أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد مبروك أبو زيد - الإسقاط الجغرافي لإقليم مصر بجزيرة العرب (2)















المزيد.....


الإسقاط الجغرافي لإقليم مصر بجزيرة العرب (2)


محمد مبروك أبو زيد
كاتب وباحث

(Mohamed Mabrouk Abozaid)


الحوار المتمدن-العدد: 8246 - 2025 / 2 / 7 - 21:05
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


يقول الدكتور كمال: " لقد كان الأمر عبارة عن اكتشاف بالصدفة، كنت أبحث عن أسماء ‏الأمكنة ذات الأصول غير العربية في غرب شبه ‏الجزيرة العربية عندما فوجئت بوجود أرض التوراة ‏كلها هناك، وذلك في منطقة بطول يصل إلى 600 كيلومتر وبعرض 200 كيلومتر، ‏تشمل ما هو اليوم ‏عسير والجزء الجنوبي من الحجاز، وكان أول ما تنبهت إليه أن في هذه المنطقة أسماء أمكنة كثيرة ‏تشبه أسماء الأمكنة ‏المذكورة في التوراة، وسرعان ما تبين لي أن جميع أسماء الأمكنة التوراتية ‏العالقة في ذهني، أو جُلها ما زال موجوداً فيها، وقد تبين لي ‏أن الخريطة التي تُستخلص من نصوص التوراة ‏في أصلها العبري، سواء من ناحية أسماء الأمكنة أو من ناحية القرائن، أو الإحداثيات، ‏تتطابق تماماً مع ‏خريطة هذه الأرض، وهي حقيقة ذات أهمية أولية، نظراً لأنه لم يثبت بعد إطلاقاً تطابق الخريطة ‏الموصوفة في التوراة ‏مع خريطة الأرض من النيل إلى الفرات، التي اعتبرت حتى اليوم أنها كانت بلاد ‏التوراة " ‏ ‏.‏

وما لبث أن اقتحم ميدان البحث الباحث العراقي فاضل الربيعي، الذي اعتبر مجهودات الصليبي "فتحاً ‏معرفياً عظيماً في الثقافة العربية‎ "‎‏ ‏ ‏‏ فقد تعثّر هو الآخر بالصدفة، فيقول:" بدأت‎ ‎حكاية‎ ‎الاكتشاف‎ ‎المثير‎ ‎عندما‎ ‎كنت‎ ‎أعيد‎ ‎قراءة‎ ‎الهمداني ‏ ‏‎ ‎بُعيد‎ ‎وصولي‎ ‎إلى‎ ‎هولندا‎ ‎بقليل.‏‎ ‎وأشد‎ ‎‎ما‎ ‎أثار‎ ‎دهشتي‎ ‎أنني‎ ‎وجدت‎ ‎الهمداني‎ ‎يسرد‎ ‎أمامي‎ ‎أسماء‎ ‎الجبال‎ ‎والوديان‎ ‎والهضاب‎ ‎وعيون‎ ‎الماء‎ ‎في‎ ‎اليمن،‎ ‎كما‎ ‎لو‎ ‎أنه‎ ‎يسرد‎ ‎الأسماء‎ ‎نفسها‎ ‎‎الواردة‎ ‎في‎ ‎التوراة،‎ ‎والتي‎ ‎أكاد‎ ‎أحفظها‎ ‎عن‎ ‎ظهر‎ ‎قلب. وهي‎ ‎ذاتها‎ ‎وتماماً‎ ‎كما‎ ‎في‎ ‎نصوص‎ ‎التوراة‎ ‎دون‎ ‎أدنى‎ ‎تلاعب(...) وينقل عن الرحالة ‏السوري نزيه المؤيد ‏ ‏ قوله: ‏تقابلت‎ ‎في‎ ‎القاع-‏‎ ‎قاع‎ ‎اليهود‎ ‎في‎ ‎اليمن-‏‎ ‎مع‎ ‎عدة‎ ‎أشخاص‎ ‎من‎ ‎كبار‎ ‎اليهود‎ ‎وعيونهم‎ ‎وسألتهم‎ ‎أسئلة‎ ‎متعددة‎ ‎عن‎ ‎‎أصل‎ ‎اليهود‎ ‎اليمانيين‎ ‎وعن‎ ‎أحوالهم‎ ‎وأشغالهم،‎ ‎وها‎ ‎أنا‎ ‎أنقل‎ ‎حديثا‎ ‎جرى‎ ‎بيني‎ ‎وبين‎ ‎حاخامهم‎ ‎الأكبر‎ ‎المدعو‎ ‎يحيى‎ ‎بن‎ ‎إسحق‎ ‎في‎ ‎داره، سألته‎ ‎‎ماذا‎ ‎تعرف‎ ‎عن‎ ‎أصل‎ ‎اليهود‎ ‎في‎ ‎اليمن‎ ‎وعن‎ ‎مدينتهم‎ ‎؟‎ ‎فقال‎ " ‎كانت‎ ‎لليهود‎ ‎مدينة‎ ‎عظيمة‎ ‎وكان‎ ‎لهم‎ ‎ملك‎ ‎فخيم‎ ‎في‎ ‎شرقي‎ ‎صنعاء.‏‎ ‎وقد‎ ‎أسس‎ ‎ذلك‎ ‎‎الملك‎ ‎وتلك‎ ‎المدينة‎ ‎الملك‎ ‎سليمان‎ ‎بن‎ ‎داوود‎‏(..)‏‎‏ ‏ ثم يكتشف‎ ‎المؤرخ‎ ‎فاضل‎ ‎الربيعي‎ ‎أنّ‎ ‎اللغة‎ ‎الرسمية‎ ‎لإسرائيل‎ ‎تشكّلت،‎ ‎في‎ ‎الأصل،‎ ‎من‎ ‎‎لهجات‎ ‎يمنية،‎ ‎فيقول‎ ‎إنّ‎ "‎اللغة‎ ‎الرسمية‎ ‎اليوم‎ ‎في‎ ‎إسرائيل‎ ‎تُسمّى‎ ‎العبرية‎ ‎الصنعانية‎ ‎نسبة‎ ‎إلى‎ ‎صنعاء‎ ‎أو‎ ‎العبرية‎ ‎السبئية " !‏

