كتابات ساخرة 30

محمد حسين صبيح كبة

الحوار المتمدن-العدد: 8246 - 2025 / 2 / 7 - 21:04
المحور: كتابات ساخرة
    

بدأ الأمر المثير للجدل والطريف والمهول عندما قال لي صديق وقريب معين أن لديه مشكلة معينة وأنه يسأل هل يمكن حلها بخبراتي في لعبة الشطرنج.

كان لحدود ما أتذكر أن أخاه هو من أتصل بي وأنه قال لي تعال بهدوء وعلى أقل من مهلك.

وبعد قليل وصلت لبيتهم ووجدته مهموما ثم طلبت منه أن يشرح لي المشكلة.

كان الأمر التجريدي البحت في اللعبة الموقفية أنه يجب أن يفوز باي شكل من الأشكال ومع هذا فاللاعب الأسود الآخر لديه بيدق سالك والملك الأبيض لا يستطيع اللحاق به رغم أنه الأبيض يعني لديه بيدقان أو ثلاثة على جانب الرقعة لكنهم بعيدين عن أن يتفرزنون.

بعد قليل من التفكير وصل عقلي ووصلت خلايا عقلي الرمادية على رأي أجاثا كريستي إلى حل رهيب.

الحل هو أن يقوم شخص متمرس بتحريك الرقعة نفسها بحيث يتحرك الملك الأبيض مربعا واحدا على الأقل بينما لا تتحرك بقية القطع وهكذا يكون في مسافة أخذ البيدق البيض ومنعه من الوصول للفرزنة.

وقلت له أيضا أنه حتى لو فكر الأسود في هذه الحالة بالحصول على البيدقين وكان لديه الإمكانية لذلك (كان على بعد نصف الرقعة) فإنه ممكن بتحريك أحدهما وكانا جنب بعض خطوة لأمام فإن الملك الأسود لن يجرؤ على اخذ البعيد عن الفرزنة لأنه في هذه الحالة سيسمح للآخر بالتقدم من دون عائق وأنه عليه أن ينتظر الملك الأبيض ليرى ما الذي سيحصل وبهذا فسيكون لدى الأبيض الوقت الكافي لأخذ البيدق السالك ومن ثم العودة للمساعدة في فرزنة بيدق أو ربما بيدقين.

كانت الخطة جهنمية لكنها قابلة للتطبيق.

بعد قليل من المراس استطاع هو أو أحدهم من عمل اللازم.

بالطبع هنا كان علينا أن نفكر ما هو التطبيق النحوي والواقعي للأمر ولو لنوع واحد على الأقل.

كان من جراء ذلك أن فكر صديقي أنه بتحريك حجر حدود معين مع علم الدولتين المعنيتين بالأمر سيكون بالإمكان فعل اللازم تماما.

كانت الفكرة معقولة.

ورغم أنها لم تكن فكرتي إذ أنا فكرت بالحل شطرنجيا لا غير لكنه كان حلا مناسبا ولو لنوع واحد من أنواع التطبيق للأمر الجلل.

بعد ذلك مرت سنين طويلة قبل أن اشاهد فيلما انكليزي النطق عن واقعة تستعمل نفس فكرتي لكن بعكس عكاس معين.

كان الفيلم يحكي قصة ربما خيالية عن قبيلة في أمريكا وكيف أنها تعلم بعد قليل من التمحيص أن هناك جيشا أمريكيا يتقدم نحوها لإبادتها تماما.

تكتشف القبيلة أنها تستطيع التحرك باتجاه الحدود الكندية لكي تنجوا من الأمر الجلل. لكن المشكلة هي في الوقت الذي ستستغرقه للوصول للحدود وطلب اللجوء بعد ذلك.

كان الجيش بقيادة شخص معروف بكراهيته للقبيلة المعنية لكن حاكم الولاية كان متعاطفا مع القبيلة ولهذا فكر في خطة جهنمية.

نعم خطة جهنمية.

لقد قرر أن يستعمل خطتي بالضبط والدقة لكن بعكس عكاس معين.

إذ اتصل سرا بالحكومة الكندية طالبا منها أن تتقدم بضعة مليمترات على الخارطة لكي تستطيع القبيلة من الوصول للحدود في الوقت المعين قبل أن يصل إليها الجيش لكي تطلب اللجوء.

وبهذا تم حل المشكلة برمتها إذ ما أن وصل الجيش لمكان يعتقدون فيه أنهم ما زالوا في الولايات المتحدة إذا بهم يتفاجئون أنهم إذا عبروا خطا معينا اصبحوا في كندا.

