محمد احمد الغريب عبدربه
الحوار المتمدن-العدد: 8247 - 2025 / 2 / 8 - 16:11
المحور:
الادب والفن
لم توجد كتب باللغة العربية بشكل منفرد حول فيلسوف السينما والصورة العلاماتي كريستيان ميتز وموضوعه حول سيمولوجيا السينما او اللغة السينمائية، ولكن هناك بعض الدراسات والمقالات العربية القليلة وبعض الفصول او الاجزاء في بعض الكتب المترجمة الي العربية، وقد اوضحنا اربع دراسات سابقة عن كريستيان ميتز، وعرض مقالتين تم ترجمتهم من تأليفه الي العربية، وبعض المصادر وليست كلها التي تحدثت عنه، وهي قليلة جداً وذلك كالتالي:
الدراسة الاولي
دراسة عامر طارق، ودالي وردة خيلية، بعنوان اللغة :الاستعارة عند كريستيان ميتز، نشر في مجلة افاق سينمائية، المجلد الاول العدد الاول، سنة 2021، واحتلت الدراسة صفحات من 235 الي صفحة 248، وتهدف الدراسة الي فهم التفكير في السينما من منظور كريستيان ماتز، ومنحي اللغة السينمائية ومقاربتها من منظور اللغة الطبيعية واللسانيات في بحثها عن التميز وادواتها واسالبيها التعبيرية والفنية والسردية ضمن مقاربة الصورة السينمائية باللسانيات وتشبه عملية اسقاط للسانيات علي السينما واسقاطها علي الفكرة السينمائية كما جاءت في المتن الميتزي نسبة لكريسيتان ماتز.
وتشير الدراسة إلي ان ميتز قسم المجال السينمائي الي فيلمي، وسينمائي، والفيلمي يتعلق بما هو خارج الفيلم مثل التسويق، وحياة المخرجين واحوال الرقابة والسينمائي هو العمل الفعلي الفني التي تهتم به السيمولوجيا موضوع دراسة ميتز.
وتستعرض الدراسة وجهة نظر كريستيان ميتز فيما يتعلق باللغة والسينما، والسيمولوجيا والدلالة في السينما، فيري ميتز أن السينما تشبه اللغة ولكنها ليست لغة ناطقة وأن الدلالة السينمائية لا توجد في الصورة بل خارجها.
وأن جوهر السينما والمونتاج هو من يصنع الدلالة. وتستعرض الدراسة في الجزء الثاني، مفهوم الاستعارة عند ميتز، وبخصوص ذلك استعمل ميتز التحليل النفسي للاستعارة، وخاصة في عمله "الدال والمتخيل"، حيث وظف الدراسات النفسية حول المتفرج من منظور فرويد، مع تحويل المتفرج الي ذات وتم الاستعانة ايضا بمفاهيم الظاهراتية.
ويرفض ميتز مفهوم الاستعارة السينمائية او البلاغة الكلاسيكية ويري أن مفهوم الاستعارة المكنية لغوياً يتحول سينمائياً إلي مفهوم استعارة داخل الفعل الدرامي أما الاستعارة التصريحية فيتحول إلي استعارة خارج الفعل الدرامي، ولديه الاستعارة ترتبط بالتكثيف في حين الكتابة ترتبط بالازاحة ودورهم داخل النسق الفرويدي هو الاخفاء.
الدراسة الثانية
دراسة المنظر الفرنسي فرانشيسكو كازيتي، بعنوان " كريستيان ميتز"، نشرت في كتاب دليل روتليدج للسينما والفلسفة، الذي نشر مترجم عام 2013، المركز القومي للترجمة، تحرير بيزلي ليفينجستون، وكارل بلاتينيا.
حيث يشير كازيتي ان ميتز اعتمد طريقة جديدة في النظرية السينمائية مستخدما تحليل متماسك ومنهجي متعلق بالموضوع، حيث كتابه الاساسي "السينما : لغة أم نظام لغوي، قدم تحولاً في معالجة الظاهرة الفيلمية.
وقدم تعمق ميتز في استخدام السيمولوجيا في كتابه السابق ذكره، وحدد اربعة اهداف للبحث السيمولوجي ( النص وهو الفيلم/ الرسالة وهو الحدث المتحقق/ الشفرة وهو ما يقوم ببناؤه المحلل مثل عنصر الأضاءة/ ورابعاً النظام المفرد. وحيث تتحرك السيميو طيقا في السينما وفقاً لميتز من النص والرسالة وتتحرك في اتجاه الشفرة والنظام المفرد.
وقد استطرد الكاتب في دراسته في عرض انواع الشفرات لدي ميتز في الفيلم، وكيفية توظيف التحليل السيمولوجي في الفيلم وفقاً لميتز، وتطبيقها، ثم عرض اهتمام ميتز بتحليل النفسي خلال نصه الدال المتخيل حيث أوضح ان هناك ثلاث عمليات تحليل رئيسية ( انعكاس المرآة/ التلصص/ الفيتشية، والتوحد) وكل ذلك يتعلث بعلاقة المتفرج بالمشاهدة ووصف كازيتي كيف تتم هذه العمليات في الفيلم وتحلل نفسية المشاهد مع علاقته بالفيلم.
الدراسة الثالثة
دراسة الاستاذ عبدالله ثاني قدور تحت عنوان سيمائية السينما عند كريستيان ميتز، المشنور في مجلة الصورة والاتصال الصادرة من جامعة وهران بالجزائر، العدد السابع، الاصدار الثالث، الجزائر، فبراير 2014، ص20-29. وقد طرحت الدراسة ثلاثة مراحل او الأطر الأساسية لتاريخ السيمولوجيا البصرية في فرنسا، وكانت المرحلة مع كريستيان ماتز التي ظهتر في عام 1964، حيث كان مؤسسي سيمائية السينما معتمداً علي تحليل الرواية الخيالية والخدعة السينمائية وقسمها إلي 3 مستويات، 1- مستوي الكاميرا (التقاط الصورة)، 2- المشهد السينمائي (عمل الممثلين)، 3- التمييز بين السينما ووالفيلم. وقام باستخلاص (5) لغات للسينما منها الصورة المتحركة/ المكان/ التعيين/ الخداع).
المرحلة الثانية: التحليل النفسي وتطور السيمائية مع ايزنشتاين، طرح الكاتب، أن هذه المرحلة بدءت مع السبيعنيات حيث تم تقسيم السينما التمثيلية التقليدية الي رموز وتراكيب وعناصر نصية خارج المعايير المعتادة، حيث تمكن تنظيم السيمولوجيا لوحدات دلالية في أسس جديدة، ثم سلط الكاتب "قدور" الضوء علي كريستيان ميتز ودوره في التحليل النفسي والسينما، من خلال عمله ( اللغة والسينما)، فالرموز نوعين: اللغة، والأيقونة، وهناك تبيان في رصدهما، وذلك ساعد العلامات في فك شفرة اللغة او تفسير اللغة اللاشعورية، فعملية اللاشعور واللاوعي تحتوي علي صور واحلام وكانت أعمال فرويد مهمة في هذا الصدد.
المرحلة الثالثة: اسم السيمولوجيا، ظهرت مع بداية الثمانينات مع اطروحة اودين روجر حول التحليل السيمولوجي للأفلام حيث تم تقنين ودرس العلاقة بين الصورة ومسار الصورة ، وهناك نظريتان في هذه الفترة: 1) نظرية الظن وهي علاقة الفيلم بالطرف الاخر من ( الممثل/ التعليق/ الصوت او الصوت الخارجي ). 2) نظرية الولادة وهي عام 1970 مع ميتز حيث ربط تحليل الصورة بالخطاب اللفطي.
الدراسة الرابعة
الفصل السادس من كتاب الباحث السينمائي البلاغي المهم "تريفور وايتوك" والمنشور في كتابه الاستعارة في السينما، المترجم الي العربية عام 2005، ترجمة ايمان عبد العزيز، المركز القومي للترجمة، ص143-167. حيث يوضح ويتواك أن ميتز يرفض دور البلاغة الكلاسيكية، لتحليل الصور السينمائية ويناقش فكرة ميتز حول الاستعارة والكتابة، حيث يجد فيه تماثل بينهم، بين التركيبي- الإحلالي، وهو بذلك يستعرض وجهة نظر ميتز من البلاغة أو الاستعارة، ويشير أنه لم يأتي بجديد بموقفه ها، وينتقد أيضا موقف ميتز رفضه البلاغة، حيث يري ويتواك أن الاستعارة والبلاغة قادرة علي تحليل الأدب والسينما، وأن السمة التحريف والأستعارة موجودان منذ الكلاسيكيات، مؤكدا علي تشوش موقف ميتز.
ثم ينتقل إلي موقف ميتز من التحليل النفسي والسينما حيث يتشكك في جهة نظره، وفي انغماس ميتز في الرؤية الفرويديه من جانب ميتز. وينتقد ويتواك ربط ميتز بين مفهوم التكثيف بالاستعارة وربط الإزاحة بالكناية، دون ايجاد توضيح بين افعالهم في اللاوعي، وعدم تمييز أوجه الشبه بينهم وبين الصورة البلاغية.
وفي أكثر من فقرة حتي أخر الدراسة كرر ويتواك موقفه النقدي من ميتز حول رؤيته للبلاغة وخاصة الاستعارة وايضا من الازواج المفاهيمية التي يذكرها ميتز في شرحه للتحلي السيمولوجي واللغة السينمائية.
مصادر ومراجع ودراسات حول ميتز
المصدر الاول : عادل صيد، سيميولوجيا السينما واللغة السينمائية، مجلة العلوم الانسانية لجامعة أم البواقي، العدد التاسع، الجزائر، (2018)....... المصدر الثاني : الدحاني، بدر (10 مارس، 2024)، حديث عن سيميولوجيا السينما: مقدمة موجزة في سيميائية الفيلم، موقع معني الالكتروني...... المصدر الثالث : محمد غرافي، قراءة في السيميولوجيا البصرية، مجلة الحكمة الالكترونية، يناير 2017........ المصدر الرابع : بن جيلاني محمد عدلان، " سيمائية الخطاب الفيلمي : مقاربة سيميو شعرية لفيلم تيتانك نموذجاً، رسالة دكتوارة ص 248. المصدر الرابع فاكمة يتميراز، محاضرات في سيمولوجيا الصورة، جماعة المسيلة، كلية العلوم الأنسانية: قسم علوم الإعلام والاتصال، 2019، الجزائر.
مؤلفات ميتز المترجمة الي العربية
الدراسة الاولي : كريستيان ميتز، جماليات وسيكولوجيا السينما عند جان ميتري، ت: نبيل عبد المالك، مجلة القاهرة، العدد: 169-170، ديسمبر 1996....... الدراسة الثانية: كريتسيان ميتز، لغة السينما، ت: علي محمد الكردي، مجلة الثقافة الاجنبية، العدد 1، عام 1986، السنة السادسة، العراق.
#محمد_احمد_الغريب_عبدربه (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