أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - 8 شباط جرح غائر في جسد العراق














المزيد.....


8 شباط جرح غائر في جسد العراق


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 8246 - 2025 / 2 / 7 - 23:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الثامن من شباط 1963 قفز أكثر الأحزاب فاشيّة ودمويّة بالعراق وقتها الى سدّة الحكم، لينهي وهو القادم على قطار أمريكي وبتحالف واسع ضمّ في صفوفه اضافة الى حزب البعث الفاشي، الإقطاعيين والأغوات وقوى رجعية مختلفة وأيتام العهد الملكي الذين تضررت مصالحهم من قيام ثورة تموز، وبمباركة الدوائر الغربية وشركات النفط الأحتكارية والمؤسسة الدينية والرجعية العربية، تلك الثورة التي قدّمت للعراق خلال عمرها القصير ما لم تقدّمه حكومات العراق للبلاد وشعبها منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة وليومنا هذا. ولم يكن هدف الأنقلاب هو وأد تجربة تموز 1958 فقط، بل والأهم وقتها كان تصفية الحزب الشيوعي العراقي.

لقد رفع الأنقلابيون سكاكينهم عاليا وهم ينهلون من فتوى محسن الحكيم المتأثر بسياسات طهران والشاه المكارثية من أنّ (الشيوعية كفر وألحاد)، لذبح آلاف الشيوعيات والشيوعيين والعشرات من الديموقراطيين والوطنيين العراقيين، وظهرت شعاراتهم المخزية المشينة في وسائل أعلامهم وهي تقول (يا أعداء الشيوعية أتّحدوا) و (أبيدوهم حيثما وجدتموهم)، فقادت قطعان الحرس القومي المشبوهة حملتها ضد الشيوعيين بشكل خاص، ليستشهد من جرّاءها خيرة قادة الحزب وعلى رأسهم الرفيق الشهيد سلام عادل سكرتير اللجنة المركزية، بعد أن حوّل الفاشيّون العراق الى سجن ومسلخ بشري كبير.

لم يطل الوقت على الأنقلابيين ليظهروا طبيعة حزبهم ومن تحالف معهم في معاداتهم لتطلعات شعبنا وتحقيق ما تريده الدوائر الغربية والرجعية في الداخل والخارج، فتمّ تجميد قانون رقم 80 وفتح أبواب العراق مشرعة أمام الأستثمارات الغربية وسلب كل ما حققته الطبقة العاملة العراقية من أنجازات، وإعادة الحياة للعشائرية وقوانينها المتخلّفة وغيرها. لكنّها أجّلت مؤقّتا وقتها معركتها ضد الحركة القومية الكوردية ممثلة بالحزب البارتي وزعيمه الراحل الملا مصطفى البارزاني اللذين كانا من أوائل من أبرق مهنئا الفاشيين بإنقلابهم، لتندلع المعارك ثانية بعد فترة شهرعسل قصيرة.

على الرغم من دموية الفاشيين البعثيين تجاه الشيوعيين وحزبهم، والتي كانت بحق ظلام لفّ العراق ومأساة حقيقية حلّت بالحزب والعراق وشعبه، الا أنّ الحزب وبأمكانيات بسيطة وقف بوجه قطعان البعث مقاوما إيّاها في مناطق مختلفة من العاصمة بغداد كالكاظمية وعگد الأكراد وغيرها من المناطق، ولاحقا في إنتفاضة معسكر الرشيد وحمل السلاح في ذرى وجبال كوردستان، وهذه النشاطات المسلّحة للحزب كانت في الحقيقة تجربة نضالية غنيّة وشكّلت وقتها تحد كبير لسلطة مجرمة. وقد أظهرت جريمة شباط الأسود وهي تغتال منجزات ثورة تموز وتطارد وتقتل وتغتال الشيوعيين في كل مكان بالعراق، من أنّ بناء نظام ديموقراطي حقيقي لا يتم بمعاداة الشيوعية والحركة الوطنية العراقية مطلقا.

