أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف معروف - 8 شباط 1963.. بعض الأسئلة !















المزيد.....


8 شباط 1963.. بعض الأسئلة !


عارف معروف

الحوار المتمدن-العدد: 8246 - 2025 / 2 / 7 - 14:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تصادفُ ، غدا ، الذكرى الثانية والستين لانقلاب 8 شباط 1963 ، .. ومنذ تاريخه حتى اليوم ، كما اظن ، لم يتناوله احد، بالدرس والتشريح الجاد ، كحدث او واقعة اجتماعية ألقتْ بظلالها العميقة على تاريخ العراق السياسي والاجتماعي اللاحق وما نزال نعيش ، حتى الان ، بعض تداعياتها َ!
لقد تم تناوله، الانقلاب ، دائما ، او لنقل غالبا ، بطريقة عاطفية فهو اما " انقلاب شباط الدموي الأسود " الذي صنعته المخابرات المركزية الامريكية ، بحسب ما يرى معسكر ، او انه " ثورة 14 رمضان المباركة ، القومية والتقدمية ضد الانفراد بمقدرات الثورة والدولة " كما سماه صانعوه من البعثيين والقوميين ومن آزرهم ، في حينه ولعقود طويلة لاحقة !
مضتْ اكثر من ستين عاما ؛ اربعون منها ، كان امتياز الكلام والنشر العلني موقوفا على انصارالانقلاب ومعسكره فكان " عروس الثورات " في العلن ، كما سماها احمد حسن البكر ، وهي تسمية لا يُعرف لها معنى او مضمون واضح وتنسجم مع ثقافة الرجل المحدودة والسطحية ، او" مجزرة شباط الاسود " او الانقلاب الفاشي المدعوم رجعيا وامريكيا ، في السر، وعلى لسان ضحاياها ... وعشرون عام أخرى منها ، اي منذ 2003 وحتى اليوم ، أُطلق لشهرزاد العالم السري القولُ المباح فلم تُزد في الطنبور نغمة عما رددته وكانت تردده عن الانقلاب الاسود و" القطار الامريكي " وحتى اليوم ...
تحتاج واقعة 8 شباط الى اسئلة جريئة ، عميقة وجوهرية وربما جارحة ، وبعيدة خصوصا عن العواطف والانفعالات وما تمليه ، واجابات اكثر عمقا وشمولاً تنزل من المستوى السياسي الى المستوى الاجتماعي الأعمق لكي تفيد منها اجيال لم تعرفها او تعايشها، وتؤدي دورها ، لبنة في البناء المعرفي والتاريخي والاعداد السياسي للوعي العراقي الفردي والجماعي ، ان صح القول . هذه بعض منها ، في هذه المناسبة ، ومعذرة ان كان فيها ما يجرح مشاعر البعض او يؤلمه او ينبش مسلمّاته ، فمبضع الجراحة يؤلم ويدمي ولكنه يعالج ويشفي في الوقت نفسه :
• كيف " تبخرَّ " بسهولة ، وفي بضعة ايام عقب 8 شباط ، ماكان يبدو انه تحولٌ و تأثير اجتماعي وسياسي عميق وشامل في الوعي والممارسة بعد ثورة تموز شمل قطاعات واسعة من العراقيين وعبّر عن نفسه في مظاهر معروفة مثل تظاهرة 1 ايار 1959، التي قيل انها ضمت مليون متظاهر من مجموع عدد سكان العراق يومذاك والذي لم يكن يتجاوز السبعة ملايين ! او وجود العديد من اطر التنظيم والفعالية الاجتماعية مثل الاتحادات والنقابات والجمعيات التي ملأت الفضاء الاجتماعي والسياسي وتجاوزعديد قواعدها والمنتظمين في صفوفها مئات الالوف ، ام ان ذلك التحول كان سطحيا وظاهريا ولم يمسس عمقا او يمدّ جذورا يٌعتد بها ؟
• كيف أمكن لقوى واحزاب صغيرة ، وبعضها كان هامشيا ، ان تستقطب خلال بضعة سنوات ، بعد الثورة ، قاعدة اجتماعية مهمة مضادة لثورة تموز وتدعم العمل الانقلابي المسلح ضد قيادتها وتطيح بها بسهولة ، وهل كان ذلك تعبيرا عن انقسام اجتماعي حقيقي وحاد وليس مجرد استقطاب سياسي عارض وسطحي ؟
• اذا كانت ثورة تموز 1958 ثورة شعبية او ان انقلاب تموز العسكري تحول الى ثورة شعبية حقيقية بفعل تمثله لمطالب وغايات شعبية مهمة فلماذا لم نجد انعكاسا لذلك في طبيعة تكوين قيادتها واكتفت بتعليق كل وجودها واستمراريتها على شخص واحد هو شخص المرحوم " عبد الكريم قاسم " تحيا بحياته وتموت بموته ، وقد رأينا تحكّمه الفردي ، والمزاجي احيانا ، في كل مسارها من البدء وحتى 8 شباط واحد الامثلة الصارخة والمؤذية ، انه كان يعلم ، كما تشير دلائل كثيرة بخطة الانقلاب واشخاصه وان ملفا امنيا ومعلوماتيا بذلك كان بين يديه لكنه كان متأنيا ، ويؤثر ان " يمسك بهم متلبسين" ! هل نحن امام لعبة " غميضة " يتسلى بها شخص ، مهما كانت نزاهته او علت منزلته الاخلاقية ام اننا امام تهديد جدي وقد يكون ماحقا لمصير ثورة ومصالح شعب او قطاعات ساحقة منه تستدعي الاحتراس والتصدي وعدم ترك الامر للصدف والاحتمالات والمقادير ؟!
• هل انهى المرحوم عبد الكريم قاسم كل اشكال القيادة الجماعية او المشاركة للثورة وسلطتها لصالح سلطة دكتاتورية فردية كما اتهمه خصومه وقادة الانقلاب ، وقلص بالتالي والى حدّ كبير من امكانياتها على الاستمرار وقدرتها على المواجهة ، ام ان ذلك جرى وفقا ل" قانون " تاريخي واجتماعي لا يمكن ان تحيد عنه بلدان الشرق ومجتمعاتها ، بفعل عوامل بنيوية ، يوجه الامور باتجاه سلطة فردية مركزية ، بغض النظر عن النوايا والاخلاقيات الفردية للحاكمين ؟!
• لقد واجه الزعيم تمرد الشواف بالنار وحكم على شركاءه من الذين لم تتح لهم فرصة المشاركة في التمرد ، وكلهم من الضبا ط الاحرار وزملاء قاسم في تنظيماته السابقة للثورة بالموت الذي نفذ فيهم بالفعل ودون صفح او استثناء ، واستجلب نقمة لا يمكن انكارها في صفوف جناح مهم من اجنحة الثورة واقلق الوحدة الاجتماعية والسلم الاهلي الذي كانت تحتاجه سلطة تموز لانفاذ برنامجها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ومهدّ الطريق بذلك لانقلاب شباط ولكنه عفى عن عبد السلام عارف لانه " صديقه " بل وعفى عن مجموعة خارجة عن القانون من حزب هامشي مغامر ، تحدّت النظام العام والسلم الاهلي بمحاولة اغتياله ، مجموعة من الشبان الذين لم يكن لهم تأثير سياسي او شعبي كبير ... لان " الليلة كانت ليلة عيد وعوائلهم تنتظرهم "! فلماذا لم يراعي هذه الاعتبارات مع ضباط وقادة كانوا زملاءه في الاعداد لثورة تموز وكان لهم حضور وتأثير اجتماعي مهم ، بدلا من عفوه عن مجموعة ، أقرب الى الغوغائية ، حاولت اغتياله وتصفيته بل وجرحته وكادت تقتله وقد استثمرت عفوه ذاك وتساهله في تشديد التآمر حتى انتهت الى انقلاب 8 شباط بل وعززت مسارا مؤثرا كانت له ، بعد ذلك ، آثاره الوبيلة على العراق ، شعبا ودولة وحتى اليوم ؟! مما يعزز ان المرحوم قاسم كان يتصرف وفقا لعواطفه ويزن الامور بميزان شخصي وهو مما لا يجوز مطلقا لقائد ثورة مهمة اختطت مسارا معاديا لقوى الهيمنة العالمية واستجلبت عداءا شديدا لقوى مؤثرة في المنطقة يومذاك ، وتعلقت بها مطامح ومصالح واحلام شعب فتيّ !
• رفض المرحوم " عبد الكريم قاسم " تسليح الجماهير الفقيرة التي طالبته بالسلاح عند تظاهرها في الساعات الاولى من يوم 8 شباط ، وحسنا فعل ، لاسباب كثيرة ليس هنا مجال تناولها ، لكنه ذهب الى مقره في وزارة الدفاع وقاتل الانقلابيين حاسبا انه من مقر قيادته في الوزارة سيتمكن من توجيه الوحدات العسكرية لمقاتلتهم ، اي انه ما كان يريد تسوية سلمية في البدء ، ولما لم تستجب الكثير من تلك الوحدات لأوامره ، اضطر للبقاء في الوزارة مما اوقعه في كمين محكم ثم سلم نفسه للانقلابيين في اليوم التالي ونُقل في مدرعة الى مقرهم في دار الاذاعة حيث طالب بمحاكمة علنية او تسفيره الى تركيا كما تجمع المصادر التي تناولت الحدث . الان السؤال :
1- هل كان المرحوم قاسم من بساطة التفكير بحيث يعتقد ان مثل هؤلاء الانقلابيين وباسلوبهم الدموي الذي شهد صورا منه ذلك اليوم عبر استخدامهم المفرط للقوة من خلال استخدامهم للمدفعية والدبابات والطائرات ، حتى ضد بعض الابرياء من الجماهير ، سيستجيبون لمطلبه بمحاكمة عادلة وعلنية ؟!
2- اذا كان الزعيم رحمه الله يؤمن بعدالة واحقية الثورة والاهمية المطلقة لمصالح العراق والعراقيين في بقاءها واستمرارها وضرورة دفاعه المستميت عنها كيف سلمّ نفسه في اليوم التالي لمجموعة وصفهم هو نفسه في بيانه الذي لم يذع بانهم " اذناب الاستعمار وعملاءه " وخصوصا بعد مقتل العشرات ممن دافعوا عنه ولماذا لم يقاتلهم حتى الموت وكان بذلك سيقدم مثلا اعمق واكثر تأثيرا وحافزا لاجيال من بعده على المواجهة والثورة ، ام انه هنا ايضا تصرف وفق ما املاه تقديره الشخصي وحساباته الذاتية ؟!