بينما يشدد الباحث اللبناني فرج الله ديب على‎ ‎أرض‎ ‎التوراة‎ ‎اليمنية‎ ‎في‎ ‎كتابه ‏‎"‎اليمن‎ ‎وأنبياء‎ ‎التوراة "‏‎ ‎‏ ‏ ‏ مقتفياً‎ ‎في‎ ‎ذلك،‎ ‎الحقائق‎ ‎التي‎ ‎أثارها‎ ‎‎سلفه‎ ‎اللبناني‎ ‎الراحل‎ ‎كمال‎ ‎صليبي‎ ‎في‎ ‎كتابه‎ ‎‎"‎التوراة‎ ‎جاءت‎ ‎من‎ ‎جزيرة‎ ‎العرب‎"‎‏ يذكر‎ ‎فرج‎ ‎الله‎ ‎ديب‎ ‎المزيد‎ ‎من‎ ‎أسماء‎ ‎الأماكن‎ ‎اليمنية‎ ‎الواردة‎ ‎‎في‎ ‎التوراة،‎ ‎في‎ ‎مقدّمتها تلك‎ ‎التي‎ ‎ترتبط‎ ‎بشكل‎ ‎وثيق‎ ‎بالتراث‎ ‎اليهودي‎ ‎كمدينة "حبرون"‏‎ ‎التي‎ ‎دُفن‎ ‎فيها‎ ‎النبي‎ ‎إبراهيم، وغيرها من الأماكن ‏التي‎ ‎لا‎ ‎تعدّ‎ ‎ولا‎ ‎تُحصى‎ ‎والأسماء‎ ‎والشواهد‎ ‎اللغوية‎ ‎التي تؤكد‎ ‎أنّ‎ ‎اليمن‎ ‎هو‎ "‎أرض‎ ‎التوراة‎".‎‏ فـ‎"‎آزال‎" ‎و‎"‎حضرموت‎" ‎هما‎ ‎اسمان‎ ‎لاثنين‎ ‎من‎ ‎‎أبناء‎ ‎النبي‎ ‎نوح،‎ ‎و‎"‎آزال‎" ‎هو‎ ‎اسم‎ ‎عاصمة‎ ‎اليمن‎ ‎حتى‎ ‎القرن‎ ‎السادس‎ ‎الميلادي‎. ‎كما‎ ‎أن‎ ‎إبراهيم‎ ‎رحل‎ ‎من‎ "‎أور‎ ‎قاصديم‎"‎،‎ ‎أي‎ ‎من‎ ‎بلاد‎ ‎بني‎ ‎‎قاصد،‎ ‎وهي‎ ‎اليوم‎ ‎منطقة‎ "‎يافع‎ ‎السفلى‎" ‎في‎ ‎محافظة‎ ‎لحج‎ ‎الجنوبية،‎ ‎إلى‎ "‎مصر‎"‎،‎ ‎وهي‎ ‎منطقة‎ ‎بين‎ ‎مدينتي‎ "‎يريم‎" ‎و‎"‎إب‎" ‎وسط‎ ‎اليمن‎ . ‎وهذا‎ ‎‎يعني‎ ‎أيضاً‎ ‎أنّ‎ "‎مصر‎" ‎المذكورة‎ ‎في‎ ‎التوراة‎ ‎ليست‎ ‎هي‎ ‎الدولة‎ ‎العربية‎ ‎الحالية‎ ‎إذ‎ ‎تناسى‎ ‎الفكر‎ ‎الغربي‎ ‎أن‎ ‎مصر‎ ‎الدولة‎ ‎الحاضرة‎ ‎كان‎ ‎اسمها‎ ‎‎التاريخي‎ ‎بلاد‎ ‎القبط‎ ‎وليس‎ "‎مصراييم"‏

