أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - منذر خدام - العرب والعولمة(مقدمة)















المزيد.....


العرب والعولمة(مقدمة)


منذر خدام

الحوار المتمدن-العدد: 8246 - 2025 / 2 / 7 - 23:08
المحور: قضايا ثقافية
    


تقديم
مع بداية سقوط وانحلال المنظومة السوفييتية، في العقد الأخير من القرن العشرين، وانتهاء الحرب الباردة، أخذ الحديث عن ولادة نظام "عالمي جديد " يتعالى في الأوساط السياسية في الغرب عموما، وفي أمريكا خصوصا، لكن دون تحديد لمعالم هذا النظام، حتى جاءت وثيقة البنتاغون المسربة إلى الإعلام في مطلع عام 1995 لتكشف عن جانب منه، وهو الجانب المتعلق بمسعى الولايات المتحدة الأمريكية للتفرد في الهيمنة على العالم ومنع ولادة أي قطب جديد منافس. لقد شكلت "وثيقة البنتاغون" في حينه صدمة كبيرة لجميع الدول في العالم، واحتجت عليها دول حليفة لأمريكا مثل فرنسا وألمانيا وغيرها. لكن "وثيقة البنتاغون" لم تكن سوى نوع من حلم اليقظة، حلم به بعض الطبقة السياسية الأمريكية، الذي ما إن استفاق من حلمه بعد ما يزيد عن العقد من السنين، حتى اكتشف أن العالم أصبح أكثر نضجا من أن يسلم قيادته لقوة وحيدة مهما بلغت من الجبروت. لقد أيقظ صوت العالم الحالم الأمريكي من حلمه، ليقول له أن العالم أكثر تعقيدا من أن تديره من موقع الهيمنة عليه. فها هي الصين وروسيا والهند واليابان والبرازيل وغيرها من الدول المؤثرة في العالم أخذت تدعو إلى نظام عالمي جديد يقوم على تعدد الأقطاب، وعلى تعزيز الديمقراطية في العلاقات الدولية، واحترام خيارات الشعوب، تلعب في إطاره منظمة الأمم المتحدة دورا حاسما. غير أن " المحافظين الجدد" في الولايات المتحدة الأمريكية يأبون النظر إلى العالم بعيون مفتوحة، رغم الدروس القاسية التي تلقوها في مختلف مناطق العالم، ولا يزالون يتلقونها، حتى أصبحت ظاهرة كره أمريكا والأمريكيين منتشرة لدى مختلف الشعوب، وحتى تلك التي كانت إلى حين حليفة لهم.
إن التحولات الجديدة والعميقة التي طرأت على العالم منذ انتهاء الحرب الباردة، لم تكن أبدا كما تصورها السياسيون الأمريكيون كمشروع للهيمنة، وإن كانت هذه الهيمنة قد حصلت مؤقتا بالنتيجة، بل عمليات موضوعية تجري في عمق النظام الرأسمالي منذ أواسط القرن العشرين على الأقل، أظهرتها على السطح، أو قل أخذت أسئلتها تبرز على السطح بأشكال مختلفة، منذ سقوط المنظومة السوفييتية وانتهاء الحرب الباردة. وما إن اخذ الفكر يشتغل على هذه الأسئلة حتى كانت المفاجأة: إن العالم يدخل عصرا جديدا، أطلق عليه اصطلاحا أسم "عصر العولمة". وهكذا أصبح سؤال العولمة هو سؤال العصر الراهن، " العصر الذي يشهد التحولات الكبرى في الحياة المادية والفكرية للناس، عصر يزداد فيه العالم ترابطا بصورة لم يعرفها من قبل، ويحصل كل ذلك بوتائر سريعة غير مألوفة، إنه عصر الثورة العلمية والتكنولوجية، عصر عولمة الرأسمالية". و"كأي ظاهرة جديدة لم تأخذ أبعادها الكاملة بعد، ولا صورتها الحقيقية، تحاول العولمة نسج حقيقتها المعرفية، لذلك تختلف بشأنها الآراء وتتباين بصددها الأفكار ووجهات النظر، وتتمايز تجاهها المواقف بين مؤيد ومعارض".
وبين النظرة المتفائلة للعولمة والداعية للانخراط فيها بفعالية خوفا من التهميش، وبين النظرة المتشائمة التي لا ترى فيها سوى نزوع غربي، وأمريكي على وجه الخصوص، نحو الهيمنة وتهميش الآخر وإلغاؤه، "ثمة ظاهرة موضوعية، عرفت وشاعت تحت اسم " العولمة"، آخذة في "التكون" على الصعيد العالمي، تمثل في حقل الفكر إشكالية حقيقية. من جهة لأن الظاهرة ذاتها فاجأت المفكرين والمشتغلين في حقل الدراسات المستقبلية، فلم يمهد لها الفكر، ولم تبشر بها الأيديولوجية، بل هما يلهثان وراءها في حركة نموها وتصيرها المتسارعين.
ومن جهة ثانية لأن اغلب الدراسات التي عالجت العولمة كانت تقف عند حدودها الخارجية لتسهب في وصفها وكأنها ظاهرة ناجزه ومنتهية، أو على الأقل لتسهب في وصف ما بدا من آثارها في مختلف الحقول الاجتماعية.لذلك فإن سؤال: ما هي العولمة؟ لا يزال يبحث عن جواب"
نعم سؤال ما هي العولمة؟ لا يزال يبحث عن جواب، مع أن الجواب عنه في الحقل الاقتصادي أصبح أكثر اقترابا من حقيقة ما يجري في بنية النظام الرأسمالي من تحولات عميقة، جعلت الاقتصاد العالمي كلا لا يتجزأ، تترابط أجزائه بصورة تفاعلية لم يسبق لها مثيل، تجعل، مثلا، من قضية التأخر في تسديد قروض العقارات في أمريكا(أعلن عنها في مطلع شهر أب من عام 2007) شأنا عالميا، تداعى لها الجسد الاقتصادي العالمي ككل، في اليابان وفي الصين وفي أوربا وفي غيرها من مناطق العالم. وكأي ظاهرة عالمية فإن العولمة في الحقل الاقتصادي أخذت تشكل أطرها التنظيمية المناسبة فكانت منظمة التجارة العالمية أحد هذه الأشكال.
ويبقى سؤال يلح: أين نحن العرب من كل ما يحصل على الصعيد العالمي، أين نحن من العولمة؟ وفي محاولة البحث عن جواب عن هذا السؤال كان هذا الكتاب.
في مدخل الكتاب حاولنا الإجابة عن سؤال ما هي العولمة؟ لنتبين في أي عالم نعيش، وما هي التفاعلات التي تجري فيه، وما هي التحولات العميقة التي طرأت على بنية النظام الرأسمالي، وعلى ادوار الدول وما يرتبط بها من مفاهيم سابقة، وبالتالي للكشف عن حدود ومساحات الحركة ومجالات الفعل فيه وعليه..الخ. لقد كنا أجبنا عن هذا السؤال بشيئ من التفصيل في كتابنا " أسئلة الديمقراطية في الوطن العربي في عصر العولمة"، فلا داعي لتفصيل القول فيه مرة ثانية هنا.
في الفصل الأول بحثنا في ظروف وملابسات ولادة منظمة التجارة العالمية باعتبارها الشكل التنظيمي للعولمة في الحقل الاقتصادي. وبعد ان استعرضنا تاريخ المفاوضات وشخصنا اهم العقبات التي اعترضتها ودور التكتلات الاقليمية في تعزيز العولمة، انتقلنا لدراسة فلسفة المنظمة واهدافها وبناءها الهيكلي، لنختم هذا الفصل بالاجراءات المطلوبة للإنضمام إلى عضوية المنظمة.
اما الفصل الثاني فقد كرسناه لدراسة موقع الدول النامية في منظمة التجارة العالمية، باحثين في حقوقها وإلتزاماتها في إطارها، وفي كيفية فض المنازعات بما يخدم مصالحها، لنختم هذا الفصل بالأثار الايجابية والسلبية الناجمة عن انضمام الدول النامية إلى عضوية المنظمة .
الفصل الثالث كرسناه لإلقاء الضوء على المستوى الاقتصادي والاجتماعي الذي تنطلق منه الدول العربية للدخول في عصر العولمة. فبحثنا هنا في واقع الناتج المحلي العربي الاجمالي وعلى مستوى كل دولة عربية، وألقينا الضوء على واقع المديوينة العربية وما تشكله من قيود على الدول العربية، لننتقل بعد ذلك لدراسة الواقع الاجتماعي العربي، من حيث مستوى الدخول ومستوى الاستهلاك، والواقع التعليمي والصحي ..الخ.
في الفصل الرابع درسنا واقع النظام السياسي العربي وألية الحكم فيه، باعتباره الأداة الأهم لأدارة عملية الدخول في العولمة، فبحثنا في الأسس الاقتصادية والاجتماعية والأيديولوجية والثقافية للنظام السياسي العربي، للنتقل بعد ذلك لدراسة أليات الحكم ومعايرتها اسستنادا إلى مبادئ الحكم الرشيد التي يأخذ بها برنامج الأمم المتحدة الانمائي.
في الفصل الخامس توقفنا عند محاولات العرب للنهوض وتحسين شروط موقعهم في إطار العولمة، فدرسنا التجارة العربية الكلية وتوجهاتها حسب الكتل الدولية والدول، للنتقل بعد ذلك لدراسة واقع التجارة العربية البينية، ومحاولات تطويرها، والعقبات التي تحول دون ذلك، وتوقفنا عند واقع موازين المدفوعات العربية، لنتبين في النهاية حدود القوة والضعف لدى العرب في إطار العولمة.
في الفصل السادس درسنا محاولات العرب للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، فبحثنا في خصوصيتهم، وفي مواقف كل دولة منها، والأثار المحتملة لعضويتها عليها، لنختم هذا الفصل باستعراض اهم الاتفاقيات التي توصلت إليها المفاوضات المتعددة الأطراف والتي قامت عليها منظمة التجارة العالمية، وموقف العرب منها. بصورة خاصة استعرضنا اتفاقية التجارة بالخدمات واتفاقية التجارة بالسلع الزراعية واتفاقية الجوانب التجارية لحقوق الملكية الفكرية واتفاقية العوائق الفنية امام التجارة واتفاقية الصحة والصحة النباتية.
وبعد هذا هو الكتاب وقد أنجز وفق ما هو مخطط له، أرجو أن يقدم فائدة لقرائه، وأن يحفز المهتمين على الكتابة في هذا الموضوع الشائك والمعقد، لكنه الشيق وغير المستنفد في الوقت ذاته.