وفي حال دخولهم الأراضي الكندية معنى ذلك حربا شعواء بين أمتين على جانبي خط الحدود الجديد الأطول في العالم.

هنا التفسير الشطرنجي للأمر أنهم حركوا الرقعة بحيث يصبح الملك الأبيض بعيدا بمربع ولو لا غير عن البيدق السالك. أي بعبارة أخرى بعكس عكاس معين لنظريتي.

والآن علينا مناقشة بعض الأمور.

أليف-
من هو خلف خلف الله خلفاوي خلف خلاف المحام وأنواعه ومن هو عكس عكاس المحام وأنواعه وما الفرق بين الكلمتين محام ومحامي برأيي.

الواضح أن الأول هو من دائما وفي كثير من الأحيان يعمل قضايا يترافع بها بطريقة مخالفة للمنطق لكنه يصل في النهاية للحل والإقناع وبالشكل الصحيح الذي لا غبار عليه.

وأن الثاني دائما وفي كثير من الأحيان يقوم بعمل نقض للنظرية ليثبت النظرية الأولى ولكن بالشكل الصحيح الذي لا غبار عليه أيضا.

أما الفرق برأيي المتواضع بين محام ومحامي فالأول أنه ليس لديه خبرة معينة في القضية المعنية ولو أن لديه شهادات عليا لكن الثاني لديه خبرات في قضية معينة ولو بشهادة صغيرة.

باء- أمر حجر الحدود
كنت في بيت ابي وأهلي فإذا بي أدخل غرفة الضيوف فجأة لأتفاجأ بشخص ضيف يتكلم مع أبي قائلا في منتصف حديث ما وهكذا فهذا الشخص تهمته أنه حرك حجر الحدود.

هنا فجأة تراءى لي في لحظات كل تاريخي الشطرنجي وكيف أنه هل الرجل يتحدث عني أم عن غيري أصلا.

هنا خطر ببالي سؤال هل الرجل المعني الضيف قام باستجواب هذا الذي يتحدث عنه سواءا أنا أم غيري وهل واجهه بالتهمة أصلا أم أنه فعلا رجل أمن عربي ومثل أي رجل أمن عربي وبغباء منقطع النظير يعمل على الشبهة لا غير.

حتى قصة ورواية موسى عليه السلام والخضر رضي الله عنه واليسع عليه السلام لم يقبل موسى أن لا يعلم ولم يستطع الصبر على أمور قد يعتبرها خاطئة وغير مفهومة وبها ظلم.

هنا قررت أن أتفكه فقلت فجأة أنه قد يكون الأمر أنهم يلعبون كرة قدم على الحدود واستعملوا الحجر كعارضة لأحد الأهداف بينما العارضة الثانية قد تكون نعالا أو شيء مشابه.

كنا نفعل هذا أحيانا عند اللعب في الأرض الفضاء غير المبنية بعد عندما كنا قرب الجادرية في بغداد إذ نضع حجرا كبيرا موجودا في المكان وعندما لا نجد غيره نضع نعال أو حذاء أحدنا غير الرياضي كعارضة ثانية أما العارضة الأفقية فالكل يقدرها تقدير إذ كانت كل الألعاب التي تجري في هذا الملعب ودية حتى في حال عملنا لدوري من أربع فرق مثلا مع ربع ساعة لكل شوط. وبالعادة عندما نلعب فنحن أقل من الفريق الرسمي بـ 11 لاعبا لكل فريق إذ لم يكن يتجاوز عددنا حتى في حال فريقين لا غير سبعة أو ثمانية لكل فريق أصلا.

ما أتذكره هو أن الرجل لم يبتسم لنكتتي حتى بل ظل ساكتا وصامتا.

هل الأمر له شبه معين وعلاقة معينة بقيام السعودية مثلا يعني بإعطاء جزيرتي تيران وصنافير لمصر ذات يوم؟؟؟ مجرد تفكير أخذني بعيدا بالطبع.

هل للأمر علاقة بنوع الخيول وامر بالسوق والأعناق حسب رواية عن سليمان عليه السلام

وأمر ردوها علي. وقيامه بصلاة العصر بعد كل شيء ولم تفته الصلاة.

أيضاً مجرد تفكير أخذني بعيدا بالطبع.

جيم-
في لعبة أخرى من عشر نقاط من يصل إليها أولا هو الغالب بيني وبين نفس القريب أو من يشبهه.