أما الباحث الفلسطيني زياد منى فقد تصدى لمواقع إقامة أسباط اليهود الاثنا عشر في جنوب غرب ‏الجزيرة العربية، ومن خلال وقوفه ‏على ثلاث كلمات توراتية هي (حِميَر) و(برية) و(تَيَمّن) ‏ ‏ وفي هذا ‏البحث الدقيق تتبع مواضع عشائر بني إسرائيل وتوزيعاتهم ‏الجغرافية في جزيرة العرب بدقة بالغة في ‏كتابه جغرافية التوراة ــــ مصر وبنو إسرائيل في عسير " ‏ ‏.‏

وفي كتاب "خفايا التوراة وأسرار شعب إسرائيل" ‏ ، قدم الدكتور كمال الصليبي نهجاً رائعاً للقراءة ‏التحليلية الدقيقة للجغرافيا التوراتية ‏التاريخية ومزجها مع الجغرافيا العربية الحالية في منطقة ‏عسير، وحاول المطابقة بين أسماء القرى والمناطق والأنهار وحتى أسماء ‏القبائل المعروفة هناك بمنطقة ‏عسير، وانتهى إلى رأي يرى فيه أن قرية المصرمة التي ما تزال موجودة بمنطقة عسير هي تلك الواردة ‏‏بالقرآن، لأن إرم ذات العماد التي تحدث عنها القرآن ليست موجودة الآن، ولا يوجد من القرى البائدة سوى ‏البتراء ومدائن صالح ‏وأصحاب الأخدود وسبأ. على كل حال ليس شرطاً أن تكون قرية المصرمة هي ‏مقر إمارة مصرايم القديمة والتي ورد ذكرها في القرآن ‏باسم مصر. إنما مصر هذه كانت إمارة بائدة، ‏وقد دمرها الله تعالى عقاباً لفرعون حاكمها وشعبه، وبالتالي فمن المتصور أن تتناثر بقايا ‏هذه القومية ‏البائدة في المكان، سواء بقيت أسماء المناطق والأنهار والجبال والأودية والسهول، وبعض أسماء الأشخاص ‏التوراتية ما ‏زالت موجودة ومتداولة في شبه جزيرة العرب لكن باللكنة العربية، وقد حاول ‏الدكتور كمال في هذا الكتاب التعرف على المعالم ‏الجغرافية للمنطقة من خلال دراسة أسماء ‏المناطق والقرى التي ذكرتها التوراة بأنها كانت مجاورة لإمارة مصر هذه، فما زالت المحطات ‏والتخوم التي ‏وصفتها التوراة منذ زمن، ما زالت قائمة في منطقة عسير حتى اليوم.‏

‎ ‎يقول د.كمال الصليبي أن إبراهيم وإسحق ويعقوب عاشوا في الجزيرة العربية، ‏ ‏ كما يقول ‏عن قصة يوسف " يمكننا في الواقع، أن نتتبع ‏أحداث الرواية التوراتية لقصة يوسف على خريطة ‏عسير بكل سهولة، لما في هذه الرواية من أسماء أماكن مازالت هناك.. ليس هناك في ‏الرواية التوراتية ‏لقصة يوسف، إذًا، أي لبس من ناحية جغرافيتها إذا نحن اعتبرنا أنها تتعلق بأرض عسير، وليس بأرض ‏فلسطين ومصر ‏وادي النيل" ‏ ‏. كما يقول " أما نحن فقد تحققنا من خلال تحليلنا لقصة يوسف بأن ‏أرض مصرايم التي نزلها بنو إسرائيل وأقاموا بها لم ‏تكن بلاد مصر الأم، بل المستعمرة المصرية القديمة ‏المعروفة باسم مصرايم، وهي الآن قرية المصرمة بحوض وادي بيشة من داخل ‏عسير" ‏ ‏... ولكن فات ‏الدكتور كمال هنا ملاحظة بسيطة لكنها جوهرية للغاية، فقد اعتبر أن إمارة مصرايم الآرامية ‏هذه في غرب ‏جزيرة العرب اعتبرها مستعمرة مصرية، وكذلك الدكتور أحمد داود وقع في ذات ‏الخطأ، لكنهما غاب عنهما أن مملكة القبط بلاد وادي ‏النيل لم يكن اسمها مصر في هذا الوقت بل ‏كان اسمها كيميت وتامري أو تاوي وإيجبت، وحتى وإن وقعت مصرايم هذه تحت الاستعمار ‏القبطي ‏فترة، فهذا من الوارد طبعاً، لكن خلال حقبة التوراة كان كل حكامها عرب آراميين من عشيرة ‏العماليق، وأسماءهم جميعها عربية ‏آرامية، وفرعون الذي ادعى الإلوهية لم يكن قبطياً بأي حال وهذا ‏واضح من اسمه خماسياً ولقبه وعشيرته، ولم تكن هذه البلدة مستعمرة ‏في هذا الوقت، لا من قبل ‏الأقباط ولا من قبل البابليين.‏

نعود إلى ما قبل بعثة النبي محمد ‏ ‏ وقبل نزول القرآن بألف وخمسمائة عام، حيث ورد اسم " مصر " ‏في النصوص المعينية السامية ‏الأصل، حيث كانت مملكة معين جنوب غربي الجزيرة العربية، ‏وأرخت هذه النصوص من القرن الثامن قبل الميلاد تقريباً، فقد عثر هلفي ‏‏" ‏J.Halevy‎‏ " في منخفض ‏بالجمهورية العربية اليمنية يطلق عليه (المحير) على بعد مسيرة حوالي 20 دقيقة من العاصمة ‏القديمة ‏‏(معين)، عثر على لوحة كتبت باللغة المعينية من أربعة جوانب، وقام ملاكر ‏K.Mlaker‎‏ ‏بنشر هذه النصوص، وقد ورد اسم مصر سبع ‏مرات، وتشير هذه النصوص إلى تعيين سيدات في المعبد وجاء ‏ذكر أسماء الأقطار والبلدان التي وفدت منها هذه السيدات، من جنوبي ‏البلاد العربية؛ قتبنان، ‏وحضرموت، و يثرب ومن بين الأقطار الشمالية التي جاء ذكرها في هذه النصوص المعينية (مصر ‏MASR‏) ‏ ‏ ‏إذن، بناءً على هذا الكشف الأثري، فإنه يمكن القول بيقين أنه كانت هناك مقاطعة في ‏جنوب شبه الجزيرة العربية تحمل اسم "مصر" قبل ‏نزول القرآن الكريم. وأنها هي البلدة الوحيدة التي ‏عرفت هذا الاسم قبل التاريخ في جزيرة العرب وليس على ضفاف وادي النيل.‏

