاً. إذ يتجاهلون السياق الحقيقي للخلاف، ويتعمدون اختزال القضية الكردية كلها في حادثة- أساسها وهم- أو سوء تفاهم بين أفراد، كأن مصير شعب بأسره مرهون بلحظة غضب أو زلة لسان، أو ردة فعل كاذبة.
لكن الحقيقة أن أي خلاف بين أبناء القضية الواحدة، مهما كان حاداً، يظل شأناً داخلياً، ولا يغير من عدالة القضية الكردية ولا من تاريخها. فكيف يتجرأ من جاء إلى هذه المنطقة حديثاً، من بوابات مشبوهة، على التدخل في شؤونها، وهو الذي لا يملك أي شرعية تاريخية أو أخلاقية لذلك؟
معاداة الكرد
مشروع قديم متجدد
إن استهداف النخب الكردية ليس بالأمر الجديد، فهو جزء من استراتيجية مستمرة منذ عقود، هدفها إفراغ القضية الكردية من محتواها، وإظهار الكرد بمظهر المتصارعين على الفتات، بينما الواقع أن من يحاول تكريس هذا الانطباع هم من يحملون أجندات معروفة، يسعون إلى تقسيم المجتمع الكردي، لضمان بقائه ضعيفاً، غير قادر على المطالبة بحقوقه المشروعة. إن من يتشفى بخلافاتنا، ويحاول أن يروج لفكرة أن الكرد "متناحرون"، إنما يكشف عن نواياه الحقيقية، التي لا تمت إلى "الحرص" على استقرار المنطقة بصلة، بل ترتبط بعقلية عنصرية، لا تستطيع تقبل حقيقة أن الكرد أصحاب قضية عادلة، وأنهم، رغم كل المحاولات لضرب وحدتهم، يظلون رقماً صعباً في المعادلة الإقليمية.