هذا غيضٌ من فيض لكنني احسبه تجاوز ضروري لرثائية امتدّتْ دون تساؤل ، وبكائية استحكمتْ دون تفحصّ او تجاوز ، وموضوع جدير بالبحث والتدقيق والتساؤل بدلا من التسليم ، وارجو ان اجد فسحة للعودة اليه بما يستحقه من بحث وجهد وان يغنيه الاخرون بما يمكنهم او ان يتناولوا الحدث بما يتجاوز مواضعاته المألوفة....



#عارف_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هو النصر حقاً ، ام أنها الهزيمة ؟!
- انها ليست بطولة فقط .. بل تحد للمستحيل !
- 7 اكتوبر : عظمة الدرس !
- نعم ، كان - يداً - للطاغية ، لكنه كان - طيباً - معي !
- لماذا علينا ان نكره ايران ؟!
- هل يمكن - شطب - ثورة 14 تموز من ذاكرة العراق ؟!
- هل كان خطاب السيد محبطاً حقا ؟
- مرة اخرى ..في رثاء الراحل كريم العراقي : من قتل الشاعر الفتى ...
- هل انت مع السوداني ام ضده ؟!
- - خدمة علم - في زمن تبجيل الماكييرة !
- عراق اليوم : هل بقي أمل ؟!
- عيد وطني لا يهم احدا ولا يعني احد !
- بين شمعون بيريز وابراهيم النابلسي !
- عقد ال600 .... هل قتلوا احمد الجلبي ؟
- رأس جبل الجليد الهائل !.................(1)
- غيضٌ من فيض !
- قرار المحكمة الاتحادية وذيل الشيطان !
- ريّا ن !
- هل نحن شعب ميّت ؟!
- لو كان أسانج ....


المزيد.....




- كارلا صوفيا جاسكون تعتذر مجددا.. وجاك أوديار ينأى بنفسه عنها ...
- علي خامنئي: ترامب مزّق الاتفاق النووي والتفاوض مع أمريكا لن ...
- دانيل ليفي لـCNN: هناك تقارب سعودي إيراني.. والمنطقة تريد ال ...
- إجلاء الدفعة السادسة من جرحى غزة عبر معبر رفح مع إعلان وفاة ...
- فرق الإنقاذ تواصل البحث عن طائرة مفقودة في غرب ألاسكا تحمل 1 ...
- الإدارة الأمريكية تلغي استهداف أثرياء مقربين من الكرملين
- -أكسيوس-: ترامب يأمر بإلغاء كل العقود مع وسائل الإعلام
- باسيل: لا نقبل بأن نكون في حكومة -ولاد الست- أو -ولاد الجاري ...
- مراسل RT: قتلى من عائلة واحدة بانفجار منزل فخخته القوات الإ ...
- وزير دفاع إسرائيل يستفز المصريين.. والقاهرة تبدي غضبها


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عارف معروف - 8 شباط 1963.. بعض الأسئلة !