‏ يقول الدكتور أحمد قشاش ‏ ‏: وكثيرًا ما تقرن التوراة ذكر أرض كوش مع مصر وسبأ، وقد ‏نص قاموس الكتاب المقدس على أن أولئك ‏الكوشيين كانوا عربًا يجاورون أرض مصر وسبأ وخولان ‏ ، ‏وكان موطنهم غرب الجزيرة العربية. وهذا ما يفسر خروج موسى من ‏مصر والتقائه بأهل مدين وزواجه ‏من امرأة كوشية، ويدل على ذلك ما ذكرته التوراة ‏ ‏ أن كوش كانت أرضًا يسقيها دجلة ‏والفرات؛ ‏‏(وكان نهر يخرج من عدن ليسقي الجنة، ومن هناك ينقسم فيصير أربعة رؤوس. اسم الواحد ‏فيشون، وهو المحيط بجميع أرض الحويلة ‏حيث الذهب ... واسم النهر الثاني جيحون، وهو المحيط بجميع ‏أرض كوش. واسم النهر الثالث حداقل، وهو الجاري شرقي أشور. والنهر ‏الرابع الفرات) أي أن المنطقة ‏بالكامل مربوطة بشبكة من الجداول النهرية المتفرعة عن نهر واحد رئيسي، ومن بين هذه الجداول ‏يأتي ‏نهر حداقل ونهر الفرات اللذان يرويان أرض كوش ‏ ‏. بينما يقول اليهود أن حداقل والفرات هم ‏دجلة والفرات بالعراق وأما أرض كوش ‏فهي إثيوبيا ! على ذلك يقولون أن موسى خرج من وادي النيل ‏باتجاه مدين الأردن بالشام، فكيف يتزوج موسى بامرأة من كوش التي ‏أسقطوها على إثيوبيا أقصى ‏الجنوب على بعد آلاف الكيلومترات ! ‏

وقد ورد في سفر التكوين 25 عن ولد إسماعيل بن إبراهيم: "وَسَكَنُوا مِنْ حَوِيلَةَ إِلَى شُورَ الَّتِي أَمَامَ ‏مِصْرَ، حِينَمَا تَجِيءُ نَحْوَ أَشُّورَ. أَمَامَ ‏جَمِيعِ إِخْوَتِهِ نَزَلَ" . وفي سفر صمؤيل 15 "وَضَرَبَ شَاوُلُ عَمَالِيقَ مِنْ ‏حَوِيلَةَ حَتَّى مَجِيئِكَ إِلَى شُورَ، الَّتِي مُقَابِلَ مِصْرَ". وفي كتاب: ‏شمال الحجاز34 . "في مقابل أرض مصر". ‏ويقول الكتاب المقدس: أما "شور"، فموضع يقع على الحدود الشمالية الشرقية لأرض ‏مصر، في البَرِّية ‏المسماة بـ "برية تيه بني إسرائيل" وبـ "برية إيتام". ويقول عنها "قاموس الكتاب المقدس 360: وهو موضع ‏في البرية ‏جنوب فلسطين، أو على الأخص جنوب بئر لحي رئي وشرق مصر" . ونفهم من ذلك أن أرض ‏مصرايم وأرض عشيرة الفلشتيم تقعان ‏على استقامة واحدة وإلى الشرق منهما تقع أرض شور، أي أن شور ‏تقع شمال شرق مصرايم وجنوب شرق فلشتم. ‏

ومن المستحيل وصف بلد ما ببلاد حولها إلا إذا كانت مجاورة وملاصقة لها، فإذا حاولنا أن نصف ‏السعودية اليوم، سنقول أنها بلاد ‏الحجاز الواقعة بين عمان واليمن والبحر الأحمر والأردن ... هكذا تخوم ‏وبلدان مجاورة وملاصقة لها، إنما كيف نصف السعودية بأنها ‏مقابل تركيا وأمام جنوب إفريقيا ! إلا ‏إذا أردنا احتلال كل المنطقة وبلاد الشام وإفريقيا واعتبرناها كلها سعودية أي نفكر بالعقلية ‏اليهودية. ‏بينما في الواقع فإن كافة هذه المناطق والعشائر كانت متجاورة في نطاق جغرافي واحد، ‏فيسوق الدكتور قشاش دليلاً آخر على عروبة ‏مصر وموقعها بين العشائر، حيث حدثت وقعة بالاشتراك ‏بين (السبئيين والخولانيين) على قافلة معينية في موضع يدعى "مصر"، بين ‏معين ورجمة التي يعتقد ‏أنها مدينة نجران نفسها ‏ ‏.‏

‏ وهي ذات الواقعة التي جرت بين قبائل يمنية على طريق معان، ولا علاقة لها بمصر وادي النيل، ‏وهي التي أشار إليها د.جواد علي ‏بقوله ‏ ‏: "وورد في نص "معيني" ما يفيد اعتراض جماعة غازين من ‏الخولانيين لقافلة معينية كانت تسلك طريق "معان" التجاري، وقد ‏أفلتت من أيدي الغزاة ونجت، ولذلك ‏شكرت الآلهة؛ لأنها ساعدتها في محنتها، وحمتها، ونجَّتها من التَّهْلُكة، وعبرت عن شكرها هذا ‏‏بتدوين النص المذكور. وقد وقفت على معبد "ودّ كسم" إله معين، وقفًا في أرض " أيم"، كما سبق أن ‏تحدثت عن تعرض الخولانيين ‏والسبئيين لقافلة تجارية معينية في الطريق بين "ماون" (ماوان) و"رجمت" ‏‏(رجمة). وفي هذين الخبرين دلالة على نشاط الخولانيين في ‏مناطق تقع شمال اليمن قبل الميلاد بزمان، ‏وعلى أنهم كانوا من الذين يتحرشون بالطرق التجارية ويعترضون سبل المارة، كما يفعل ‏الأعراب" . ‏

يُتبع ...‏‎‏ ‏
‎‏ ‏
‏( قراءة في كتابنا : مصر الأخرى – التبادل الحضاري بين مصر وإيجبت‎ (‎‏ ‏
‏ (رابط الكتاب على أرشيف الانترنت ):‏‎‏ ‏
https://archive.org/details/1-._20230602‎‏ ‏
https://archive.org/details/2-._20230604‎‏ ‏
https://archive.org/details/3-._20230605‎‏ ‏
‎‏ ‏
‏#مصر_الأخرى_في_اليمن):‏‎‏ ‏
‏ ‏https://cutt.us/YZbAA‏ ‏
‎‏ ‏
‏#ثورة‏‎_‎التصحيح_الكبرى_للتاريخ_الإنساني‏



#محمد_مبروك_أبو_زيد (هاشتاغ)       Mohamed_Mabrouk_Abozaid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسقاط الجغرافي لإقليم مصر بجزيرة العرب (1)
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (12)‏
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (11)‏
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (10)‏
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (9)‏
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (8)‏
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (7)‏
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (6)‏
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (5)‏
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (4)‏
- حرب الإسرائيليات في صدر الإسلام (3)‏
- حرب الإسرائيليات التاريخية في صدر الإسلام (2)‏
- حرب الإسرائيليات التاريخية في صدر الإسلام (1)‏
- مراسلات تل العمارنة مزورة (5)‏
- مراسلات تل العمارنة مزورة (4)‏
- مراسلات تل العمارنة مزورة (3)‏
- مراسلات تل العمارنة مزورة (2)‏
- مراسلات تل العمارنة مزورة (1)‏
- التبادل التاريخي بين مصر وإيجبت (6)‏
- التبادل التاريخي بين مصر وإيجبت (5)‏


المزيد.....




- ترامب يكشف ما إذا كان سيلتقي زيلينسكي وسيتحدث مع بوتين
- تهجير الفلسطينيين.. هلوسة ترامب الكبرى
- مبعوثة ترامب تطالب بإقصاء حزب الله
- -فاينانشال تايمز-: الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية حاولت م ...
- ماسك يعترف بحبه -البريء- الشديد لترامب
- منتدى الشباب والطلبة بطنجة: دعوة لانخراط فعّال في العمل السي ...
- بينهم ألماني إسرائيلي.. حماس ستفرج عن ثلاث رهائن آخرين
- ترامب يجدد الإعلان عن عزمه إجراء حديث مع بوتين
- برلماني مصري يطالب بطرد سفراء إسرائيل من الدول العربية
- ترامب: نريد ضمان أمن المعادن الأرضية النادرة في أوكرانيا


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد مبروك أبو زيد - الإسقاط الجغرافي لإقليم مصر بجزيرة العرب (2)