لذلك، فإنه كان لا بد من الرد على هذا الخطاب النتن، وهو ما قمت به في مقالي "لغة البقر"، ليس انتقاصاً من أحد، بل رفضاً لهذا الانحطاط الأخلاقي الذي يجعل بعضهم ينحدر إلى مستوى التخوين والتحريض، بدلاً من النقاش الموضوعي. إنني، رغم اختلافي مع أي شخص كردي، لا أقبل أن يكون هذا الخلاف مادة بيد الحاقدين والعنصريين، الذين يتخذونه ذريعة للطعن في الكرد ووجودهم. فأنا، كابن هذه الأرض، أعرف من أين أتيت، ومن هم أهلي وأجدادي، وأعرف أيضاً أن هؤلاء الذين يحاولون تشويه صورتنا ليسوا سوى أدوات لمشاريع معروفة، لا يمكنها أن تستمر إلا ببث الفتن وتأجيج الصراعات.
الجزيرة وشعبها و الحقيقة الثابتة
نحن أبناء الجزيرة، ونعرف بعضنا جيداً، ونعرف أيضاً من أتى إلى هذه المنطقة في ظروف معينة، ليجد لنفسه موطئ قدم، ثم يتحول إلى "حارس" مزعوم للأخلاق والقيم، بينما تاريخه الشخصي حافل بما هو نقيض نترفع عن محاورته. ومن يريد التشكيك في هذه الحقائق، فليعد إلى أرشيف النظام، الذي لا يزال يحتفظ بالكثير من الأدلة على هوية من كانوا أدوات في يده، ومن كانوا ضحاياه.
إن محاولة استغلال أي خلاف داخلي بين الكرد، لا تعني شيئاً سوى أن هناك من يريد وأد القضية برمتها، وتحويلها إلى صراعات هامشية تخدم أجندات الآخرين. لكن هذا المخطط لن ينجح، لأن الحقيقة ثابتة، والتاريخ لا يُمحى، وأي محاولة لطمسها ليست سوى استثمار خاسر في الكراهية.
لطالما كانت علاقتي بأهلنا العرب قائمة على الاحترام العميق، فهم أهلي وشركائي في هذه الأرض، ناضلنا- وشرفاؤهم بل وعوامهم الشرفاء- معًا. كل حسب إمكاناته، ضد الاستبداد، وتقاسمنا المعاناة كما تقاسمنا الأمل في غدٍ أفضل. لم يكن موقفي يومًا موجَّهًا ضد العرب كشعب، بل ضد أولئك الذين يضمرون العداء للكرد، ويعملون على طمس هويتهم وحقوقهم. وحين كتبت مقالي لغة البقر، فقد كان موجَّهًا حصريًا لمن استهدفوا الكرد بخطاب الكراهية والتشويه، وليس لمن يؤمنون بحق العيش المشترك، لا نفاقًا ولا رياءً، بل انطلاقًا من قيم الأخوة الحقيقية. هؤلاء الذين يؤمنون بالعدالة والمساواة هم شركاؤنا في النضال والمصير، ولن نسمح للمحرضين أن يفرقوا بيننا.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وسائل التواصل الاجتماعي في وجهها الإيجابي: دعونا نستفد منها ...
- الانقلاب الثقافي والتنمر الديسمبري
- الثورة السورية و تشريح التشريح بين المسار والانحراف
- شارع مشعل التمو تخليد لرمز الحرية!
- خريطة مقابر السوريين: مأساة أمة مشرّدة بين المنافي والبحار
- الشيوعيون السوريون وقرار الحل: بين الامتحان والمراجعة
- الحربائيون:بين ألوان الولاء وسموم التحريض
- من يقنع سيادته أن يغادر القصر؟
- لغة البقر: خطاب التحريض وإعدام الآخر1
- الكرد بين نيران الاحتلال التركي ونداءات الوحدة
- الكرد السوريون وخطاب المهادنة: مراجعة تاريخية وواقع معاصر
- سوريا عبر التاريخ و تبدلات الأسماء والهوية الوطنية من المملك ...
- سوء استخدام ثنائية الأقلية والأكثرية: نقد قانوني وإنساني في ...
- تاريخ الأعلام السورية: من الاستقلال إلى الوحدة وما بعدها نحو ...
- بين فرحة الكرد وأصدقائهم: الرئيس مسعود بارزاني وتدشين مرحلة ...
- أخوة الكرد والعرب في سوريا: تاريخ مشترك ومسؤولية مصيرية
- حزب الملايين: كيف اختفى خلال ساعات؟ الأسدان الكبير والصغير أ ...
- اختلال المعايير: استتفاه الكبائر واستعظام الصغائر
- ما بعد سقوط الأسد: إعادة قراءة المشهد السوري
- بشار الأسد من بيت الأب إلى كرسي السلطة ومزارع المنفى


المزيد.....




- متوعدًا بالرد على الرسوم الجمركية.. ماكرون لترامب: الاتحاد ا ...
- ترامب يصف كندا بأنها دولة غير قادرة على الاستمرار
- حرب الرسوم الجمركية المتبادلة بين بكين وواشنطن تدخل حيز التن ...
- أردوغان يرى أنه لا داعي لبحث خطة ترامب عن غزة أو أخذها على م ...
- إسرائيل تنسحب بالكامل من محور نتساريم الفاصل بين شمال وجنوب ...
- انفجارات في مخيم نور شمس قرب طولكرم.. إسرائيل توسع عمليتها ا ...
- طلاب صربيا يحيون ذكرى مرور 100 يوم على حادث انهيار سقف في مح ...
- الداخلية السعودية تُفكك 3 شبكات إجرامية متخصصة في تهريب المخ ...
- اختراق الهاكرز المصري للتلفزيون الإسرائيلي يثير تفاعلا
- الجيش الإسرائيلي: استهداف نفق يجتاز من سوريا إلى لبنان


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إبراهيم اليوسف - انتقام وتشفٍّ بالجملة: عنصريون يستثمرون خلافاتنا ويحرضون علينا