كان الأمر أننا بدأنا نلعب فإذا بإحدى اللعبات والجولات تنتهي بـ 3 وزراء لي ضد وزيرين له وفيها بين لي اللاعب الآخر بوضوح أن هذه اللعبة بالذات هي كل الدست لكن بطريقة مجمعة ولقد تفاجأ أني فزت عليه.

وفي نهاية الأمر أصبح عندي 10 نقاط ضد ثمانية أو تسعة له هنا بدأ يعترض بأنه يجب أن يكون الرقم عشرة ونصف وليس عشرة بالذات أنه قريب العشرة هو نفسه.

هذا الأمر في محل إختلاف اساطين علوم الشطرنج هل في لعبة كاربوف وكاسباروف التي كانت من 24 نقطة إذا ما كان اللاعبان لديهما 23 نقطة هل معنى ذلك أن النتيجة يجب أن تكون من 24 ونصف؟

أتذكر جيدا أني وهذا الشخص كنا وحدنا من لديه التوقيت الفعلي لبدء اللعبة ولم يكن أحد سوانا يعلم بالأمر لأننا الوحيدان اللذان سيلعبان اللعبة الأولى وهكذا ضبطنا ساعتينا وقررنا أن نبدأ في يوم معين في ساعة معينة حددناها مسبقا وبالفعل بالضبط والدقة بدأ اللعب في الساعة المعنية ذاتها. وأتذكر جيدا شكنا وريبتنا في أن شخصا ما على الأقل في الغرفة قد يكون ليس بالجيد ليس أنا على أيتها حال.

وأتذكر جيدا لعبة القرن في الشطرنج بين فيشر وسباسكي وكيف قيل لنا أن اللعبة بينهما التي بـ 3 ورزاء ضد وزييرين ممحية وممنوعة من النشر أصلا رغم أنها شبيهة بلعبتنا.

هناك فيلم من أفلام حسن رمزي وأمره مع مشكلة المصريين المستعصية: كيف يعيش الشخص وكيف يدبر حاله مع الغول البيئي الموجود دائما وابدا منذ ربما أمر النبي نوح عليه السلام حيث يقال قبل ذلك كانت العيشة اسهل بكثير. وكيف أنه في زمن سابق لنا كانت الناس كل يأخذ بقدر ما يحتاج أما في زماننا ومكاننا فكل شخص عليه تدبير نفسه ومن لا يستطيع يدهسه الزمان والمكان.

وفي الفيلم يقوم بعمل تمثال لوالده بعد أن نجح في حياته واستطاع من إقناع البلدية بافتتاح التمثال. وفي الفيلم إشارة واضحة لأمر جلل وهو معركة سيناء وكيف أنه ولا فخر نفس الشيء أنه الأب هذا كان ممن يعلمون الوقت المحدد.

وأمر كيف أنها ما بنيت إلا على الحق فلا تفكر لها مدبر.

أتذكر جيدا أمر لقاء السادات مع بيغن والخطب التي قيلت وقتذاك وكيف أن الإثنين ربما بدءا بالإشارة للأساطير المعروفة أو القصص الحق المعروفة والتي في الميثودولوجيا العربية الإسلامية والإسرائيليات وكيف مع الأسف تمت محاولة إسكات الإثنين.

وكيف أنه في القرآن الكريم ربما يذكر اسم جالوت كظالم لكنه قد يكون ليس الحاكم نفسه الذي يقع الظلم في أرضه. بل متنفذ في هذه الأرض المعنية. مجرد إحتمال.

دال-
أتذكر الأمر جيدا فأنه في مستشفى معين كان التدريب لمن لديه يد مقطوعة ومع يد صناعية أن عليه أن يتدرب على تحريك الكرات في لعبة الكرات على الحاسوب وكيف أن على اللاعب أن يحرك كل الكرات بحيث في النهاية تكون في مكان معين وكيف أن للعبة مستويات وأنواع وطرقات وأساليب.

هذه كلها أمور العلاقات بينها واضحة هي حب الخير وحب الحق رغم طرافة المواضيع فيها.

كان هذا المقال / البحث البدئي عن أمر شهير وهو تحريك حجر الحدود في فيلم معين قد يكون من أفلام الخيال العلمي (الساينس فكشن) مع أية أمور أخرى.

وشكرا لحسن القراءة.

ـــــــــــــــــــــــ نهاية البحث / المقال البدئي الأولي ـــــــــــــــــــــــ
تمت مراجعة النص.

#محمد_حسين_صبيح_كبة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات