سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 8247 - 2025 / 2 / 8 - 10:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الاوضاع الصعبة التي تعصف بنظام الملالي والتي تشتد قسوة ضغطها عليه ولاسيما وإنه ليس هناك من أي حلول لها لکونها في النتيجة تعکس فشلا سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا وفکريا للنظام، لکن النظام وکما يبدو يحاول جهد إمکانه أن يجد ثمة سبيل من أجل المحافظة على نفسه ودرأ خطر السقوط الذي يحدق به، لکن من دون جدوى، إذ أن الازمة الخانقة للنظام خرجت من إطار الحل والمعالجة.
الازمة الخانقة التي تحدق بالنظام وتعصف به عصفا غير مسبوقا قد خيم على الاجتماع الذي تم عقده يوم الاثنين الثالث من فبراير الجاري، والملفت للنظر إنه کان مختلفا عن الاجتماعات السابقة، سواء من حيث حضور مسؤولين رفيعي المستوى من الحكومة والقضاء والبرلمان، إلى جانب رؤساء السلطات الثلاث، وهم بزشكيان، وإيجه إي، وقاليباف، أو من حيث التصريحات التي أطلقها هؤلاء، إذ ومع سعي کل واحد منهم لتبرئة وتبيض ساحته النتنة، لکنهم مع ذلك لم يستطيعوا أن يجدوا من سبيل لکي يتحاشوا ويتجاهلوا الازمة العميقة الحادة التي تخنق النظام، بل وحتى إعترفوا بالازمة رغما عنهم وأکدوا بأن النظام في أسوأ حالاته وأوضاعه.
رئيس النظام، بزشکيان، الذي طبل له المطبلون واعتقدوا بأنهم سيساهم بتحسين أوضاع النظام وحتى يضفي جمالا على وجهه القبيح، فإنه وبعد لف ودوران وکلام ديماغوجي إعترف في النهاية بالازمة عندما قال في الاجتماع المذکور:" يواصلون القول إن إيران أصبحت ضعيفة وفي أسوأ حالاتها، وإن بإمكانهم توجيه الضربات إلينا. العدو يسعى لاستغلال بعض الأشخاص الذين يطالبون بحقوقهم للنزول إلى الشوارع أو الاحتجاج، بينما هناك من يريد استغلال هذه المطالب لخلق الفوضى في المجتمع. علينا تجنب أي خطوة تؤدي إلى استياء الناس أو إثارتهم للغضب. الوضع المعيشي الحالي وارتفاع الأسعار الذي يضغط على المواطنين لم يعد مقبولا"!
أما الملا الجلاد، إيجەئي رئيس السلطة القضائية للنظام، فإنه وفي الوقت الذي سعى لإلقاء اللوم على الحکومة فإنه تخوف ضمنا من إندلاع إنتفاضة بوجه النظام الاخرق عندما قال:" إذا لم نتمكن من حل المشكلة الاقتصادية ولم نحل أزمة معيشة الناس، فقد تتسبب المشكلات الاقتصادية في عدم قدرتنا على معالجة الأزمات الثقافية، بل قد تواجهنا لاحقا تهديدات أمنية أكبر"، في حية أن قاليباف، رئيس برلمان النظام الذي کان يذرف دموع التماسيح على الفقراء والمحرومين الذين يعانون من قسوة الحياة في ظل هذا النظام بسبب فشله الاقتصادي غير إنه وفي الوقت نفسه حذر من الصراع بين أقطاب النظام لأنهم کلهم في نفس السفينة الموجهة للغرق في بحر الرفض والثورة الشعبية عندما حذر من التبعات التي تنتظر النظام من جراء الاوضاع وخطر إندلاع الانتفاضة أو الثورة حينما قال:" هذا اجتماع لا يمكننا فيه إلقاء اللوم على طرف دون آخر، فكل ما يحدث اليوم، سواء كان خيرا أو شرا، يحدث تحت هذا السقف"!
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