#منذر_خدام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في المنهج-دراسة نقدية في الفكر الماركسي( الفصل الحادي عشر)
- في المنهج-دراسة نقدية في الفكر الماركسي( الفصل الهاشر)
- في المنهج-دراسة نقدية في الفكر الماركسي( الفصل التاسع)
- في المنهج-دراسة نقدية في الفكر الماركسي( الفصل الثامن)
- في المنهج-دراسة نقدية في الفكر الماركسي( الفصل ااسابع)
- في المنهج-دراسة نقدية في الفكر الماركسي( الفصل السادس)
- في المنهج-دراسة نقدية في الفكر الماركسي( الفصل الخامس)
- في المنهج-دراسة نقدية في الفكر الماركسي( الفصل الرابع)
- في المنهج= دراسة نقدية في الفكر الماركسي( الفصل الرابع)
- في المنهج-دراسة نقدية في الفكر الماركسي( الفصل الثالث)
- في المنهج-دراسة نقدية في الفكر الماركسي( الفصل الثاني)
- في المنهج. دراسة نقدية في الفكر الماركسي ( الفصل الأول: منطق ...
- في المنهج. دراسة نقدية في الفكر الماركسي
- لمجتمع المدني ودوره في الأزمة السورية
- لمحة من تاريخ القضاء الدولي
- طوفان الأقصى والقضية الفلسطينية
- هل تنسحب القوات الأمريكية من سورية؟
- الديمقراطية ليس خيارا شعبيا في سورية
- السقوط الحر لطموحات اردوغان الجيوسياسية
- صعوبة التحول الديمقراطي في الدول العربية؟


المزيد.....




- ماذا قال ترامب عن -فائدة- التواصل مع زعيم كوريا الشمالية؟
- ترامب يوضح موقفه من إرسال جنود أمريكيين إلى غزة
- لبنان.. مسيرات احتجاجية رفضا لتصريحات نائبة المبعوث الأمريكي ...
- ترامب: وافقنا على تقديم مساعدات عسكرية لليابان بقيمة مليار د ...
- خاتمٌ بنجمة داوود وتصريحات بشأن حزب الله.. زيارة أورتاغوس تُ ...
- -لا داعي للعجلة-.. هل تراجع ترامب عن تنفيذ مقترحه بشأن غزة؟ ...
- أردوغان يؤكد لماكرون ضرورة رفع كامل العقوبات عن سوريا بشكل ع ...
- الولايات المتحدة توافق على مبيعات عسكرية لإسرائيل بأكثر من 7 ...
- الدبيبة يطالب وزيرة العدل بالرد على تقرير أممي يكشف انتهاكات ...
- الأزهر يحذر من -الإرهاب الأبيض- بعد هجوم السويد الدامي


المزيد.....

- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- مقالات في الثقافة والاقتصاد / د.جاسم الفارس
- قواعد اللغة الإنكليزية للأولمبياد مصمم للطلاب السوريين / محمد عبد الكريم يوسف
- أنغام الربيع Spring Melodies / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قضايا ثقافية - منذر خدام - العرب والعولمة(مقدمة)