عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 8246 - 2025 / 2 / 7 - 02:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
السلوك الأمريكي هو السلوك الامبراطوري والذي ظهر جليا وواضحا منذ سقوط الاتحاد السوفياتي والمتمثل في الاستفزاز والغلبة وفرض الشروط والدهس على القانون الدولي وما وقع في العراق لأكبر دليل على ذلك. وقد كان هذا التوجه الامبراطوري متمثلا في دكتاتورية الدولة المهيمنة على العالم باستعمال التكنولوجيا والآلة العسكرية والدولار مع الرؤساء الأمريكان ناعما ومواربا تحت يافطة التحالف الدولي وإصدار القرارات الأممية إن أمكن ذلك لكن مع ترامب اختلف الأمر وأصبح اللعب على المكشوف وهذا في حد ذاته إحراجا شديدا لدول العالم وخاصة الدول العربية لأن ذلك يظهر ضعف أنظمتها وتبعيتها للقوة الأمريكية المتغطرسة ويبين أنها كانت تأتيها الأوامر من السفارات ووزراء الخارجية وحتى من طرف موظفين درجة ثالثة فيقبلون دون تردد لمعرفتهم بردة الفعل الأمريكية لكن الآن جاءتهم الأوامر كالصاعقة على الهواء مباشرة وهذا ما صعب الأمر عليهم وجعلهم يبحثون عن طريقة للتملص من المواجهة مع الثور الهائج في واشنطن وربح بعض الوقت في انتظار بلورة موقف دولي رافض تفريغ غزة من أهلها وتوزيعهم دون عودة على بعض الدول العربية مقابل بعض المال فترامب التزم بتوسيع مساحة خريطة الكيان على حساب أصحاب الأرض والدول العربية وماضي في مشروعه وعازم على ذلك فالمشكلة الأساسية للمحتل هي بالأساس ديمغرافية بعد أن حقق التطبيع الفعلي مع الدول العربية جهرا وسرا والتفوق العسكري بعد أن تأخر العرب كثيرا في الدجل والأوهام وتفتت عرى اتحادهم وغدت كل دولة تجري وراء مصالحها الضيقة وشعوبها المفقرة والبائسة لا تبحث إلا على الهجرة شمالا وبعض الأرغبة الباردة وصناديق المزابل العامرة ببقايا المترفين وشيوخ الدين. وهذا البؤس الوجودي العربي زادته نكبة سورية ذلا ومهانة بحيث قبلوا بأن تحكمها عصابة متطرفة قادمة من زمن العصور الوسطى تحت الضغط والخوف من البعبع الإيراني وكأنهم بلعوا كلامهم ومبادئهم في لقمة واحدة عن محاربة التطرف والإرهاب وداعش والنصرة والقاعدة أليس هم من جهز ومول الإفغان العرب لطرد الشيوعيين من أفغانستان ثم تنكروا لهم وتركوهم كالأيتام في تورا بورا فعادوا فاتحين لأوطانهم بعد أن حذقوا فنون القتال والغزو والإغارة فانهارت بلدان كانت آمنة ومزدهرة في رمشة عين فكان خريف من الدماء ومأساة من الأهول لم تصمد فيها الأسود في دمشق أمام حفنة من الحاقدين بعد أن غادرت قبل ذلك الضباع لا تلوي على شيء أمام صياح المحتجين والجياع والغوغاء.
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