لقد أعلن الفاشيون البعثيون وقتها من أنّ تصفية الحزب ليست أكثر من نزهة، وأقسموا ثانية وهم يعودون للسلطة من جديد في تموز 1968 من أنّهم سينهون وجود الحزب بالعراق. الا أنّ التاريخ أثبت العكس تماما فحزبهم رحل محمّلا بالعار والجريمة، فيما نرى الحزب الشيوعي العراقي لليوم يخوض نضالا مريرا من أجل مصالح شعبنا ووطننا. والحزب اليوم وعلى الرغم من عدم أخذ مكانه اللائق به على المسرح السياسي الرسمي بالبلاد لظروف ذاتية وموضوعية، فأنّ إستمراره بالعمل السياسي بين الجماهير على صعوبة ودقّة الأوضاع السياسيّة هو دلالة على أنّه ضرورة في الحياة السياسية بالبلاد.

الشيوعيين اليوم وهم ينظرون الى الأوضاع القاسية التي تعيشها جماهير شعبنا في ظل نظام المحاصصة الطائفية القومية الذي يضم نفس أضلاع تجربة الثامن شباط 1963 تقريبا، مدعوون للتواجد حيث الجماهير والعمل مع جميع القوى المتضررة من نظام المحاصصة الطائفية القومية والذي وصل الى السلطة في التاسع من نيسان 2003 على نفس القطار الأمريكي، من أجل تغيير شكل النظام القائم وبناء العراق الديموقراطي الحقيقي . فنظام التاسع من نيسان 2003 لا يختلف بشيء عن نظام الثامن من شباط 1963 ، من حيث رهنه مستقبل بلادنا عند الدوائر الغربية والدول الرجعية، ولا يختلفان مطلقا في فسادهما ونهبهما للمال العام، ولا يختلفان بالمرّة عن هدفهما في أحتكار السلطة.

المجد كل المجد لشهيدات وشهداء الحزب على مرّ تأريخه النضالي
المجد كل المجد للشهداء قادة ثورة 14 تموز
العار كل العار للقتلة البعثيين الفاشيين



7/ 2/ 2025



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خير البرّ عاجله
- إنهيار المشروع القومي العربي وصعود المشروع العبري
- متى سيبدأ العراق حملته الوطنية لمحاربة الفساد ...؟
- السيّد السوداني يحدّث العاقل بما لا يُعقل
- السيدات السادة في ما يسمّى بالتيار الوطني الكوردي الفيلي.. أ ...
- الكورد الفيليون والمعادلة المضحكة المبكية
- الفرق بين الرقمين 100 و124 حسابيا وبرلمانيا في العراق
- صفقة العار
- هل تتوفر شروط قيام سلطة فاشية بالعراق ..؟
- البيدوفيليا (*) في مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية بالعراق
- أوجه الشبه بين تجربة ١٤ تموز وتجربتي طهران وجاكا ...
- شارع المتنبي في خطر .. ما تبقى من الثقافة في خطر
- الحشد الشعبي في مواجهة فلول داعش بكرّادة بغداد ..!!
- أين هي القوى الوطنية بالعراق ...!؟
- العراقيون والعرب والمسلمون ومحكمة العدل الدولية
- قوى المحاصصة تغيّب تاريخ العراق
- خيام الإحتجاجات بين العراق وأمريكا
- في ذكرى الإحتلال الأمريكي للعراق .. لازالت الأوضاع وصمة عار
- قووا تنظيم حزبكم.. قووا تنظيم حزبكم
- محاولة أغتيال كاتب


المزيد.....




- ماذا قال ترامب عن -فائدة- التواصل مع زعيم كوريا الشمالية؟
- ترامب يوضح موقفه من إرسال جنود أمريكيين إلى غزة
- لبنان.. مسيرات احتجاجية رفضا لتصريحات نائبة المبعوث الأمريكي ...
- ترامب: وافقنا على تقديم مساعدات عسكرية لليابان بقيمة مليار د ...
- خاتمٌ بنجمة داوود وتصريحات بشأن حزب الله.. زيارة أورتاغوس تُ ...
- -لا داعي للعجلة-.. هل تراجع ترامب عن تنفيذ مقترحه بشأن غزة؟ ...
- أردوغان يؤكد لماكرون ضرورة رفع كامل العقوبات عن سوريا بشكل ع ...
- الولايات المتحدة توافق على مبيعات عسكرية لإسرائيل بأكثر من 7 ...
- الدبيبة يطالب وزيرة العدل بالرد على تقرير أممي يكشف انتهاكات ...
- الأزهر يحذر من -الإرهاب الأبيض- بعد هجوم السويد الدامي


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - 8 شباط جرح غائر في جسد العراق